أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - لعنة التاريخ














المزيد.....

لعنة التاريخ


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(التاريخ سجل الزمن لحياة الشعوب والاقوام والامم) عبارة كانت تتصدرمقدمة البرنامج اليومي المشهور نافذة على التاريخ الذي كان يقدمه احمد سالم من اذاعة الكويت بعد الرابعة والنصف , اذكر كم كان يشدنا هذا البرنامج الحواري التمثيلي وهو يغوص في اعماق التاريخ الموغل في القدم ليدهشنا كل يوم بما هو جديد وممتع من الاحداث الغريبة والطريفة
كنا نستمتع ايضا بقراءة الاحداث التاريخية عندما يقع بين ايدينا ما يقع من جرائد وكتب قديمة في وقت لم يكن فيه الانترنت قد سمع به احد
كنا نتطفل على كتب ومكتبات اقرباءنا واصدقاءنا ونستعير ما بحوزتهم من كتب عتيقة بالية اكل الدهر عليها وشرب لكي نشبع نهمنا للسفر في بحور التاريخ القديم واحداثه الطريفه
لايهم ما تقع ايدينا عليه من كتب وكتيبات ولا يشكل فرقا أكان يتحدث عن النعمان ونكبته ام عن هارون الرشيد وندماءه ام الف ليلة وليلة وطرائفها ام العثمانيين وحروبهم ام نابليون وغزواته ام المغول ودمارهم لبغداد عاصمة الخلافه
كنا نعيش الوقائع التاريخية وكأنما كنا موجودين وقت حدوثها , نرحل مع الراحلين ونثور مع الثائرين ونحارب مع المحاربين ,كنا ملوكا وكنا وزراءا وكنا جنودا وكنا فلاحين , كنا ظلمة وكنا مظلومين , كنا كل شيء في كل مكان
كنا نقرأ كل شيء بل اكثر من ذلك كنا عندما نستلم كتبنا المدرسية اول شيء نفعله عندما نصل الى البيت هو ان نختلي في غرفنا موصدين ابوابهاعلينا ولا نخرج حتى ننهي كتاب التاريخ من الغلاف الى الغلاف من اول يوم مدرسي
كان درس التاريخ من احب الدروس الى انفسنا وكنا نحصل فيه على اعلى العلامات
التاريخ ممتع وربما كان حبنا له شبيها بحبنا لحكايات جداتنا في ليالي الشتاء الطويلة , ربما كانت السردية هي ما يعجبنا , وربما كانت الصورة المشرقة المثالية لبعض الشخوص التاريخية هي ما يستهوينا
هذه كانت علاقتنا مع التاريخ سواء كان احداثا متفرقة في بطون الكتب ام كتبا منهجية يجب ان نحصل فيها على درجة النجاح
وكبرنا وتغيرت نظرتنا للامور واصبحنا نسأل انفسنا من يكتب التاريخ؟ وكيف يكتبه؟
اصبحنا نعلم ان التاريخ يعبر عن وجهة نظر من يكتبه مهما كان امينا في النقل لان النقل شيء والصياغة شيء اخر, واصبحنا نعلم انه لايوجد تاريخ واحد يؤرخ لحادثة واحده , اصبحنا نعلم ان التاريخ يكتبه الحاكمون ليقرأه المحكومون وتكتبه الدول لتقرأه الشعوب ويكتبه الاذكياء ليخدع به الاغبياء
كم ايدلوجية دينية او سياسية او اجتماعية كان لها تأثير في مستقبل العالم؟ كلها كتبت تأريخها وتأريخ غيرها مما يحيط بها او يتماس معها بالشكل الذي ينسجم وطروحاتها بغض النظر عن صحة واخلاقية هذه الطروحات
الشيوعيون كتبوا تاريخهم وفسروا تاريخ من كان قبلهم وفقا لنظريتهم في الصراع الطبقي والتطور الاشتراكي ودور الطبقة العاملة وتأثيرها في المعادلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية
القوميون العرب كتبوا تأريخهم الحديث نسبيا وفسروا تأريخ من كان قبلهم وفقا لنظرياتهم في اصالة الامه وتمجيد القومية العربية وتوجهاتهم الوحدوية المعروفه
الاسلاميون كتبوا تأريخهم وفسروا تاريخ من كان من قبلهم وفقا لما توفر عندهم من نصوص وفتاوى بغض النظر عن صحة هذه النصوص وقيمة ومشروعية هذه الفتاوى
مسيحيوا الشرق تحتفظ خزائن اديرتهم ومعابدهم ومكتبات مثقفيهم بنوع اخر من كتب التاريخ التي تتوافق مع ما يؤمنون به
الحكام العرب لهم ايضا دورهم في اعادة كتابة التأريخ وفقا لرغباتهم وميولهم وبالشكل الذي يمجدهم ويعظمهم ويجعلهم كأنهم انصاف الهة
كل الذين ذكرنا واضعافهم ممن لم نذكر ساهموا في كتابة او اعادة كتابة التأريخ الذي نقرؤه اويقرأه اولادنا في مدارسهم او على الاقل وضعوا بصماتهم عليه فأي تأريخ بقي لنا ولهم؟
بعد ان محصتنا التجارب ومرت علينا السنون وبعد انتشار ادوات المعرفة وتوفرها بدأنا نغير قناعاتنا السابقة ولم تعد النصوص التأريخية شبه مقدسة كما كانت ولم تعد تستهوينا صورالمجد والفروسية و البطولة التي ثبت زيفها كما في السابق بل لم نعد نسير عميانا كما كنا نسيرفهل ندع ابنائنا يجربون ما جربناه؟
نحن الان نعلم علم اليقين ان الشورى لم تكن سوى لعبة سياسيه وان الامويون كانوا قتلة وان السفاح انما سمي سفاحا لسفكه الدماء وليس لكرمه كما قيل لنا وان الرشيد كان مولعا بالجواري اكثر من ولعه بالحج والجهاد كما قيل لنا وان المتوكل قتله ابنه الذي ضاق برعونة ابيه ذرعا ولم يقتله غلمانه الاتراك كما قيل لنا
وان العثمانيين برابرة تماما كالمغول وليسوا حماة للدين كما قيل لنا وان ال سعود والتيار السلفي الوهابي هما سبب بلاء العرب والمسلمين وليسوا رعاة المقدسات كما قيل لنا وان الحكام العرب الحاليين لا خير يرجى منهم وليسوا شرفاءا كما قيل لنا
كل هذا واضعافه علمناه الان فهل ندع اولادنا يمرون باخطاءنا؟
هذه دعوة لالغاء دروس التاريخ في مدارسنا ولندع اولادنا يأخذون من التاريخ ما يريدون ويتركون منه ما لايحبون ويغيرون قناعاتهم بالاحداث والاشخاص متى ما يشتهون لان التاريخ يعبر عن توجهات كاتبيه لا اكثر
فمتى نخلص اولادنا من لعنة التاريخ؟
ملاحظة : فكرة هذا الموضوع للسيدة الفاضلة زهراء



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب الدولمه
- اخطاء الصبيان
- السياسة الامريكية بين الاسقف بوش والشيخ اوباما
- انهيار امريكا....متى سيكون؟
- حضيرة ساركوزي
- ليست دينا من الاديان
- اسماك مشاكسه
- سوار الذهب
- الصراع مع الله
- محاكمة الحمل الوديع
- جريمة مخلة بالشرف
- لا تقتلوا يوسف شاهين
- بسم الرب
- عراق العجم
- في ظل الطوارىء
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - لعنة التاريخ