أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-27-














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-27-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


خلال هذه الفترة وبعد أن هدأت الأوضاع السياسية بالمغرب تخليت بصفة نهائية عن متابعة دراستي
بالكلية وتفرغت للعمل الذي يضمن لقمة عيش أسرتي . كانت حينذاك مصاريف العيش متيسرة ولم
يكن لدي سوى طفل واحد . كما كنت أقيم ببيت والدي معفيا من مصاريف الكراء ولم تكن مصاريف
العيش قد إرتفعت بشكل صاروخي كما هو الحال عليه اليوم . وكانت مستشفيات ومستوصفات وزارة
الصحة العمومية أيضا تتحمل قسطا وافرا من المسؤولية في علاج المواطنين وليس كما اليوم وقد
تخلت الدولة عن إلتزاماتها الإجتماعية . فالمواطن اليوم عليه أن يؤدي فاتورات خدماته لدى كل المرافق الإدارية والإجتماعية .
كنت أشارك أيضا في الأنشطة الثقافية بالمدينة وبنيت علاقات مع طلبة وأدباء شباب توطدت بيني
وبينهم أواصر حميمية وانخرطت في الشأن الثقافي الذي لم يكن يخلو من سلبيات وعيوب شخصية.
كان بعضهم يقومون بالإشراف على تلك الأنشطة الثقافية فعرفت منهم العديد من الإنتهازيين والمشوهين أخلاقيا . كنت أنشر أيضا إبداعي الأدبي والشعري بجريدة - العلم - والإتحاد الإشتراكي
وجريدة الإختيار . وأحيانا قليلة بجريدة محلية .
شاركت في ملتقى الشعراء الشباب بشفشاون بعد أن بعثنا بمساهماتنا وتم اختيار شعراء من كل
أنحاء المغرب ليتم استدعائنا إلى العرس الشعري بالمدينة الجميلة وتجمع أيام الملتقى عدد غفير
من شعراء المملكة وكانت جمعية أصدقاء المعتمد هي المنظمة تحت إشراف مرشدها الشاعر
المغربي الكبير سي عبد الكريم الطبال . كان الأكل والنوم على نفقة الجمعية . وقد ساهم هذا
الملتقى في تعارف حميمي بين مختلف شعراء البلد . كنت نجما بينهم وقد ساهمت عوامل عدة
في ذلك جعلتني محبوبا لأنني كنت أجيد الغناء والطرب فأحيي سهرات خاصة بنا داخل المؤسسة
التربوية التي كانت إقامة لنا خلال أوائل ذلك الشهر شتنبر من سنة 1988 . حضرت التلفزة المغربية
لتغطية نشاط الملتقى . عند انتهاء العرس الشعري عاد كل واحد منا لمدينته . لكن عددا وفيرا من هؤلاء الشعراء أبوا إلا أن يرافقونني إلى مدينتي تطوان للتعرف عليها وعلى مكان عملي والمكتب الذي أزاول به مهنتي ككاتب عمومي .
كانت زنقة الزاوية ذلك المساء تعج بالشعراء حيث فتحت لهم مكتبي الذي كانت جدرانه بها معلقات أوراق كتبت عليها مقولات وأشعار وحكم لأدباء وشعراء وفلاسفة عالميين . خرجت أثناء ذلك
إبنة صاحبة المكتب لاستكشاف الأمر وقدمتها للزملاء فقال لها أحدهم وأظنه الشاعر النبيل
محمد العربي غجو بأنني كنت أمير الملتقى . ورغم مبالغته في ذلك فقد جعلني أحس بالفخر
من جراء ذلك ومن جراء تجمع الشعراء المغاربة بباب مكتبي فأعطى ذلك دلالة قيمة ومهمة
وطدت أكثر علاقتي بصاحبة المكتب وبسكان الزقاق برمته .
بعد هذه الأحداث الهامة في حياتي كان يزورني شعراء المدينة وأدباؤها من حين لآخر . فكرنا
في تأسيس جمعية ثقافية تهتم بالشعر والأدب والموسيقى أطلقنا عليها إسم ( جمعية أصدقاء
لوركا ) وكنت واحدا من مؤسسيها وأحد أعضاء مكتبها كأمين الجمعية .
كنا نقوم بأنشطة عديدة متنوعة وانضم إلينا جوق عصري ملتزم يساهم بألحانه أثناء الأنشطة
وقد لحن بعضا من شعر الشاعر محمد العربي غجو . لكن ذلك لم يستمر بسبب انتهازية البعض
وفساد أخلاقهم . وخمد كل شيء وتجمدت الأنشطة فيما بعد بصفة نهائية .
أذكر يوما قامت الجمعية بنشاطها بقراءات شعرية بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل ذات موسم صيف
وقد تم الإعلان عن اسماء الشعراء المشاركين ورغم أنني من المدعويين للمشاركة فقد تم إستثنائي من القائمة التي نشرتها الجريدة . كان ذلك مقصودا من طرف أحد الأوغاد فأحسست
بالغبن وقررت أن أنتقم لنفسي .
حضرت متأخرا ودخلت القاعة وكان النشاط قد إستؤنف وكنت قد شربت بعض الخمر ولكنني لم
أكن ثملا . وكان يرافقني صديقان منهما ضابط شرطة . أخذت معهما مكاني مع الجمهور ولم أصعد
خشبة المنصة فأشار علي الشاعر رضوان أعيساتن الذي كان يقوم بتسيير القراءات وتنظيمها بأن
أحتل مكاني ففعلت . جاء دوري وقرأت بعض قصائدي بطريقة مختلفة جعلت القاعة الواسعة تهتز
بالتصفيقات ورأيت بعضهم محملقين بأفواه فاغرة . وما أن إنتهيت إستويت واقفا فنبهني المنظم
بأن أتريث ريثما يقرأ بعضهم قصائده لكنني قلت له بأنني منسحب . ولما خرجت من القاعة خرج
معي الجمهور ولم يبق أحد . كنت محفوفا بالزملاء وقد كنت منتشيا من النصر على البعض الذين
لم يكونوا إلا أوغادا في نظري . وكانوا يجاملونني وهم يبدون لي صغارا .
خاطبني الشاعر النبيل محمد العربي غجو بباب القاعة قائلا :
تستطيع ياأحمد أن تقيم الدنيا وتقعدها بشعرك وبطريقة قراءتك وأنا سأفسح لك المجال من
أجل لقائك بالجمهور .
كان هذا الشاعر نبيلا جدا وعظيما بأخلاقه وبشعره أيضا .

- انتهى الجزء الرابع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-26-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-25-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -24 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 23 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -19 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-18-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -16-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -12-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 10 -
- صراخ
- مجرد إحتمال - مهداة إلى مصطفى مراد -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-27-