أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - ديالكتيكية الصوت و الخط و الصورة 2














المزيد.....

ديالكتيكية الصوت و الخط و الصورة 2


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 10:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وفق محاضرة الفيلسوف(1920 – 1991) Vilém Flussser
http://en.wikipedia.org/wiki/Vil%C3%A9m_Flusser
احدى ميزات الديالكتيك هي العلاقة بين الخط و الصورة. النصوص الخطية هي انظمة طولية خطية تسيل من اليسار الى اليمين في الابجدية اللاتينية و من اليمين الى اليسار في الابجدية العبرية و العربية و هذا يعني انها تنفتح زمنيا تأريخيا اما الصور فانها انظمة سطحية تنقل رسالتها الى المتفرج على سطح او لوحة هذا يعني انها مكانية لازمنية. لذلك تعتبر النصوص بحكم تركيبها وسائل اعلامية للرسائل التأريخية وتعتبر الصور و لنفس الاسباب لاتأريخية.

تعتبرهذه الديالكتيكية عكسية و لكن الصورة اقدم بكثير من الكتابة الخطية الطولية الزمنية اي ان الخط (الابجدية الحرفية) اختراع جديد نسبيا تطور من الصورة. رغم ذلك ان الصور التي تحيط بنا و تحاصرنا اليوم من جميع الاطراف و التي تغرقنا بنداءاتها ليل نهار على الانترنيت بمختلف انواعها animations ليست نفس الصور التي حاربها الانبياء سابقا. صور برامج التلفزيون ليست من نوعية الآله لانها خلقت بفضل التقدم التكنولوجي اي انها صور آلية. و لكن الانبياء كانوا بالتاكيد يرفضونها كالصور السابقة ايضا لانها تعتبر تماثيل تعبد اى خلقت للنظر اليها كالاصنام.

وفق هذه القاعدة نستطيع ان نقسم فترات حضارتنا الى ثلاث فترات:
الفترة الاولى هي قبل اختراع الخط
الفترة الثانية هي قبل اختراع الصور الآلية
الفترة الثالثة هي الحاضر.

يبرز من هذا التقسيم ثلاثة احداث مهمة في تاريخ الحضارة البشرية:
الاولى هي اختراع الخط (الطباعة)
والثانية هي اختراع الة التصوير ( الكاميرا).
و الثالثة هي صور الفيديو و التلفزيون والانترنيت في العصر الحاضر

و السؤال هو: لماذا اخترع الخط؟ الجواب: لان الصورة اقوى من النص. تنقل سطوح و الواح الرسم كميات اكبر من المعلومات و بسرعة اكثر من الخط لاحتوائها على خطوط لا متناهية لان وصف اللوحة نفسها يحتاج مساحة اكبر من الصورة. الصورة هي عامل توسط بين الانسان و العالم و لكنها بذلك تعكس العالم بنفسها كما تبين الكلمة الالمانية vorstellen هذه الديالكتيكية حرفيا عند التخيل و التصور: تضع الصورة العالم امامها او نفسها امام العالم. الصور هي رسم خرائط و خطوط (تخريط و تخطيط) mapping و ترشيح screening و لكن اذا لم تسيطر وظيفة الترشيح على التخطيط والتخريط فانها تفقد قابليتها على لعب دورالعامل المتوسط بين الانسان والعالم الحقيقي و تبتعد عنه.

لربما بدأ الخط عندما تحولت الصورة الى عامل نافر يبتعدعن الواقع. الصورة بصورة عامة نسخة تعكس العالم و لكنها في نفس الوقت تنقل العالم الى الخيال و الخرافات اي تبتعد عن العالم الحقيقي و تقتصر على مشهد معين تماما كما ابتعد الانسان عن الطبيعة عندما بدأ بالبناء و نقل سكنه من الكهف و العراء الى دور و بيوت للسكن و كما انتقل مرة ثانية من العراء الى الملابس و من الصيد الى الزراعة و من القرية الى المدينة. بعبارة اخرى بدأ الانسان في كل مرحلة من مراحل الديالكتيكية ان يتجرد اكثر عن الطبيعة,

الابجدية هي التجريد التدريجي: من الطبيعة الى الصورة و الى تبسيط الصورة و الى الابجدية. يتمرد الانسان على الطبيعة و يجني عليها كلما ا ابتعد عنها و انفصل عن الزمان و المكان. الخط هو التمرد على الصورة و الصورة هي تمرد على الطبيعة لتنقلنا الى عالم التجريد و الخيال.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديالكتيكية الصوت و الخط و الصورة
- هل تصلح العربية الفصحى للغناء؟
- مشكلتي مع العربيات 3
- مشكلتي مع العربيات 2
- مشكلتي مع العربيات
- مقبرة حوار المتمدن
- كيف نعرف؟
- بروز الزمان في المكان 3
- بروز الزمان في المكان 2
- بروز الزمان في المكان
- الى اين السفر؟ 4
- الى اين السفر؟ 3
- الى اين السفر؟ 2
- الى اين السفر؟
- كيفية التعامل مع الاسئلة الحرجة 2
- كيفية التعامل مع الاسئلة الحرجة
- تأريخية العلم و الثقافة
- الملكية اللغوية في العربية و الانجليزية
- دقت ساعة الصفر 3
- دقت ساعة الصفر 2


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - ديالكتيكية الصوت و الخط و الصورة 2