أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - العمل السياسي للمعارضة والمهمات الملحة في المرحلة القادمة، رؤية إنتقادية















المزيد.....

العمل السياسي للمعارضة والمهمات الملحة في المرحلة القادمة، رؤية إنتقادية


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2758 - 2009 / 9 / 3 - 15:40
المحور: القضية الكردية
    


الآلاف من الجماهير الكوردستانية لم تحسم لحد الآن موقفها السياسي من المعارضة والمتمثلة في قائمة التغيير، لكنها ترى من ولادة المعارضة ملكاً لها أيضاً، باعتبار أنهم ساهموا في ولادتها، سواءاً بشكل مباشر أو غير مباشر, حيث رفعوا أصواتهم (من داخل تنظيمات الأحزاب الرئيسية الحاكمة، بالطرق القانونية والتنظيمية أو من خارجها) إحتجوا واعترضوا خلال ال18 عاماً الماضية ضد الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي المتدهور، وضد انعدام العدالة الإجتماعية في الإقليم.
كي تتمكن المعارضة من توسيع نفوذها واجتذاب الجماهير الواسعة الى صفوفها، نجد بأنها حالة صحية وضرورية، وفيها مصلحة الجماهير الكوردستانية ومصلحة المعارضة أيضاً، بأن ننظر دائماً وأبداً الى العمل السياسي للمعارضة، برؤية انتقادية بناءة، من أجل تطويرها ووضعها دائماً على مسارها الصحيح، لكي تقدم أفضل الخدمات للمواطن الكوردستاني، وحتى لاتتكرر أخطاء ال18 عاماً الماضية مع الأحزاب الرئيسية الحاكمة.

إنتصار المعارضة في الإنتخابات التشريعية الأخيرة في الإقليم كانت النتيجة الطبيعية لطرحها برنامج سياسي إجتماعي واضح ووطني لخدمة كافة الجماهير الكوردستانية، بالأضافة الى وعودها لبناء نظام مالي جديد مبني على العدالة الأجتماعية ومحاربة الفساد المالي والسياسي والأداري داخل مؤسسات الدولة. وبالتالي أستطاعت المعارضة تعبئة قسم كبير من الجماهير وبناء قاعدة شعبية واسعة لها بين الشعوب الكوردستانية. كانت حقاً بداية موفقة وناجحة للمعارضة. حيث استطاعت أيضاً أن تحدث تحولاً تأريخياً كبيراً في الوضع السياسي في الإقليم. إنها المرة الأولى في الإقليم ومنذ عام 1992 تنشأ هناك معارضة حقيقية للسلطة الحاكمة، كذلك تمكنت بأن تهئ الأرضية المناسية للصراع السياسي السلمي مع القوى الرئيسية الحاكمة على أساس تقديم الخدمات للمواطن والإهتمام بحياة المواطن وظروفه المعيشية، وليس على أساس الأستحقاق النضالي التأريخي للأحزاب الرئيسية الحاكمة الذي كان سائداً قبل 25 تموز عام 2009، يوم الإنتخابات التشريعية الأخيرة في الإقليم.

لقد إنطلق قطار التغيير، ولكي يكون موفقا ومستمرا في رحلته الوطنية ليدخل كل قرية وكل ناحية ومدينة في الإقليم، عليه تأدية مهامه التأريخية في هذه المرحلة بشكل صائب ودقيق، كذلك العمل على ترجمة الوعود الذي أطلقتها للجماهير خلال قترة الإنتخابات الى برامج عملها السياسي داخل الپرلمان.

ـ على قائمة التغيير أن تؤدي دورها التأريخي في قيادة المعارضة. أن تكون يقظة دقيقة وحذرة في عملها السياسي داخل الپرلمان، وفي نفس الوقت أن تلعب دور المعارضة البناءة. أن تشارك في صنع القرار السياسي، أن تعمل مع الأحزاب الرئيسية الحاكمة لأيجاد أرضية ملائمة للتعاون السياسي المشترك، حول القضايا القومية المصيرية، في تصحيح وتنظيم علاقة الإقليم والشعب الكوردي مع المركز، لضمان حقوقنا القومية المشروعة، ومن ضمنها تنفيذ المادة 140 من الدستور والخاصة بالمناطق المتنازع عليها، إجبار المركز على رسم الحدود الجغرافية لإقليم کوردستان والمشاركة الفعلية للكورد مع الحكومة العراقية في اتخاذ القرارات، والتي أخفقت القيادة السياسية الكوردية والأحزاب الرئيسية الحاكمة تحقيقها منذ سقوط النظام البائد وحتى اليوم، رغم مناصب الكورد السيادية العالية داخل الحكومة العراقية. وعلى الصعيد الداخلي لابد من إيجاد الية للعمل السياسي مع السلطة الحاكمة حول النقاط المشتركة، بمعنى التصويت على المشاريع التي تعرضها الحكومة على الپرلمان والتي ترى فيها المعارضة مصلحة أكثرية الجماهير الساحقة. لكن عندما تصوت قائمة التغيير ضد أي مشروع تقدمه السلطة الحاكمة للمناقشة في الپرلمان، يتوجب على قائمة التغيير أن تعرض مشروعها البديل للمناقشة. من المهام الأساسية والضرورية للعمل السياسي لقائمة التغيير داخل الپرلمان أن يكون لها مشروع بديل لأي مشروع حكومي ترفضه القائمة. أن المعركة السياسية السلمية تدور داخل الپرلمان، وبالتالي عندما لايوجد عند المعارضة المشروع البديل فتعتبر الجولة خاسرة ولاتنفع بعدها الأعتراضات والضجة الإعلامية خارج قاعة الپرلمان.
وللأسف الشديد لم تكن قائمة التغيير موفقة في الجلسة الأولى الأفتتاحية للپرلمان. رغم الأتفاق المسبق كالمعتاد وخارج قاعة الپرلمان بين الحزبين الكورديين الرئيسيين حول تنصيب رئيس الپرلمان ونائبه، إلا أن المجال كان مفتوحاً أمام القوائم والأحزاب الأخرى لتقديم مرشحيهم لشغل تلك المواقع . كان ينتظرمن قائمة التغيير أن تقدم مرشحها لشغل منصب رئيس الپرلمان، ولو كبداية رمزية فقط، لكي تبين للحزبين الكورديين الرئيسيين ومنذ البداية بأن المعركة السياسية السلمية بدأت منذ اليوم داخل الپرلمان، وأنتهى زمن جلسات الپرلمان الشكلية. كذلك من أجل تعليم القوى الرئيسية الحاكمة على ثقافة التصويت داخل الپرلمان. لكن للأسف الشديد لم يحصل هذا. وبعد الجلسة تم إثارة الموضوع خارج الپرلمان، وبالتأكيد من دون جدوى.
نذكر قائمة التغيير بأن الجماهير الموالية لها في الشارع الكوردستاني تستمد قوتها من قوة المعارضة داخل الپرلمان. فكلما تمسكت المعارضة بالعزيمة والصلابة في الأداء السياسي داخل الپرلمان، كلما ازدادت الجماهير قوةً وحماساً للسير وراء عملية التغيير، وكلما اتسعت نفوذ المعارضة بين الجماهير. لتمكنها الإنطلاق وبقوة للمهام السياسية القادمة، والتي لاتقل أهميةً عن الإنتخابات التشريعية الأخيرة في الإقليم، ألا وهي التحضير للإنتخابات النيابية في الپرلمان العراقي وكذلك التحضير للإنتخابات مجالس المحافظات في العراق.

المطلوب من قائمة التغيير أن تمارس القدر الأكبر من الضغط السياسي على السلطة الحاكمة داخل الپرلمان لتمرير مشاريع المعارضة الخدمية، من إنشاء محطات الماء والكهرباء، تبليط الطرق والشوارع، إعمار القرى والمدن، بناء المستشفيات اللآزمة في القرى والمدن، بناء المدارس الكافية في جميع القرى والمدن الكوردستانية وتقديم المشاريع الزراعية بالإضافة الى طلب الدعم المالي للفلاحين من أجل دعم وإحياء القطاع الزراعي في كل القرى والمناطق الزراعية في إقليم كوردستان.

ـ تقع على عاتق قائمة التغيير العمل ومن داخل الپرلمان على مراجعة الدستور وصياغته بشكل يكون أكثر ديمقراطية وعصرية، بحيث يتضمن شكل النظام السياسي في الإقليم بأن يكون پرلماني ديمقراطي، وأن يحتوي على حقوق الفرد الشخصية وحمايته من السلطة، وليس دستوراً لحماية السلطة نفسها. أن يكون دستوراً يفتخر به كل مواطن في الإقليم، ويرى فيه بأن حقوقه الشخصية مضمونة.

ـ على قائمة التغيير العمل من أجل أن يأخذ الپرلمان دوره الحقيقي كمرجعية سياسية وأعلى سلطة في الإقليم، بحيث يتمكن، بالإضافة الى تشريع القوانين، من مراقبة الأداء السياسي للسلطة الحاكمة واستدعاء الوزراء والمسؤولين الى داخل الپرلمان للمساءلة والمحاسبة، عندما يتوجب ذلك.

ـ بما أن الصراع السياسي والفكري للمعارضة والمتمثلة في قائمة التغيير يكون مع السلطة الحاكمة التي تسخر كل طاقاتها وإمكاناتها المادية والمعنوية واستخدامها لكل المؤسسات الحكومية في الإقليم، للتقليل من شأن المعارضة وتهميش دورها على الساحة السياسية، لذا يتوجب على المعارضة أن تكون في منتهى الشفافية والنزاهة في عملها السياسي داخل الپرلمان وبين الجماهير. وبالتأكيد يقرأ المواطن المعارضة من خلال أداءها السياسي ومن خلال شخصية ممثليها. وبالتالي ضروري جداً تكون واجهة قائمة التغيير وممثليها من أصحاب الكفاءات العلمية والسياسية الوطنية والتقدمية، وأن يكونوا أناس موضع ثقة الجماهير، أناس ذو تأريخ شفاف. أن يكونوا أناس حقاً يؤمنون بعملية التغيير كضرورة تأريخية من أجل بناء نظام سياسي پرلماني ديمقراطي في الإقليم ليكون بديلاً عن النظام السياسي الحزبي والهيمنة الحزبية الحالية. أن تكون واجهة المعارضة من أصحاب الكفاءات الذين يعملون من صميم وجدانهم وضمائرهم من أجل خدمة عوائل الشهداء والمؤنفلين، من أجل خدمة الأكثرية الساحقة من المواطنين الفقراء والمسحوقين والمحرومين من ثروات الإقليم وخيراته. ولا من الذين لربما تضررت مصالحهم الشخصية، أو بسبب الصراعات الشخصية، أو من أجل الحصول على المنافع الشخصية أوعلى مراكز أجتماعية، أو من أجل الحصول على مواقع المسؤولية، دفعتهم للإنتقال الى صفوف قائمة التغيير.

من المهم للغاية أن تخلو واجهة المعارضة من العناصر الذين كانو بالأمس في مواقع القيادة والمسؤولية داخل الأحزاب الرئيسية الحاكمة وانتقلوا اليوم الى صفوف المعارضة، لأن مردوده تنعكس سلباً على العمل السياسي وعلى مصداقية المعارضة بين الجماهير. حيث الإنطباع عند الجماهير بأن هؤلاء السادة هم جزء من النظام السياسي السابق بكل مخلفاته وسلبياته، والذي أساساً رفضته الجماهير وبناءً عليه التحقت بقطارالتغيير. صحيح بأن هؤلاء السادة الكرام، ومع كل تقديرنا وأحترامنا الى تأريخ نضالهم الطويل، تخلوا عن مناصبهم الوزارية ومواقعهم القيادية الحزبية، ألا أنهم، شئنا أم أبينا، يتحملون المسؤولية عما وصل اليه الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي المتأزم في الإقليم، وكذلك عما وصل اليه الوضع السياسي المتأزم داخل الأحزاب الرئيسية الحاكمة، لأنهم كانوا أعضاء في القيادة السياسية للحزب. المكتب السياسي لأي حزب يجب أن يأخذ دوره القيادي كأعلى سلطة في الحزب ويكون مراقباً على العملية السياسية وعلى الأداء الحزب السياسي.
عندما لايرى المواطن، عند ممثلي قائمة التغيير النزاهة والشفافية والجدية في العمل السياسي والأستعداد التام في خدمة الجماهير، فيصاب بخيبة أمل، ويقيناً يفكر هذا المواطن، ما هو الفرق أذن بين القوى الرئيسية الحاكمة والمعارضة. هنا نطرح السؤال التالي وماهي أذن مصلحة هذا المواطن، كي يتخلى عن الوظيفة الحكومية أو الموقع الحزبي وكذلك عن الأمتيازات التي يحصل عليها عند القوى الرئيسية الحاكمة لينتقل الى صفوف المعارضة؟


دانيمارك-كوبنهاكن، الثلاثاء 1 أيلول 2009





#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة والجرأة السياسية وتحمل مسؤولية الخسارة في الإنتخابات


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - العمل السياسي للمعارضة والمهمات الملحة في المرحلة القادمة، رؤية إنتقادية