أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - القيادة والجرأة السياسية وتحمل مسؤولية الخسارة في الإنتخابات















المزيد.....

القيادة والجرأة السياسية وتحمل مسؤولية الخسارة في الإنتخابات


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 10:09
المحور: القضية الكردية
    


أظهرت نتائج الإنتخابات خسارة القوى الرئيسية الحاكمة، القائمة الكوردستانية، وبالتالي خسارة الأتحاد الوطني الكوردستاني في معقله الرئيسي، السليمانية وفي الأقضية والنواحي التابعة لها.

خسارة أو فوز أي حزب سياسي في الإنتخابات يعتمد على عدد من العوامل، منها:
(إذا أعتبرنا العوامل الخارجية الموضوعية كما هي وليست لها تأثير على مجرى العملية الإنتخابية)

• منهج العمل السياسي للحزب في تلك المرحلة التأريخية
• الأداء السياسي للحزب داخل مؤسسات الدولة أو ألإقليم
• الأداء السياسي للمؤسسات الحزبية بين الجماهير
• الألتزامات الوطنية المترتبة على عاتق الحزب تحقيقها للجماهير
• الكفاءات السياسية والعلمية والوطنية لممثلي الحزب في داخل المؤسسات الحزبية والحكومية
• نزاهة وشفافية العمل السياسي لقيادة الحزب وممثليه
• حجم ثقة الجماهير بالحزب

كل هذه العوامل تولد بالضرورة مساحة بين الحزب والجماهير. عندما يتضمن البرنامج السياسي للحزب مشاريع الأعمار وتقديم الخدمات وتحقيق الأماني وتطلعات الشعب الى الحرية والديمقراطية وضمان حقوقه القومية المشروعة، فيحظى الحزب بثقة الجماهير، وبالتالي تتقلص هذه المساحة. هنا لم يتمكن بل أخفق الأتحاد الوطني الكوردستاني، وخلال فترة ال18 عاماً، من أمتلاكه لمثل هذا البرنامج السياسي لخدمة الجماهير الكوردستانية وتحسين أوضاعها المعيشية في هذه المرحلة التأريخية من النضال السياسي السلمي للشعوب الكوردستانية. بل على العكس أنغمس الحزب الى قعر الفساد المالي والسياسي والأداري، والذي أدى بالنتيجة الى التوزيع الغير عادل والغير منصف لخيرات وثروات الأقليم، وبالتالي أنعدام العدالة الأجتماعية. كذلك الإمتيازات الحزبية الهائلة والمفرطة، التي تتمتع بها قيادة الحزب وممثليه على حساب الحقوق العامة للشعب.

وبالتالي كانت نتائج الأنتخابات الرد الفعل الطبيعي للجماهير الكوردستانية لعقاب الأتحاد الوطني الكوردستاني ، والتصويت لصالح قائمة المعارضة، قائمة التغيير، التي أستطاعت في مدة ثلاثة أشهر فقط أن تحدث تحولاً تأريخياً كبيراً في الوضع السياسي في الإقليم، وأن تهئ الأرضية المناسية للصراع السياسي السلمي على أساس تقديم الخدمات للمواطن. حيث نجحت قائمة التغيير في هزيمة الأتحاد الوطني الكوردستاني في محافظة السليمانية، كذلك الحصول على عدد لابأس بها من الأصوات في مدينة هه ولير.

المشكلة ليست في خسارة أو فوز أي حزب في الأنتخابات، أذا كان ذلك الحزب يؤمن بالممارسة الديمقراطية وبالتداول السلمي للسلطة وفقاً للإستحقاق الإنتخابي للأحزاب والكيانات السياسية. وبالتالي خسارة ذلك الحزب في الأنتخابات ليست نهاية الدنيا. لكن المهم أن يقوم الحزب بمراجعة برنامجه السياسي، وتقييم عمله السياسي داخل مؤسسات الحزب وداخل مؤسسات الدولة أو الأقليم، بالأضافة الى تقييم الأداء السياسي لقيادته، والقيام بتغييرات جذرية في قيادة الحزب، لكي يتمكن الحزب من معالجة أخطائه السياسية ومحاولة تحسين أدائه السياسي للمرحلة القادمة.

لاحظنا بأن قيادة الأتحاد الوطني الكوردستاني تعاملت مع خسارة الأتحاد في الأنتخابات بشكل مغاير للموضوعية تماماً. حيث القت مسوؤلية خسارة الأتحاد على عاتق أعضاء وكوادر وممثلي الأتحاد المحليين، الذين لاحول لهم ولاقوة. حيث تم طرد الكثير منهم من مواقعم الحزبية والحكومية. ماذا يفعل هؤلاء المسوؤلون المحليون، عندما لايوجد أصلاً برنامج حزبي (حكومي) لتقديم الخدمات الأساسية للشعب. ماذا يفعل هؤلاء المسوؤلون المحليون، عندما تكون المساحة بعيدة أصلاً بين الأتحاد والجماهير، ولاتحس القيادة السياسية للأتحاد لابمعاناة المواطنين اليومية ولابمشاكلهم الأقتصادية والأجتماعية والسياسية. ماذا يفعل هؤلاء المسوؤلون المحليون، عندما لايوجد في داخل تنظيم الأتحاد قانون للمسائلة والمحاسبة، بسبب تفشي ظاهرة الفساد المالي في جميع المؤسسات الحزبية والحكومية. ماذا يفعل هؤلاء المسؤولن المحليون، عندما أخفق الأتحاد في كسب ثقة الجماهير الكوردستانية، بسبب السياسات الخاطئة في فترة ال18 عاماً الماضية. هذا يؤكد بأن القيادة السياسية للأتحاد الوطني الكوردستاني لم تقرأ نبض الشارع الكوردستاني بشكل واقعي ودقيق أصلاً، ولم تتمكن من قراءة سخط الجماهير الكوردستانية وعدم رضاها من أدائها الحزبي والحكومي. هذا خير دليل على عزلة الأتحاد الوطني الكوردستاني وأبتعاده عن الجماهير، مقابل الأنشغال بالمنافع الشخصية والمناصب الوزارية لقيادته.

المصيبة هي أن الأتحاد الوطني الكوردستاني لايريد أن يعترف بأن هزيمته في الأنتخابات التشريعية الأخيرة في الأقليم هي بالدرجة الأولى دليل على فشل الأتحاد وعلى فشل القيادة السياسية للأتحاد، لعدم قدرته على قيادة الجماهير الكوردستانية في مرحلة النضال السياسي السلمي داخل المدينة. هي فشل الأتحاد لعدم قدرته على تنفيذ أحتياجات الجماهير الكوردستانية. وكما ذكرنا في مقالاتنا السابقة ”من كان قائداً ناجحاً في مرحلة النضال الثوري الشاق ليس بالضرورة أن يكون قائداً سياسياً ناجحا وخادماً لشعبه في زمن السلم داخل المدينة، لأن الأهداف والمهام مختلفة في هاتين المرحلتين”.

عندما ينتصر الحزب في الأنتخابات أو في أية عملية سياسية فيكون التمجيد والتعظيم للقائد وللقيادة السياسية ، ويتجسد الأنتصار بشخصية القائد وبعبقرية القائد، وبالتالي يعلو أسم القائد. ولكي تكون هذه المعادلة السياسية متوازنة ومتكافئة، بالمقابل عندما يخسر الحزب، يجب أن يتحمل القائد والقيادة السياسية مسوؤلية الخسارة، ويدفعوا ثمنها. المعادلة السياسية هنا هي القيم والمعايير الديمقراطية، والروحية الديمقراطية في داخل الحزب وعند القائد، كذلك عند القيادة السياسية .

المسوؤلية الحزبية والقييم الديمقراطية كانت تحتم على القيادة السياسية للأتحاد الوطني الكوردستاني أن تقر كحد أدنى بخسارتها في الأنتخابات، وتحملها مسؤولية هذه الخسارة، وأن تتعهد لجماهيرها بالعمل على تحسين أدائها السياسي، لأننا لانتوقع ولانتخيل أبداً من هذه القيادة السياسية التي رسخت أصلاً ركائز الديكتاتورية والسلطة الفردية ونظام الوراثة العائلية داخل حزبها، أن تمتلك الجرأة السياسية وتتحمل مسوؤلية هزيمة حزبها في الأنتخابات وتعلن أستقالتها من قيادة الحزب ومن موقعها السيادي في الدولة أوفي الأقليم، من أجل أعطاء الفرصة لغيرهم لقيادة الحزب وأعادة تنظيمه للمرحلة المقبلة. هكذا هو الحال عند الدول الديمقراطية والمتمدنة في العالم، كذلك عند أحزاب الأشتراكية الديمقراطية في العالم المتحضر، والذي يعتبر الأتحاد الوطني الكوردستاني عضواً فيها، وبأعتبار أن سكرتيره هو نائب الأمين العام لمنظمة الأشتراكية الدولية.

ولادة المعارضة الحقيقية ولأول مرة منذ عام 1992، كذلك الإنتصار الكبير للمعارضة في الإنتخابات التشريعية الأخيرة، فتحت افاق مرحلة سياسية جديدة في إقليم كوردستان. مرحلة الصراع السياسي السلمي بين المعارضة والسلطة الحاكمة، على أساس تقديم الخدمات للمواطن الكوردستاني، وليس على أساس الأستحقاق النضالي التأريخي أوعلى أساس الوراثة التأريخية، أي التصويت الى نفس الجهة التي كانت تنتمي اليها العائلة. هذا ما أكدته أيضا الجماهير الكوردستانية الواعية خلال الأنتخابات الأخيرة.

لذلك ما حصل للأتحاد الوطني الكوردستاني في الأنتخابات التشريعية الأخيرة قد يحصل في المستقبل القريب (في الأنتخابات التشريعية اللاحقة في الأقليم) لأية قوة سياسية حاكمة أخرى، أذا لم تقوم بمسؤلياتها التأريخية والوطنية لضمان الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي، وأذا لم تعمل لخدمة المواطن الكوردستاني وأحترام حقوقه الشخصية، وبسط نظام العدالة الأجتماعية في جميع أنحاء الأقليم.


دانيمارك-كوبنهاكن، الأربعاء 19 اب 2009



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - القيادة والجرأة السياسية وتحمل مسؤولية الخسارة في الإنتخابات