أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسين القطبي - صلح المالكي، حيرة بين امرين














المزيد.....

صلح المالكي، حيرة بين امرين


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 09:36
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


تولت الملكة اليزابيث الثانية العرش في بريطانيا عام 1953، الا انها لم تحصل على طائرة خاصة الى اليوم.
وحين تقدمت الى الحكومة بطلب تخصيص طائرة ملكية لتنقلاتها قبل اشهر رفض رئيس الوزراء غوردون براون حينها، فعليها ان تستقل ما يتوفر للوزراء، الا انه وبعد مساومة القصر، اعلن موافقته، وعلى مضض، بشرط ان تفصل لها طائرة صغيرة لا تسع لاكثر من 12 شخصا.

اما السيد المالكي، وهو لم يتوج ملكا بعد، قد كشف عن اسطول طائراته الخاصة عندما اعاد بعض عوائل البعثيين الذين لجأؤوا الى مصر في اب/اغسطس الماضي، على هامش التقرب من رموز النظام السابق انذاك، في حركة استعراضية مبهرجه.

والرجل لم يستلم وضيفة في حياته، اذ اصبح رئيسا للوزراء دون ان يتدرج ولو برتبة مدير عام في وزارة، او حتى مدير مدرسة. اي انه عب كأس السلطة جرة واحدة وعلى معدة خاوية. فلفحه دوار الحكم بنشوة لا يحب ان يستفيق منها ابدا.

طائرات خاصة، بطانة منعمة وحاشية امراء، وما خفي كان اعظم، جاءت فجأة، لكنها لا تدوم له الا بشروط، وثمن. والثمن الذي على المالكي ان يدفعه، مقابل كل هذا العز، هو تهيئة الرأي العام المتضرر من سلطة البعث، في الوسط والجنوب تحديدا، لقبول عودة البعثيين للحكم، وجعل الامر مستساغا فقط.

من جهة اخرى فان السيد المالكي كان محكوما بالاعدام ابان حقبة البعث، حتى العالم 2003، بسبب انتمائه لحزب الدعوة الاسلامية الذي كان محضورا، وقد تربى وتثقف في كنف هذا الحزب على ان الصلح مع البعث كفر.

وهنا تراه محتار بين امرين وحدين، ايترك ملك المنطقة الخضراء، وهو منيته، ام يرجع مأثوما بأعادة البعث الى السلطة.

ولو نظرنا بتجرد الى السيد المالكي لوجدناه يتمتع بخصوصيات فذة تؤهله ليكون جسرا لهذه المصالحة، افضل من غيره بكثير، وهذا سبب اختيار الامريكان له ليقوم بهذه المهمة.
فهو شيعي، وفي نفس الوقت بدون شبهة فارسية كما هو الحال مع الجعفري والشهرستاني والاديب...الخ
وهو زعيم حزب الدعوة الذي يمثل انصع تاريخ في النضال ضد النظام القمعي السابق، وقد اعد بالتوقيع على قرار اعدام صدام حسين شخصيا، اي انه اخر من تصله شبهة الارتباط بالبعث، او انشقاقات اتباعه. وفي الوقت نفسه قريب من القوميين بحكم افتعال الازمات مع الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني.
وفوق هذا، فقد اثبت بانه على استعداد لمصافحة الايدي التي احترفت لثلاثة عقود مهنة التعذيب في معتقلات البعث، وساهمت بازهاق مئات الالاف من المناضلين، بما فيهم مؤسس حزبه الشهيد محمد باقر الصدر.

مثل هذه الميزات لا تتوفر لدى الكثيرين، وهذه الميزات بالتحديد هي التي كانت وراء اقصاء رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري، ونقل السلطات اليه.

فهل يختار الاصطفاف مع عوائل الشهداء، ومبادئ حزبه ويرفض المصالحة، ليعود للفقر التي سأمه في السيدة زينب – في دمشق – والمشى للحسينيات ليلا من اجل طبق رز مجاني؟
ام يختار الاصطفاف مع الكرسي، والانخراط كليا في مشروع تأهيل البعث، مع الاحتفاظ بالبطانه المنعمة، والمأدبات المخملية والطائرات الخاصة؟

ولكن هل يضمن دولته بانه باق في السلطة اذا عاد البعثيين؟ خصوصا وان المخطط الذي كشفته صحيفة " ليفتس كانك الالكترونية" مؤخرا هو تخطيط الادارة الامريكية بمشورة لندن وضغوط من عواصم عربية للانقلاب على العملية السياسة واعادة حكم البعث باعتباره الاقدر على الوقوف بوجه ايران والمد الديني للاحزاب الشيعية.

في رواية المقتل – واقعة كربلاء - للمقرم يذكر البيت الذي ارق عمر ابن سعد قبل خروجه لقتل الامام الحسين بن علي مقابل منحه ملك الري، ويصف حيرته:
"وفي قتله النار التي ليس دونها
حجاب وملك الري قرة عيني"



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة
- استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر
- الماكي وعروبة قرة تبه
- الخونة الاكراد... الاكراد الخونة
- هل يزور المالكي مخيم المسفرين الكورد في ازنا


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسين القطبي - صلح المالكي، حيرة بين امرين