أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد حسنين الحسنية - الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية














المزيد.....

الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 00:07
المحور: المجتمع المدني
    


الديمقراطية العراقية تقف بمثابة خنجر في قلوب الأنظمة العربية الإستبدادية ، كلما إزدادت عمقا ، و رسوخا ، زاد ألمهم ، و لكل نظام من تلك الأنظمة إسلوبه في التعامل مع ذلك الخنجر .
هناك من يفرخ الإرهاب فكريا ، و هناك من يتعهده بالتدريب ، ثم يرسله للداخل العراقي ، و هناك من يلعب بإسلوب أكثر توجها للداخل لديه .
نظام آل مبارك ينتمي للفئة الأخيرة ، في وقت حرج ، يعد فيه التوريث شغله الشاغل ، فالمهم الأن الجبهة الداخلية ، و لاحظ التسمية التي أطلقوها على الشأن المحلي المصري ، الجبهة الداخلية ، و هي تسمية معبرة بصدق عن رؤية النظام للداخل المصري ، أو للشعب المصري ، إنهم في حرب عليه ، إنهم على الجبهة ، متخندقين في معسكراتهم الأمنية ، و في إعلامهم ، و في خزانة الدولة .
إسلوب نظام مبارك الإعلامي واحد في كل تعاملاته مع كل الديمقراطيات ، و هو التركيز فقط على المثالب .
لقد ترك الإعلام السلطوي المصري ، تداول السلطة في العراق ، و ترك الإنتخابات ، و ترك حرية النقد ، و حرية تكوين الأحزاب ، و كل ما نفتقده في مصر منذ قرابة ستة عقود ، و ركز فقط على السلبيات ، و كأنه يتحسر على عدم ولادة الديمقراطية العراقية مكتملة النمو منذ يومها الأول .
تجاهلوا في ذلك الإعلام أن الخط البياني للديمقراطية العراقية في صعود ، و أن أقدامها تزداد رسوخا في نفوس الشعب العراقي مع كل إنتخابات ، و أن الناخب العراقي أيضا يزداد نضجا مع كل إنتخابات ، يدل على ذلك مقارنة نتائج الإنتخابات الحالية بالإنتخابات التي سبقتها .
لقد أدار قطاع ليس بالهين من الناخبين العراقيين ظهورهم للأحزاب الطائفية ، باحثين عن حل لمشاكلهم اليومية المدنية ، لدى الأحزاب المدنية ، الأكثر إقترابا للواقع اليومي .
نتيجة لقراءة بعض القيادات السياسية الواعية لهذه التحولات ، قبل الإنتخابات ، قامت هي الأخرى بتغيير مسارها ، و من تلك الشخصيات نوري المالكي ، فأصبحت أكثر إقترابا للقيم المدنية ، و باعدت بين نفسها و بين الفكر الطائفي ، نعم إختلفت درجة التحول بإختلاف الشخصيات ، و لكن المهم إن هناك إتجاه صحي للإبتعاد عن الخطاب الطائفي الضيق إستجابة للمزاج الشعبي العراقي الأكثر نضجا ديمقراطيا الأن عنه في الإنتخابات البرلمانية السابقة التي كانت أكثر طائفية .
لقد كان النضج الديمقراطي ملحوظا في القطاعين ، الشيعي ، و السني ، فالنسبة الكبيرة ، وغير المتوقعة ، من أبناء الطائفة الشيعية ، و التي صوتت لعلاوي ، رغم تحالفه غير الخفي مع السنة ، تدل على وعي مدني كبير لدى تلك المجموعة ، و السنة الذين سلموا بأن الأفضل التحالف مع شيعي مدني ، من التقوقع خلف قيادات سنية طائفية ، هو دليل أخر على النضج السياسي المدني .
لست من أنصار علاوي ، أو المالكي ، أو أي قائمة ، أو حزب ، في العراق ، فأنا مصري ، و لكن تهمني الديمقراطية العراقية ، مثلما تهم النظام الحاكم الذي أريد الإطاحة به سلميا .
كلانا يعلم أهمية الديمقراطية العراقية ، و تأثيرها المتزايد على الشارع المصري المثقف سياسيا ، الذي يتابع التطورات الديمقراطية خارج الحدود المصرية .
كلانا يعلم أن الأنظمة الإستبدادية في الدول العربية مثل قطع لعبة الدومينو ، لو بدأت في السقوط ، فلن تقف ، و لهذا ساندت تلك الأنظمة الإستبدادية الإنقلاب البشيري في السودان في 1989 ، و تابعت بقلق بالغ مجريات الأحداث السياسية في موريتانيا منذ بضع سنوات ، و يعملون على تدمير الديمقراطية العراقية ، التي يزداد ثقل تأثيرها بما للعراق من حجم ، و تاريخ .
المثالب الحالية لن تغير من دعمي المعنوي للديمقراطية العراقية ، مادام خطها البياني يسير إلى صعود ، و لهؤلاء الناعقين من بوم الإعلام الرسمي المصري المركز على السلبيات ، أسأل : هل كانت الديمقراطية العراقية ستولد ، و تتطور ، في ظل النظام الصدامي البعثي ؟
الديمقراطية لتتطور ، و تكتمل ، يجب أن تولد أولا ، ثم تحيا في ظل بيئة ديمقراطية .
الناخب العراقي الذي نضج في 2010 فطلق الطائفية ، ما كان لينبذها لولا إنه يعيش في مناخ ديمقراطي ، بعيدا عن القمع السياسي ، و التمييز الطائفي .
الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003
- آل مبارك يعملون على تدمير الجيش ماديا و معنويا
- إسرائيل لا تغلق الباب تماما مثلنا
- و أين شفاء الصدور لو نفق قبل محاكمته ؟
- عندما ننضج فكريا سنتعاون على أسس صحيحة
- توماس فريدمان يتجاهل البيئة السياسية كعامل حاضن للإعتدال الد ...
- حتى لا تصبح ديمقراطياتنا مثل ديمقراطية رومانيا
- المصرفي الصالح لا يسرق عملائه يا جيمي
- الحرب الدينية ، لو قامت ، فلن تكون إلا إسلامية - إسلامية
- الشعب الإيراني يتطلع لمصدق أخر ، و ليس لشاه ، و يرفض ولاية ف ...
- شبيبة مبارك ، و هلال معقوف ، نظرة للتغيرات الثقافية ، و السي ...
- الجمالية ، خير إسم للعقيدة الإقتصادية التي تحكم مصر
- النضال الحوثي ، نضال لمضطهدين ، و ليس نضال لبناة دول و مجتمع ...
- حماس باقية ، ما أبقت قيادها في يد متطرفيها ، و كبحت معتدليها
- دلالات الإنجاز الحوثي
- حرام ، و فاشلة ، و يجب محاكمة المسئولين عنها
- ما أتفق فيه مع القرضاوي
- ماذا سيستفيد الشيعة في العراق من دعم الديمقراطية السورية ؟
- حكم الأغلبية في سوريا ، صمام أمان للمنطقة
- مبارك الأب يقامر بمستقبل أسرته


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد حسنين الحسنية - الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية