أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - فصل من رواية ( الشفاه تحرق الفلفل الأحمر)














المزيد.....

فصل من رواية ( الشفاه تحرق الفلفل الأحمر)


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 00:22
المحور: الادب والفن
    



ذات ليلة خيرته تفاصيل دهشتها بين نهديها وعنقود العنب .أختار عنقود العنب وترك النهد يتلوى بين فم طفل يرضعه ..!
كانت رغبته ان يكون كما محارب من شرق الاغوات يفتل شاربه في ساحة حربه معها .شيطان يلمع سيفه بزيت عينيها ويقبل نصله كلما يشتهيها للقاء.وكانت هي تغري المرآة برغبة لقاء معه .
هذا الانكشاري النهم .لم يتحقق له مرانه الوحشي معها .فقد ذبحته ذات نهر شظية مدفع انكليزي...
وحدها تتأمل ثمرة الفلفل الحمراء ..تتذكر نصيحة امها في طفولتها وهي تحذرها :لاتقربي الفلفل الأحمر الى شفتيكِ فهو يشوي ويلسع ويحرق .الآن وقد اختفى من فمها فلفلا شهيلا واحمرا وناضجا برغبة رجل يثري بقبلته وهياجه كل الحواس .صار عليها ان تتناوله .ليس لأنه احمرا وحارا ، بل ليذكرها بشعاع ذلك الليل المبتهج في صلوات جسده وهو يجرها اليه كما تجر شبكة الصياد السمكة من قاع النهر..!
الشفاه تحرق الفلفل كان ذلك عندما تسريح الحرب من صهيلها على صدور النساء ، تلغي كل مواسم التعبئة ومجهولية المصائر وعادات الجنود الخاصة وتقبع عائدة الى القرى والمدن الساكنة في لذة برد رغبة المطر وحشرجة ما سينقله الليل عبر اثير الاسرة ...
لقد مات ...
المدن تخلق جنوداً جُدد .وشهداء جُدد وغراما جديدا غير أن الفلفل سيبقى احمراَ ويحرق ولايتغير فيه شيء...
تتذكر هذه المرأة ان الرجل الذي فتل شاربه وذهب الى البلقان متفردا بنظرته أنه ترك معها دفترا ليوميات الشجن الذي كانا يمارساه معا ...
الآن عليها في غيابه الذي لايعود ان تحتفي بذكراه وتقف امام المرآة وتقرأ نصوصا من دفتره الصغير وتطبق وصايا لهفته لها .أن تدهن صدرها وشفتيها بالفلفل الأحمر .ومتى تشعر بالحرائق تذهب الى غرفة الاستحمام وتجعل الرذاذ البارد يمطر على جسدها العاري .لتشعر انها حزمت الحرائق وتغمض عينيها ليأتي خياله المطعم بقصائد الشوق ويحتضها .
الجسدان في عناق مزدحم والفلف بعيداً يبكي من غيرته ..
لتهمس له : عندما يكون بعليَّ آتياً من لهفة المدافع والسيوف والغبار فسوف اركلك بقدمي فمكانك ايها الفلفل المطابخ وليس غيرها ..!

2
في الألفية الثالثة وفي حرب البلقان الثانية التي اسمها حرب عراقستان ....
الرجل الذي كان يتحكم بخواطر جدتها في بدايات القرن الماضي .هو ايضا ضحية من ضحايا عصر الحروب المتكررة.
كان عائدا من امسية جميلة بناد اجتماعي عندما اخترقت راسه رصاصات كاتم صوت ...
ويقول تقرير الطب الشرعي انه مات جراء رصاصتين .ولم يكن معه شيء سوى حقيبة صغيرة فيها ثمرة فلفل حمراء ..وامام العبارة علامة استفهام كبيرة ..في العادة يتسوق الناس الفلفل كيلوات وليس فرادا...
الطبيب بسبب سذاجة ما يتكرر من الموت اليومي امامه لم يسأل عن سر الثمرة وحيدة في حقيبته ومعها كتاب شعر لرامبو عنوانه المركب السكران.
لا الطبيب ولا حتى جده التاسع عشر يعرف رامبو ولا حتى وزير الصحة ومدير مستشفى عدنان خير الله ( سابقاً ) الذي اخذوه اليه ...!
هي استقبلت موته بشجاعة ..
ذهبت الى المطبخ ...وكما اوصتها جدتها :عندما تلفكِ مصيبة الفقدان اقتلي حزنك بتقطيع الفلفل الاحمر بالسكين وامضغيه بشهوة ، فحرائقه تعوضكِ عن ليل مفقود هو الاجمل لنتستعيد معه الذكريات الحلوة .!

3
في قصيدة لكافافيس اشعرَ فيها لصاحبه عشقه الذكوري :لاتتلو نصائحك وانت لست ثملاَ للغاية .
لااعرف لماذا تثيرني هذه العبارة .اشربها مطرا في حدائق عينيك.
اتخيلها فلفلاَ احمراَ تعصرهُ رغبته المجنونة بأن يكون عطر حلمتكِ حارا .وكما نحلة مفترسة يسلع في شفتي .لأنتجَ عسل القصيدة المحترقة في رغبة النزول الى المرعى..
ليس كافافيس وحده ...
هناك تنورتكِ ...
ساقاك الناصعان ببياض البلور والمرمر وزبد البحر...
الأغاني الرومانسية ..
البطيخ الناضج في عربات الصباح ...
مذيعات برنامج اسهم البورصة شهيات ايضا ...
الموت شهي ايضاَ في لحظة أن نتمناه رداء لمن يقتل البلد بتخلفه ورجعيته وظلاميته ...!
واخيرا انا مع الفلفل الأحمر ليدعكَ شفتيكَ بغرام سرير هزاز ويصير بوابة شوق لتواريخ عشق البشر .من دمعة بابل حتى ابتسامة جنرال اعالي البحار....!

المانيا في 4 اكتوبر 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمر لوركا ..قمر الناصرية ..قمر عينيك..!
- المطرب رعد الناصري رئيسا لوزراء العراق ....!
- شيء عن حضارة المجانين والقياصرة....!
- أيام الدشداشة* والخرخاشة* وسارتر ......!
- بَسْ ( أنتَ وحديقتكَ تصلحُ عطراً لأخلاقِِ هذه الأرضْ)..!
- شيء عن المطرب مسعوده العمارتلي ...
- الفرات المندائي ..........!
- كمال سبتي وأيميل آتٍ من البيت الأبيض..!
- أمهاتنا ( نعيٌ بطعمِ الدمعة )
- قبلة أمي وعينيك أهم من 11 سبتمبر ..!
- المكان المندائي..........!
- وجع ذاكرة المدينة
- متعة الأحمر بين شفتي الوردة والأنثى ......!
- منلوج الوردة روحانيات مهلهل
- إلى متى نرتهن بسخافة وسذاجة مانرى ......!
- اوباما ...رامسفيلد ..شوارزكوف ... نبيل شعيل ..!
- الأمريكان ذهبوا ...مالذي بقي ..؟
- الرؤى المدهشة ( إبراهيم ويوسف الصديق ع )
- وردة الروح أولا .....!
- العراق ...( صوت الله..وصوت الآه )


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - فصل من رواية ( الشفاه تحرق الفلفل الأحمر)