أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - سيرك سياسي














المزيد.....

سيرك سياسي


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 03:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست من علامات الساعة، ولا من مؤشرات ظهور الامام عج، بل ان المستحيلات التي تحققت في الاسابيع الاخيرة تكاد تفوق ذلك غرابة. فاذا كان يوم القيامة، وظهور الامام صاحب الزمان امران مفروغ منهما لدى الغالبية، وهما متوقعان، فان الانعطافات المفاجئة التي يصطلح علي تسميتها العراقيون بـ"الدقلات" السياسية في الاسابيع الاخيرة، اذهلت الشارع العراقي، وفاقت كل التصورات.

فهل كان ثمة عراقي يتخيل ان يتوجه السيد الحكيم، رئيس المجلس الاسلامي الاعلى بدعوة البعثيين للاشتراك في الحكومة!؟

وهل كان ثمة عراقي اخر يتوقع نجاح هذه "الدقلة" الستراتيجية في سياسة التيار الصدري بدعم ائتلاف دولة القانون، وترشيح المالكي لرئاسة الوزارة.

ومن كان يحسب بان النجيفي سيتوجه يوما الى اقليم كردستان ويعتذر ضمنيا، وفي اربيل، عن مواقفه "القومية" العروبية المعادية لسياسة الاقليم ولسلطات البيشمركة في نينوى؟

تخريجة السيد الحكيم لم تكن موفقة تماما، وهي التفريق بين البعثيين الملطخة اياديهم، والبعثيين الذين لم تتلطخ "اياديهم"! لأن في هذا التفاف ضمني حول الخلاف الفكري بين الاسلام الاممي والبعث القومي، واختزال الصراع العقائدي الى مجرد خلاف قانوني؟

وتبرير السيد مقتدى الصدر لم يكن موفقا هو الاخر، حين القى التبعية على "ضغوطات" من دول الجوار، لأن ذلك يؤكد، وبصورة غير مباشرة، وعلى لسانه، تبعيته لقوة اقليمية (المعنية ايران).

اما تبريرات السيد النجيفي فكانت الاغرب اذ لخص الخلافات مع الاقليم على انها كانت "تشنجات تعود لمرحلة سابقة"، والاغرب من ذلك هو الاستقبال الحار الذي لقيه في اربيل!؟

السياسي الناجح في البلدان شبه الديمقراطية، هو الذي يجيد الانعطاف في مثل هذه المواقف الخطيرة، فيكون قادرا على تقديم التنازلات مقرونة بتبريرات هشة من جهة، ولا يفقد شعبيته بين جماهيره في الوقت نفسه من جهة اخرى، وهي معادلة ليست باليسيرة، تتطلب التحلي بشجاعة المجازفة، وثقة فائقة بالنفس، وبالجماهير التي يقودها.

ووفق هذا الوصف فان السيد الحكيم، والصدر، واسامة النجيفي، كاشخاص، اثبتوا نجاحهم، واستيعابهم لدروس علم السياسة، بغض النظر عن المدرسة الفكرية التي ينطلق منها كل منهم.

ونجاحهم هذا هو الذي سيطيل اعمارهم السياسية، ويبقيهم في الواجهة، لان الادارة الامريكية، التي تتكفل دعمهم تعتمد دائما على الشخصيات الناجحة من هذا الطراز، تلك التي تتمتع بامكانية ترويض جماهيرها وقيادتهم في انعاطافات خطيرة كهذه، واقناعهم بتقبل التنازلات عن الثوابت والخطوط الحمر. ولا يهم اذا كانت منطلقات السياسي في الاساس مبدأية ام انتهازية.

نعم، سياسة توازن القوى التي تتبعها الادارة الامريكية بين المكونات الاثنية والطائفية في البلاد تتطلب تقديم التنازلات. وبدون هذه التنازلات لا يمكن الحفاظ على الاستقرار، وديمومة النظام الديمقراطي، واعتقد ان هذه الشخصيات قد اجتازت امتحانات هذه المرحلة بكفاءة، مرحلة الانعطافات والدقلات الخطيرة، واوصلوا الديمقراطية الى مرحلة اكثر نضجا، لذلك فقد تمتعوا هم ببقاء كراسيهم، وتمتعنا نحن بمتابعة سيرك سياسي مثير لاول مرة في العراق.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب
- لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة
- هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة
- هل العراقي انسان أولا؟
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي
- اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟
- سمفونية جديدة للمالكي
- بئر الفكة النفطي ... من المستفيد ومن الخاسر من الازمة؟
- هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق
- كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية
- كردستان لقمة اكبر من فم العراق
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - سيرك سياسي