أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين القطبي - متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟















المزيد.....

متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 17:21
المحور: حقوق الانسان
    


متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟

عندما اعلنت ليبيا مسؤوليتها عن حادث تفجير طائرة لوكربي وافقت على دفع مبلغ 2.7 مليار دولار لعوائل الضحايا الـ 270، اي بواقع 100 مليون دولار عن كل ضحية، واذا كان الاعتراف والتعويض قد تما بضغوطات دولية، بعد 15 عاما من الواقعة، فانها "ليبيا" وافقت طواعية على تقديم التعويضات ايضا عن ضحايا ارهاب الجيش الجمهوري الايرلندي السري في بريطانيا لانها كانت تموله بالاسلحة.

وتعويض الدول والشعوب هو مبدأ قديم، اسست له سلسلة ما عرفت بدعاوي الباما، تقدمت بها الولايات المتحدة ضد بريطانيا بسبب مساعدة الاخيرة للولايات الكونفيدرالية اثناء الحرب الاهلية الامريكية، اذ باعت 150 سفينة حربية لهذه الولايات، وقد اضطرت الحكومة البريطانية لدفع مبلغ 15.5 مليون دولار في العام 1872م كتعويض مادي.

ومازال الغرب الى اليوم يحتفظ بحق الضحية في التعويض عن الاضرار، حتى الى المجرمين، فقد وافقت الحكومة البريطانية على دفع مبالغ طائلة لمعتقلي غوانتانامو عن مدة من السجن وصلت الى 1.6 مليون ونصف دولار للفرد.

ومن يسجن بالخطأ يدفع له تعويض خيالي يفوق جائزة اللوتو، كما حصل مع الامريكي الان نيوتن، اذ اكرمته الحكومة الامريكية بمبلغ 18.5 مليون دولار بعد ان اثبت ان سجنه عن جريمة قتل كان عن طريق الخطأ.


ولو تركنا العالم المتحضر، فان الدول العربية هي الاخرى تقدم التعويضات لمتتضرري الكوارث والحروب ايضا، فقد قدمت المملكة العربية السعودية مبالغ وافية لمتضرري سيول جدة والرياض، في نوفمبر 2009م، والهزة الارضية التي ضربت منطقة العيص قرب المدينة في نفس العام.

ووافقت الحكومة السودانية على تعويض متضرري حرب دارفور حسب اتفاقية ابوجا التي عقدتها مع حركة جيش تحرير السودان عام 2006م، وانشأت مفوضية خاصة لهذا الغرض.

كما دفعت الحكومة المصرية مبالغ طائلة لرعاياها من متضرري حرب الخليج الذين كانوا يقيمون في العراق والكويت حينها، تراوحت بين 2500 دولار ومئة الف دولار للفرد الواحد.

وحتى في العراق، فقد دفعت الحكومة تعويضات هائلة للكويت، بلغت اكثر من 30 مليار دولار، وهو حوالي نصف المبلغ الذي ستكمله على دفعات.
ووافقت على دفع 147 مليون دولار للاردن بسبب تأثرها اقتصاديا بحرب الخليج، دفعت منها الى الان 107 مليون.
بل وافق العراق على تعويض بعض المواطنين الامريكان بسبب ما وصفوه بـ"المعاملة السيئة" التي تعرضوا لها بين عامي 1990 و 1991م في الكويت.

وداخليا تم تعويض بعض متضرري العمليات الارهابية، اسوق مثالا واحدا هو حادث ناحية المدحتية في بابل، الذي وقع في شهر مايس هذا العام.

بينما لم تفكر جهة سياسية الى الان، ولا جهة دينية، ولا اخرى "حقوق انسانية" بتقديم ثمة تعويض لمتضرري عمليات التهجير القسري التي قامت بها الدولة العراقية لما يربو على المليون من الكرد الفيلية لايران، او لاحتجاز اكثر من 10 الاف شاب، (بين 18 و 28 سنة) من ابناء العوائل المهجرة في العام 1980، وما زال مصيرهم مجهولا، ولم يعثر لهم الى اليوم على اثر، حتى في المقابر الجماعية!

والتعويض لعوائل الكرد الفيلية ليس تكريما معنويا فقط، فالجريح في بلاد الغاب يلعق جراحه وحيدا، دون انتظار "مكرمة" معنوية، بل انه حاجة مادية اقتصادية لمئات الالاف من العوائل التي وجدت نفسها ذات ليلة وقد استولت الدولة العراقية على كل ممتلكاتها، وصادرت اموالها، ودفعتها الى خارج الحدود، الى دولة منكوبة بثورة اسلامية حديثة وحرب طاحنة.
ولم تستطيع هذه العوائل اعادة بناء نفسها، بسبب الفقر، العازة، والوضع الاقتصادي المريع في ايران. اذ ماتزال الالاف من تلك العوائل تعيش على حافة الحياة بعضها في مخيمات مثل "ازنا"، والاخر يكابد من اجل الحصول على منزل "ابسط مقومات الحياة"، وهم بحاجة الى تشغيل، وتأمين مدارس اطفالهم، والتمكن من دفع اجور المستشفيات وشراء الدواء.
فهل يفكر المسؤولون العراقيون بانصاف هذه العوائل المتضررة، التي تحتاج الى اعادة تأهيل نفسها، الى مبالغ تعيد بها شراء محلاتها المصادرة، وبيوتها المغتصبة من مالكيها الجدد على اقل تقدير. وتحتاج الى الدعم المادي لكي لا تضطر لاجبار اطفالها على العمل، سواء تلك التي تمكنت من العودة الى العراق، ووجدت نفسها تصارع طواحين الهواء، او تلك التي ما تزال تكابد في المغتربات.

والعراق الذي يدفع التعويضات لاغنى دول العالم "الكويت" بسبب عصا العم سام، يمتلك واحدة من اكبر ميزانيات الشرق الاوسط، بلغت في الاعوام الاربعة الاخيرة 311 مليار دولار، منها 72.4 في هذا العام وهي اكبر من ميزانية اربعة من الدول العربية مجتمعة، على رأسها مصر (36.5 مليار)، سوريا (16)، الاردن (7.6) ولبنان (6.2).
وهذه المليارات الفلكية في ميزانية العراق جاءت كزيادة غير منتظرة، اذ لم تتجاوز في العام 2003، الميزانية التي اقرها بريمر، الحاكم العسكري الامريكي 6.1 فقط.
اي ان العراق قادر على دفع حق الضحايا، من العوائل المتضررة، لكن المسؤولين كما هو واضح لا يفكرون بالحق، وانصاف الضحايا، بل بالباطل ومواصلة سياسة الانكار التي ورثتها من سابقاتها قبل 2003، من تلك التي ارتكبت بحق الكرد الفيلية جريمة الابادة العرقية "الجينوسايد"، الامر الذي اقرته المحكمة الجنائية العراقية في 29 نوفمبر الماضي.
المسؤولون الحكوميون منغمرون كما يبدو في بحر الفساد، يمرحون على امواج المال، فبنظرة عابرة على ميزانيات الوزارات يمكن ان نعرف بماذا يفكرون بالفعل، دعني اسوق مثالين واترك الباقي.
خلال الأربع سنوات الاخيرة خصص لوزارة النفط 18.6 مليار دولار والغريب أكثر ان الوزارة لم تقم بحفر بئر واحد في العراق خلال هذه المدة وان جميع الحقول التي تعمل تم حفرها قبل ذلك الوقت.
وزارة الكهرباء امنت خلال السنوات الاربع الاخيرة 650 ميكاوات فقط وقيمتها في السوق العالمية اقل من 570 مليون بينما الميزانية التي خصصت لها هي 11.8 مليار.
وعدم تعويض العوائل المهجرة هو استمرار للفساد، ولغمط الحقوق، وهو سرقة من قوت العوائل الفقيرة، التي لا طريق امامها الى في التقدم الى المحاكم الغربية.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب
- لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة
- هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة
- هل العراقي انسان أولا؟
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي
- اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟
- سمفونية جديدة للمالكي


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين القطبي - متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟