أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة














المزيد.....

مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشادة لفضية غير مبررة على مسرح قاعة دافوس في سويسرا اثارها رئيس الوزراء التركي اردوغان، امام محطات التلفزة ضد نظيره الاسرائيلي، في حركة تهريجية واضحة، غيرت ستراتيجية الانظمة العربية، وتحولت تركيا من بلد عدو، باعتباره الحليف الستراتيجي "للكيان الصهيوني"، وساحة تدريب الطيارين الاسرائيليين الى بلد مسلم، او ربما اكثر الى بلد "نصف عربي"!
تزامن ذلك مع بضعة مسلسلات تجارية تركية، لا سوق لها في داخل تركيا نفسها، قلبت موازين الدراما العربية، وغيرت اولويات المشاهد الذي يتطلع دائما الى تلك الوجوه الحليقة الناعمة، والعيون الزرقاء والعسلية الناعسة.
ومن السطحية في التحليل السياسي القول بأن الزيارات المتكررة للمسؤولين الترك للعواصم العربية، وبروفات اردوغان، والانفتاح الثقافي على المسلسلات التجارية، هي مجرد سياق طبيعي لتطور العلاقات بين العرب وبلدان الجوار، وانها تتم بمعزل عن محاولات غربية لتسويق تركيا كقيادة جديدة للعالمين العربي والاسلامي.
ولكن محاولات تسويق تركيا عربيا لم تكن على هذه السلاسة، والحرب الكلامية فقط، وكأن حلقات هذا المسلسل يجب ان تتعمد بالدم لكي تنضج الدراما، فجاءت حادثة "اسطول الحرية"، ومصرع اكثر من عشرة من المتضامنين مع قطاع غزة، لايصال المساعدات عبر البحر.
ولا ادري لماذا يجب ان تكون عبر البحر، فاذا كانت مساعدات انسانية صادقة حقا، فهنالك حدود مصرية-غزاوية مفتوحة فوق الارض، وتحتها، يتم عبرها التبادل التجاري، القانوني والتهريب، من السيارات الى تجارة المخدرات. فلماذا الاصرار على التمثيل قبالة الشواطئ، تحت مرمى المدفعية الاسرائيلية، المعروفة اساسا بعدائها السافر للانسانية ولم تتوانى عن ضرب اطفال غزة امام مرأى العالم؟
المتتبع يجد ان محاولة فرض تركيا، كزعيمة جديدة غير عربية، ستقود ليس لخنق المشروع القومي العربي، بعد كل التصدع، والانهيارات التي اضنته، بل لدق المسمار الاخير في نعشه، وتراجع لدور مصر والسعودية، وربما انهاء الصراع العربي الاسرائيلي كليا بعد توجيهه ليكون صراعا اسلاميا اسرائيليا، تتزعم ايران وتركيا فيه المعسكر الاول، وهذا ما يفسر كل هذا الشحن الاعلامي العجيب في طهران وانقرة بالضد من اسرائيل، يقابله فتور عربي محبط وغريب.
وعلى الجانب الاخر يرى المتفائلون من زعامة تركيا للعالم العربي، ان ساحة الصراع قد بدأت تضيق الخناق على الدولة العبرية اكثر، وان كسب هذا البلد (تركيا) الزاخر بثرواته البشرية وبامكاناته العسكرية والدبلوماسية، لاسيما الاهمية التي يحتلها في اجندة الغرب، كسبه في لعبة الصراع الى جانب القضية الفلسطينية، هو نصر عربي بحد ذاته، وهو تغيير حاسم في خارطة القوى المؤثرة في الشرق الاوسط.
ولو وافقنا بملئ ارادتنا ان تنطلي علينا هذه المشاهد الدراماتيكية، والاكشنات التي يجيد ادائها الممثل طيب اردوغان، ذو التقاطيع الحادة والنظرات العنيفة القاسية، فانني اتساءل، ما هي الدوافع الحقيقة هذه التي تدفع بتركيا للتضحية بمصالحها مع الغرب، واسرائيل، والولايات المتحدة بالذات، من اجل مواطني غزة؟ هل هو غباء، وانا اشك في ذلك. ام التزام وانا اشك في ذلك ايضا.
منطقيا، ومن اجل سلامة النية، هنالك ثلاثة اسباب يمكن تداركها للموقف التركي الجديد ازاء العرب، أو غزة على وجه الخصوص، يمكن حصرها ضمن الالتزامات القومية، او الدينية، او الحضارية الانسانية.
أي أما ان تعبر تركيا بهذه المواقف المساندة للحق الفلسطيني عن التزام قومي، وهذا غير جائز، فتركيا ليست عربية، وسكان غزة ليسوا اتراك.
وأما عن قيم دينية، وهذا غير جائز ايضا، لان تركيا تعترف بأنها قتلت اكثر من 40 الف من مواطنيها من الجذور الكردية، وكلهم مسلمون، ومن مذهب سكان غزة بالتحديد!
واما أن تعبر بذلك عن موقف انساني متحضر، لمجابهة ممارسات الاحتلال الصهيوني، وهذا غير وارد ايضا، لأن ممارسات التتريك في مناطق كردستان تركيا تفوق كثيرا بوتيرتها، وقساوتها ممارسات التهويد في فلسطين المحتلة.
الاحتمال الوارد الوحيد، من تسويق تركيا، كزعيمة جديدة للشرق الاوسط برمته، كما اراه هو التمهيد لمشروع غربي جديد للمنطقة، يدشن فيه الاتراك مرحلة جديدة من تأريخ هذه المنطقة، يسجل نهاية الدور العربي، الذي بدأ وانتهى في القرن العشرين، وتعود المنطقة الى ساحة صراع عثماني صفوي جديد وان بمسميات واساليب جديدة.
واعتقد ان هنالك حلقات جديدة قادمة، ولكني كم كنت اتمنى، كمراقب، ان يحترم العالم عقولنا في الشرق، ويعلنوا لنا برنامجهم الصريح، بدل هذا السيناريو الممل، من المسلسل التركي التجاري الجديد، وهذا الاكشن الدموي قبالة شواطئ غزة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العراقي انسان أولا؟
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي
- اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟
- سمفونية جديدة للمالكي
- بئر الفكة النفطي ... من المستفيد ومن الخاسر من الازمة؟
- هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق
- كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية
- كردستان لقمة اكبر من فم العراق
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟
- مذابح التاميل مرت بصمت
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد
- عبد المحي البصام لم يتغير
- عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة
- هل العراق دولة عنصرية؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة