أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم عبد مهلهل - انا ودمعتي وباريس وعكد الهوى* ...............!















المزيد.....

انا ودمعتي وباريس وعكد الهوى* ...............!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 22:49
المحور: المجتمع المدني
    


انا ودمعتي وباريس وعكد الهوى* ...............!

نعيم عبد مهلهل

(( دُختْ وانا ادور في في متاهةِ شفتيك ِ.وانا اعرف ان قطب الارض فيما اتمناه فيكِ))

1
خلق الله المرأة فقط ليجعلَ لروح الرجل طباعاً أزلية قادرة ليصنعَ بها شيئاً أسمه الحضارة .وباريس امرأة .
خلق الله المدن ليجعل الرجل يستوطن المكان عندما يشعر أن ممارسة غرامه مع الوردة تحتاج الى مؤى ، ومأواي مدينة أسمها ( الناصرية ) .بطيخة بحجم شفاه ملكة جمال لم تكمل الثامنة عشر بعد .ماؤها عسل .وقشرتها قميصاً ارتديه متى يسكنني الشوق بكتابة القصائد السريالية والأساطير ورسم اراجيح صنعها الانبياء لمريدهم من جذوع نخل واناشيد مندائية .وما تتحفنا به حنجرة حضيري ابو عزيز وهو يغني بيونانية صافية اغنيته الأغريقية ( عمي يبياع الورد ..كلي الورد بيش )..
خلق الله خفقة القلب لتشعرنا بالخوف يوم يقترب منا ظل مكان فارقناه منذ الف قرن هجري وبالرغم من هذا لاعزاء للتماثيل حين تقف جامدة وقربها تنتصب الصور التذكارية في متاحف الشمع والشوارع النائية أو على أرائك الغجر وهم يؤدون رقصاتهم الجاحدة بأمميتهم ولغز اصلهم وشهوة الجنود الآتين من اجازات الحرب وهم يطرقون خيام ( الكاولية )*قبل ان يطرقهم الموت بشظاياه وقناصيه..!
أتجول في باريس ..ابحث عن عكد الهوى ..عن بقلاوة ( علي الأعمى ) عن لافتة كاظم الحلو الحباب التي يستنكر فيها اسمه فكيف يجاز في الخليقة ان يكون الاسم مشتركاً بين مخبول طيب ومطرب شهير اسمه كاظم الساهر ...
تجيب الممثلة الفرنسية كاترين دينوف عن هذا الهاجس في حوار لها مع صحيفة اللومتيه : الأمر يخضع لمفارقة أن لامارتين الشاعر الفرنسي انساناً .واسامه ابن لادن امير القاعدة هو انسان ايضا، وأضيف اليهما مجانين مدينتي ( الناصرية ) من إكريم كوت الى شوغه النسره هم أناس ولهم ما عند لامارتين من اعضاء بشرية وشوغه النسرة لها نهدين مثلما لكاترين دينوف غير أن فاشية البيئة والخرائط والامكنة حكمت على مجانيننا ليصيروا سكان مزابل وتسول وحكمت على مجانين اخرين ليكونوا شعراء وملكات جمال وامراء منظمات قتل وارهاب ...
في باريس قرأت كل هذا التناقض .وابقيت لعيني شهوة الشوق لمدينة ودمية من الطين والتبن تركتها هناك قرب دكات معابد بيوت القصب في قرية فرحان* او ريف السديناوية او خرائب اور حيث يقال والعهدة على ( التوراة ) ان نبي الله ابراهيم ولد فيها ..قرأت فصول تواريخ تيه القدر البشري والتناقض والتحضر والوضع المرتبط برغيف الخبز وذائقة سماع الموسيقى ونمط العيش.
اتجول في اللوفر .واصعد برج ايفل .واجلس في مركب يتهادى في نهر السين وانا اعبر من تحت جسور عصور المدينة فأتخيل امي مسماية ( 85 ) عاما وهي تعيش ليوم وحيدة في محلة السيف .لا انيس ولا ونيس ولم تسكن عيونها المنطفأة سواي انا البعيد عنها بُعدَ حماس السيد الحبوبي عن حماس من يسرق قوت الشعب وحلم الشعب وثورة الشعب ...!
لقد مللنا من الثورات ، نريد الحدائق .
هكذا كتبت انا مرة عندما اعلنت وكالة انباء شنغوا الصينية وفاة ماو تسي تونغ .ويبدو ان الصين اخذت بنصحيتي وصارت اليوم واحدة من اقوى اقتصاديات العالم ..!
تسألني حبيبتي البيروفية :وكيف نقضي على الطغاة اذن .؟
قلت : ببنادق دموعنا وعطر الزهور ......!
هَمستْ وهي تستهزء من ردي :انت اذن اكثر فاشية من موسليني......!
في جنوب الله المعبئ بالمعابد والزقورات وفسائل النخيل والمدارس الابتدائية الايلة للسقوط يعيش ابناء طائفة دينية هم من اقدم سكنة وادي الرافدين اسمهم :الطائفة المندائية .وفي المتداول الشعبي يعرفون بالصابئة .وفي ققه الديانات يسمونهم المغتسلة لانهم وهم ( صاقدين ) بان الماء كفيل بغسل كل الذتوب وانه اصلح هواجس الوجود لتطهير النفس وتعميد دموعنا بنسيان الخطيئة والمعصية وذهاب من نحب الى حضن اخر ..
هؤلاء الناس يملكون طيبة مفرطة وحسا كونيا بالاشياء يقوم على معادلة ميتافيزيقية وروحانية تعتمد الاتصال الغيبي بمن هو بعيد .وكانوا وحدهم لقادرين ان يستحضروا النجمة في عز ظهيرة النهار ووحدهم من يتعامل مع بريق الذهب بحفر طلاسم ارواحنا على خواتمه وقلائده وحجول المعديات الآتيات من دهشة مشيتهن الانثوية وهن يحملن على رؤسهن عشرات قدور اللبن وبوضع فيزياوي يشبه من يحمل ناطحة سحاب فوق رأسه .والسر أن هذه القدور لاتسقط من رأس المعدية مهما ارتفعت...
هؤلاء الناس يكشفون غيب المدن ببساطتهم وطيبتهم وفطرتهم هم اناس ايضا .لكن الانسان ابن لادن وغيره من ظلامي الموامس التاريخية يفتون بعدم احقيتهم ليعيشوا كديانة من الله ..ولهذا هم مثل دمعتي .صنعوا من دمية الطين جواز سفر وهاجروا الى كل الدنيا وهم اكثر ابناء الرافدين من يمتلكوا اسهما في الطابو الوطني وقسامه الشرعي .........! .
صادفني احدهم امام المونليزا تأملناها سوية وسوية اعدنا بيت شعر امرؤ القيس القائل :انا غريبان ها هنا ..وكل غريب للغريب نسيب..!
في باريس تكتشف أن الوردة والمكان ونزهة المساء هما اثمن الف مرة من مجالس النواب .ومجالس الامن .ومجالس الثرثرة ...
تكتشف ان الحلم بمقدوره ان يعيش ثمالته الصوفية في شفتي امراة تعرفت عليها لأول مرة ولكنها تعطيك كما لو انها تعرفك منذ الف قرن مصنوع من زنازين وجنرلات ودموع اباء لم يمنحهم الرزق فرصة توفير الخبز ليومنا .وغدا جمعة .فماذا نفعل سوى ان ننام جياعا ليومين ..!
اتخيل المدن ...اتخيل شهوتي وقصيدتي وشارع الهوى ...........!
آه ايها الهوى ..من يشتري قبلتي دون ان ادفع انا ...حتما ليس سوى المدينة التي ولدت فيها من يفعل ذلك..
المدن تمنح بالمجان وتأخذ بالمجان ولكن لابناءها فقط ..........!
أن روح البابا .وآية الله .والكاهن البوذي .وكونفشيوس .وعراب القرية الملحدة .وحاخام الكنيست .وكنزفرا المندائيين .ومطربة التراتيل الهندوسية لقادرين على صناعة عالم اجمل عندما يضعوا الوردة في مقدمة قداساتهم....!
في باريس وانا اتجول .اكتشفت ان مدن الطفولة قد تصير مؤجلة مع اغراء ما نراه الان ..ولكن نسيان المؤجل صعب ، وحقير من يفعل ذلك .
كان رامبو الشاعر الفرنسي يبيع البنادق لملك حبشي في افريقيا عندما قال له اخفض من سعرها ايها الفرنسي الحقير .قال له :ارجو ان تعدل العبارة وترفع منها الفرنسي لأرضى بها عن طيب خاطر...!
هذا هو الانتماء والمكان وعطر عكد الهوى ..
هناك الارائك تشبه النساء .والتنزه يشبه احمر الشفاه ..وذكورتنا انوثة عينيك اللتين تشبهان تاج الملكة البريطانية التي وصلت عامها المائة ولا ترضى ان تموت.....!

هامش :
ــــــــــــــــــــــ
* عكد الهوى :الأسم الاول والقديم لأشهر شارع في مدينة الناصرية /جنوب بغداد 360 كم.
* قرية فرحان :كانت بمثابة حي الفقراء في الناصرية وكل بيوتها من القصب .هدتها الدولة قي بداية السبيعينات وهجرت اهلهم بعد ان بنت لهم حيا اخر في شمال المدينة واسمته مدينة البكر وتغير بعد عام 2003 الى مدينة الصدر .
*الكاولية : مايطلق على الغجر في العامية العراقية .

باريس...حدائق فرساي / 30 تموز 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرية وعبد الرزاق الزهيري ..........!
- دار الجمل للطباعة والنشر ومحنة الأميرة البابلية ماري تيريز أ ...
- حوار مع المفكر الشيعي والمثير للجدل احمد القبانجي
- سرمد الطائي أدفع التعويض.واكتم كما الكاتم ....!
- العراقيون وإبراهيم تاتليس ......!
- نجاة الصغيرة ...هل يسمعها النواب في العراق ....!
- المندائيون في هجراتهم فوق الغيوم .........!
- الأجانب والمعدان ..المنصف الحقيقي
- الأهوار ( العطش بين قربة العباس ( ع ) .وبندقية عبد الله أوجل ...
- الناصرية بلد المليون عريف ........!
- فصل من رواية ( الشفاه تحرق الفلفل الأحمر)
- قمر لوركا ..قمر الناصرية ..قمر عينيك..!
- المطرب رعد الناصري رئيسا لوزراء العراق ....!
- شيء عن حضارة المجانين والقياصرة....!
- أيام الدشداشة* والخرخاشة* وسارتر ......!
- بَسْ ( أنتَ وحديقتكَ تصلحُ عطراً لأخلاقِِ هذه الأرضْ)..!
- شيء عن المطرب مسعوده العمارتلي ...
- الفرات المندائي ..........!
- كمال سبتي وأيميل آتٍ من البيت الأبيض..!
- أمهاتنا ( نعيٌ بطعمِ الدمعة )


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم عبد مهلهل - انا ودمعتي وباريس وعكد الهوى* ...............!