أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عادل الخياط - إضحك على أمبراطورية - مردوخ - العربانية الإعلامية !















المزيد.....

إضحك على أمبراطورية - مردوخ - العربانية الإعلامية !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 08:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


ذات يوم من تلك الأيام السعيدة الضاحكة بالشظايا والفراقع واللحم المتناثر , طلت علينا صحيفة بريطانية - أعتقد التايمز - من خلال مراسلة عراقية المنشأ أو الأصل , لا أدري , كذلك لا أتذكر إسمها , طلت بحكاية غاية في الحبكة والتأثير , تقول تلك الحكاية : ان شخصا يُدعى , أيضا سقط الإسم من الذاكرة , لكن لندعوه " هندال الفلوجي " , حكاية هندال الفلوجي من خلال مراسلة التايمز العراقية الأصل والفخذ تقول أن هذا الهندال يمتلك شهامة تفوق الوصف , وعلى خلفية تلك الشهامة , ولكونه عشائري ويمتلك قدرة خارقة في إستخدام السلاح , البندقية على وجه الخصوص فقد أخذ عهدا على نفسه على هزيمة الأميرمان من خلال قدرته الخارقة في إستخدام تلك البندقية - بندقية كلاشينكوف أو بندقية صيد لا فرق - . وفعَلَ ما أخذ عهدا على نفسه , وأذاق الأميركان درسا سوف لن ينسوه , ومن ضمن قدرات هندال هذا إنه يستطيع أن يصيب الهدف على بُعد كيلو متر بهذه البندقية !! كذلك من ضمن مداواته للأميركان : ان جنديا أميركيا كان دائما يتبول في زوايا الأزقة في الفلوجة , وأن هذا الفِعل لا يتناسب مع تقاليد وأعراف العراق والفلوجة , وعليه فقد قرر هندال التخلص من هذا الجندي فوجه إليه إطلاقة ذات يوم من بندقيته التي لا تخطئ أبدا وأرداه قتيلا !!

:اللهم صلي على محمد وآل محمد , اللهم إنصرنا ببندقية هندال التي لا تخطئ الأميركي الوسخ , اللهم إجعلنا بمهارة هندال وبندقيته الخرافية التي يتجاوز مداها المقرر لها صناعيا - بندقية الكلاشينكوف لا يتجاوز مداها في التأثير أقل من الف متر -, اللهم إجعل التبول في طرقات العراق حالة إستثنائية لم يشهدها العراق إلا في زمن الأميركان وليس جنود العراق في سُكرهم من ضيم العسكراتية كانوا يبولون في الشوارع ومن فوق الجسور وقبالة الخلق أجمعين في حقبة الحرب الثمانينية !! اللهم إجعل أسطورة هندال هي الحقيقة الناصعة بعينها وخشمها ورأسها وفخذها و.. وليس ما نقلته كل كامرات الدُنيا مما جرى في الفلوجة من قتال قاعدي وعشائري وفي الختام سقط القاعديين وإنقلب العشائريون - الصحوات - عليهم وصاروا عونا للأميركي القبيح .. اللهم نشكرك أشد الشكر ان صُحف الأمبراطورية العظمى صارت بضحالة صحافة البدو بفضل صُحفييها البدويين !!

هذا الكلام يصدر من صُحفية عراقية - بدوية المعدن - تعمل في التايمز البريطانية ويُكتب ويُنقل وتقرأه الناس والمحتمل ان الأغلبية قد صدقته.. ولا إعتراض ليُصدق من يصدق عن كل شيء يهبط من بلد الطوائف والعشائر والعجم , لكن هذه الصُحفية من البلادة بمكان , فقد كان الأجدر بها أن تنقل آلاف الغرائب والعجائب وليس بندقية هندال لأن الناس لم تزل تهزأ ببندقية الصقر الفأري !
ومع ذلك فإن تلك البندقية هي عينة لسلسلة من المهازل لما يصدر عن مملكة مردوخ المستجدة .. لننظر إلى آخر مردوخة على صحيفة التايمز ايضا . لكن هذه المرة تفسير بدوي لما ورد في التايمز وليس نقلا مباشرا مثل صاحبة هندال .. والموضوعة هذه المرة هي - سجائر " أوباما " - : ما مدى قدرة أوباما على ترك التدخين ؟ لماذا لم يبر أوباما بوعده على ترك السجائر ,و .. و .. لكن أهم ما في ذلك المخاض هو إرتباط عدم ترك أوباما للتدخين بعدم إيفائه بوعوده لمُتخبيه بعلاج الوضع الإقتصادي الأميركي , التايمز لم تشر لا من بعيد ولا من قريب عن إرتباط تدخين أوباما بوعوده الإنتخابية , التفسير المُستوحى هو من الصحفي العرباني.. شيء غريب حقا : لماذا إنساق هذا الصحفي العربي إلى هذا التفسير بأن التايمز كانت تقصد في الصميم هو عدم قدرة أوباما على ترك التدخين بعدم قدرته على معالجة الأزمة الإقتصادية .. فإذا كان يعيش في بريطانيا فإن صُحفها كثيرا ما تهتم بالقضايا الشخصية لمسؤولي بريطانيا وبقية دول العالم , فما هو الربط بين قضية شخصية وشريانية دموية بمسألة وعود إنتخابية إقتصادية ؟ فلو أدرك هذا الصحفي كنه المسألة على نحو رغبته في تفسير الحدث , لكان ربطه بعدم ترك أوباما للتدخين بكارثة الإقتصاد الأميركي هو الأكثر منطقية وليس العكس ! بمعنى أن أوباما عندما يستمر في تدخينه فإن هذا الفعل مرتبط بالفوران العقلي بكيفية الخروج من الأزمة الإقتصادية وليس المقلوب الذي عناه ذلك الصحفي .. وتلك القضية تنزل من الرئيس إلى أصغر موظف وعامل وعلى مستوى العالم أجمع وليس في ما يخص رئيس دولة أو كيان ما , قضية في منتهى الوضوح , فعادة ما يرتبط التدخين بالقلق , وبالنسبة للذين يعيشون في التكوينات الإقتصادية الكُبرى خاصة , قضية القلق المستديم مرتبطة بعالم إقتصادي كونكريتي : الموظف والعامل وحتى صاحب الإمكانية المالية العالية , عندما يخرجون في الـ break تراهم يُدخنون السجائر بشراهة , وبدون إستثناء إلا الذي لا يُدخن أصلا , وهذا أيضا تجد أن ثمة ملاذ يلجأ إليه من ذلك الروبوت , مثلا كأن يتناول "الحشيش - المروانة - " مثل صديقتنا في أحد المعامل , أو الكحول , أو أي مُهدئ من ضراوة الميكانيكية الغربية .. إذن كيف إقترنت وعود " أوباما " بترك التدخين بعدم إيفائه بوعوده لمنتخبيه بمعالجة الأزمة الإقتصادية , رغم ان معالجة أزمة إقتصادية بهذا الحجم بحاجة إلى سنين طويلة وليس في ليلة وضحاها , كذلك ان تشبث " أوباما " بـ الـ health care يُعد أهم إنجاز , لأن فداحة الإنفاق المالي من قبل المواطن الأميركي على هذا الحقل تُعد كارثة , وأعتقد من يعيش في تلك البلدان على علم تام بذلك .

العملية إقترنت وتقترن بالعقلية البدوية لتفسير الأشياء , وتلك هي مصيبة العربان : ان صاحب العقلية العشائرية لو عاش لقرن من الزمان في مواضع مغايرة لصلبه فإنه يظل يقرن كل الأشياء بمدى نفعيتها لسلالته - مع الإستثناءات الكثيرة بالطبع - .. ولو تقصيت السبب الجوهري لتلك الحالة لرأيت أنها مرتبطة بنرجسية لا تمت للواقع والمنطق بأية صلة .. التفسير لهكذا واقع قد يحتاج ٌل رُزم ورقية لها صلة بالموروث الإجتماعي والنفسي لتلك المجتمعات , لكن التذكير ببعض البصمات ربما يقرع الأجراس في فضاءات ذلك الزئير الضحل .

مثلا : عندما تُعرض الحملات التضامنية و تجد الحقول : الإسم , البلد , المهنة .. في حقل المهنة تجد الكثيرين يكتبون مهنة كاتب , أو باحث ومفكر , وهكذا .. ومع الإحترام إن كان هذا الشخص كاتبا أو فيلسوفا وعبقريا , لكن المهنة هنا لا تخص إمكانياتك الفكرية العظيمة , المهنة تخص أنت الآن ماذا تعمل بالضبط : حلاق , خياط , حداد , سمكري , أستاذ جامعي , ضابط شرطة , إختصاصي كومبيوتر .. أية مهنة تُوفر لك العيش , أما أنك تكتب في صحيفة أو موقع ما وتقول مهنتي كاتب وباحث ومفكر , فالناس اليوم أغلبهم يكتبون : في المقال , في النكتة , في الحدث الساخن , في الشعر الشعبي , في أي عمل أدبي من المُحتمل أن يكون أكثر أهمية من : " حُب تحت المطر لنجيب محفوظ " , ومع ذلك فتلك ليست مهنتهم التي يتكسبون منها .

وتعود إلى هذه النرجسية العربانية لتستذكر نوعا من المفارقة بين رؤية التعظيم الهش وبين هكذا نوعيات في عالم الغرب , فمثل تلك النوعيات - الكُتاب - تمارس حياتها ببساطة وتلقائية , وفي ذات الوقت الناس تنظر لها بنفس المستوى , وببساطة لأن الناس تعتبر أي فعل مهما كان , هو مجرد " Job , الأفضلية تتركز على قدرة الشخص على إستغلال أية مهارة عقلية أو يدوية لجمع المال والتمتع - بصرف النظر عن رؤية الـ Intelligentsia لأنك بخصوص التعامل مع عالم واسع من التنظيرات والأفعال - .. أما العرباني فيعتبر ما يمضغه من أشياء ذات مستوى " هرقلي " العظمة وعليه يجب على الخلق تقديس تلك الزوبعة , بالرغم من ان فعله متواضع جدا فعلا ومضمونا ؟

لعل مشكلة المثقف العرباني تشبه معضلة نادي " ريال مدريد الأسباني " .. ريال مدريد نفق منذ 2002 مئات الملايين من الدولارات في جلب أرفع نجوم كرة القدم العالمية وغيَرَ المدربين كثيرا , لأجل أن يعود بريق هذا النادي العريق في كسب المسابقات المحلية والدولية , لكنه لم ينجح إلا في كسب الدوري المحلي مرتين فقط , بينما فريق مثل " أرسنال الإنكيزي , أو مانجستر لم يتعاقدا مع لاعبين أو مدربين من الممكن ان يفشلوا في ما يطمح إليه مُدراء ريال مدريد المُتعاقبين , فلقد فقدوا لاعبين مُتألقين عالميا , لكنهم جلبوا لاعبين ليس بتلك الأهمية عالميا , غير انهم من الممكن أن يكونوا أكثر تأثيرا في النتائج محليا وأوروبيا , لأن جلب لاعب مغمور قد يكون أكثر أهمية من لاعب يبرق في موسم ما ومن المحتمل سوف يخفت في الموسم الآخر , لأن كرة القدم أسرار وخفايا مثل السياسة ونفش الريش والشعر ؟!
المفكر والمثقف العربي مثل مُدراء ريال مدريد عندما يكتب , يكتب بعنترية , غير خاضع للسلاسة , للمرونة , للتغير , للتعامل مع مستجدات الحياة , وتلك أكبر مصيبة .. يذكر ويتذكر ويبحث ليعكس تلك العنترية على الخلق , ولا ندري إن كان مثل هؤلاء على يقين أن مقالات " جاسم المطير " البسمارية التي تتحدث عن زبالة الشوارع والطفل والمرأة وبناء الجامع بدل المدرسة والوزير اللص والمحافظ الكذاب وغيرها وغيرها وغيرها.. التي تضرب في صميم مجتمع قذفه شذوذ الحُكام في متاهات لا حصر لها .. القول مثل تلك الكتابة تتفوق على كل الفرقعات الهوائية التي تُلفظ على المخلوقات والأميبيات .. وقد تكون مسامير المطير بحيويتها النافذة هي الصدى الآخر لـ : رسائل إسحقوا العار لـ " فولتير " التي يصفها " ديورانت " انها أهم من كل فلسفة أُلقيت على الأرض , انها التي أطاحت بالكهنوت الأوروبي البشع , ويضيف " هلفيتوس " : لقد عبرت رسائل إسحقوا العار بـ " فولتير " سواحل نهر " الروبيكون " ليقف على أبواب " روما " .



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحدثْ قاسم مُشترك بين - شافيز - و - صدام -
- أياد علاوي النقشبندي و برهم صالح النجادي
- لجنة نوبل للسلام تستشير المُلة عُمر !
- خُرافة السنة - السنين - الجديدة
- البابا شنودة إيدك بيد حجي عودة
- بُثينة شعبان ضيف ثقيل على جريدة الشرق الأوسط
- تصريحات عمائم إيران تشبه سندويج الدجاج
- لماذا يُركز البعثيون على مسألة العشائرية ؟
- القذافي يدعو الإيطاليات إلى إعتناق الإسلام !
- حكاية المليون دينار وبرلمان النحس العراقي .
- يوتيوب نازي في وجه بشار دمشق؟
- ضع تفجيرات البعث في نحره , الأمم المتحدة لا تنفع
- أفغانستان وطقوس فرانسيس كوبولا !
- التطبيع الثقافي مع - إسرائيل - الوهم والواقع
- - دليمي طريبيل - أكثر حِكمة من نواب البرلمان العراقي ؟
- - جين فوندا - في مواجهة الميديا الصهيونية
- جلال الطالباني شواربك بيضاء لكن كلامك أسود ؟
- آخر تشريع للأخلاق يصدر من - بشار الأسد -!
- ( تحسين إبن الملاية , علي كراوي , علي مشني ) رموز إنتفاضة آذ ...
- رمز من رموز مدينة الشطرة - قاسم الخياط - قتله أبناه طمعا في ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عادل الخياط - إضحك على أمبراطورية - مردوخ - العربانية الإعلامية !