أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - مشروع المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية والتعارض مع الدستور














المزيد.....

مشروع المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية والتعارض مع الدستور


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتركز النقاش ألان حول مدى دستورية مشروع قانون المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية الذي كشفت عنه القائمة العراقية بعد إن اتفق قادة الكتل الثلاث الكبيرة ، التحالف الوطني والتحالف الكردستاني والقائمة العراقية على تشريع قانون له من قبل مجلس النواب كجزء من الصفقة التي عقدت بين الكتل الثلاث والتي تم بموجبها تشكيل الحكومة التي تعسرت ولادتها كثيرا لولا قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء قرار رئيس السن السيد فؤاد معصوم بإبقاء الجلسة مفتوحة بناء على دعوى أقمتها بصفتي الشخصية ضده وكذلك بناء على دعوى أخرى أقامتها إحدى منظمات المجتمع المدني .
إن المختصين بالشأن السياسي والقانوني ولا سيما المختصين بالدستور يدركون للأسف الشديد مدى الجهل في فهم نصوص الدستور الذي يعاني منه معظم كبار قادة الكتل السياسية القابضين على السلطة من خلال الاطلاع على تصريحاتهم وتعليقاتهم ومداخلاتهم غير الدستورية وغير القانونية ، سواء تلك التي تظهر في وسائل الإعلام أو تلك التي تنقل عنهم من خلال الاجتماعات التي تعقد بعيدا عن وسائل الإعلام .صحيح إن المنطق يقول ليس بالضرورة إن يكون كل سياسي ضليع في تفسير الدستور لان ذلك محصور بذوي الاختصاص في الشأن الدستوري عموما والمحكمة الاتحادية خصوصا باعتبارها صاحبة الولاية العامة في كل ما يتعلق بالمنازعات التي تثور بشان الدستور وتكون قراراتها باتة وملزمة للسلطات الاتحادية كافة .إلا إن المنطق يقتضي أيضا أن يقرا هؤلاء القادة نصوص الدستور بعناية وبالتالي تتشكل لديهم صورة عن أحكام الدستور الذي ساهم في وضعه ممثلين عن اغلب الكتل السياسية الحالية كما إن المنطق يقتضي ان يكون لرؤساء الكتل مستشارون خبراء قي الدستور يقدمون لهم الاستشارة بحيادية كاملة بعيدا عما اذا كان الرأي الذي يقدمه المستشار يروق او لا يروق الكتلة .
ان مشروع المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية الذي قدمته القائمة العراقية إلى ائتلاف دولة القانون بصيغته الحالية سيكون مخالف للدستور في حال تمريره من قبل مجلس النواب وسأطعن به أمام المحكمة الاتحادية لان اختصاصات السلطة التنفيذية حددها الدستور وما شرع بدستور لا يلغى ولا يعدل إلا بدستور .

إن المشروع يتضمن تشكيل مجلس رئاسي أسوة بالرئاسات الثلاث وله أمانة عامة وميزانية مستقلة ولواء رئاسي ويكون المجلس جزء من السلطة التنفيذية ويلزم وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني والمالية والخارجية والعدل بحضور اجتماعاته وتنفيذ قراراته وهذا يعني إن مهام المجلس تتعدى موضوع رسم السياسات الإستراتيجية ليكون جزءا من السلطة التنفيذية كما نصت المادة (5 )من المشروع بينما نص الدستور في المادة 66 منه إن السلطة التنفيذية تتكون من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء فقط وهنا سنقع أمام تعارض دستوري صريح .

كما ا ن مشروع القانون تحدث عن إشراك رؤساء السلطات الثلاث ورئيس السلطة القضائية ورئيس إقليم كردستان وهذا يتناقض تماما مع مبدأ الفصل بين السلطات الذي اعتمده الدستور في المادة47 التي نصت(تتكون السلطات الاتحادية من السلطات لتشريعية والتنفيذية والقضائية تمارس اختصاصاتها ومهماتها على أساس مبدأ الفصل بين السلطات) وبذلك سيكون هذا المشروع في حالة تمريره مخالف للدستور لهذا السبب أيضا
إننا نكرر دعوتنا لرؤساء الكتل أن يتريثوا في التصريح حول أي مواضيع تتعلق بالدستور لحين استشارة مستشاريهم والتأكد من مدى دستورية وقانونية تصريحاتهم واتفاقاتهم لأنه من المؤسف أن يتفق رؤساء الكتل على أمر مخالف للدستور الذي يجب أن يظهر رؤساء الكتل له كل الاحترام اللازم باعتباره القانون الأسمى في البلاد ولا يجوز إصدار أي قانون أو أنظمة أو تعليمات تتعارض مع أحكامه .
ان استعانة بعض قادة الكتل بالضرورات السياسية لتمرير هذا المشروع المخالف للدستور يعبر عن جهل سياسي مركب لهؤلاء القادة لا يحسدون عليه ، حيث إن الضرورات السياسية لا تبيح المحظورات الدستورية فالضرورات التي نص عليها الدستور هي في حالتي الحرب والطوارئ فقط لكونها تتعلق بوجود البلد الذي هو أهم من الدستور ولم يتحدث الدستور عن ضرورات سياسية تبيح ما حرمه الدستور .
طالما إن الدستور والمحكمة الاتحادية قد ثبتا حقنا كمواطنين بالطعن في أي خرق بالدستور كما حصل عندما قدمت بصفتي كمواطن طعنا بقرار السيد فؤاد معصوم رئيس السن بإبقاء الجلسة مفتوحة وفعلا حكمت المحكمة الاتحادية العليا لصالحنا وألغت قرار إبقاء الجلسة مفتوحة فاني أتعهد هذه المرة ايضا بالطعن بقانون المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية إذا ما تم تمريره في مجلس النواب لمخالفته أحكام المادة 66 التي نصت على(تتكون السلطة التنفيذية الاتحادية من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء تمارس صلاحياتها وفقا للدستور والقانون ) والمادة 47 التي نصت على (تتكون السلطات الاتحادية من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية تمارس اختصاصاتها ومهماتها على أساس مبدأ الفصل بين السلطات)وبما إن المشروع يسند اختصاصات تنفيذية للمجلس فان خرقا للمادة 66 سيكون قد وقع وبما إن المشروع يتحدث عن إشراك رؤساء السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية في المجلس فان خرقا للمادة 47 سيكون قد وقع في حالة تمرير مشروع القانون من قبل مجلس النواب لهذه الأسباب سأبادر إلى الطعن بالقانون فور تمريره من قبل مجلس النواب وعلى قادة الكتل ان يضعوا ذلك في اعتبارهم قبل تشريع القانون ويرفعوا كل النصوص التي تتعارض مع المادتين أعلاه .



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون العراقيون رموز للفضيلة وجسور للنهضة
- الحوار المتمدن...القلعة المتقدمة والمشعة للفكر الحر
- نحو استراتيجية زراعية وطنية شاملة
- نحو استراتيجية نهضة زراعية وطنية شاملة
- ازمة تشكيل الحكومة واسبابها الدستورية
- الدستور...والتناقض في اختصاصات المحافظات
- الوضع الامني في محافظة ديالى يتراجع ، وخطر الارهاب يتصاعد
- ادارة الملف الامني ..هل ترقى الى مستوى التحديات
- تحالفات ما بعد النتائج...هل ستلد حكومة اغلبية ، ام حكومة اجم ...
- البرلمان الخلف ...هل سيتجاوز ما وقع به السلف ؟
- في يوم التصويت الخاص...المفوضية كشفت عن اولى عوراتها.
- شيوخ العشائر قادمون الى البرلمان ...فاستقبلوهم بالصلاة على م ...
- نحن مع القوي حتى يضعف وضد الضعيف حتى يقوى
- الانتخابات...استنتاجات وفرضيات.
- ثقافتنا المجتمعية ...هل بحاجة الى اعادة اعمار؟
- ثقافتنا المجتمعية ...هل هي بحاجة الى اعادة اعمار؟
- الفكة،قفزة الى الوراء
- مداخلات برلمانية..ام مهرجانات خطابية؟
- واقع حقوق الانسان في سجون الرصافة
- اما ان لعرض محاكمات عهد الاستبداد تلفزيونيا ان يتوقف؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - مشروع المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية والتعارض مع الدستور