أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - تشابه أسماء















المزيد.....

تشابه أسماء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 23:36
المحور: كتابات ساخرة
    


يقال بأن ألله يخلق من الشبه أربعين , وأنا خلق الله واحدا اسمه على اسمي قد تسبب لي أحياناً ببعض المشاكل الحلوة والمُرة المُعبرة عن وجع الأمة العربية التي شاكلتها على شاكلتي وهذه ليست المرة الأولى التي أقع فيها مع مشكلة تشابه الأسماء أو مع مشكلة (ألله يخلق من الشبه 40) فأنا أعتقدُ بأنني وقعتُ في هذه المشكلة مرتين أو ثلاثة مرات في حياتي, وكانت آخرها اليوم حين أحضرَ لي (الكوى) بدله يقدر ثمنها ب120دينارا أردنيا وطلب مني الموصل أن أسدد فاتورة غسلها وكويها بمبلغ وقدره 7 دنانير أردني وهذا معناه أنها من النوع الفاخر فقلت للموصل: شوف يا أبو الشباب أنا بنطلوني اللي اشتريته في العيد الماضي اللي كان قبل سنتين بكره بدي أطلعه من الخزانه وألبسه وبس اشتريته كان ثمنه 5 دنانير أردني , وثمن ملابسي طيلة 5 خمسة أعوام لا تبلغ بمستوى ثمن هذه البدلة فأنت يا أستاذ غلطان في العنوان , يمكن حضرتك تقصد منزل المليونير جهاد العلاونه وأنا أيضا اسمي جهاد العلاونه بس أنا (مديونير ) ولست (مليونير ) وهنالك فرق شاسع بين ملابس شخص مديونير وملابس شخص آخر مليونير , وهنالك فرق بين سيارة رجل مليونير وبين سيارة رجل آخر مديونير وهنالك فرق بين أولادي المشرتحين من كُثر الترقيع في ملابسهم وبين ملابس أولاد المليونير المهندسين بالملابس على الآخر , وكذلك سيارتي فأنا سيارتي نمرتها (41) وهي نفس الكندرة التي ألبسها في رجلي , وهنالك فرق بين شعبيته وشعبيتي فأنا لا أحد يسمع كلامي أو يطيعه رغم أن كل الناس تشاورني في كل شيء غير أنهم يستمعون لكلام جهاد العلاونه المليونير ولا يستمعون لي.

وثاني مرة وقعت في مشكلة تشابه الأسماء حين طالبتني امرأة باتصال هاتفي قائلة: مرحبا حضرتك جهاد العلاونه, فقلت: نعم أنا هو بشحمه ولحمه وخفة دمه , فقالت: سمعتُ كثيرا عن مواقفك الإنسانية وأريد منك بأن تساعدني مساعدة مالية لكي أتمكن من دفع مصاريف ورسوم ابني الجامعية.

فوافقت على الفور وسررتُ جدا ًوقلت لها بأنني سأدفع لها تقريبا نصف ثروتي النقدية وبعد يومين اتصلت بي المسكينة وهي تطير من الفرح تريد مني أن أفي بوعدي فقلت لها : طبعاً أنا عند وعدي وسأدفع لك 5 خمسة دنانير أردنية فغضبت مني وقالت: بس أنت يا محترم..-طبعا هي تقصد بكلمة يا محترم بأنني كاذب ولستُ محترماً -, واستأنفت قائلةً: !يا أستاذ قلت بأنك ستدفع لي نصف ثروتك..والزلم لازم تظلها عند كلامها وأنت يجب أن تلتزم كرجل بوعدك يا محترم...ويومها صدقوني أنني تعرضت لبهدلة وقلة أدب لم يسبق لي وأن تعرضتُ لها من ذي قبل ومع كل ذلك حافظتُ وبشكل جيد على سياسة ضبط النفس, فضحكت وقلت لها: وأنا عند وعدي لك وكل ثروتي 10 عشرة دنانير أردنية فأغلقت الهاتف بوجهي وفهمت أنا من أن هذا الأسلوب معناه مسبة موجهة لي ولم أغضب منها لأنني على علم بأنها ستتصلُ بي مرة ثانية لتعتذر ,وعادت واتصلت بي بعد عدة أيام واعتذرت عن سوء الفهم وتشابه الأسماء فقلت لها: عادي يا أختي بتصير في أحسن العائلات وأنا ما زلت عند وعدي لك وسأتبرع بنصف ثروتي لكي يكمل ولدك تعليمه الجامعي فابتسمت وقالت: إذا ألله برزقني غير أحسب حسابك, ويومها أغمى عليّ من شدة الضحك والحزن في آنٍ واحدْ.

وقبل سنتين اتصلت بي وزارة الداخلية الأردنية وطلبوا حضوري الفوري في مكتب متصرف اللواء من أجل تقديم مساعدة مالية كبيرة لي , وصدقوني فرحتُ كثيرا ويومها لم أنم من كثر فرحتي حتى أنني تصرفتُ مثل الأطفال الصغار فلبست ملابسي الجديدة ونمت فيهن وحين طلع النهار ذهبت للمتصرفية قبل بدء الدوام ووقفت على الباب في يوم شديد المطر وحين حضر الموظفون دخلت عليهم وسلمت عليهم واحدا واحدا وهتفتُ باسم جلالة الملك وقلت (يعيش يعيش يعيش) وشكرتُ الحضور وشكرتُ الغائب والحاضر وأديتُ التحية للمراسل وخاطبته بكلمة (يا سيدي) طبعا عشان الدعم والمصاري وبعد هُتافٍ وحماس شديد تبين أن الاسم المطلوب ليس أنا وإنما وقعت الداخلية في تشابه أسماء فأظهرت صبري وطلبت من رئيس الديوان أن يسامح أبي وجدي على اسمهما المطابق لأسم المطلوب وطلبت منهم مسامحتي لأن اسمي لم يكن باختياري وشكرتهم على صبرهم وحسن سلوكهم ورجعت سيرا على الأقدام ولم أكن يومها أملكُ في جيبي ثمن أجرة تكسي تقلني إلى منزلي , وصدقوني تحركت الدمعةُ في عيني ومع ذلك طلبت من الرب أن يبارك للاسم الآخر في العطية.

مش بس أنا الذي يحمل اسم جهاد علاونه, فعشيرتي التي أنتمي إليها تُعد أفرادها بالمئات بل وبالآلاف, فهنالك شخص آخر يحمل اسم (جهاد علاونه) وهو يشبهني في بعض الأشياء ما عدى الأرصدة الموزعة في البنوك وشركات الاستثمار والأسهم وبورصة الأعمال, وله خدم وحشم كثيرون جدا, وهو شخص يحمل من الميزات ما يجعل أصحاب الجمعيات الخيرية يناشدونه المساعدات المالية والدعم , وتأتيني بعض بطاقات الدعوى أحيانا إلى منزلي بطريق الخطأ فأعرف من عنوان المرسل بأني لستُ أنا المقصود منها فليس من المعقول مثلا أن تستدعيني جميعة رجال الأعمال لحضور اجتماعها السنوي العام,؟ فأنا يا دوب أحضر اجتماعات نبيل العدوان على السكايبي مع نضال نعيسه وجانيت الحايك وأبو شريف على الياهو مسنجر وهؤلاء هم رجالي وسندي وعزوتي وليس فيهم أي (هامور) على الإطلاق وكلهم شغل حكي فاضي يعني مثلي مثلهم شاطرين بالكلام وبس وفعل ما فيش مش بسبب عجز في العضلات وإنما بسبب عجز في الإمكانيات, على كل حال تشابه الاسم بيني وبين قريبي لا يسبب له الإزعاج بل على العكس هو مبسوط من هذا التشابه وأحيانا أو قل غالبا يمل ويقرف حاله من كثر المراجعين لمنزله طالبين منه الدعم المالي وهو يقول لهم بأنه جهاد العلاونه الفقير والمثقف المضطهد الذي لا يملك ثمن رغيف الخبز, وأكثر من مرة قال لي: وضعك اللي أنت فيه يا أبو علي جاي على كيف كيفي ولولاك كان اخسرت كثيرا من النقود يعني أنا أتحجج بك وأقول بأنني أنت للمراجعين فأقول له: طيب كثر ألله خيري ادعمني أو أعطيني أجرتي على ذلك , فيقول: لو يتغير وضعك مش راح يصير بصالحي الأفضل أن تبقى على ما أنت عليه.

أما أنا فلا استطيع أن أتنكر لأسمي فلا أستطيع القول بأنني جهاد العلاونه المليونير لأنني سأحرج نفسي كثيرا وستطالبني الدولة بكثير من الضرائب لذلك أصر بأنني أنا جهاد العلاونه ذلك الإنسان البسيط والمشعتل والمشحّرْ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زلتُ أنتظر الرحيل
- العقل السليم في الجسم السليم
- الكذب على الأطفال
- الانتخابات لعبة حقيرة
- الأرض المحروقة
- الشفافية مصطلح أردني
- فاقد حاسة الذوق
- الدراجة حررت المرأة والمصنع حرر الرجل والمرأة
- الأصحاء عقليا
- غير قابل للتطور
- أستطيع الإرضاع
- يا ديّان
- أكلت نصيبي
- سرقوا نظارتي
- أنا المستفيد من تخلف المرأة
- هزي يا نواعم
- وسام الحمير من الدرجة الأولى
- أمي توصيني على الحكومه
- متى سنصبح مثل العالم والناس؟
- الحلم الوردي


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - تشابه أسماء