أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد صقر - تحقق أمل التغيير وأصبح واقعا ولكن كيف نترك الفاسدين ؟ قراءة في حكاوي المصريين .














المزيد.....

تحقق أمل التغيير وأصبح واقعا ولكن كيف نترك الفاسدين ؟ قراءة في حكاوي المصريين .


أحمد صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 20:27
المحور: المجتمع المدني
    


تبدأ الحكاية عندما سألني أولادي ونحن خارج مصر , لماذا تركنا بلدنا وسافرنا إلي الخليج ؟ ولماذا تتقاضي راتبا يفوق ما كنت تحصل عليه من قبل ؟ ولماذا بلدنا مزدحمة بالمحتاجين والمتسولين وكثيرا ممن يسألون الناس المساعدة حتي أضحي المشهد ممزقا لقلوبنا جميعا ؟ ولماذا يغني أولادي ويحيون كل صباح في المدرسة منذ المرحلة الابتدائية نشيد هذا البلد الذي ضمنا ولم يبخل علينا حتي تذكرت أن لهم نشيدا لابد أن يعرفوه ؟ولماذا بكينا ذات مساء عندما استمعنا إلي أغنية شادية : يا حبيبتي يا مصر ؟ ولماذا أعود كل صيف متلهفا إلي بلدي فاتحا ذراعي لاحتضن كل من اقابله غير أني سرعان ما أفكر في العودة لقضاء ما تبقي من اجازتي بالخليج في حر الصيف؟ ثم لماذا غضبت وقررت ومعي زوجتي بضرورة أن نشرع في عمل طابور الصباح الذي تعلمناه من "يوميات ونيس " وننشد نشيد بلادي وعظيمة يا مصر وغيرها من الأغاني التي تربينا عليها ؟ لماذا نسمع من أهل الخليج أننا أغني منهم غير أننا نسرق كل يوم ممن غابت ضمائرهم وتحجرت قلوبهم وتوحشت نفوسهم وفقدوا كافة الصفات الإنسانية ؟ ولماذا تشاهد وأنت خارج من المطار وتلحظ هذه المشاعر المختلطة من فرحة الاستقبال وتمني كلا منهم أن يصبح مثلك وكأنك عدت من الجنة ؟ لماذا يشحذ الناس وكروش وجيوب وحسابات المحتالين السارقين فاضت حتي وصل بهم الغرور إلي استيراد الطعام الفاسد بكافة أنواعه دون رحمة أو أخلاق ؟لماذا فضحتنا أفلامنا ومسلسلاتنا حتي اصبحت اللحمة حلما كبيرا لكافة المصريين ؟ ولماذا اصر كثير من العاملين في الحقل الفني والأعلامي علي ضرورة تصوير الفساد المادي والأخلاقي والسياسي والاجتماعي في كافة مناحي الحياة دون أن تتحرك لذلك أقلام النقد والرفض ؟ والاجابة بسيطة لأن مصر تشهد عهد الاعتقالات والاحكام العرفية والتسيب والفساد وقل كل ماتشاء , وعليك إما أن تشارك وقد شارك الكثير أو أن تعتزل هذه الحياة حتي تصبح مجرد فرد يسعي للقمة العيش دون أن تفتح فاك مهما اختلفت مكانتك ومهما كنت في أي منصب لأن الغلبة للسفلة وراكبي الموجة , لذا ستصبح محل سخرية لهولاء؟ ولماذا لا تصلي لأنك إن فعلت ذلك ستحارب ؟ لماذا لا تهتف لأنك إن حاولت أن تهتف وسط هولاء الساقطين سيتحول هتافك إلي محاولة لقلب نظام الحكم ؟ وبعد أود أن أقولها صراحة أن الذي منعنا وحرمنا في كل ما ذكرته هم رجال النظام المخلوع الذي تقوي علينا وجاء اليوم لكي نطالب كوننا أفرادا عاديين من أبناء هذا الشعب أن يحاكم كل من شارك أشياع واتباع النظام المخلوع وتقلد المناصب من أعلي هرم السلطة العفنة وصولا إلي أصغر موظف تثبت التحقيقات تورطه في الاستيلاء علي أموال هذا الشعب منذ العقدين السابقين بعد أن تحصن النظام المخلوع في المارقين المدربين وغمسوه معهم في هذا المستنقع العفن واستباحوا من خلاله كل ما حرمته الأديان والشرائع حتي بلغت ثروة كبير السارقين 70 مليار دولار مضافا إليها ثروات باقي أفراد العصابة . علينا أن نعيد إلي شعوبنا هذه الحقوق المسلوبة وأن تضم إلي ثروات البلاد لإنشاء المشاريع التي تكفينا ذل السؤال للأمريكان وغيرهم .
علي قادة الجيش الذين كانوا ولايزالوا صمام الأمن والأمان لهذا البلد أن يدركوا جيدا أن التاريخ لم ينس يوما وقفاتهم المشرفة منذ التاريخ القديم وصولا إلي حرب 1973 وثورة 25 يناير 2011 حينما أحتضن الجيش شباب مصر وشيوخها ونسائها وأطفالها هذا الحضن الذي جعلنا دائما نشعر بالرفعة , كما لا ننسي شهداءنا الأبرار الذين حققوا لنا بدمائهم العزة والرفعة واطاحوا بهذا النظام الذي سيتحمل أمام الله والتاريخ مغبة ظلمهم وحرمانهم أن يعيشوا هذه اللحظات , بل والأيام الخالدة التي نحياها جميعا .
علي الجيش ألا ينسي هذه الأموال المسروقة وعليه أن يتذكر أننا لن نرضي يوما أن يضم ثري مصر الغالي جثامين الخونة والعملاء وسارقي أقوات المصريين , وسيعلم كل منقلب مكانته ومصيره , فهو دون شك بين الملفوظين وسقط متاع المارقين وهم جميعا عارا علي أنفسهم وأولادهم وأهليهم ولن يشرف أي بلدا في أي بقعة شريفة من أرض المعمورة أن تحتضنهم أحياءا أو أموات .
عندئذ أكون قد أدركت لماذا غادرت بلدي , ولماذا ليس لدي بطاقة انتخابية , ولماذا أصر علي ضرورة أن يغني أولادي وأنا وزوجتي معا أغنية عظيمة يا مصر ويا حبيبتي يامصر , ولماذا بكينا عند سماع نبأ خلع هذا النظام الساقط, بكينا وضحكنا وغنينا وفتحت نوافذ شقتي ورفعت أصوات التلفاز وادرت جهاز الكمبيوتر واسمعت كل من حولي أجمل أغاني الحرية والكرامة واعلنتها وزوجتي إنها لحظة فرح فاقت ليلة زواجي ولحظة رزقت فيها بأولادي إنها لحظة لاتدانيها لحظة إلا لحظة أن أقف بين يد الرحمن وأهلي وكل الشرفاء أمام رب العرش ويقول : يا عبادي أدخلوا جنتي يا عبادي هل أنتم راضون عني حتي أرضي عنكم يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ...لابد من القصاص علي الأرض قبل أن تلفظهم الأرض من بطونها فلا يجدون لحدا ولا مكانا يأويهم فما بالهم وعذاب وعقاب من لا ينام في انتظارهم , فليهربوا بأموالنا فغدا يحملون اوزارهم واوزار كل من ظلموهم علي اكتافهم , يوم يفرح كل من ظلم وهم لن يفرحون .



#أحمد_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم العولمة وصراع الحضارات .
- مفهوم الثقافة وخصائصها في عصر العولمة .
- ثقافة التغيير بين القبول والرفض.. الشعب يغيير والرئيس والحاش ...
- السلطان الحائر ..الرؤية النصية وقضايا الديموقراطية
- قراءة نقدية تحليلية في اطار نظرية التلقي لمسرحية اللصوص للكا ...
- ازدهار العلاقة بين المسرح والمجتمع في الفترات الثورية .
- أزمة الإنسان الأوروبي والأمريكي في أعقاب الحرب العالمية الثا ...
- مصطلح السينوجرافيا بين أوديب ملكا والأيام السعيدة
- المونودراما ..قراءة في نصوص وعروض مسرحية .
- المسرح التحريضي ( الإثارة- الدعاية ) في أمريكا
- المسرح السياسي في أمريكا
- المسرح أحد وسائل الاتصال الجماهيري وعلاقته بالمجتمع
- القضية الاجتماعية في المسرح المصري (سعد الدين وهبة نموذجا )
- قضايا العولمة الثقافية وموقفنا منها
- العولمة الثقافية
- النقد النسائي (النسوي)
- نظرية العرض المسرحي في المسرح العرائسي للطفل
- تاريخية العولمة والقوي التي دفعت العالم إلي التغيير
- الارشادات المسرحية في مسرحية الزفاف الدامي للكاتب الاسباني ل ...
- البيئة العربية في مسرح لوركا الاسباني


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد صقر - تحقق أمل التغيير وأصبح واقعا ولكن كيف نترك الفاسدين ؟ قراءة في حكاوي المصريين .