أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الحوار مع ياسين الحاج صالح 2















المزيد.....

الحوار مع ياسين الحاج صالح 2


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



النمذجة، والتسمية، هاجسان واضحان لدى ياسين الحاج صالح، كل شيء يجب أن يسمى" يعرف، بتشديد الراء، ويعرف" بلغة أخرى، وهذا الكل يراد له إنموذجا تحليليا، يتبوتق داخله، أو يساهم في بناء هذه النماذج النظرية. في الجزء الأول من هذا الحوار توقفت عند استخدام ياسين لمفهوم" الليبرالية الاجتماعية" ولا بد للمرء أن يلاحظ أن ياسين لن تفوته، هفوات التسمية، لهذا قرن مفهوم الليبرالية الاجتماعية سوريا باعتبارها ليبرالية اجتماعية" عرفية" هنا ندخل في لزوجة التسمية ذاتها، حيث الإضافة هنا هي نتاج عدم الركون لللتسمية ذاتها.
"عرفي" إما أنها تعني...ترك الأمور للعرف والعادة والتقليد، أو أنها تعني أنها خاضعة للاحكام العرفية، الطوارئية؟ لا أجد معنى آخر لها. واعتقد ان ياسين يقصد المعنى الأول...أنها ليبرالية اجتماعية كجزء أصيل من البنية المجتمعية السورية، التي ورثها نظام البعث أولا 1963 ثم قدمها على طبق من ذهب لنظام منذ بدايته كان هجينا، واعتقد أن هذا اللغو في كونه نظاما هجينا، تتيح لنا أن نجازف بالقول أنه نظام عصي على التسمية! النظام لم يقترب من العرف والعادة والتقليد...سواء كان على صعيد الإسلام الشعبي وعلاقاته، او على صعيد العلاقات الاجتماعية الأخرى السائدة، والتي أسماها ياسين" ليبرالية اجتماعية عرفية" لهذا يقال أن دستور سوريا 1972 جاء على مقاس شخص هو قائد الانقلاب التصحيحي 1970 الراحل حافظ الأسد. لأن هذا الدستور لم يمس ماكان سائدا في البنية الاجتماعية، بل كل ما قام به هو توطيدا دستوريا لديكتاتورية شخص واحد. وأحاط نفسه بأحكام عرفية وقوانين طوارئ تتيح البقاء بين المأسسة واللامأسسة على كافة الصعد. والصعيد الذي نناقشه هنا في هذا الجزء هو المسألة الطائفية، الصلاحيات الواسعة، والعرفية الأمنية اتاحت للنظام أن يبني شبكة ولاءات طائفية، ولكن بالمقابل، لم يكن النظام قادرا على مأسسة دستورية وقانونية لشكل نظامه العملي. لا يستطيع أن يقول في مادته الثالثة" أن دين رئيس الدولة مسلم ويجب أن يكون من الطائفة العلوية، ومن آل الأسد" هذه الإضافة النظام لا يستطيع مهما حاول أن يضيفها نصا. ليعذرني ياسين بداية أنني أعيد بعضا من تسمياته، لتسهيل الحوار، وهي موافقة إجرائية فقط. وهذا ينطبق على مفهوم" الليبرالية الاجتماعية" هل كان النظام يدرك أن هذه العلاقات هي لبيرالية اجتماعية؟ أو انه معني بإدراكها؟ ماذا تعني الليبرالية الاجتماعية، وأين تجسدت قانونيا؟ ثم هل يعني عدم احتكاك النظام بالبنى التي ورثها، أنه كان لديه تصور ما، ويريد نقل هذه البنى إلى ان تتطابق مع تصوره الأيديولوجي الاجتماعي والسياسي؟ هل منعت هذه الليبرالية الاجتماعية، أن يصبح الفاعل المؤسساتي لكل الأديان والطوائف، جزء من حالة الوقوف والتصفيق في مهرجانات النظام؟ هذا أمر كان النظام فيه تدخليا بشكل فظ في أحيان كثيرة. أقصد مشايخ وعلماء دين وبطاركة، وخطباء جوامع، حتى زارنا رجل الدين الأول في الطائفة الإسماعيلية الكريمة، زارنا من باريس قبل سنوات. غير مسموح لهذه الفاعليات بأية درجة من الاستقلالية" أعتقد إن لم تخني الذاكرة غالبية رجال الدين من كل الأديان والطوائف..وقفوا كأي مواطن عادي وصفقوا..ربما ما عدا اغناطيوس الرابع هزيم. وسؤالي الأكثر فجاجة وسطحية ربما" هل كان ولازال النظام قادر مهما حدث، أن يمس مثلا بتعاليم الطائفة العلوية حول المرأة، لكي تكون جزء من اللا مؤسسة الدينية للطائفة، كما سمح للسيدة القبيسية أن تنشا تنظيما نسائيا؟ ما قصدته هل نحن مجبرون على كل هذه التسميات التي يريدنا ياسين أن نتبناها؟ هل الليبرالية الاجتماعية مفهوما يستغرق الحالة السورية؟ المجتمع مضبوط حتى دينيا، وكانت آخر معارك النظام هي في حماة، لكي يضرب آخر معاقل لأية مؤسسات أهلية يمكن لها أن تنمو بعيدا عن سيطرته المطلقة. وليس ضرب الإخوان المسلمين فقط. عدم الاقتراب من التنضيد الاجتماعي الذي كان سائدا في بعض المجالات، لا يعني أنه كان خارج السيطرة والتحكم. هو في أسه يحتاج هذه الهجانة" قطاع دولة وقطاع خاص..وما بينهما...طائفي ولا طائفي...لاحرب ولا سلم...ديكتاتور وجبهة وطنية تقدمية...البعث قائد للدولة والمجتمع..والسيد الأول حاكم للجميع.
برلمان منتخب..وبلا صلاحيات...ينادي بأندلس على المستوى القومي وهو يحاصر حلب وحماه...
هذه الحالة الهجينة، تجد جذورها..وفروعها في الإشكالية الطائفية في سورية. الانفتاح الاجتماعي في سورية..موجود لعدة أسباب..ولكن اهمها" وجود ريف سوري بشكل عام، غير ملتزم دينيا، بقدر ما هو ملتزم تقليديا...وذو بنى غير دينية، ترافق مع وجود نخب مدينية متأوربة وحداثية في المدينة، بعد خروج الفرنسيين، إضافة إلى وجود أكثر من 35% أقليات دينية وطائفية، غير مغلقة على الصعيد الاجتماعي. وهذه لا يمكن وضعها تحت عناون لبيرالية اجتماعية، ولهذا أود ان أسمع من ياسين رأيا حول اللازمة" العرفية" لليبرالية الاجتماعية التي تحدث عنها، وحاول تاصيلها كأداة نظرية ومعرفية وكوجه من ثنائية الدولة السلطانية التي يقابلها فيها الطغيان السياسي؟ لكي انتقل بالحديث عن نموذج ياسين النظري للدولة السلطانية..حيث أنني تبعا لمفهوم" الهجانة" إنها وضعيات دولتية ومجتمعية، نتيجة لعلاقة شاذة، بين استعمار فرنسي كان كلبيا آنذاك، وبنى سورية متعددة!! وهذه التركة تلزمنا الآن بالتحدث عن مزدوجة" الدولة/ السلطة" عند ياسين. لأن محصلة الخلط توجد هنا في هذه المزدوجة.
بقي نقطة ربما تضيء جانبا من حوارنا هذا" الحديث عن صحوة دينية سلفبة في سورية..حديثا غير مكتمل ومنقوص مناهض للوقائع في أماكن كثيرة..ولكن أهمها أن الأوساط المدينية والريفية المحافظ منها والتقليدي سابقا..قد خرج بنساءه إلى سوق العمل، وهذه حالة جعلت العلمانويين، يدخلون في حالة من التوتر، بينما هي نتاج طبيعي...لتوسع التعليم الأفقي..وقضايا أخرى، ولكن هذه العدوى أصابتنا نحن، الذين نفهم العلمانية بطريقة مختلفة قليلا أقله سوريا..ومن ضمننا ياسين الذي تكفل أكثر من غيره بالتصدي، لهذا التوتر..وكان من شانه أن يستنزف ياسين في بناء نماذج نظرية، لتفسير وقائع اجتماعية وثقافية وسياسية متعددة...جعلت الوضع السوري" منمذجا نظريا، ولكنها نماذج بقي هذا المجتمع عصيا على ان تستوعبه...نقاط عدة سنثيرها، في هذه السلسلة من الحوار مع ياسين...وأرجو أن أكون قد أصبحت أكثر قدرة على التوصيل السهل..
غسان المفلح- بروكسل.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار مع ياسين الحاج صالح.
- بين إيران وامريكا؟
- مراجعة أم تقرير؟ رد على الكاتب محمد سيد رصاص.
- اعتقال د. تهامة معروف، طرفة أم استهتار؟
- العلاقة السورية الإسرائيلية.
- العلاقات الفرنسية السورية
- المسألة الكردية- استمرار الحوار3. مع الصديق زيور العمر.
- المسألة الكردية مرة أخرى- تساؤلات.
- تركيا بين منطقين.
- سورية أمنا...جميعا. إلى A-Nأطيح بكل ولاءتي...ولكن لماذا؟
- لماذا مصر؟ الحدث القبطي.
- المسألة الكردية في سورية- تساؤلات.
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث2
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث.
- المثقف والسلطة-حلقة مفرغة
- مشكلة الشباب- النموذجين السوري والإيراني-1
- العلمانية ليست أيديولوجيا.
- الحرية والعلمانية، سورية نموذجا.
- الكاتب والمعلقين عن زيارة الحريري إلى دمشق.
- فيلم داوود الشريان عن زيارة الحريري لدمشق


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الحوار مع ياسين الحاج صالح 2