أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد الديوان - قراءة في رواية عابر سرير















المزيد.....

قراءة في رواية عابر سرير


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 3232 - 2010 / 12 / 31 - 18:17
المحور: الادب والفن
    


احلام مستغانمي في ثلاثيتها ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سرير، تسجل يوميات ثائر فقد ذراعه ابان الحرب مع الفرنسيين، و مصور (صحفي) من جيل ثورة الجزائر يحمل جسده عطلا (شلل في يده) نتيجة طلقة من قوات الامن في مظاهرة. لتؤكد فشل الثورات (حركات التحرر العربي) في تحقيق طموحات الشعب بعد الاستقلال. وربما هو العجز الفكري لما بعد الاستقلال، وربما نتيجة الحلم بالمدينة الفاضلة (احلام قدمها الثوار وفشلوا في الوفاء بها) وربما بسبب الاطماع الشخصية لقادة تلك الثورات. ولم يتخلص الثوار من ازدواجية الشخصية التي اشار لها نجيب محفوظ في ثلاثيته (قصر الشوق والسكرية وبين قصرين) عبر بطله سي السيد (سيد عبد الجواد). والاخير يتعبد في داره والمسجد وصارم في الحفاظ على التقاليد وله لياليه الحمراء ويدعم الثوار بل شجع ولده فاستشهد في ميدان النضال.
ويتقمص المصور (الصحفي) شخصية الثائر (خالد بن طوبال) وينتحل اسمه في كتاباته اسما مستعارا، تعبيرا عن اعجاب جيل الثورة بقادتها واشارة الى حالة قمع ابان حكم الثوار من اجهزة الامن او من المجاهدين وقتها. وقد تكون اشارة غامضة لتورط اجهزة امن الثورات بمثل تلك الجماعات التي دعمتها العديد من الحكومات لتحجيم قوى اليسار الديمقراطي. ويلتقي المصور ذلك الثائر بدوافع اخرى غير الثورة وبطولات الرجال!، بل عبر علاقة مشوشة مع فتاة (حياة)، مثقفة واكاديمية تزوجت من قائد امني. ويتضمن حوارهما تعريفا للثورة بكونها نتاج تخطيط الدهر والظروف، وينفذها الاغبياء ويجني ثمارها السراق. ويتكرر المشهد في العالم العربي، فيفقد البعض حياته (شهيد) والبعض الاخر مستقبله في السجن وغيرهم يفقد صحته، ويجني ثمارها غيرهم، وربما تسعد الذكرى الطيبة المناضلين، ومنها تمجيد الشعراء:
سلام على جاعلين الحتوف جسرا للموكب العابر
وينتهج الحكام الثوار اساليب اكثر عنفا لاذلال ضحاياهم وربما زملائهم بالنضال. وتنقل مستغانمي تفاصيل اذلال والدة احمد بن بلة اثناء زيارته ابان حكم هواري بومدين بعد سنتين من سجنه، لتموت كمدا بعدها. وتمكن السلطة بن بلة بعد 15 سنة لزيارة قبرها. لقد حولوه من نسر في سجون الفرنسيين الى عصفور في سجونهم. وعندما زارته في سجن الاستعمار الفرنسي شجعته. وتكررت هذه الظاهرة في العراق ومصر وسوريا وغيرها في تحول للثوار الى حكام تجاوزوا قسوة الحجاج بن يوسف الثقفي.
وينطلق العنف باسم الاسلام لتنقل مستغانمي احداثه عبر احاديث جيل الثورة. علقت الجماعات الاسلامية الرؤوس المقطوعة على الاشجار، بل لغموها لتنفجر بمن ينزلها او يقطفها!. وصدرت فتاوي توضح تضاعف الاجر في الاخرة عند الذبح بنصل غير حاد! امعانا في تعذيب الضحية. وكفروا من يعمل بالدولة. ولم تنفع اساليب الحماية من تلك الهجمات فحين وضع ابن اخ الثائر البطل (الرسام)حديد على باب منزله ليقيه مثل تلك الهجمات، اقتلعوه وقتلوه. انهم يقتلعون من الجذور من يحاول ان يفكر، فقد اغتالوا اساتذة الجامعات والاطباء وغيرهم من رجال العلم ولم يستثنوا عمال المساطر. ودفعتهم فتاوي الجهاد من اكثر من مصدر اسلامي، فكان للموت اكثر من طعم، ويعدد بطلي مستغانمي اساليب الموت مرورا بالعراق ، ولم تستثني مستغانمي الطائرات التي حملت جثاميين المصريين في الثمانينات. وتورد لنا طرفة حين تعارف عربيان قال احدهم انه من المهلكة والاخر اوضح بانه من ام المهالك. ويتكرر مشهد في اضطهاد المفكرين عبر التاريخ العربي؟ ولن يردع الحاكم العربي كونه لم يقم بثورة وغامر بحياته.
عبثية المصور في شراء فستان غالي الثمن لامراة قد لايراها! زوجة قائد امني اكاديمية تعمل بالادب (حياة)، وشراء لوحة رسمها بطل الثورة (خالد) بكل ثمن الجائزة التي فاز بها، تمثل حياته في احلام اليقظة. ويعلل شراء فستان بذلك الثمن لانه يعادل الضوء المنعكس عن عن ظهر فتاته. و شعوره بالذنب لتعامله مع نساء البطل الثائر، بين حين واخر، لا يمنعه من الاستمرار بذلك الشكل. لم تحشر مستغانمي تلك الاحداث بل نقلت جانبا من تفاصيل الحياة بعيدا عن اعراف مجتمع تحرسه جماعات الارهاب وقوى امن الدولة، وتفاصيل تلك الممارسات طبيعية في باريس!. انها من اسرار الناس في كل مكان، ومارسوها بعيدا عن عين تلك السلطة والارهاب او بعيدا عن الاعراف المكرسة بحمايات غير منظورة. وهدف تلك الجماعات حكم ثيوقراطي في بقعة محددة جغرافيا، والتاريخ يحدد شكل ذلك الحكم، حين وفرت الفتوحات اموالا وجواري للولاة والاغنياء وقادة جيوشهم ابان الامبراطوريات العربية.
وعند وفاة الرسام خالد، يضطر المصور لبيع اللوحة لشراء تذكرة نقل الجثمان فقد تناست الثورة ابطالها. وفقد الابطال بريقهم لدى عامة الناس. يشتري اللوحة بسرعة ثري فرنسي من ذوي الاقدام السوداء، وهم من ادارة مزارع الجزائر ابان احتلال فرنسا لها. مساعدة عدو سابق حاربه الرسام او الثائر، في مفارقة غريبة فهي مساعدة في ثمن نقل جثمان بطل نساه قومه وزملاؤه الحكام. وتسرف مستغانمي في تفاصيل توديع الاكاديمية واخوها (من الجماعات الاسلامية) لجثمان خالد، وتبرز برودة الفتاة تجاه الاحداث.
في يتمه المبكر تنقل المصور من سرير الى اخر، وعبر اسرة قريباته اثناء طفولته. وعند رجولته عبر اسرة فتيات تعرف عليهن في الجزائر وفرنسا. وقبله كان والده يلتقي بفتياته في الدار بحجة اجتماعه مع المجاهدين الجزائريين! ويطلب الطريق من العائلة التي تتجمع في غرفة. وعندما كشف المصور في مراهقته السر، نهرته جدته بان المجاهدين يتنكرون بزي امراة، وعرف عندها مديات الصدق والكذب والغش.
ثلاثية مستغانمي تغطي حقبة بعد ثلاثية نجيب محفوظ. فالاستقلال لم يحقق العدالة ولا الحرية ولا الديمقراطية ولا الرفاه الاقتصادي وغيرها من احلام واماني الشعب. وظهر ذلك واضحا في ذاكرة الجسد http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=164993
وواضحا في فوضى الحواس http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=177196
ويعكس هذا الطرح شجاعة من مستغانمي، تفتقدها دراسات التاريخ وغيرها حين كرست انجازات بسيطة للاشادة بتلك المرحلة ورجالها حين تحولوا الى رموز.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاوضاع الصحية في العراق 1945 – 1958 في اطروحة دكتوراة
- وزارة الصحة تساهم باعداد الدراسات الطبية العليا
- الامتحانات في كليات الطب: اوسكي OSCE
- الحكيم فرحان باقر والطب العراقي المعاصر
- قراءة في مدن الملح -التيه-
- مقعد تعويضي للديمقراطيين
- سلس البول في اطروحة دكتوراة
- مؤتمر للكلية الملكية البريطانية في بغداد
- رد على رسالة الدكتور كاظم حبيب لقوى التيار الديمقراطي العراق ...
- الشلل الرخوي الحاد
- الوردي في برنامج بالعراقي
- احلام اليقظة
- انتخابات في الشرق الاوسط
- في اجتماع للمجلس العربي للاختصاصات الطبية
- ندوة للحزب الوطني الديمقراطي في المحمودية/ بغداد
- هوامش حول القمة العربية في الدوحة
- اللقاء الديمقراطي نواة لقطب ديمقراطي في العراق
- ابطال بين الماض والحاضر
- تحالفات بعد انتخابات مجالس المحافظات
- عبد الزهرة غضبان = عبد الزهرة مال الله في العراق


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد الديوان - قراءة في رواية عابر سرير