أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد














المزيد.....

وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 22:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعتدنا على تسريب وثائق المخابرات الامريكية في السنوات الاخيرة، وكأن هذه الوكالة الاخطر في العالم على درجة من التسيب بحث لا تستطيع احكام السرية على ملفاتها! او اقفال شبابيكها ليلا، وهذا غير معقول، اي ان تتمكن ابسط الدول النامية من السيطرة على ارشيفها العسكري، بينما لا تقوى السي اي ايه، فبين الحين والاخر يظهر تسريب، جديد وخطير، دون ان يدعوها ذلك لأخذ الحيطة والحذر، او استبدال اقفالها، ويضل، ويا للعجب، "باب النجار مخلع"!

الامر العجيب الثاني هو ان كل الوثائق المسربة تعود بنتائج واحدة، وهي زيادة التوتر في المنطقة المعنية، الدول الاسلامية خصوصا، فتعقبها موجة من الشد الجماهيري، وفورة غضب تعيد الروح للمشاعر المعادية للغرب، ومن ثم المزيد من الدعم لقوى الاسلام السياسي المتحالفة مع القاعدة والمنظمات الارهابية، في العراق وافغانستان على وجه الخصوص، وهذا امر مثير للشك، حول هذه الصدف التي لا تخطئ ابدا.

تسريب صور التعذيب في ابوغريب، ثم اعادة المزيد منها، على دفعات، للحفاظ على حرارة القضية، كان يمنح المقاومة العراقية، وتنظيم القاعدة على الخصوص، المبرر الاخلاقي من جهة، ويمدها بالمزيد من المقاتلين والانتحاريين المتعاطفين معها من جهة اخرى.

والكشف عن السجون السرية التي كان يديرها المالكي، وعن الجرائم التي اقترفها الصدريون، وفرق الموت بقيادة بيان جبر، بما عرف عنها انذاك من استخدام المثاقب الكهربية "الدريلات" لشج الجماجم، فضلا عن التسريبات المثيرة للعجب والريبة هذه، كلها في النهاية لا تعدو كونها سوى حلقات متشابهة من مسلسل واحد.

حتى الجهات الاعلامية التي تكون سباقة لنشر هذه الوثائق هي دائما نفس الواجهات التي تكون السباقة ايضا لنشر الاخبار والتحليلات التي تثير المسلمين وتزيد من شعبية القوى الدينية المتطرفة، مثل اجترار قضية الرسوم المسيئة للرسول، واخر اخبار النائب الهولندي فيلدرز، ومحاولة حرق القران في نيويورك، الخ.

وهذا يذكرّ المتابعين، بدور مشابه في تصعيد شعبية الاسلام السياسي الراديكالي اواخر السبعينات واوائل ثمانينات القرن الماضي، مثل استغلال كتاب سلمان رشدي، وحرق المسجد الاقصى، والاحتلال السوفياتي لافغانستان، الخ.

في اب-اغسطس الماضي سرب موقع ويكي ليكس وثائق سرية عن "جرائم" امريكية في افغانستان، ويبدو ان السي اي ايه، بكل خبراتها الامنية لم تنتبه الى ضرورة التحفظ، ولم تستوعب الدرس من "خان جغانيتها المفرطة"، فدخلها هذا الموقع، نفسه، مرة اخرى، بعد شهرين فقط، وسرب وثائق عن العراق، تغطي 15 الف نقطة!

جوليان اسانج،(استرالي مواليد 1971) اسس موقعه ويكي ليكس المخصص لتسريب الوثائق السرية في العام 2006 ونجح منذ ذلك الحين في السطو على العديد من الوثائق الهامة، بصورة تدعو للتساؤل، منها التسريب الاخير (الخامسة مساء في 22 اكتوبر الحالي) الذي يعد التسريب الاكبر في التاريخ لوثائق عسكرية سرية (ارشيف يشتمل على 391,832 تقرير ويغطي الفترة من 1-1-2004 الى 31-12-2009).
التقرير هذا يبدأ باحصاء الضحايا الذين سقطوا جراء الاحتلال الامريكي للعراق بالارقام (109,032) منهم (66,081) مدني، و (23,984) مقاوم مسلح، بالاضافة الى منتسبي القوات العراقية، وضحايا النيران الصديقة.

فمن جهة، يلفت الانتباه الى المزيد من الجرائم الامريكية بحق المسلمين في العراق، والمقاومين (اغلبهم من السنة)، ومن جهة اخرى يتطرق الى جرائم المالكي (تلقى بصورة غير مباشرة على الشيعة)، والى تحفز ايران من اجل تشييع وتفريس العراق.. الخ، وكل هذا هو ما تنتظره القوى الدينية المتطرفة، شيعيها وسنيها من اجل زيادة رصيدها الجماهيري. الا انها ترفع حدة التوتر الطائفي، وتقوض اية امكانية لعودة الحياة المدنية الطبيعية في العراق.

لذلك فان جاءت التفاصيل بجديد، على صعيد الارقام ووقائع العمليات في تسريب ويكي ليكس، الا ان عملية التسريب ذاتها، والنتائج التي تؤول لها، لم تخرج عن نسق التسريبات السابقة، ونتائجها، التي تتلخص في زيادة الشحن الديني الطائفي، ولم تأتي بجديد.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب
- لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة
- هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة
- هل العراقي انسان أولا؟
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي
- اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟
- سمفونية جديدة للمالكي
- بئر الفكة النفطي ... من المستفيد ومن الخاسر من الازمة؟
- هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق
- كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية
- كردستان لقمة اكبر من فم العراق
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟
- مذابح التاميل مرت بصمت


المزيد.....




- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديدة TOYOUR EL-J ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- بعد إغلاقهما 12 يوما.. إعادة فتح المسجد الأقصى وكنيسة القيام ...
- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد