أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - الكل يحب الدخول الجنة ولكن لا أحد يحب ان يموت














المزيد.....

الكل يحب الدخول الجنة ولكن لا أحد يحب ان يموت


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 13:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل عشر سنوات دخل مكتبي شاب غاني وخلال تبادل الأحاديث قال جملة تركت أثراً في ذاكرتي لن أنساه "الكل يحب الدخول الجنة ولكن لا أحد يحب ان يموت"، الشاب الغاني لم يكن مسلما ولا أظنه مسيحيا ولم اسأله عن ديانته لأنني اعتبر معتقداته من الخصوصيات الشخصية التي لا ارغب التطفل عليها، بعد لقائي بالشاب الغاني بسنتين زرت غانا وعند عودتي الى الفندق في أول يوم وصولي الى اكرا (عاصمة غانا) حوالي الخامسة بعد الظهر اخبرني موظف الاستقبال بأن هناك شخص في انتظاري منذ العاشرة صباحا، استغربت من ذلك لأنني لم يكن لدي اي موعد مسبق مع أحد، المهم أشار الموظف الى اتجاه رجل ضخم بملابس تقليدية محلية زاهية الألوان يغلب عليها اللونين الأصفر والأسود مغطى شعر رأسه بنفس اللون ردائه كما يظهر الرؤساء والوزراء الأفارقة في الحفلات الرسمية وما ان شاهد توجهي نحوه قام وأخذني بين ذراعيه الضخمين كاد ان يشطرني الى شطرين وقال لقد ابلغني ابني بزيارتك لغانا وطلب مني استقبالك وقد جئت من مسافة 300 كم لأننا نسكن في شمال غانا وقدم لي هدية عبارة عن لوحة خشبية مجسمة منحوتة من جانب واحد لامرأة تحمل طفلها على ظهرها وسلة على رأسها منحوتة بدقة مع غطاء الرأس والثوب الأفريقي. وأمام كرمه بقطع المسافة 300 كم وانتظاره 7 ساعات في اللوبي الفندق وهديته أُحرجتُ ولم اكن متوقعا هذه الزيارة فلم أجد شيئا أرد له هديته إلا ان انزع ساعة يدي واهديها له بالمقابل وظهر لي فيما بعد بأنه رئيس إحدى القبائل في الشمال ولهم نفوذ سياسي عندما يكون الرئيس او الوزراء من قبيلتهم.

لنتمعن هذه الجملة، عنوان كتابتي ان كانت أفريقية المصدر او غيرها المهم سمعته من شاب أفريقي لم يبلغ نصف عمري من قبيلة مؤثرة في غانا ولنحاول ان نربط مدلولاتها بحياتنا اليومية في العراق:

o الكل يحب الأمن والاستقرار في العراق
o الكل يحب ان يكون له منزل وسقف آمن يحميه ويستره.
o الكل يحب ان يحصل على الكهرباء 24 ساعة باليوم.
o الكل يحب ان يحصل علي ماء شرب نقي في بيته.
o الكل يحب توفر نظام الصرف الصحي لتصريف مياه بيته.
o الكل يحب ان تتوفر له ولعائلته رعاية اجتماعية وصحية.
o الكل يحب ان تكون المواد المستوردة مطابقة للجودة والنوعية ولا تسبب أمراض سرطانية.

ولكن:
• كم فرد يعمل من اجل تحقيق أحلامه المتواضعة.
• كم قيادي او وزير او مسئول او حزبي يفكر باحتياجات الشعب قبل مصالحه الشخصية والحزبية والطائفية.
• كم مواطن ترك السلبية (صمته) ونشط في سبيل نيل حقوقه مساويا للامتيازات القيادي والوزير والمسئول والحزبي.
• كم قيادي او وزير او حزبي قدم الى المحاكمة للاستغلاله الممتلكات العامة واموال الشعب لمصلحته الخاصة ولحزبه او لطائفته او لأهله والمحسوبين عليه. فهل كل القياديين والوزراء والحزبيين بنقاوة الأنبياء والأولياء لم يرتكبوا خطيئة واحدة عمدا او جهلا تجاه الشعب العراقي.
• كم مظلوم وقف ضد ظلم القياديين والوزراء والمسئولين والحزبيين وبطانتهم وتقدم بمظالمه الشرعية الى المحكمة الاتحادية أسوة بالدول الديمقراطية.
• كم حزب صغير تقدم بمظالمه ضد قانون الانتخابات وحرك جماهيره للمطالبة بالعدالة والنزاهة في الانتخابات بدل حصول الخاسرين على المقاعد في مجلس النواب وإقصاء من يفوقهم عددا من الأحزاب الصغيرة من المجلس النواب.
• كم عالم ديني مستنير كسر صمته ودافع عن ظلم العراقيين في محاولة تحجيم أفكارهم وثقافتهم وحرياتهم مستندين على قال الراوي وقيل وهناك رواية أخرى بدل الصمت خوفا لفقده وجاهته وامتيازاته.


ان الرد الفعل الوحيد كان هو ثورة الكهرباء وانتهت باستقالة وزير وتبني الثورة من قبل المسئولين أنفسهم. ولكن لم يلتجئ اي من الثائرين الى المحكمة الاتحادية لتسجيل مظالمه ضد المقصرين الحقيقين.

اذكر الشعب العراقي بالأبيات التالية للشاعر التونسي ابو القاسم الشابي الذي عاش في بداية القرن الماضي.

اذا الشعب يوما أراد الحياة 
فلا بد أن يستجيب القدر
ومن لا يحب صعود الجبال 
يعش ابد الدهر بين الحفر

كانت ثورة الشابي ضد الاستعمار الفرنسي ولكن انتفاضة العراقيين لابد ان تكون للحصول على حقوق متساوية مع القياديين والمسئولين والحزبيين والمحسوبين عليهم.

إنها الفرصة الآن لفرض رأي الشعب سلميا ونيل الحقوق غير منقوصة قبل ان تقسم المغانم بين النخبة وتهمل الحقوق الأساسية للشعب العراقي الذي لا يحصل على ماء نقي لشربه او على سقف ليستتر به او كهرباء ينير حياته، لابد من تذكير ولفت نظر وتنبيه ومعاقبة النخبة أسوة بأي موظف رسمي آخر عن تقاعسه او أخطائه او فساده، اذا لم تخرج النخبة من أبراجهم العاجية الى الشارع لإحلال رواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم الغير المتكافئة مع جهودهم في خدمة الشعب العراقي فعليهم ترك مسئولية إدارة الحكم في العراق للذين يفترشون ما يفترشه العراقي ويأكل ويشرب مما يشربه ويأكله العراقي.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يستحق المالكي ولا علاوي رئاسة الوزراء
- لماذا تخلف العرب عن الصناعة
- حل مشكلة الكهرباء في العراق
- اياد علاوي يلعب بالنار
- حماس لها اردوغان يحميها وللقوميات في تركيا لها رب يحميهم من ...
- اين الحق واين الحقيقة في العراق
- جريمة القرصنة البحرية والخطاب المسرحي لإسماعيل هنية
- الأراضي المستقطعة من المحافظات العراقية
- أُنادي بإعادة الانتخابات العراقية
- كذب السياسيون ولو صدقوا
- ماذا لو تولى النجيفي او الهاشمي رئاسة المجلس النواب
- الحقوق والأحلام والممكن في العراق
- المالكي والقرار التاريخي المطلوب
- زلة لسان مام جلال بألف
- شبكة الانترنيت والأمن والاستقرار في العراق
- معارك الفيلة العراقية
- كركوك والأجزاء المستقطعة من المحافظات العراقية
- لا فائز في الانتخابات وانما الشعب العراقي
- سجن ثلاث محافظين والرابع في الطريق
- لا يا طارق العراق ليس عربيا


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - الكل يحب الدخول الجنة ولكن لا أحد يحب ان يموت