أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس














المزيد.....

اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 00:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم كل ما أُثير حول انتخابات 2010 في العراق من وطعونات واتهامات بعدم النزاهة والتزوير والخروقات الفاضحة،ورغم إن هذه الاتهامات والطعونات أتت وشملت جميع الأحزاب والكتل ، بما فيها حزب الحكومة، حزب المالكي، إلا إن بعض الكتاب، تجاهلوا كل هذه الحقائق وجعلوا من أقلامهم رماحا ليوجهونها إلى قلب اليسار العراقي فتناولوه باللوم والتقريع وصبوا جام غضبهم على الحزب الشيوعي العراقي بصفته ابرز ممثل للحركة اليسارية العراقية متخذين من عدم فوز الحزب أو اليسار بأي مقعد في البرلمان العراقي مثلبة ومنفذا للهجوم غير المبرر متناسين إن كل هذه الهيلمان الديني مستعد للمصالحة والاتحاد مع إبليس في جبهة واحدة لمحاربة اليسار.
الغريب إن هؤلاء الكتاب، وهم كثر، يصابون بالعمى والهبل والحمق المركب إذا تعلق الأمر باليسار، فيكتبون وكأن الانتخابات العراقية تجري في بيئة مثلى، في بيئة ثقافية وعلمية رائعة وليس في بيئة جنون وحمق ديني لا يخفى على من له قليل من العقل فيكف خفي على هؤلاء الكتاب الذين يتصورون إنهم عباقرة وفلتات زمانهم، إذا لم يكن نيتهم التربص والتصيد بالماء العكر؟!!
قبل إن يكون اليسار حركة سياسية فانه ثقافة إنسانية وعلمية رائعة، لا يمكن إن يزدهر في بيئة التخلف والانحطاط الديني والثقافي. فكيف لنا إن نتصور إن كل هذه المئات من الآلاف المتهاوية تعبا، المكسوة غبارا، المنتفخة إقداما، الممزقة ملابسا، الخادشة خدودا، الشاقة صدورا وكأنها سائرة إلى حتفها تخط الشوارع في أذيال ثيابها وتحفر الأحجار اخاديدا في بواطن أقدامها، هذه المئات المؤلفة التي تعتقد إن كل ما كثر العذاب كبر الأجر وزاد الثواب، تفكير وفعل ماسوخي فاضح يستره الدين ويمنحه القدسية ومن يقول بالعلاج فانه يطرد من الملة ويلعن من الطائفة ويخرج من الدين، هل يمكن تصور إن تسود الثقافة اليسارية النبيلة في مثل هذه البيئة.؟
قال لي صديقي، بان في هذه السنة الغريبة العجيبة المتناقضة، فبين الانتخابات والخرافات مثل ما بين السماء والأرض من بعد ومن فرق، كان في كل كيلومتر من المشي الحسيني محطات للاستراحة الزائرين، محطات للأكل حد التخمة ولشرب الماء والعصير والشاي حد انفجار المثانة. لكن الذي آثار استغرابه واستحوذ على انتباهه هو رؤية الكثير من الطشوتة ( جمع طشت، في السابق وقبل إن تصل الغسالة الغربية الكافرة كانت النساء تغسل فيها الملابس) وانه رأى أكوام من الجوارب يتولى غسلها رجال ونساء. قال لي إن دهشته أوسعت حدقتا عينيه إلى درجة التمزق عندما شاهد القناني والقوارير تصطف وتملأ من غسالة الجوارب، وعندما سئل قالوا له إن ماء غسل جوارب زوار الحسين هو دواء لعلاج الإمراض وتطهير البدن من رجس الشياطين.!!!!
لم اصدق كلامه واتهمته بالتجني على الناس والمبالغة الفضة التي لا يصدقها إنسان، وقرعته لأنه يعتقد إني اصدق مثل هذه التفاهات.
لكن اتصلت به معتذرا منتقدا نفسي عندما قرأت في موقع براثا وموقع نون ومواقع دينية أخرى خبر لا يقل غرابة ولا سخافة ولا غباء عن خبر ماء غسل الجوارب. الخبر يقول إن شعبة المفقودات وإعانة الزائرين تكفلت بجمع الغبار الموجود في الحرم الحسيني وتقديمه إلى الزائرين في أكياس على النحو اللائق والمرموق بعد تصفيته( تصفية الغبار من أي شيئ!! فالغبار هو الضار وهو الذي يجب إن تصفى الأجواء منه) ثم تعبئته بأكياس بواسطة مكينة إيرانية الصنع وتوزيعه على الزائرين من الساعة الواحدة إلى الساعة الخامسة منعا لتزاحم الزائرين وليحصل كل زائر على حصته من الغبار المقدس حسب ما يقول مجاهد مهدي رئيس قسم الهدايا والنذور.
فهل في مثل هذه البيئة يمكن يفوز اليسار.؟
هل في مثل هذه البيئة يلام اليسار والحزب الشيوعي العراقي ويؤخذ عليه عدم إحراز مقاعد برلمانية.؟
هل في مثل هذه البيئة التي يستخدم ماء غسل جوارب وغبار أرجل الزوار للتداوي والتبرك تنتعش الثقافة الانتخابية والأفكار الإنسانية والميول النبيلة التي تحترم الإنسان لإنسانيته لا لدينه ولا لونه ولا لجنسه.؟
إن أهم ما يواجه العراقيين بشكل عام وليس اليساريين فقط هو نشر الثقافة وإنقاذ الناس من هذه الأفكار التي تتخذ من الجهل والغفلة والدين مناخات للسيطرة على الناس.
اليسار ثقافة والدين تخلف، وكل عمامة تلف وكل مدرسة دينية تبنى وكل كتاب ديني يؤلف وكل حزب ديني ينجح هو مشروع للتخلف والتدهور الحضاري.
وكلما انحسر الدين زادت الثقافة اليسارية وكلما زاد التخلف انتشر الدين وانحسر اليسار، فلينظر هؤلاء الكتاب الفطاحل إلى البيئة ليس العراقية وحدها، بل العربية بشكل عام ليروا كيف أصبح الإرهاب والانتحار الاستشهادي هو السبيل إلى نيل حياة سكسية رائعة في الآخرة؟



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا يتعظ هذا الرهط الاسلامي الفاسد!
- أحزاب البطانيات والمسدسات!
- الدولة الاستهلاكية للأحزاب الإسلامية
- البعث الإسلامي
- الإرهاب والمنائر
- الحوار المتمدن حقل الأفكار المزدهر
- من الأفضل المِحرم أو قماش المجلس الاعلى الإسلامي الأخضر؟.
- معجزات الله ومعجزات الإنسان.
- المثقفون الاسلاميون والتحريض على الارهاب.
- عندما يموت الله لا يشيعه احد.
- دماغ سز!
- سماحة السيد طلع كذاب!!
- اسلامقراطية
- العلمانيون والاسلاميون حب من طرف واحد
- حميد الشاكر قلم مريض ام قلم حاقد.
- الاسلام الاحتراف والهواية
- الرحمة والنقمة الالهية.
- الاسلام السياسي تمهيد للدولة الدينية.
- سنة محمد وسيلة انقلابية.
- الاسلام بين الانتقاد والهجوم


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس