أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين القطبي - هل العراق دولة عنصرية؟














المزيد.....

هل العراق دولة عنصرية؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2611 - 2009 / 4 / 9 - 10:26
المحور: حقوق الانسان
    


تهجير الكرد الفيلية وقتل شبابهم ومصادرة املاكهم ليست جرائم عنصرية... هذا ما يكرره الاصدقاء الوطنيون كلما طالبنا بتفسير لاسباب الجرائم التي ارتكبت بحق هذه الشريحة المبعدة. ينفي الاصدقاء صفة العنصرية عن هذه الجرائم لكي لا يقال ان العراق بلد عنصري.
وانا اريد ان اجاريهم، فالمسؤول عن الجرائم هو شخص صدام، ولنقل ان صدام حسين لم يكن عنصريا، فقد توزعت جرائمه على الجميع، وان كانت بمستويات متفاوته.
اما اليوم، وقد ازيلت اثار الحقبة البعثية، فاعيدت حقوق العشائر، والاحزاب المعارضة، والشخصيات التي تركت النظام قبيل سقوطه، ويجري الحديث عن استيعاب واعادة البعثيين، او المصالحة "الوطنية الشاملة" كما يطلقون عليها، اي ان جميع الفئات العراقية سوف تصل الى حقوقها، حسب ما تدعي الحكومة العراقية على الاقل. الا القوانين التي تتعلق بالكرد الفيلية.

ماتزال نفس القوانين والاجراءات الجائرة، التي سنها البعثيون، من استمرار مصادرة المنازل، الى سحب الجنسية الى منع عودة العوائل المهجرة، الى رفض الكشف عن مصير العشرة الالاف مغيب، الى منع التعليم باللغة الكردية في مناطق الفيليين في بدرة ومندلي وخانقين... الخ
هذا يعني ان الحكومة لا توزع ظلمها بالتساوي، كما فعل صدام غير العنصري، بل تركز على الكرد، والفيلية على وجه الخصوص؟ ولنا ان نتساءل هنا، هل هذا ظلم الذي يركز على عنصر معين دون غيره هو ظلم عنصري، ام لا؟ يعود الاصدقاء الوطنيون وينفون ذلك.

تراعي الحكومات التي تلت انقلاب ما بعد التاسع من نيسان عند تشكيل وزاراتها، تخصيص وزارة للمهجرين والمهاجرين، وتحرص على ان يكون الوزير من الكرد الفيلية، من المرتبطين بالتيار الديني غالبا، ولكن لا مصطلح المهجرين ولا المهاجرين يشمل ملايين الكرد الفيلية الذين بدأ النظام البعثي بتهجيرهم منذ العام 1971 وابنائهم الذين ولدوا في المهاجر.

فقامت هذه الوزارة باعادة المهاجرين من سكان الاهوار الذين لجأؤوا الى الجمهورية الاسلامية في ايران بعيد تغيير التاسع من نيسان.
وقامت هذه الوزارة بمتابعة احوال المهاجرين العرب في سوريا والاردن، واعادة المهاجرين من مصر على نفقة رئاسة الوزارة، كما اعادت الدور السكنية الى المهجرين بسبب احداث التناحر الطائفي التي وقعت في بعض مناطق الاختلاط السكاني، لكنها لم تكلف نفسها بعد كل هذه السنوات ولو بزيارة رمزية لتفقد العوائل المهجرة في مخيم ازنا، الذي وفرته الحكومة الايرانية للمهجرين الكرد.
واذا سألنا الاصدقاء، هل ممارسات هذه الوزارة ممارسات عنصرية، ام لا؟ فانهم يصرون على النفي ايضا.

على سبيل المثال افادت احصائية الوزراة لشهر شباط-فبراير ان "ممثل الوزارة في دائرة شؤون الجنسية في بغداد جلال اسماعيل قال انه تم منح ( 2474 ) شهادة الجنسية العراقية لطالبي التجنس لاول مرة ، بعد ان قضوا مدة التجنس في العراق ، وكذلك من سحبت عنهم الجنسية العراقية في فترة النظام السابق، وايضاً اصدار بدل شهادة جنسية لـ (274 ) طالب تجنس. وأضاف اسماعيل أنه تم أيضا منح شهادة الجنسية العراقية لـ ( 166) من طالبي التجنس من العرب لاول مرة وبدل ضائع لـ ( 24 ) شخصا عربيا."

وبينما تمنح وزارة الداخلية الجنسية العراقية لطالبيها من اتباع الدول العربية، لكنها ماتزال تصر على العمل بقانون اسقاط الجنسية عن الكرد الفيلية، والاصدقاء يصرون على ان هذا الاجراء غير عنصري.

حتى القضاء، السلطة المستقلة حسب الدستور الجديد، مايزال يضع العراقيل امام الكردي الفيلي الذي يطالب بامواله، او بداره المصادرة من قبل النظام السابق، ويشترط عليه شراء داره من جديد من غاصبها، بينما اعاد دور كبار المجرمين البعثيين وطرد من استولى عليها، وهذا الاجراء غير عنصري ايضا، من وجهة نظر الاخوة.

الغريب ان البعض من هؤلاء الاصدقاء يشكون من عنصرية الدول الاوربية، لمجرد ان البعض من المهاجرين قد تاخر النظر في طلبات لجوئهم لشهر او اثنين، او لأن المستشفى الفلاني قد اخر احضار المترجم المجاني للمراجع العربي، او ان بلدية المدينة الفلانية لم تطبع تعاليم الحصول على دار مجانية باللغة العربية.

فاذا اعتبرت البلدان الاوربية، بكل هذه التسهيلات التي تقدمها للاجنبي على انها بلدان عنصرية، فكيف اقتنع بان البلد الذي يعامل صاحب الارض بكل هذا التمييز ليس بلدا عنصريا؟

الملايين من الكرد الفيلية، في داخل وخارج العراق، يعانون شضف العيش بسبب السياسات التمييزية التي تتبعها الحكومات العراقية قبل وبعد التاسع من نيسان. والسؤال المشاكس الذي يتحرش بضمائر الاصدقاء بعد هذا هو "هل العراق بلد عنصري؟"




#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟
- صلح المالكي، حيرة بين امرين
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة
- استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر
- الماكي وعروبة قرة تبه


المزيد.....




- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين القطبي - هل العراق دولة عنصرية؟