أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أناقة محمد أنور السادات















المزيد.....

أناقة محمد أنور السادات


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 19:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كما يتخذ الملوك والزعماء العرب بعض المؤسسات المدنية واجهة يخدعون فيها الناس والبيت الأبيض يخفون خلفها مؤسسات القمع والاستبداد كما أيضا يتخذون من الملابس التي يلبسونها رمزا لقوتهم ورمزا لقوتهم وصولجانهم ويقال مثلاً بأن الرئيس المصري الراحل (محمد أنور السادات) هو أول رئيس عربي استعمل الديكورات من أجل تحسين صورته ومظهره العام أمام الشعب المصري والشعب العربي بكامله على امتداد خريطته من المحيط إلى الخليج وذلك أسوة بسلفه جمال عبد الناصر الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة دون أن يستعمل مساحيق التجميل والديكورات السياسية, فحين استلم السادات السلطة لم تكن الناس تعرف هذا الرجل الجريء والشجاع في كل شيء لأنه كان يعمل في الخفاء وخصوصا مع المثقفين حتى يوم اغتال وزير المالية المصري (عثمان أمين) زمن الملك فاروق الذي كان عمل الضباط الأحرار وقتها سرا والذي تبعه قبله وبعده بسلسلة اغتيالات سياسية بدأت بدولة (الدكتور أحمد ماهر) حين أعلن في البرلمان المصري الحرب على ألمانيا سنة 1945م من قبل الوطنيين ....إلخ فحين حضر السادات لم تكن له أمام الرأي العام شخصية البطل الكرازماتي وكان ينظر إلى الرئيس ألقذافي الليبي وهو يطبع على قميصه صورة جمال عبد الناصر الأمر الذي يثير الغيرة والمواقع الباردة وغير الباردة في مخيلة الرئيس السادات فأراد تلميع صورته أمام العالم كما يلمع اليوم رؤساء الدول العربية والملوك صورتهم أمام الرأي العام بالحرية المزيفة وبالديمقراطية التي يهاجمون أصحابها ويقتلونهم بالجوع كما يحدث في المملكة الأردنية الهاشمية التي تدعي الحرية والديمقراطية وبنفس الوقت تخنق بكل من ينتسب إلى نادي ثقافي أو مؤسسة مجتمع مدنية , وبالنسبة للسادات كان في البداية قد بحث عن تلميع لصورته من حيث الشكل والمظهر قبل العُمق والجوهر لأنه باتفاقية السلام كان قد خسر كثيرا من شعبيته أمام أنصار القضية الفلسطينية انتهت باغتياله نهائيا بطلقتين في الصدر والركبتين في استعراضٍ عسكري اشترك فيها أفراد من الجيش أعدم أغلبهم رميا بالرصاص في إحدى الثكنات العسكرية والبعض أُعدم إعداما عاديا .....إلخ وقد استعان السادات بخبراء أمريكيين من أجل تلميعه أمام الشعب المصري نظرا لأنه خلف الرئيس جمال عبد الناصر الذي له شهرة وكاريزما مميزة واسعة ومحبة كبيرة عند المصريين والعرب كما قلنا وحتى اليوم ما زال بعض الموهومين بعبد الناصر يطلقون على أنفسهم لقب (الناصريون) والمهم أن هذه المسألة سببت للزعيم السادات عقدة نفسية فعمد إلى خبراء يلمعون صورته لكي تكون له هيبة قائد سياسي محنك وحكيم فبدأ بملابسه فكان على الدوام أشيك حاكم عربي في أسلوب ارتداء ملابسه بل وكان من أشيك خمسة حكام في العالم هو يأتي في الدرجة الأولى وعلى رأسهم جميعاً وبعد ذلك في خطاب جماهيري أعلن عن محاربته لمراكز القوى التي أساء بها جمال عبد الناصر للمثقفين ولأساتذة الجامعات وللصحفيين وعلى رأسهم مصطفى أمين مؤسس الصحافة الحرة في العالم العربي وهذا العمل الذي قام به من إلغاء لمراكز القوى وإلغاء لسجن (ليمان الطُرة) كان قد شجع على احترام المثقفين له من أمثال كاتب راقي جدا في أسلوبه مثل توفيق الحكيم الذي قال يوم وفاة السادات (السادات ده مكتوب اسمه على أيدينا كلنا بصوا وشوفوا هنا مكتوب 18 وهنا على ايدي اليسار 18) أي أنه يشير إلى أن السادات ولد سنة 1918 واغتيل على يد إسلام بولي ورفاقه سنة 1981م مما أضحك المثقفين التنويريين من مشهد مضحك على قصة رحيل زعيم أتراجيدية جدا وكان يوم اغتياله يرتدي بزته العسكرية التي صنعها له خبراء ألمان على نمط اللباس العسكري النازي وأضاف لنفسه نجمة على البدلة العسكرية لم تكن معروفة من ذي قبل قد خص نفسه بها وكان دائما ما يحمل بيده عصا اسمها (العصا الفرعونية) رمز الصولجان والقوة عند الفراعنة والحظ السعيد والتي تحمي صاحبها من أعداءه يتأبطها يوم يرتدي بدلته العسكرية ....ويوم اغتياله خرج من منزله ولم يحمل العصا الفرعونية بيديه مما اعتبرته السيدة (جيهان السادات) بعد ذلك في مقابلة تلفزيونية نذير شؤم عليه قد شعرت به حين وجدت العصا ما زالت خلف الباب لم يحملها بيده وهو خارج من القصر ورفض أيضا يوم اغتياله ارتداء القميص الواقي من الرصاص لأنه كان محافظا على شياكته واعتبر القميص الواقي مخربا لمظهره الجميل فيظهره بدينا بعض الشيء ومنتفخا وقال يومها لجيهان السادات شاكيا من القميص (يعني لو جات رصاصة على راسي مش حموت؟يبقى ألبس على راسي كمان قميص؟) لذلك رفض ارتداء القميص الواقي من الرصاص وفضل بدلته المميزة عن بدلة عبد الناصر التي كانت عبارة عن بدلة خفيفة بكارفته خفيفة ولم يكن عبد الناصر مهتما بالمظهر ما عدى النظارات السود لأن سمعته الجوهرية كانت تسبقه فلم يكن بحاجة إلى تنظيف وغسيل وتلميع فكانت النظارات السود التي كان يرتديها أحيانا تُظهره مثل أم كلثوم وكانت أيامها تعتبر تلك النظارات (نيو لوك) مظهرا جديدا يظهر به الرئيس المصري مثله مثل نجوم السيما الذين يقفون أمام الكَمِرهْ, ولم يخطف من السادات لقب الرئيس الشيك أو الأنيق إلا (حامد قرضاي) فهو يعتبر أشيك رئيس جمهورية عرفه التاريخ غير أن أناقته سببت له كثيرا من الانتقادات خصوصا من حماة البيئة والرفق بالحيوان لأن سيادته يلبس قبعة مصنوعة من صوف خاروف رضيع تضرب أمه وهي به حامل حتى تسقطه ويسلخ جلد الجنين عن بكرة أبيه وهو على قيد الحياة لكي يبقى محافظا على الصوف القاسي .

وقبل عام تقريبا من سقوط نظام حسني مبارك في القاهرة خرج في الشوارع وهو يطل على الناس بقميص شباب نصف كم لكي يقول للشباب بأنني شباب مثلكم ومع تطلعاتكم وتوجهاتكم وبهذا يصبح المظهر العام عند الحكام العرب أو حكام العالم الثالث منبرا أو رسالة خطية يوجهونها لشعوبهم فحكام الخليج يحافظون على الألبسة الفلكلورية دشداشة وعقال وشوره وهي دليل على رفضهم للحياة المدنية والحرية والديمقراطية ومساواة المرأة بالرجل التي لا تقبل به العقليات البدوية وكذلك الملك عبد الله ملك الأردن يوم يذهب لزيارة قبائل الجنوب فإنه يرتدي ملابسا بدويا تدل على أنه بدوي مثلهم ويميل إليهم وإلى حياة البداوة كما كان يميل لتقليد والده المغفور له الملك الحسين, والملك عبد الله وشيراك الفرنسي امتازوا بلبس القمصان الرياضية لبلدانهم كدليل على اعتزازهم بالرياضة ودعمهم لها , ومظهر الرئيس وملابسه الشخصية اليوم لها خبراء يديرونها فالمسألة ليست فلتانا أمنيا لأن الملابس قبل أن تكون واقية من الرصاص تكون عبارة عن رسالة شخصية من ملك أو رئيس إلى أمة وحضور الحاكم الصلاة يوم الجمعة في وسط البلد هي أيضا اخبار عن رفضه للحرية وللديمقراطية وتمسك الحكام بالإسلام الذي يقمع الحرية وبالديمقراطية هو من أجل رفض الحاكم لسياسة التغير في الدستور والحقوق المدنية للنيل من كرامة الأمة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد الملوك لا يحتاج إلى دليل
- نص كلمتي بمناسبة عيد ميلاد ولدي علي اليوم
- مأساة أللواء محمد نجيب,أول رئيس لجمهورية مصر العربية
- وسادتي
- ليس لدينا كرامة ندافع عنها
- من يستفيد من هذا الدرس؟
- المسحوق الأردني
- فشل المخابرات
- ارحلو نريد أن نرى وجه ألله
- حفلة وداع وتعارف
- اصلاحات جلالة الملك
- مبروك الحكومة الجديدة
- المساعدات الأمريكية
- أكثر شخصية مكروهة في الوطن العربي
- من يسقط النظام؟
- مخلوق للكتابة
- من يحمينا؟
- المحبة تُغير شكلي
- هل تحبني حبيبتي؟
- شرف المهنة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أناقة محمد أنور السادات