أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين القطبي - عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة














المزيد.....

عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 06:46
المحور: كتابات ساخرة
    


العراق، اشبه بمريض فشلت عمليته الجراحية، يمر بفترة سريرية لا يعرف نهايتها، ونصف جراحه ماتزال نازفة، لكنه يريد ان يناطح مثل ثيران المصارعة.

الحكومة العراقية، وبدلا من الحرب في الداخل، ومعالجة جراح المواطن، وضعت نفسها بالكامل في خدمة المشروع الامريكي، الذي يريدها ان تقفز وتنط في الهواء كما يفعل التيس الجذل.

قرار اشتراك العراق في الحرب ضد حزب العمال الكردستاني هو مصلحة ستراتيجية امريكية صرفه، لا دخل للعراق فيها، فالولايات المتحدة تخطط للقضاء على اقوى قلاع اليسار في المنطقة، من جهة، وتعمل على مغازلة تركيا، في علاقات سرية ليست بريئة، من جهة اخرى، للتنسيق مع الاسرائيليين في خدمة مشروعهم الامني.
اما عاقبة الحرب على العراق فلن تكون سوى المزيد من الجراح، في عمق المنطقة الكردية المهددة بالانفجار اصلا.

وقرار اشتراك العراق بالحرب ضد حزب العمال الكردستاني خطأ تقترفه الحكومة، ليس لانه عمل مناف للقيم الانسانية، في المشاركة بظلم شعب يتعرض لاقسى قمع شوفيني، فالمبادئ لا وجود لها في عالم السياسة، حتى عند الحكومات الاسلامية الثلاث، التي تحكم في انقرة وطهران وبغداد.

والقرار خطأ ليس لان العراقيين قد جربوا الحروب الاقليمية اكثر من غيرهم، وفشلوا فيها جميعا، فهذه الحكومة لا تكترث، كما يبدو لنتائج الحروب، ولا لتبعاتها بقدر اهتمامها بالصراعات الجانبية على مراكز النفوذ في مجالس المحافظات.

والقرار خطأ ليس لان حل المشكلة القومية لا يتأتى من الحرب، بل في حوار تجريه انقرة مباشرة مع الحزب والعمل على ارساء دعائم شرق اوسط سلمي تتعايش فيه المكونات كما هي الحال في اوربا. فالحكومات عندنا لا تجيد سوى لغة الرصاص.

القرار خطأ لان كل ما سيحصده العراق هو الهزيمة، وفتح جراحات جديدة في كردستان، قد يكون التأمها عسيرا، فقط، ولا مصلحة اخرى غير ذلك.

والعمال الكردستاني من جانبه ليس بالوعل اليسير الصيد، كما تظن المنطقة الخضراء، فتركيا تهاجم بكل ترسانتها، اسرائيل تقدم المعلومات الاستخبارية، وامريكا المشورات العسكرية، ايران تساهم في القصف من داخل اراضيها، كل هذه الدول تشترك في الحرب ضد هذا الحزب منذ العام 1984، فضلا عن المتعاونه كالاتحاد الاوربي الذي يحاصر مقراته، وسوريا التي تسلم مناصريه، روسيا التي تخشى من بروز قوة جديدة على حدودها.

كل هذه الدول لم تستطع حتى مجرد الحد من قوة هذا الحزب لانه يعتمد على قاعدة جماهيرية واسعة تقوم الحكومة التركية نفسها بتعبئتها عن طريق ممارساتها القمعية.

وتركيا وحدها كانت تتكبد خسائر قدرتها قيادة اركان الجيش التركي بـ 20 مليون دولار في الساعة، حين شنت حملتها العسكرية، التي لم تجني منها سوى امتداد العمليات العسكرية الى عمق كردستان تركيا، فهل لدى العراق فائض مالي لاحراقه على سفح قنديل؟؟؟؟

كان من الممكن لصدام حسين، الديكتاتور العسكري السابق، ان يتعايش مع ثماني سنوات حرب ضد ايران، وان يمزق الكويت طولا حتى الخافجي السعودية بساعات، وان يخرج سالما من حرب الخليج الثانية، الا انه حفظ المسافة بينه وبين مقاتلي ومقاتلات الزاب. لانه كان مدركا بصعوبة المهمة.

اما قرار السياسيين العراقيين اليوم، بتجاهل كل جراحات العراق، والتورط بحرب طويلة ضد حزب جماهيري، خبر القتال منذ ثلاثين سنة، فانه يكشف عن عدم نضج سياسي، وعن عقلية غير مختمرة فاقت بكثير سذاجة الديكتاتوريات السابقة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العراق دولة عنصرية؟
- هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟
- صلح المالكي، حيرة بين امرين
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة
- استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين القطبي - عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة