أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين القطبي - فيلة تطير في سماء العراق














المزيد.....

فيلة تطير في سماء العراق


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:08
المحور: كتابات ساخرة
    


من يتابع الحملات الانتخابية، والوعود التي تتطاير من هذه القائمة وتلك، يعتقد ان العراق سيتحول وفي ضرف ايام معدودة الى امارة بروناي، وان كل رجل سيمتلك بيتا على الشط، وكل امرأة الى "مسعدة"، تغرف من الصوبين، وسينبت لكل طفل جناحان يرفان على رياض "الاحياء الشعبية".
جربت ان اكون بليدا للحظة واصدق هذه الفانتازيات الانتخابية. تابعت قناة "بلادي" وهي تنقل جولات السيد ابراهيم الجعفري بين الاقضية المتربة والنواحي التي لم يذكرها الاعلام من قبل. وصدقت كل الـ "سوف" و "سنقوم بـ" و "سنعمل على..". وعجبت.
السيد الجعفري اخذ اكثر من نصيبه في السلطة طيلة السنوات الست المنصرمة، اول رئيس لمجلس الحكم، نائب رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، وعضو دائم في البرلمان، فلماذا لم "يقوم بـ"، او "يعمل على .."، طيلة هذه المدة اذا كان يعرف كل هذه التشكيلة الوعودية، و "سر" سعادة الشعب العراقي؟
السيد المالكي سبق الجميع في حملته فابدى نضالا مريرا من اجل تشكيل "مجالس الاسناد"، واعتبرها اكسير الحياة للوطن العراقي. وساعده الاعلام على رسم صورة "العروبي- الاسلامي" لكي يغرف من الصوبين، مثل مسعدات العراق الجديد، فهو شيعي الانتماء سني الهوى، يعد بالغاء الفقرات الدستورية، وتسليح جيش صدامي قادر على ضرب الاكراد، واعادتهم الى بيت الطاعة.
ولكن السيد المالكي هو رئيس الوزراء الحالي، فلماذا لا يلغي الدستور الان، ولم يشكل مجالس الاسناد، ولم يسلح الجيش، ولم يلغي الفيدرالية، ولم يؤنفل الاكراد الى الان... لماذا يترك كل هذه الخطوات العروبية الجبارة، وهي مطاليب اليمين، من البعثيين الى الصدريين، الى المستقبل المجهول؟
المجلس الاسلامي الاعلى ومشتقاته، منظمة بدر، شهيد المحراب ...الخ كلها تعد بالفيدرالية للجنوب، تلك التي ستجلب المن والسلوى لمحافظات محرومة من الماء.
يشكل هذا المجلس منذ 4 سنوات الاغلبية في البرلمان، وبيده تعيين رئيس الوزراء و اقصائه، وله حصة الاسد من الوزارات والمناصب السيادية، فلماذا بخل على الجنوبيين كل هذه السنين؟
الاحزاب الكردستانية لو قدر لها ان تشترك بانتخابات مجالس المحافظات القادمة، ماذا كانت ستطرح... قضية كركوك واعادتها الى اقليم كردستان. العمل على تطبيق النظام الفيدرالي، عقود النفط، تصريحات الشهرستاني .. الخ.
والاحزاب الكردستانية، التي اختارت طريق "النضال الدستوري" لم تتمكن على هذه المطاليب منذ سقوط النظام الديكتاتوري الى اليوم، فماذا تستطيع ان تقدم في الاشهر القادمة...
القوائم السنية تغازل "جمهورها" ايضا، بنفس الشعارات.. طرد المحتل، العودة للحكم الفردي، القضاء على النفوذ الصفوي... الخ.
وقائمة تعد بتوفير الكهرباء، واخرى بتبليط الطرق الريفية، واخرى باخراج الامريكان، وكل هذه التيارات والقوائم مشتركة في السلطة، ولم تعمل على ذلك، لكنها تقسم اغلظ الايمان على انها "سوف" و"تعمل على" و "ستقوم بـ"...
من ينظر الى جدران العراق سيرى الشعارات والوعود وابتسامات السياسيين الورعة، ومن يتابع الفضائيات سيرى الوجوه القديمة ذاتها، ويسمع الكذبات المقنعة نفسها.
ولا ادري اذا كانت ديمقراطيتنا في العراق غير ناضجة، مازالت في طور البلادة، ام ان العيب في قلب النظام الديمقراطي، اذ يملأ السماء في ايام الانتخابات بالفيلة الطائرة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة
- استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر
- الماكي وعروبة قرة تبه
- الخونة الاكراد... الاكراد الخونة
- هل يزور المالكي مخيم المسفرين الكورد في ازنا
- صرخة جريح في اعماق بئر
- مشاهدات عبد الكريم كاصد في المدينة الفاضلة
- كركوك صعبة وفهمناها!
- ألو.. ناصرية..؟
- لا تحرقوا كركوك


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين القطبي - فيلة تطير في سماء العراق