أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - سمكة المرور!!














المزيد.....

سمكة المرور!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 13:17
المحور: المجتمع المدني
    


كان يدرك إن ما يقدمه من مبلغ مالي، لكي ينجز أي معاملة رسمية، ينبغي أن يتناسب مع درجة مسؤولية الموظف الذي يتلقى هذا المبلغ، فالموظف الصغير الذي يرضى بخمسة آلاف دينار ليس كمثل المدير العام الذي قد لا ترضيه خمس أوراق خضر، ذلك إن العلاقة طردية بين راتب الموظف وحجم ما يرضيه من رقم يكون كافياً لتمشية معاملة. هذا طبعا لو كانت المعاملة قانونية، أما إن كانت عكس ذلك فإن أيّ استعصاء يمكن أن يتكفل رقم مناسب بإزالته.. كان يعرف بحكم الخبرة والممارسة والغريزة، وبحكم كثرة مراجعاته للدوائر والمؤسسات الوزارات ممن يطلب العون وكيف ومتى. كان(شاطراً) ولم يحدث أن عاد ـ يوماً ـ خائباً أو سمع جملة يسمعها غيره دوماً.. لم يسمع أبداً تعال باجر..
بعد أن تنقل بين أكثر من عمل ومهنة شأنه شأن كثيرين، انتهى إلى اقتناء سيارة حمل صممها لنقل الأسماك الحيّة من الحقول إلى الأسواق والعلوات.. استوقفته السيطرة الأولى وكان ثمن العبور سمكة.. استوقفته الثانية، سمكة أخرى.. استوقفته الرابعة فالخامسة فالعاشرة وفي كل سيطرة كان ينبغي أن يتخلى عن سمكة( تلبط).. جرّب بعد أن رأى أن الحمولة توشك على النفاد أن لا يدفع شيئاً، فكان أن تعرض لتفتيش عسير(نخل) فيه رجال الأمن السيارة نخلاً.. تعطل لساعات ودفع في النهاية سمكتين جزاء وفاقاً على صلافته وصفاقته وبخله!!
لعله ما كان يفهم ـ قبل اليوم ـ كيف يمكن لمفخخة أو عبوة ناسفة أو كاتم للصوت أن يمر عبر شوارعنا المزروعة بالمئات من السيطرات وبالآلاف من رجال الأمن، قد يفهم أن تمر واحدة لسهو أو تقصير بسيط أو لبراعة فائقة من المنفذين، لكنه عاجز عن فهم كيف تمر أكثر من 20 مفخخة في يوم واحد وتنفجر بتتابع.. لم يكن يفهم كل ذلك لولا حمولة السمك في يوم عمله الجديد الأول..
السيطرات كما سائر الدوائر الحكومية، لكي تجتازها عليك أن تتسلح بأشياء لا علاقة لها بأوراق قانونية مستوفية لشروط المرور والعبور والانجاز..عليك ـ ما دمت قد سمحت لنفسك تحت ذريعة الاستعجال حيناً والفهلوة والشطارة حيناً آخر ـ أن تتقبل ما يحدث حين يعبر ـ بنفس طريقتك ـ قاتل شُغل عنه الرقيب بسمكة أكبر حجماً!
غالباً ما نلوم ونهاجم رجالات الأمن لأنهم يسمحون لخناجر القتلة أن تعبث بلحمنا وتريق دماءنا.. غالباً ننسى أننا مسؤولون أيضاً عما يجري.. ندعو للقانون أن يطبق على الجميع شرط أن يُسمح لنا بتجاوزه.. نُسرّ زنفرح ونفخر حين ننجز معاملة رسمية قبل آخرين حضروا قبلنا.. نفعل كل شيء بمستطاعنا فعله لكي نحرج من تفتيش السيطرات من دون تفتيش.. غالباً نكون على أهبة الاستعداد لدفع مبلغ يسهل استعصاءً أو يعجل تأخيراً ولا يساوينا في الوقوف مع عباد الله في انتظار عادل.. غالباً في جعبتنا سمك يفتح أمامنا الأبواب والطرقات.. غالباً ننسى أن أسماكنا البريئة هي التي سمحت لأسماك القرش أن تفتك بأبناء الوطن وتسلب منا كل جميل ومضيء.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدر النساء!
- مات بول.. عاش بول!!
- من أين تأتي رصاصة الموت؟
- الخطأ ممنوع، لكنه شائع
- جدوى التغيير
- الممرض.. طبيب بجميع الاختصاصات!!
- عالم سيارات.. سيارات
- أنا أكره الأرقام!
- تراجيديا بلا ذنوب!
- خراب
- تمهلوا، فإني مستعجل!
- دورة الفساد.. في الطليعة!!
- نأمل، نحلم دوماً
- صحف ومجلات وزارية
- مترفون بلا حدود
- ثلاثة كراسي!!
- فصل عشائري!!
- سلاحنا المشلول!!
- صير سبع!!
- وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - سمكة المرور!!