أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - وفاء حكومات الإقليم والقوى الرئيسية الحاكمة لعوائل الشهداء والمؤنفلين















المزيد.....

وفاء حكومات الإقليم والقوى الرئيسية الحاكمة لعوائل الشهداء والمؤنفلين


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 01:58
المحور: القضية الكردية
    


نعيش في هذه الأيام الذكرى الثانية والعشرين لعمليات الأنفال السيئة الصيت التي نفذها النظام العراقي البائد عام 1988 بشكل مبرمج ومنظم لإبادة الكورد في كوردستان العراق أرضاً وشعباً. أطلق صدام حسين على حملته إسم الأنفال، المأخوذة من اسم سورة الثمانية من القرآن الكريم والتي تعني الغنيمة (غنائم الكفار في الحرب). ذلك الأسم الذي عمق أسوأ المشاعر في نفوس أبناء الشعب الكردي لتلك الجرائم البشعة التي أرتكبها النظام العراقي البائد وقواته العسكرية خلال تلك الحملات بحقهم، والتي تم تصنيفها مؤخراً في العراق بحملات ابادة بشرية (الجينوسايد) ضد أبناء الشعب الكوردي. راح ضحية تلك الحملات وسياسات التطهير العرقي، والتي هزت الضمير البشري في العالم، أكثر من 180 الف كوردي، من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وتم دفنهم في المقابر الجماعية والتي كشفت بعد سقوط نظام صدام حسين، بالإضافة الى حرق وتدمير أكثر من 4500 قرية في كوردستان العراق.

الهدف من هذا المقال ليس التطرق الى بشاعة الجريمة والكوارث والمآسي التي الحقها نظام صدام حسين بالشعب الكوردي، وإنما تسليط الظوء على مدى الإلتزامات الأخلاقية والإلتزامات السياسية والقومية لحكومات الإقليم، والقوى الرئيسية الحاكمة والقيادة السياسية الكوردستانية تجاه عوائل الشهداء والمؤنفلين في كل أنحاء كوردستان العراق.

ضحايا حملات الأنفال من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين راحوا ضحية جرائم نظام صدام حسين، لم يكونوا مقاتلين ضمن صفوف قوات البيشمركة آبان الثورة الكوردية آنذاك، وأنما كانوا من المواطنين المدنيين العزل يزاولون حياتهم اليومية في قراهم ومدنهم، حين هاجمتهم قوات الجيش العراقي مع قوات الحرس الجمهوري بالإضافة الى قوات الجيش الشعبي وأفواج ما كان يسمى آنذاك بالدفاع الوطني مدعومين بالطائرات والدبابات. هؤلاء الضحايا الأبرياء قتلوا على الهوية، قتلوا فقط بسبب أنتمائهم العرقي، قتلوا ودفنوا في المقابر الجماعية وذنبهم الوحيد أنهم كانوا من القومية الكوردية.

إنها حالة مأساوية ومؤلمة جداً عندما نسمع ونرى اليوم، معاناة، شكاوي وعدم رضا أهالي الشهداء وضحايا الأنفال، الذين حرموا من ملذة ومحبة وحنان الأب والأم والأخ والأخت والأبن والبنت، لإهمالهم من قبل حكومات الإقليم والقوى الرئيسية الحاكمة، وعدم تقديم الخدمات والمساعدات المادية والمعنوية والنفسية اليهم بشكل يتناسب مع آلامهم ومعاناتهم وحجم المجزرة والكارثة التي تعرضوا اليها. كلام فارغ عندما تدعي الجهات الرسمية وأصحاب المواقع السيادية في الإقليم والقوى الرئيسية الحاكمة، بأنه تم تقديم الخدمات اليهم لكن ليس بالشكل المطلوب. تقديم الخدمات الى عوائل الشهداء والمؤنفلين والى المواطنين بشكل عام أيضاً هي من واجبات حكومة الأقليم والقوى الرئيسية الحاكمة ولا يتطلب الحديث عنها أصلاً، بينما أستخدام عبارة لكن ليس بالشكل المطلوب غير مقبول ومرفوض جملةً وتفصيلاً، لأنه من غير الممكن والمنطق، عدم تمكن حكومات الإقليم المتعاقبة والقوى الرئيسية الحاكمة، وخلال 19 عاماً على تحرير كوردستان العراق من سيطرة النظام العراقي البائد، في تنفيذ المشاريع الخدمية وتعمير القراى والمدن لعوائل الشهداء والمؤنفلين وتقديم المساعدات المادية والنفسية والمعنوية اليهم.

نذكر حكومة الإقليم والقوى الرئيسية الحاكمة والقيادة السياسية الكوردستانية بأن عوائل ضحايا الأنفال وعوائل الشهداء جميعاً والجماهير الكوردستانية عامةً لايحتاجون بأن تتذكر الكوارث والمجازر القومية في يوم واحد فقط في كل سنة عند إحياء ذكرى الفاجعة وتقديم اللوحات الفنية بتلك المناسبة وقراءة البيانات وتقديم الوعود لعوائل الضحايا، من قبل المسؤوليين في حكومة الإقليم ومسؤولي الأحزاب الرئيسية الحاكمة، بقدر ما تريد الجماهير الكوردستانية وعوائل الشهداء والمؤنفلين أن تشعر وتلمس وتحس وترى على أرض الواقع بأن هذه الكوارث القومية حقاً تعيش، في كل لحظة وكل ساعة وفي كل يوم، في صميم وفي نفس ووجدان وضمير القيادة السياسية الكوردستانية والمسؤوليين الحزبيين والحكوميين، والتفاعل معها وترجمتها الى الواقع العملي عن طريق إعادة إعمار قراهم ومدنهم وتقديم الخدمات الأساسية لهم، من إيصال الماء والكهرباء الى قراهم وتبليط الطرق والشوارع في مدنهم وبناء المدارس والمستشفيات لهم، بالأضافة الى الإهتمام المستمر بهم من الناحية النفسية والمادية والمعنوية، كذلك إعادة رفات جميع ضحابا الأنفال الى ذويهم.

يؤلمنا أن نسمع في إحدى خطابات رئيس حكومة الإقليم في يوم 14 نيسان، وبمناسبة إحياء ذكرى فاجعة الأنفال، يتعهد بأنهم سوف يعملوا من أجل تصنيف هذه الكارثة بالجينوسايد دولياً. نحن نسأل سيادة رئيس الحكومة في الإقليم والمعنيين والمسؤوليين الحزبيين والحكوميين، مرت أكثر من 19 عاماً على تحرير كوردستان العراق من سيطرة النظام العراقي البائد، وأكثر من سبع سنوات على تحرير العراق من ذلك النظام، ألم يكن من المفروض بأن يكون ملف الأنفال خلال هذه السنيين الطويلة واحد من الملفات الرئيسية لدى القوى الرئيسية الحاكمة والقيادة السياسية الكوردستانية وحكومات الإقليم المتعاقبة، بعد 2003 على الأقل، بأن يعملوا من أجلها بجدية وببرنامج وذلك لتصنيف هذه الكارثة القومية والجريمة البشعة ضد البشرية بالجينوسايد دولياً؟ أم أنهم في يوم 14 نيسان في كل سنة يتذكرون هذه الكارثة، فقط بسبب إقامة المراسيم التأبينية الرسمية بهذه المناسبة ؟ خاصةً بعد سقوط نظام صدام حسين، توجد هناك أدلة ومستمسكات كافية ووافية (إكتشاف المقابر الجماعية لضحايا حملات الأنفال بحد ذاتها) كان من الممكن جمعها والعمل على أساسها ووضع برنامج منظم لها، من أجل تقديمها وتعريفها على المحافل الدولية بغية تصنيف عمليات الأنفال بحملات الإبادة الجماعية (الجينوسايد) ضد الشعب الكوردي دولياً. وبالتالي ليست هناك أية ذريعة لهذا التقصير والأهمال من قبل الجهات المعنية في الإقليم، لعدم قيامهم بواجباتهم الوطنية والقومية في هذا المجال.

هذا بالأضافة الى أن حكومات الإقليم المتعاقبة، بعد عام 2003 ، والقوى الرئيسية الحاكمة كذلك القيادة السياسية الكوردستانية لم تكن جادة في طلبها الرسمي من الحكومة العراقية بتعويض عوائل الشهداء والمؤنفلين، وتعمير قراهم ومدنهم جراء حملات الأنفال والقصف بالأسلحة الكيمياوية وحرق وتدمير القرى والمدن الكوردية من قبل الدولة العراقية، بعد أن أعتبرتها العراق مؤخراً بحملات ابادة جماعية ضد الإنسانية.

المجد وكل المجد لشهداء الأنفال وضحايا مدينة هه لبجه وكل الشهداء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم الغالية من أجل المصالح القومية العليا، ورفعة الرأس لعوائلهم وذويهم. وعسى أن تهتز مشاعر المسؤولين وأصحاب القرار وتتحرك ضمائرهم بأن يكونوا أوفياء مستقبلاً لعوائل الشهداء والمؤنفلين ويتذكروا بأنهم وصلوا الى مواقع المسؤولية داخل الدولة العراقية وفي الإقليم، وتربعوا على عرش الخير والنعيم على حساب دماء شهداء الكورد.



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتصار أم الخسارة في انتخابات الپرلمان العراقي ومن أية وجه ...
- الوقوف على الحقوق الوطنية والقومية المشروعة عوضاً عن الحصول ...
- خلال انتخابات الپرلمان العراقي تغلب الصراع الحزبي هذه المرة ...
- القانون والدستور والإجراءات هو الحكم وليس السيد رئيس الجمهور ...
- أعترافات القيادة الكوردستانية نفسها، تبين كفاءتها السياسية ا ...
- خسر الكورد مرةً أخرى في المعركة السياسية لقانون الإنتخابات ا ...
- مصادقة رئيس الجمهورية على قانون الإنتخابات المعدل بعد تصويت ...
- الحكومة الجديدة ومهمات وطنية جديدة أم الإستمرار في نفس سياسة ...
- تطابق إدعاءات نظام صدام وتصريحات الأستاذ جلال الطالباني حول ...
- الأداء السياسي للقيادة الكوردية في بغداد والمکتسبات القومية
- العمل السياسي للمعارضة والمهمات الملحة في المرحلة القادمة، ر ...
- القيادة والجرأة السياسية وتحمل مسؤولية الخسارة في الإنتخابات


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - وفاء حكومات الإقليم والقوى الرئيسية الحاكمة لعوائل الشهداء والمؤنفلين