أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - توحيد الأجهزة العسكرية في الإقليم كان يتوجب أن يكون واجباً وطنياً وقومياً ملحاً















المزيد.....

توحيد الأجهزة العسكرية في الإقليم كان يتوجب أن يكون واجباً وطنياً وقومياً ملحاً


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 09:34
المحور: القضية الكردية
    


عندما يمتلك أي حزب سياسي المؤسسات العسكرية والأمنية والإستخباراتية يمكن تصنيفه ضمن المليشيات العسكرية وبالتالي لا يتمكن هذا الحزب من ممارسة الحياة السياسية المدنية والمبنية على الأسس الديمقراطية.

الهدف من هذا المقال هو توجيه النداء مرةً أخرى الى القيادة السياسية الكوردستانية والقوى الرئيسية الحاكمة (الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني الكوردستاني)، أصحاب المؤسسات العسكرية والأمنية والإستخباراتية للتوحيد الفعلي والعملي لهذه الأجهزة خدمةً للمصلحة القومية والوطنية، ومنع التحزب داخل هذه الأجهزة وأن تكون بعيدة عن التوجه الحزبي، بأعتبار أن هذه الأجهزة ملك للإقليم وللشعوب الكوردستانية، وولاءها للأرض والشعب فقط وليس للأحزاب والقيادة، ومهماتها وطنية وقومية مقدسة لحماية المواطنين وتوفير الأمن والإستقرار لهم ومن أجل جمع المعلومات الإستخباراتية لصالح الإقليم ولحماية الحدود الخارجية للإقليم. بإصافة الى وضع هذه القوى وقيادتها السياسية أمام مسؤولياتها التأريخية والقومية والوطنية تجاه الشعب الكوردي المضحي الذي ناضل لأكثر من قرن وقدم آلآ ف الضحايا من اجل الحرية والعدالة والمساواة في الحقوق القومية وصيانة كرامة الانسان الكوردي والدفاع عن ارضه.

يعيش إقليم كوردستان بعد سقوط النظام البائد عام 2003، على الصعيد العراقي، مرحلة النضال السياسي السلمي من أجل تثبيت الحقوق القومية المشروعة للكورد في العراق، وعلى الصعيد الداخلي في الإقليم، هناك حالة الإستقرار السياسي رغم جميع النواقص والسلبيات، لذلك كان يتوجب على القوى الرئيسية الحاكمة التخلي عن عقلية الجبل الحزبية ومحاولة توسيع نفوذ أحزابها وتقويتها عن طريق الإستمرار في إمتلاكها للأجهزة العسكرية والأمنية ومحاولتها المكثفة والمستمرة لتقوية وتوسيع هذه الأجهزة، كل حزب في مناطق نفوذه. إن المصلحة الوطنية والقومية العليا كانت تفرض على هذه القوى التكيف مع الحالة السياسية السلمية الجديدة والعمل على نشر الثقافة الديمقراطية والإلتزام بالقيم والمباديْ الديمقراطية في ممارسة الحكم وبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية في الإقليم.

إذا كان التحالف الإستراتيجي بين هذه القوى مبني حقاً على النوايا الصادقة لتحقيق الأهداف الوطنية والقومية المشتركة في هذه المرحلة السياسية الحساسة في العراق الجديد وقطع الطريق أمام قوى 22 تموز الشوفينية لضرب المصالح القومية المشروعة للكورد، فما هي إذن العراقيل التي تمنع من التوحيد الفعلي والعملي لتلك الأجهزة العسكرية والأمنية والإستخباراتية في الإقليم. لقد طالبت الجماهير الكوردستانية مراراً ومنذ سنين من قيادة الحزبين الكوردستانيين الرئيسيين، بتوحيد هذه الأجهزة، لكن وللأسف الشديد من دون جدوى. الإسراع في توحيد هذه الأجهزة ومنذ عام 1992 كان يتوجب أن يكون قراراً أستراتيجياً وواجباً وطنياً وقومياً ملحاً، أو على أقل تقدير بعد سقوط النظام البائد عام 2003، من أجل ترتيب البيت الكوردي وتقوية دوره ومواقفه في المعادلة السياسية في العراق الجديد. ما يثير الجدل اليوم هو أن الإدارة الأمريكية بنفسها تطالب وتضعط على هذه القوى الكوردستانية لتوحيد قوات البيشمركة من أجل تدريبها وتسليحها، ولم تستجب هذه القوى حتى للنداءات الأمريكية في هذا المجال. هنا نسأل القيادة الكوردستانية، هل أن المصالح الحزبية في هذه المسألة أقوى من الأعتبارات الوطنية والقومية؟ ومتى نتعلم نحن أيضاً اللعبة السياسية في خدمة مصالحنا الوطنية والقومية، وإعطاء الضمانات الى أصدقائنا بأننا حقاً وفعلاً عامل إستقرار وقوة في المنطقة يمكن الإعتماد عليها، وبمقدورنا إنشاء أرضية حقيقية لبناء المصالح المشتركة بيننا.
يتوجب علينا أن نتذكر دائماً بأن الدول الكبرى تتعامل مع الشعوب على أساس مصالحها التي تحاول تحقيقها بأقل ثمن وبأقل خسارة ممكنة. عندما لانتجاوب نحن مع مصالح أصدقائنا اليوم (أصدقائنا في هذه المرحلة، لأنه لاتوجد في السياسية صداقة دائمة، وأنما هناك مصالح دائمة)، والتي تتطابق في هذه المرحلة مع مصالح الشعوب الكوردستانية، ربما قد تحدث وتتطلب المتغيرات السياسية في مرحلة أخرى الى تتقاطع مصالح أصدقائنا مع مصالحنا ، عندها يتم بكل تأكيد التخلي عنا والإستعاضة بنا، من أجل تحقيق مصالحهم، وحينها من غير المنصف والمنطق السياسي إلقاء اللوم على أصدقاء البارحة والقول بأنهم تخلوا عنا ولم يدعموننا في إسترداد حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة، بل يجب علينا أن نتذكر آنذاك بأننا هدرنا تلك الفرصة التأريخية بإرادتنا، خدمةً للمصالح الحزبية الضيقة، علينا أن نتذكر بأن الخلل يكمن في قيادتنا السياسية وفي قراءتها الخاطئة للأوضاع السياسية. حينها تكون هذه المقالات والنداءات خير شاهد على التأريخ!

إمتلاك القوى الرئيسية الحاكمة في الإقليم للأجهزة العسكرية والأمنية وعدم إستعدادها لتوحيد هذه الأجهزة، رغم جميع النداءات الداخلية والخارجية وحتى نداءات الولايات المتحدة الأمريكية، تعود أهم أسبابها الرئيسية الى

- عدم وجود الثقة المتبادلة بين هذه القوى، وبالتالي ترى في أجهزتها العسكرية الضمانة الوحيدة التي تعتمد عليها لحماية مصالحها الحزبية واستخدامها لتسوية الخلافات الحزبية متى ما أقتضت المصلحة الحزبية، بالإضافة الى إستخدام هذه الأجهزة في تخويف وترعيب الجماهير من أجل الإبقاء والأستمرار على الهيمنة الحزبية في مناطق نفوذها.

- إفتقار هذه الأحزاب الى ثقافة الصراع السياسي الفكري والسلمي والشفاف على أساس المعايير الوطنية والقومية، من خلال تقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتوفير فرص العمل لهم وإحترام كرامة المواطن وضمان حقوقه الشخصية، بالإضافة الى تثبيت الحقوق القومية المشروعة للكورد في العراق الجديد.

- إفتقار هذه الأحزاب الى ثقافة التداول السلمي للسلطة وفق الإستحقاق الإنتخابي. بالإضافة الى عدم تحررهما، وبعد عشرين سنة، من عقلية الجبل بأنهم أصحاب الثورة واليهم يعود الإستحقاق النضالي التأريخي، ناسين بأن الجماهير الكوردستانية هي الصاحبة الحقيقية للثورة، وهي التي قدمت آلآف الشهداء والضحايا لرفع راية الثورة عالية.

لقد آن الآوان بأن تكون هذه المؤسسات العسكرية تابعة حقاً وفعلاً وعملاً للإقليم وتدار من قبل حكومات الإقليم المتعاقبة لحماية الشعب وتوفير الأمن لهم، بالإضافة الى حماية حدود الإقليم من إحتمال الخطر الخارجي القادم، وأن لاتبقى أداة بيد الأحزاب لقمع الجماهير ولحماية المصالح الحزبية الضيقة.



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحقيق التطوير الإقتصادي من خلال وجود قاعدة صناعية وبرنامج إق ...
- الغليان الشعبي والإنتفاضة الجماهيرية من أجل الكهرباء في العر ...
- من يبادر بإرسال قافلة الحرية والنجاة لوقف العدوان الإيراني ع ...
- من أولويات المشاريع الخدمية لپرلمان الإقليم شراء السيارات ال ...
- التحلي بلغة العصر الحضارية ولغة الحوار وتجنب لغة التهديد وال ...
- حماية وسلامة المواطن في الإقليم من مسؤولية من؟
- تشخيص الأمراض يعطي القدرة على تحسين الأداء السياسي للمعارضة
- وفاء حكومات الإقليم والقوى الرئيسية الحاكمة لعوائل الشهداء و ...
- الإنتصار أم الخسارة في انتخابات الپرلمان العراقي ومن أية وجه ...
- الوقوف على الحقوق الوطنية والقومية المشروعة عوضاً عن الحصول ...
- خلال انتخابات الپرلمان العراقي تغلب الصراع الحزبي هذه المرة ...
- القانون والدستور والإجراءات هو الحكم وليس السيد رئيس الجمهور ...
- أعترافات القيادة الكوردستانية نفسها، تبين كفاءتها السياسية ا ...
- خسر الكورد مرةً أخرى في المعركة السياسية لقانون الإنتخابات ا ...
- مصادقة رئيس الجمهورية على قانون الإنتخابات المعدل بعد تصويت ...
- الحكومة الجديدة ومهمات وطنية جديدة أم الإستمرار في نفس سياسة ...
- تطابق إدعاءات نظام صدام وتصريحات الأستاذ جلال الطالباني حول ...
- الأداء السياسي للقيادة الكوردية في بغداد والمکتسبات القومية
- العمل السياسي للمعارضة والمهمات الملحة في المرحلة القادمة، ر ...
- القيادة والجرأة السياسية وتحمل مسؤولية الخسارة في الإنتخابات


المزيد.....




- رماه في بئر فمات غرقا.. السعودية تنفذ الإعدام بوافد وتكشف جن ...
- نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم ...
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...
- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - توحيد الأجهزة العسكرية في الإقليم كان يتوجب أن يكون واجباً وطنياً وقومياً ملحاً