قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 08:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يقصد بالأوهام الافكار والمعتقدات والاراء التي لا تنطبق على الواقع ، ولا يمكن ربطها باساس سببي يفسره ، كما لا يمكن ازالتها بالمنطق والاقناع ، فضلاً عن تناقضها مع ما هو معلوم عن المستوى الثقافي والاجتماعي للفرد . وتأتي الاوهام بانماط وصور متعددة على النحو الاتي :
1. الاوهام الاضطهادية . اعتقاد الفرد بأنه مضطهد ، وأن الآخرين يراقبونه ويضمرون له العداء ويتآمرون عليه لالحاق الاذى به . وشعوره بان حيفاً لحق به او ظلماً اصابه ، او انه معرّض لهما . وتأتي هذه الاوهام في حالة المصاب بالزَوَر الفصامي (البارانويا ) .
2. اوهام العظمة واوهام الضعة . في الاولى يضفي المريض على نفسه مظاهر العظمة ، وانه يتمتع باهمية فريدة او عبقرية او قوة ، وتظهر واضحة في حالة النرجسية . وفي الثانية (الضِعة) يصف المريض نفسه بعدم الاهمية والتفاهة .
3. اوهام العدم . وفيها يعتقد المريض بأن جزءاً منه ، او احد اعضاء جسمه: قلب ، معدة ، دماغ ،... لا وجود لها ، او انها ساكنة لا تعمل . وفي الحالات المتطرّفة يدّعي المريض بأنه ميت لا وجود له ! وتحصل في حالات الاكتئاب الشديد والفصام.
4. اوهام الاثم . وفيها يشعر المريض بالذنب ، ويدّعي مسوؤليته عن آثام لم يرتكبها. ويصف نفسه بالمذنب الذي ارتكب خطايا فضيعة يستحق العقاب الصارم عليها ، ولذلك فهو يسعى الى التكفير عن آثامه وذنوبه وخطاياه بوسائل مختلفة ، من ايذاء النفس وعقابها ، بالامتناع عن الطعام مثلاً ، الى تدمير الذات بمحاولة الانتحار او ارتكابه فعلاً .
5. الاوهام المراقية . وفيها يعتقد المريض بأنه مصاب بمرض بالرغم من توكيد الاطباء بانه سليم من أي مرض واثبات ذلك بالفحص السريري والفحوصات المختبرية . ومع ذلك يظل يفسّر أي الم جسمي طفيف على انه دليل قاطع بوجود مرض خطير ، ويستمر متنقلاً من طبيب الى آخر.
6. اوهام العائدية او المرجعية . اعتقاد المصاب بها أن ما يدور من كلام بين الناس او حركات او احداث على انها تعنيه هو بالذات . أي انه يربط بين الذي يحدث حوله من قريب او بعيد وبين نفسه . بل يصل الامر الى اعتقاده بان الخبر الذي تناقلته القنوات الفضائية ليلة البارحة كان يعنيه هو .. وان الحرب ستقوم من اجله ، ويكثر هذا في حالة الهوس والزور (البارانويا) . وهناك نوع منها يكثر في حالة جنون العشق ، كاعتقاد الفتاة بان " المطرب الفلاني " الذي لا يعرفها اصلاً ، اصدر " البومه " الغنائي الاخير من اجلها . فقد راجعتني فتاة جميلة في حالة عشق من هذا النوع بمطرب عراقي مشهور كانت تعتقد ، حين يقول " حبيبتي " في اغانيه، بأنه يقصدها هي ، فتجيبه: " حبيبي " ..وتدخل معه في حوار ..تعاتبه وتواسيه والدمع في عينيها . وقد رجتني ان انظّم لها لقاء معه ! . وكانت ( داكه رجل .. لو هو لو ما اتزوج ! ) .
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟