أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - التحلي بلغة العصر الحضارية ولغة الحوار وتجنب لغة التهديد والتصعيد















المزيد.....

التحلي بلغة العصر الحضارية ولغة الحوار وتجنب لغة التهديد والتصعيد


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 13:53
المحور: القضية الكردية
    


الغرض من هذا المقال هو تسليط الضوء على بعض النقاط التي حقاً تثير القلق والتي تضمنها بيان المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني حول الأحداث الأخيرة التي شهدها ويشهدها الإقليم لحد الآن. من حق الحزب الديمقراطي الكوردستاني الدفاع عن نفسه عندما توجه اليه أي إتهام وفي أية قضية. وفي نفس الوقت من واجب الحزب أيضاً بأعتباره أحدى القوى الرئيسية الحاكمة الإلتزام بضبط النفس والعمل على تهدئة الأوضاع السياسية في الإقليم والتحلي بلغة العصر الحضارية ولغة الحوار وتجنب لغة التهديد والتصعيد التي ليست فيها لا مصلحة الحزب ولا مصلحة الإقليم.

تحول اغتيال الطالب الجامعي الشاب والصحفي سردشت عثمان الى إنتفاضة جماهيرية واسعة عمت عدد كبير من مدن الإقليم، والتي نظمتها عدد من منظمات المجتمع المدني بالإضافة الى عدد من المؤسسات الإعلامية الحرة، مطالبةً رئاسة الإقليم والحكومة والپرلمان ومسؤولي الأجهزة الأمنية العاملة في أربيل على تقديم توضيحات حول الملابسات الغامضة لحادث الإغتيال. وفي هذه الأيام أصدر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني بياناً أدان فيه حادث الإغتيال. لكن لهجة البيان لم تكن هادئة أبداً، بل على العكس تضمنت لغة التهديد وتوجيه الإتهام الى الجماهير التي تشارك في الإحتجاجات والمظاهرات الحالية، باعتبار أن هناك أيادي خارجية وداخلية تقف وراء تحريك الجماهير! من الناحية الدستورية والقانونية ليس من صلاحية الأحزاب السياسية المدنية إتهام الجماهير الغفيرة، التي تطالب بكشف هذا العمل الأرهابي الجبان، إتهامها بزعزعة الأمن في مدن الإقليم، كما جاء في البيان، أو إستخدام أسلوب التهديد بقطع الأيادي لبعض الجهات (غير واضح في البيان من المقصود ومن هي تلك الجهات).

الجماهير الكوردستانية كانت تنتظر أن يتضمن بيان المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني إنتقال الحزب الى خندق الجماهير، لترجمة مسؤولياته الوطنية على أرض الواقع وإظهارحرصه على حياة المواطنين ودعمه لمطالب الجماهير الشرعية والقانونية ومشاركته أحزان الجماهير وقلقها من تهديد القلم الحر والرأي المختلف والتجاوز على حقوق الإنسان في الإقليم. كانت تنتظر الجماهير بأن يطالب البيان رئاسة الإقليم والپرلمان وحكومة الإقليم الإسراع بفتح تحقيق حول هذا الحادث المؤلم والخطير، والمطالبة بتقديم مسؤولي الأجهزة الأمنية الى الپرلمان وإخضاعهم للمساءلة والتحقيق.

إن اقليم كوردستان منقسم عملياً من الناحية السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعسكرية والمدنية بين الحزبين الكورديين الرئيسيين.
أي إختراق للجهاز الأمني في مناطق نفوذ الإتحاد الوطني الكوردستاني، يتحمل الإتحاد المسؤولية بالكامل وبالتالي من الحق الشرعي والدستوري والقانوني للجماهير الكوردستانية إستخدام الأساليب المدنية السلمية في تنظيم المظاهرات والإحتجاجات والإعتصامات من أجل ممارسة القدر الأكبر من الضغط السياسي على الإتحاد لتقديم توضيحات وفتح تحقيق حول مجريات الحادث، وبنفس الطريقة والروحية حينما يحدث إختراق للجهاز الأمني في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي الكوردستاني، يتحمل الحزب الديمقراطي المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه المواطنين، وبالتالي تقع على عاتق الحزب مسؤولية إتخاذ جميع الإجراءات القانونية وفتح تحقيق حول ملابسات الحادث دون الإساءة الى الجماهير أو اتهامها بالعمل لصالح قوى خارجية أو داخلية، أو إتهامها بالإخلال بالأمن والإستقرار في الإقليم. يتوجب على المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني أن يقر بهذ الحقيقة.

المشكلة تكمن في عدم إستقلالية الأجهزة الأمنية والعسكرية في الإقليم، ولاهي خاضعة لسيطرة حكومة الإقليم. لو كانت هذه الأجهزة تابعة الى حكومة الإقليم فقط، لكانت الحكومة وحدها مسؤولة أمام الجماهير والپرلمان لتتحمل جميع المسؤوليات القانونية والأخلاقية لأية أعمال إرهابية أو لحوادث الخطف والقتل ذي الطابع السياسي. هل تخرج لحد الآن ضابط واحد تابع الى الإتحاد، على سبيل المثال، من الكليات العسكرية التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني؟ هل يوجد موظف أمني واحد من الإتحاد ضمن الأجهزة الأمنية للحزب الديمقراطي الكوردستاني؟ الجواب طبعاً كلا. والعكس صحيح أيضاً. وطالما يستمر هذان الحزبان في إمتلاك الأجهزة الأمنية والعسكرية والإستخباراتية، عليهما أذن تحمل كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية في مناطق نفوذهما.

من الحق الطبيعي للجماهير الكوردستانية أن تطالب أصحاب القرار في الإقليم، ومن ضمنها رئيس الإقليم، بتقديم إيضاحات حول إغتيال هذا الطالب الجامعي والصحفي وفي ظروف غامضة، وحول أية أحداث أخرى ذات الطابع السياسي قد تحصل في المستقبل، دون أن تعتبر هذه إساءة أو إتهام ضمني الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وأن السيد مسعود البارزاني في هذا الموقع وحسب مسؤولياته هو رئيسا للإقليم وليس رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني. وعلى المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني أن يتفهم تلك الحقيقة بأن السيد رئيس الإقليم تم ترشيحه لهذا المنصب من قبل التحالف الكوردستاني وليس من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كذلك نحن نعتقد بأن السيد رئيس الإقليم تهمه حياة المواطنين والحفاظ على أرواحهم، وإطلاعه الجماهير على ملابسات أية عملية إرهلبية قد تحدث في الإقليم، وحينما يحدث هناك خلل في داخل الأجهزة الأمنية وفشلها في حماية المواطنين. وبالتالي فإن رئيس الإقليم هو في هذه المرحلة ملك لجميع الشعوب الكوردستانية، وأن استلام المواقع الرئاسية والمسؤولية يجب أن تكون لخدمة الجماهير، لذلك من حق الجماهير الكوردستانية توجيه الإنتقاد اليه، عندما تشعر الجماهير بالغبن أو الإحساس بإجهاض حقوقها الدستورية والقانونية والشخصية. ولا يستوجب في كل إنتقاد يوجه الى السيد رئيس الإقليم، أن يدخل الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى الواجهة ويضع هذا الإنتقاد في الإطار الشخصي والحزبي ويتهجم على الجماهير.
لنطوي والى الأبد صفحة الماضي على أساس أن القيادة أبدية وأزلية، ولننهي مرحلة تمجيد وتعظيم وتقديس القائد، وأن كان لها مايبررها في مرحلة النضال الثوري المسلح.

وختاماً يتوجب على الحزبين الكورديين الرئيسيين أن يستوعبا المستوى السياسي العالي للجماهير الكوردستانية وتفاعلها الواعي مع جميع الأحداث السياسية، واتخاذها المواقف من جميع القضايا السياسية في الإقليم. حيث إنتهت والى الأبد مرحلة الطاعة العمياء للقادة وللأحزاب ودوران الجماهير في الفلك السياسي لهذه الأحزاب، وان المواجهة السياسية لهذه الأحزاب سوف تكون مع الجماهير الكوردستانية، كلما تخفق هذه الأحزاب في تنفيذ مهامها الوطنية والقومية.



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية وسلامة المواطن في الإقليم من مسؤولية من؟
- تشخيص الأمراض يعطي القدرة على تحسين الأداء السياسي للمعارضة
- وفاء حكومات الإقليم والقوى الرئيسية الحاكمة لعوائل الشهداء و ...
- الإنتصار أم الخسارة في انتخابات الپرلمان العراقي ومن أية وجه ...
- الوقوف على الحقوق الوطنية والقومية المشروعة عوضاً عن الحصول ...
- خلال انتخابات الپرلمان العراقي تغلب الصراع الحزبي هذه المرة ...
- القانون والدستور والإجراءات هو الحكم وليس السيد رئيس الجمهور ...
- أعترافات القيادة الكوردستانية نفسها، تبين كفاءتها السياسية ا ...
- خسر الكورد مرةً أخرى في المعركة السياسية لقانون الإنتخابات ا ...
- مصادقة رئيس الجمهورية على قانون الإنتخابات المعدل بعد تصويت ...
- الحكومة الجديدة ومهمات وطنية جديدة أم الإستمرار في نفس سياسة ...
- تطابق إدعاءات نظام صدام وتصريحات الأستاذ جلال الطالباني حول ...
- الأداء السياسي للقيادة الكوردية في بغداد والمکتسبات القومية
- العمل السياسي للمعارضة والمهمات الملحة في المرحلة القادمة، ر ...
- القيادة والجرأة السياسية وتحمل مسؤولية الخسارة في الإنتخابات


المزيد.....




- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...
- مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلس ...
- الأردنيون يتظاهرون لليوم الرابع قرب سفارة إسرائيل ومسيرات بم ...
- أكاديمي أميركي: المجاعة في غزة قد تتسبب بإدانة إسرائيل بالإب ...
- حرية الصحافة في أوروبا.. بين القرارات البرلمانية والتطبيق عل ...
- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - التحلي بلغة العصر الحضارية ولغة الحوار وتجنب لغة التهديد والتصعيد