أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - ماذا يريد البابا شنودة؟














المزيد.....

ماذا يريد البابا شنودة؟


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 23:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بداية أقر إنني لست من الإخوان المسلمين وإنني لا أؤيد سعيهم لإقامة دولة دينية في مصر ولي مقالات عديدة ومنشورة منذ سنوات قمت فيها بتفنيد برنامجهم السياسي الذي ينص على عدم جواز تولي الأقباط رئاسة مصر وبنود أخرى غير مقبولة عن المرأة والسياسة الاقتصادية.

وقناعتي الشخصية كانت ولا زالت و ستظل أن المواطنة هي أساس منح الحقوق والواجبات في أي مجتمع ناجح ينشد التقدم والعدالة الاجتماعية والسعادة لجميع مواطنيه، وقناعتي أن الدين يمثل اعتقادا موروثا لا يمكن لأحد تغييره بسهولة ولا يمكن أن يكون أساساَ للتصنيف و معاملة الناس مثله مثل اللون والأصل والجنس والانتماء العرقي واللغة وخلافه. فهذه كلها معطيات نأتي للعالم مزودين بها ولا حيلة لنا في اختيارها.
ولكل الحساسيات المرتبطة بالأديان، قامت المجتمعات الحديثة والمتقدمة على مبدأ فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية لتفادي استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية والادعاء بتمثيل إرادة الله من أجل استبداد الشعوب وقد سبق أن كتبت عن هذه العلاقات ولا داعي للتكرار.

كان لابد من هذه المقدمة كمدخل لما أود أن أعرض له في هذا المقال ألا وهو الإشارات والنداءات المتكررة الصادرة عن قداسة البابا شنودة في هذه الأيام ..أيام ثورة الغضب ضد أسرة الطاغية مبارك راعي الفساد والاستبداد الأول في مصر على مدار الثلاثين عاماَ الماضية وهي فترة عانت فيها مختلف طوائف الشعب المصري بما فيهم الأقباط كل أشكال الظلم والاضطهاد والامتهان والفاقة وضياع الأمن و الأمل والانتماء لدى الشباب في ظل أوضاع استشرى فيها الفساد في كافة مفاصل وأجهزة الدولة والرئيس مشغول بتدعيم صلاحياته ونفوذه من خلال إفساد كل من حوله، لم يبالي مبارك أبداَ باتساع دائرة الفقر يوماَ بعد يوم حتى أصبح نصف سكان مصر جوعى ومتسولون .

وإزاء سواد الصورة وإحباط ويأس الشباب قامت ثورتهم العظيمة التي يبذلون فيها أرواحهم ودمائهم الطاهرة من أجل خلاص مصر من الفرعون وزبانيته ومن أجل مصر نظيفة وطاهرة من كل سوءات مبارك وبطانته الفاسدة.

"البابا شنودة يجدد دعمه للرئيس مبارك" كان هذا عنوان خبر نشر في أكبر صحيفة اليكترونية قبطية في مصر وفي تفاصيل الخبر ما معناه أن البابا اتصل بمبارك لتجديد دعمه له ولحثه على البقاء في الحكم ضد رغبة الثوار الشباب الذين يطلبون منه الرحيل الفوري و الكف عن تخريب مصر.

البابا يقول لمبارك "أن عليه ألا يرضخ لإرادة عدة ألاف من الشباب لا يمثلون بأي حال أكثر من 85 مليون مصري يرغبون في بقاءه في السلطة!!
وقبل هذه السقطة غير المفهومة من رجل مشهود له بالذكاء والحكمة، كان للبابا مواقف محبطة في تأييد توريث مصر لأبن مبارك كان يعلنها جهارا في كل المناسبات دون مراعاة لمشاعر غالبية الشعب المصري التي ترفض مهانة التوريث.

لدي أسئلة كثيرة حائرة لقداسة للبابا أتمنى أن أعرف إجابة لها منه أو ممن يؤيدون وجهات نظره:

• هل يتحدث البابا شنودة باسم أقباط مصر في كل هذه القضايا المصيرية أم أنه يتحدث عن نفسه؟.


• ألم ترى يا قداسة البابا ألاف الأقباط الشرفاء في ميدان التحرير وهم يقيمون قداسهم يوم الأحد 6 فبراير ومعهم آلاف المسلمين من أجل خلاص مصر من الطاغية؟

• ماذا قدم الطاغية للأقباط غير المزيد من الاضطهاد الذي لم يعرفوه من قبل عبر تاريخهم الطويل في مصر؟

• ـ كيف هان علي البعض تحقير ثورة الحرية و الكرامة التي قام بها الملايين من شباب مصر مسلمين وأقباط وماتوا و جرحوا و قمعوا بوحشية من اجلها؟

• هل يمكن ائتمان من قام بتخريب مصر على مدار 30 عاما بإصلاحها في ستة أشهر ؟ هل تعتقد حقاَ أنه يمكن إرساء أي استقرار و سلام على قواعد ينخر فيها الفساد؟

• هل تعتقد انه من الحكمة عزل الأقباط عن الثورة وإظهارهم بمظهر المناهض والرافض لها رغم علمكم بأن غالبيتهم يتعاطفون معها ويدعمونها لأنهم يفهمون بأن من قاموا بها شباب لا ينشد أي دولة دينية في مصر وإنما ينشد دولة ديمقراطية يسود فيها العدالة والحرية والمساواة للجميع.

وبعد فقد كنا نطلب من مبارك أن يسمعنا على مدار 30 عاماَ ولكنه لم يسمعنا أبدا. فهل تسمعنا يا قداسة البابا؟



محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري
[email protected]



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ننسى أيها الطغاة
- الدين والاستبداد والثورة
- الثورة التونسية وانعكاساتها المستقبلية
- أن تكون متديناَ
- اللغة العربية تحتضر
- عرض مبسط لآخر تطورات الاقتصاد العالمي
- نداء إلى المسلمين والمسيحيين في العالم العربي
- صراع العلم والدين..الى أين؟
- خريف الرئيس
- وفاة أعظم مفكر عربي معاصر د.محمد أركون
- عودة الحمار ( الجزء الثاني )
- عن الكرة و السياسة والفساد في مصر
- الشعوب العربية ومعضلة رجال الدين
- البرادعي والسفيرة الأمريكية
- الاقتصاد والعولمة
- البقاء للأقذر
- ذكريات حب الطفولة
- البرادعي و الإخوان المسلمون
- خناقة على من يركب الحمار
- هل يمكن أن يأتي الإصلاح في مصر من الداخل؟


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - ماذا يريد البابا شنودة؟