أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نعيم عبد مهلهل - الناصرية : البيت ومحلات باتا وكاظم الحلو الحباب.......!














المزيد.....

الناصرية : البيت ومحلات باتا وكاظم الحلو الحباب.......!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 15:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الناصرية : البيت ومحلات باتا وكاظم الحلو الحباب.......!
لم يجد الله بلادا غير اور ليصنع فيها الصبر والتحمل ، لهذا انزل فيها أيوب ، ومن طين فراتها صنع دموع أمهات الشهداء لكثر ما نالت هذه الأرض من حروب ومضاجعة السرير.وموتا في الأقبية ونعاس العصافير بين أوراق كتب التاريخ أيام ما كنا نراجع للامتحانات البكالوريا....!
هذه المدينة من بين كل مدن الأرض لم تعرف الوهن .لأنها كلما تحترق تصنع من رمادها باقات ورد تخبئ عطرها للحظة المناسبة حتى عندما يداهمها غرباء السلطة وحفاة الجاه وبياعي كتبهم المهداة إلى مكتبة المحتل ..!
بقت وعلى الدوام كما وصفها لي ذات يوم المرحوم المبدع الشاعر كمال سبتي الذي لم ينصف حتى اللحظة بما يليق به من تجربة وثراء وثقافة وموقف ( مدينة للرخام والسُخام ، وهي وحدها من لا تسير على عكاز عندما يقطع الدهر ساقيها......!)
البقاء أورثها قدرة هائلة لصناعة الغرام وربما هي وحدها من يعرف الطريق إلى النقطة عندما تضيع دموعنا بين القطارات والكراجات ومقاهي الاغتراب.! ولهذا لن اعتقد أن مدينة تصنع المعجزة من جرحها مثل الناصرية التي صنعت مهارة الأنبياء منذ إبراهيم ع وحتى صدى البحة الأسطورية لداخل حسن وحضيري أبو عزيز وناصر حكيم وجبار ونيسة وانتهاء بكريم العرجاوي..!
وفي العلم أيضا لها مهابة الوجود .وفي الأدب والفقه والسياسة والمجانين لها باع لتكون مدينة تعطي ولا تتمنى أن تأخذ .ومن بين مدن الله قلة من تفعل ذلك..!
هذه المدينة الماهرة حتى في غواية الحس والجسد والرؤية علتها أنها تحتضن خيباتها بصمت العيون وقلما تجاهر في نار البلوى .صمتها يمنها اضطراب في حواسها فلا تناقش في محنتها سوى ظلها .لهذا ما ينتفظ فيها يحتاج إلى مخاض اعسر من صناعة قنبلة ذرية .!
صمتها يتوغل فيها .وصراخها مثل ما كان في بطن حوت يونس صداه للتأريخ فقط ، دائما تسامح ودائما تسلم غوايتها بخجل لمن تحس انه يستحق .وحتى لو خدعت تغمض عينيها وتمشي مع رقاد فطرة قلبها فليس لها سوى أرصفة شارعها الحبوبي لتتسكع فيه ، وتلهي لحظتها مع الصخب وأرائك المقاهي والنقاش الذي لا يفضي إلى نسمة عليلة بل إلى جدول القطع المبرمج والمخصصات الجديدة ومشاريع الكتابة ويافطات أطباء بعضهم لا يرحم حتى علة مدينته فيزيد الكشفية كل يوم ألفا أخرى.!
هي مدينة الرمش الشهي لأحلى البنات .فارقها الميني جوب وجيفارا وصوت بلقيس فالح وسريالية قدوري ويافطة كاظم الحلو الحباب التي كنا نقرا فيها حكمة السذاجة والبراءة ونهار المدينة بحزنه وكده وقواطع جيشه الشعبي وبلاء الحروب التي اعترف إنها أورثتنا بعض قدرة الكتابة لنلبس خوفنا وضعفنا ونحوله إلى قصائدا وقصصا ونكات..!
هذه المدينة التي يعشق فقراءها المرور أمام محلات باتا حفاة وهم يشعرون بسعادة حلم ارتداء واحدا من أحذيتها وتقليد تمشيطة مدير المحل ( عزيز باتا ) واظن انه مسيحي .ظلت وفية لإيقاع الحلم فيها .حلمها الاممي والتوحيدي الذي صنعته رؤية وال عثماني ، فكر ان يبنيها قرب مطارح الغرق ( ابو جداحة ) لكنها تحولت من سور طين وعشرين بيت .إلى واحة من الحضارة الثرية في بدء القرن العشرين شارك فيها المسلم ( سنيا وشيعيا ) واليهودي والمسيحي والشركسي والتركي والفارسي ، لهذا ففي أعراق المدينة يمشي دم ألف أمة .ولن يوحدها فيه سوى نبض القلب وحنانها الأسطوري الممتد من سدة الموحية حتى بستان حاج عبود..!
لها المديح أينما رست بها مراكب الحياة.!
لها عذوبة العود وتباريك صلاة جمعتها .وذكريات شوارعها ( الحبوبي ، التوراة ، عشرين ، اسديناوية ، الزيتون ، النيل ، 19 ، الجمهورية ، الصابئة ، النهر ، المتنزه ) ، نسائم لحدائق الورد الآتية من حديقة غازي وبيوت أثريائها وعلماءها وساستها ( الحاج طالب ، هادي الدهش، غالب سيد فليح ‘ شيخ عباس الناصري ، بيت كنو وبيت حبش وآل علي التركي وآل جساس ، وبيت مله عمران وسيد محمد الباقري ، وفرهود فجر ، وبيت المؤرخ الفذ شاكر الغرباوي وآل عجام وكاظم عريبي وبيت مله خضر وبيت سيد عبد الله وسيد كريم اليعقوبي العلوجي ومنازل أهلها من صابئة الحلم بيت شاهين وعبد الكريم فرحان ودهلة قمر وبدري قمر ومئات العوائل الكريمة التي أسست في المدينة وعيا للحلم والكلمة التي والى يوم يظل طعهما أصيلا وكريما وعصيا على الطارئين والغرباء.!

ألمانيا 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصايا الكتاب ( المُغمسْ ) بالعطر.......!
- أنثى...الكائن الايروتيكي ، نهدٌ يتسلق شراعَ القبلةْ ........ ...
- غيبياتٌ ..يَعرفُها من روحه مطرْ.......!
- أنوثة حواء ، عندما آدم دمعة وبطلُ عَرقْ........!
- جو بايدن…البقاء للنخيل وداخل حسن………..!
- جاسم عاصي ( أنت لا تستحق كل هذا المديح )..!
- المندائية حلم الإنسان والماء والوضوء في الضوء........!
- مديح إلى شكسبير ..مديح إلى وحيدة خليل ........!
- بعاطفتي اشتعل...مراياك من تطفئني ...!
- آيات في الغرام ...وفلسفة القبلة ...!
- قمر في المزبلة .قمر في المفخخة ..!
- القاضي مدحت المحمود ( الصحفي رياض قاسم 4 إرهاب )
- نغم مندائي على شفاه الوردة .!
- الشعر ...من كؤوس الألهة الى شفاه المرأة ...
- الخبز والمصائر ...واللحظة الشهوة .!
- برجيت باردو ...قطة باريس .وفقمة الأغراء كله ......!
- اشتباكات الغرام في يوم وليلة........!
- الدكتاتور العالمي ...شرقي بامتياز..........!
- العراق والأطفال ومونيكا .!
- الحس واللمس والمداعبة .....!


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نعيم عبد مهلهل - الناصرية : البيت ومحلات باتا وكاظم الحلو الحباب.......!