أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - ... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !














المزيد.....

... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3215 - 2010 / 12 / 14 - 07:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تأملات

... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !

كأن هذه البلاد تصيح، مثل جهنم، هل من مزيد، إذ لا يكفيها ما عندها من مصائب قلّ نظيرها. وكأن ساعين الى تأبيد ثقافة التخلف، حفاظاً على امتيازاتهم، يريدون إسكات أصوات الناس، وتحويلهم الى كائنات خانعة للواقع المرير وقواه المهيمنة، حتى لا تقلِق هذه الأصوات، إذا ما قيض لها أن ترتفع عادلة، النوم الرغد لأهل المغانم.
لكن يتوهم من يظن أن معركة النور والظلام في بلادنا يمكن أن تصل الى نهايتها قريباً. فهذا الصراع سيظل محتدماً بين ثقافة تخلف وثقافة تقدم.
ومعلوم أن ولادة الجديد عملية عسيرة ومعقدة ومتناقضة تتم في ظل تشبث القديم، العميق الجذور، بمواقعه ووجوده، وتوق الجديد الى أن يمد جذوره الفتية. وهذا هو، على وجه التحديد، ما نشهده في الصراع الذي يتجلى، من بين صور وصيغ لا تحصى، في المعركة الدائرة ضد اتحاد الأدباء والكتاب وضد الفن ومبدعيه، وهو، بالطبع، جزء من الصراع الاجتماعي.
غير أنه يتعين علينا، في هذا السياق، أن لا ننسى، من بين حقائق أخرى، حقيقة أن القديم لن يتلاشى بالسهولة ذاتها التي يذوب بها الثلج في الربيع.
وأياً كانت الاجراءات ضد اتحاد الأدباء والكتاب، وهو من المناصرين للعملية السياسية، فانها انتهاك للدستور، وتأتي ضمن حملة ضد الفكر التقدمي، في سياق منهجية تبغي ايجاد تطبيقاتها في الحياة لمنع فكر التنوير، وهذا هو جوهر المسألة.
ولا ريب أن خطوة مجلس محافظة بغداد باتجاه تشكيل اتحاد أدباء بغداد تفضح الغرض منها، إذ جاءت كرد فعل على قيام اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، ومتضامنين كثر معه، بالاحتجاج على غلق ناديه الاجتماعي وتقييد الحريات الشخصية.
ومن الطبيعي القول إن من حق أية جهة أو مجموعة أن تشكل منظمة أو اتحاداً على نحو يعزز التنوع المهني والابداعي، شريطة أن لا يكون هذا التشكيل نموذجاً لسلطة "سياسية" مفروضة على الثقافة وممارسة لاقصاء ومحاربة "آخرين".
أما القائمون على محاصرة طالبات المسرح في معهد الفنون الجميلة واختزال الموسيقى الى مجرد درس للتربية الفنية فيريدون منا أن نتبرأ من شقائق الرجال لأنهن يتجرأن على الصعود على خشبة المسرح أو يعزفن الأنغام الشجية مع زملاء لهن. والبعض في وزارة التربية يريدون منا أن نتبرأ من إنانا السومرية، وزنوبيا التدمرية، وسمية أم عمار بن ياسر، والخنساء التي كان الرسول الكريم يحفزها على قول الشعر، ورابعة العدوية وولادة بنت المستكفي وبياتريس أوهانسيان وزهاء حديد ... وطالبات المسرح والموسيقى في معهد الفنون الجميلة .. بل لعلهم يريدوننا أن نتبرأ من الفارابي، الفيلسوف والموسيقي .. وقائمة اللواتي والذين علينا أن نتبرأ منهم، حتى "نغسل عارنا"، تطول وتطول، ذلك أنها تضم أسمى بنات وأبناء العراق قديمه وحديثه.
لم يبقَ، إذن، سوى المسرح الذي يجب أن نحرق خشبته إذا ما صعدت اليها طالبة من معهد الفنون الجميلة برفقة زميلها، أو إذا ما عزفت طالبة من المعهد برفقة زميل لها كونشرتو البيانو والكمان، أو مقام حزن على ما آل اليه عراق النور.
لقد شهد الصراع الاجتماعي في عراقنا الحديث مراحل وتحولات وتجليات كان أفظعها ما جرى في عهد الدكتاتورية الفاشية حيث ألغيت كل ثقافة سوى ثقافة النظام الذي شوه الشخصية والحياة العراقية وعمم الدمار الروحي. واليوم نواجه مرحلة غير محسومة سيظل فيها الصراع مديداً، وسيتخذ أشكالاً جديدة ومتنوعة، نشهد بعضها اليوم في اقتحام اتحاد الأدباء وانتهاك معهد الفنون الجميلة، وقبلها منع الغناء والموسيقى والسيرك وفرض الحجاب وحظر الاختلاط وسوى ذلك من نتائج ذهنية التحريم ... في سياق هجمة ظلامية لاشاعة طالبان عراقية !
* * *
لابد أن طواف النساء والرجال سوية حول الكعبة يقلق بعض "الأصوليين" في وزارة التربية ومحافظة بغداد .. ولابد أن "إسلاميي" زماننا كانوا سيحرمون الاختلاط في الوضوء أيضاً، حيث كان الرجال والنساء في زمان رسول الله يتوضأون جميعاً، أي مختلطين.
أممنوع عليكن أيتها الموسيقيات أن تعزفن مقام الحزن ؟ إعزفن، إذن، الكونشرتو الأخير مرثيةً لبياتريس أوهانسيان .. أممنوع عليكن أن تصعدن مع زملاء لكن الى خشبة المسرح أيتها الممثلات ؟ أطلقن، إذن، صرخات الحزن الأخيرة لنساء لوركا، والأصوات الغاضبة لنساء إبسن.
انتفضن على التخلف، وألحقن، ومتضامنين كثر معكن، الهزيمة به. ولترتفع أصوات الغضب، ولتصدح أناشيد التحدي على مسرح العراق وموسيقاه وسط رايات تخفق في موج من المحتجين الساخطين.
ما من قوة بوسعها، مهما كانت غاشمة، أن تمنع الشمس من أن تشرق. ونحن بنات وأبناء النور نعلم هذا علم اليقين، مثلما نعلم أن في كل شدة فرجاً، وأن في كل يوم غداً جديداً، وأن في كل مسير مثالاً يلهم المقتحمين الآفاق صوب العراق الجميل الذي ننشد.
لن يقوى ظلاميون على كسر بيانو بياتريس أوهانسيان، وستظل عازفة البيانو العراقية تسمعنا لحن اقتحام السماء.
لهم ظلامهم وما يبغون، ولنا مقام الاحتجاج والأمل !



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !
- تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !
- تأملات - أغرقوا تراتيل -سيدة النجاة- بالدماء !
- تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟
- ما صمتكم أيها الجياع !؟
- تأملات - بعيداً عن الأوهام !
- تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !
- تأملات - طفح الكيل .. ألا يستحون !؟
- تأملات - في التيار الديمقراطي (4)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - ... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !