أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - عفواً صديقى الثورى.. أنا لست برادعياً














المزيد.....

عفواً صديقى الثورى.. أنا لست برادعياً


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 20:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


جلست على مقعد داخل المقهى الذى اعتدت ارتياده، وهى المرة الأولى التى أجلس فيها بالداخل، ليس بهدف الاحتماء من البرد، وإنما هروباً من البهدلة والوحل والطين الذى غرقت فيها مصر بعد ليلة ممطرة متوقعة.. ما علينا.. تقابلت غير مصادفة مع صديقى القابض على ثوريته والذى قابلنى بوجه غير بشوش وباغتنى بسؤال استنكارى "إلى هذا الحد فقدت مبادئك القديمة وثقتك فى قدرة هذا الشعب على التغيير؟".. لم أجد عناءً فى تفسير موقفه منى ومعرفة سبب سؤاله، الذى كان تعبيراً عن رأيه فى مقالى السابق "ديمقراطية البرادعى ومأساة الليندى"، واعتبر صديقى القابض على ثوريته أن أى شخص لا يقف بجوار البرادعى فى معركته على كرسى الرئاسة فاقد الثقة فى قدرة الجماهير!.
صديقى القابض على ثوريته.. موقفى من البرادعى ليس له علاقة بشخصه العظيم ولا نوياه.. وهو ربما بل وتأكيداً شخص محترم يحمل مبادئ محترمة مثل كثير من المصريين.
صديقى القابض على ثوريته.. الفرق ليس فى الرغبة فى التغيير، وإنما فى الأسلوب وفهم محتوى كلمة التغيير، وهو تماماً الفرق بين رغبة الشعوب فى تغيير نظم حكمها المستبدة ورغبة العبيد فى تغيير أسيادهم.. الشعوب فى التغيير تستهدف استبدال نظام بنظام آخر يعبر عنها وعن همومها.. والعبيد يستهدفون تغيير سيد بسيد آخر.
صديقى القابض على ثوريته.. أعترف أن انتظار الشعوب للولد والمخلص ليس حال المصريين فقط، لكنه أمل سهل طالما راود الشعوب المقهورة.. وهو ما عبر عنه الكاتب الأيرلندى صموئيل بيكيت فى مسرحيته المشهورة "فى انتظار جودو"، فالجميع فى المسرحية ينتظر جودو المخلص.. وجودو لا يأتى.. الجميع ينتظر الخلاص فى فرد، لكن الخلاص ليس فى فرد.
صديقى القابض على ثوريته.. لا أتهم البرداعى ولا أى برادعى بأى اتهام شخصى، ولكن الخلاص من نظام مستبد لا يكون إلا بالقضاء عليه وليس تدعيمه وتغيير شرايينه بأعضاء جديدة تطيل من عمره.. تذكرت حال المصريين وقت الاحتلال البريطانى عندما سعدوا بحرب النازى هتلر وانتصارته وتخيلوا أن حربه الاستعمارية هذه من أجل تخليصهم من المحتل الإنجليزى وتحول هتلر بقدرة قادر إلى الحاج محمد هتلر المخلص والمنقذ.
صديقى القابض على ثوريته.. النظام هو الشىء الوحيد الذى لا يحيا برأسه.. أحياناً بل كثيراً ما يكون تغيير الرأس هو الوسيلة الوحيدة لتجميل النظام وانتعاشه.. لست ضد البرادعى ولا أى برادعى.. ولكن التغيير لن يكون إلا بانتزاع الحقوق السياسية والاجتماعية والثورة على الظلم والنهب والانتهاك وليس بالنضال من أجل تغيير رأس النظام.
صديقى القابض على ثوريته.. المصريون بعد مقاومتهم للفرنسيين والتخلص من حملتهم شعروا بقوتهم وقيمتهم وثاروا على رغبة السلطان العثمانى وعزلوا واليه خورشيد.. ولكنهم لم يختاروا مصرياً ولكنهم اختاروا ألبانياً ليحكمهم.. ولم تنفعهم رغبته الشخصية فى إقامة دولة حديثة ولا النهضة التى قام بها فقد ظلوا عبيداً تحت حكم سيد حتى لو كان من أصحاب النهضة.
صديقى القابض على ثوريته.. الذى يقبل الظلم والهوان فى أبسط حق من حقوقه غير قادر على التغيير وليس له حق الاختيار.. وهو حال الغالبية من المصريين الذين يعملون مقابل 10% من حقهم صابرين على النهابين والمنتهكين والسالبين لحقوقهم.
صديقى القابض على ثوريته.. مرحباً بالبرادعى وبأى برادعى لو جاء على رأس ثورتنا وليس رأس نظامهم.



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية البرادعى ومأساة الليندى
- حب الوطن لا يتعارض مع حب الله
- حاجات ريحتها وحشة
- - حامد - هو الحل
- المماليك
- هم أيضاً لاينطقون عن الهوى
- الاشاوس
- بشرع الله .. مرحبا بمناديل المتعة الجنسية
- مؤخرة الكلب البائس
- العضوبة كالجنسية
- اللامنتمى
- - الخاصعام - الأسير فى الصحافة المصرية
- هل يعرف وزير الرى نصر علام الأخطار التى تواجهها مصر فى ماء ا ...
- نعم صحف عريقة وليست عرقية
- يا أوباما الذى فى الشرق والغرب
- فى انتظار فرج
- فات الميعاد
- اعدام الخنازير وخيبة الطيور والاستخفاف بالعقول
- -كان بان على عرقوبه-
- الانتصار موتا


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - عفواً صديقى الثورى.. أنا لست برادعياً