أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - سردشت عثمان ... حلاج الكلمات














المزيد.....

سردشت عثمان ... حلاج الكلمات


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 22:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سردشت عثمان هو وريث شرعي للحلاج الذي كان يقول (الحب مادام مكتوما على خطر وغاية الامن ان تدنو من الخطر).. (الا ابلغ احبائي باني ركبت البحر وانكسر السفين) مفشي الاسرار هذا لابد ان يلقى مايستحقه:(من اطلعوه على سر فباح به لم يطلعوه على الاسرار ماعاشا) (بالسر ان باحوا تباح دماؤهم وكذا دماء البائحين تباح)ولابد من شرط الحرية لطرح ماهو جديد،وليس بالضرورة ان يكون هذا الجديد مأمولا او منتظرا، بل هو ابن الحرية وصانعها ومتدرع بها لاختراق المألوف وتجاوز حالة العجز.
سردشت عثمان نبي الكلمة الناطقة،كان بأمكانه ان يعيش بسلام كأي صحفي اخر لا يكتب الا ماليس له قيمة او فائدة. اقول هذا وانا اتذكر وصية احد الاصدقاء ممن يوصفون بأنهم يسيرون جنب الحائط ، اذ كان يكرر وصيته لي بأن اكتب اشياء لاتنفع ولاتضر. كأي نبي اخرس من انبياء هذا الزمان.
ولكن سردشت عثمان يأبى الا ان يكون مجلجلا بكلمة الحق ،فعثمان لم ينتحر ، بل كان يحب الحياة لهذا دافع عنها بكلماته التي لايمتلك سواها(ان الكلمات التي اكتبها هي آخر كلمات حياتي. لهذا ساحاول ان اكون صادقا في اقوالي بقدر صدق السيد المسيح).ولكن اعداء الحرية كانوا له بالمرصاد. فالموت ومصادرة الحريات في العراق لاتقتصر على منطقة دون اخرى ، والقتلة موجودون في كل مكان.
واهل الرأي من الاعلاميين والكتاب يعملون في بيئة مفخخة بالموت والقتل، مرة تقتلهم عصابات وجماعات وميليشيات وقتلة مجهولون، او قوات الاحتلال، ، كل يقتل على طريقته الخاصة.
احزاب تدعي الديمقراطية تمارس القتل ،عشائر يون يدعون انهم اصبحوا مدنيون يمارسون القتل.
مليشيات تدعي انها اندمجت بمؤسسات الدولة تمارس القتل.
اجهزة امنية تدعي احترامها لحقوق الانسان تمارس عملية الاختطاف والقتل او التعذيب حد الموت.
الخائفون من حرية التعبير هم اولئك الذين يتكئون على سراب الفكر الخرافي وايقوناته الميته والتي فارقتها الحياة منذ زمن بعيد . والذابين عن الحجمود والتحجر والمدافعين عن الفكر الظلامي هم الذين يضعون العصا في عجلة تطور المجتمع ورقيه.
فالفكر الحي لايحتاج لاقفاص زجاجية تحميه من عواصف التطور والتغيير، بل هو الفكر الذي يستطيع المواجهة وينتج البدائل ويضع الحلول ، وفكر كهذا لايمكن الخوف عليه.
الحجر على الرأي والفكر يجعل المجتمع يعيش في حالة من الجمود الفكري الذي يحول الافراد الى نعاج والمجتمعات الى قطعان يسهل قيادها من قبل الجهلة وانصاف الاميين . لان من تستلب حريته ويسطح وعيه يتحول الى انسان بلا ارادة.

ومادام القتلة ينجون من الحساب، اذ هناك من يحميهم ويوفر لهم الغطاء،الصمت المطبق هو ديدن الجميع .. الحكومة والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني ،القتل يستهدف الجميع لكن الجميع صامتون،القتلة يستهدفون الحكومة ورجالها.والاحزاب وزعمائها،والعشائر وشيوخها،بيئة موبوءة بالقتل والقتلة،مرة بكواتم الصوت واخرى بالاختطاف والقتل
او بالتكميم،..وغلق الافواه او محاولة شراء البعض او تهديده بخبز اطفاله.
لكن مايؤلم وما مايؤسف له ان تتحول بعض الاقلام الى اقلام مأجورة معروضة للبيع، مرة تقوم بالدفاع عن عملية القتل والقتلة واخرى تحرض على القتل.
سلسلة طويلة من عمليات القتل، ابتدأت ولم تنته حلقاتها،ليس اخرها قتل (سردشت عثمان) الطالب في المرحلة الرابعة في القسم الانكليزي بكلية الآداب بجامعة صلاح الدين في اربيل.
الصحفي الشاب الذي كان آخر ماكتبه (الكثير من الرسائل الالكترونية التي وصلتني كانت تهددني وتطلب مني ان انشر صورتي وعنواني، كأنني لو كنت سائق سيارة لم يقف عند الاشارة الحمراء. لقد بعثت بصورتي الى هؤلاء الاصدقاء، ولا اعلم ماذا يريدون من صورتي فانني بذلك تجاوزت الخط الاحمر)كان يعرف انه مقتول لامحال ، اذا قال (في الايام القليلة الماضية قيل لي انه لم يبق لي في الحياة الا القليل، و كما قالوا ان فرصة تنفسي الهواء اصبحت معدومة. لكنني لا ابالي بالموت او التعذيب. سأنتظر حتفي وموعد اللقاء الاخير مع قتلتي)
كان عثمان ينتظر قتلته (في الايام القليلة الماضية قيل لي انه لم يبق لي في الحياة الا القليل، و كما قالوا ان فرصة تنفسي الهواء اصبحت معدومة. لكنني لا ابالي بالموت او التعذيب. سأنتظر حتفي وموعد اللقاء الاخير مع قتلتي) رفض الصحفي الشاب ترك مدينته وهو ما كان يريده القتلة(لن اترك هذه المدينة وساجلس في انتظار موتي)بل كان يتحداهم ، فقط كان يريد (ان يعطونني موتا تراجيديا يليق بحياتي التراجيدية).وهو لم يغادرنا بلا وصية بل كتب وصيته لكل الكتاب والصحفيين وصناع الكلمة والفكر الحر (واينما انتهت حياتي فليضع اصدقائي نقطة السطر، وليبدءوا هم بسطر جديد).
بالامس قتلوا كامل شياع وسكتنا ،وافلت القتلة من العقاب ، ونسينا الامر،وفي كل يوم نقدم ضحية على مذبح الحرية المضرج بدماء شهداء الكلمة.. ومادام القتلة ينجون من العقاب ولم تطلهم يد العدالة فان هذا المسلسل لن ينتهي، اذ لابد من وقفة جادة للحكومة والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني من اجل ايقاف نزف الدم هذا، والا فأننا لايمكن ان نتحدث عن تغيير سياسي وثقافي ،بل سنبقى نحرث في الارض اليباب .
الامر ليس صعبا في تحديد هوية القتلة ودوافعهم ،عثمان تم اختطافه من امام كليته وتحت انظار الطلبة ،وفي مدينة هي من اكثر المدن العراقية امانا.
من هم القتلة ؟القتلة هم من اغضبتهم مقالات عثمان وكلماته .. هم الوحيدون المستفيدون من صمته وغيابه.
كل ماجرى احتجاجا على مقتل عثمان غير كاف،ولابد من مواقف جادة.
البعض يقول علينا ان نكون خارج المعركة.. اخرين يرون علينا ان لانتحمل اخطاء الاخرين.. وكأن سردشت عثمان كان على خطأ وهو يقول كلمة الحق..

شمخي جبر



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية التعبير عن الرأي
- انصاف الضحايا
- مواجهة الارهاب
- المثقف والانتخابات
- كرنفال بنفسج احتفل به الجميع
- يوم البنفسج
- عودة الثقافة الدينارية
- تداعيات عدم الثقة.. العزوف عن انتخابات مجالس المحافظات
- الدعاية الانتخابية والاستثمار السياسي للدين
- الإصلاح و طقوس عاشوراء
- عبد الكريم سروش: اول واضع لبذور التعددية في العالم هو الله
- أزمة بناء الدولة وتعديل الدستور
- التوافقية وانتظار القرار
- الديمقراطية التوافقية .. مخاضات التجربة العراقية
- ورش منظمات المجتمع المدني وبناء القدرات
- مشكلة كركوك و الديمقراطية التوافقية
- المصالحة الوطنية في العراق وجنوب أفريقيا...بعض من أوجه المقا ...
- المفكر كامل شياع... راهن على المستقبل فأغتاله الماضي
- العصيان المدني... سلوك مدني لاعنفي
- الاحزاب العراقية والخيار الديمقراطي


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - سردشت عثمان ... حلاج الكلمات