أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - حول المفاوضات بين - البعث الصدامي - وسلطات الاحتلال :















المزيد.....

حول المفاوضات بين - البعث الصدامي - وسلطات الاحتلال :


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 06:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المقابر الجماعية تضم "مناضلين بعثيين " قتلتهم المعارضة !
علاء اللامي
طوال السنوات الماضية وقفنا صحبة عدد من الأقلام الوطنية والاستقلالية المعادية للحرب والحصار والدكتاتورية البعثية الصدامية وضد الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية العراقية التي حرضت من أجل استمرار الحصار وعلى شن الحرب وأيدت احتلال البلاد وشاركت فيما بعد في الهيئات السياسية التي شكلها وأشرف عليها الاحتلال واعتبرنا أن رفض برامج وسياسات تلك القوى واجب لا يمكن التهاون حياله . واليوم، ومع بروز تعقيدات جديدة أوجدتها حالة الاحتلال الأجنبي لبلادنا واندراج مجموعة من القوى السياسية في المشروع الاحتلالي من جهة وبروز حالة المقاومة الوطنية بمختلف الأشكال والوسائل كجواب ورد على حالة لاحتلال والعمالة نجد من الواجب الذي لا يمكن التهاون في أدائه التصدي بذات الحزم والقوة والصراحة لبعض الأطراف التي بدأت تتآمر على المقاومة الوطنية وتتفاوض من وراء ظهر الشعب العراقي مع المحتلين وتعقد الصفقات في محاولة للمتاجرة بتضحيات الشعب والمقاومة والحصول على قطعة من كعكة السلطة المضرجة بدماء أهلنا . ونقصد تحديدا التيار الصدامي في حزب البعث المنحل والذي اعترفت قيادته بالعديد من الحقائق الخطيرة ولكن على طريقتها المضحكة الخاصة وهي طريقة تمزج بين الغباء السياسي ومحاولة الضحك على ذقون الناس ومهاجمة الوطنيين الاستقلاليين لأنهم بادروا إلى فضح تلك الطبخة القذرة .

ففي رد متشنج ومتناقض إلى أقصى الحدود على تقرير إخباري نشرته جريدة "القدس العربي " وزعمت فيه أن رغد ابنة الطاغية صدام حسين تحاول العودة إلى العراق لتقود تيارا بعثيا عقلانيا وهو تقرير باهت نرجح أن يكون بعض "سمكرية الصحافة " المحترفين والمشبوهين في الأردن أو في غيره قد دبجوه بناء على طلب ابنة الطاغية مقابل حفنة من الدولارات المنهوبة من نفط العراقيين ، اعترفت قيادة الحزب الصدامي ،والتي فضل الناطق " البطل " باسمها والذي هاجم الجريدة لأنها لم تتصل بقيادات البعث التي زعم أنها معروفة و منتشرة في العراق والعالم فيما فضل هو شخصيا أن يظل اسمه سرا محفوظا لدى رئيس تحرير عبد الباري عطوان ويوقع البيان بعبارة " بيان لكاتبه " ! اعترف البيان إذن بوجود اتصالات بين سلطات الاحتلال وبين "قيادة البعث" قدمت سلطات الاحتلال خلالها الكثير من التنازلات حيث ورد حرفيا في بيان الصداميين ما يلي ( فنحن نعرف كافة الجهود الأمريكية والأممية للاتصال بقيادة حزب البعث, وطرح الكثير من التنازلات لحزب البعث بما فيها إعادته كقوة أساسية لحكم العراق, مقابل القبول بما أسموه "الواقعية" و "المصالحة الوطنية" و "إيقاف المقاومة" ويتم من خلال هذه " المشاركة إن حصلت حل مأزق الأسرى خاصة القائد الأمين العام وأعضاء القيادة الرأسية ) .
وبعد عدة أسطر يزعم البيان أن الصداميين رفضوا العروض الأمريكية ثم يعود ليخبرنا بأن اتصالات جديدة قد جرت وأن ثلاث جلسات قد عقدت بين قيادتهم وبين وسطاء أمميين داخل العراق وأن سلطات الاحتلال أبلغت البعثيين الصداميين موافقتها على ( تسليمهم المواقع الأساسية والوزارات السيادية للبعثيين مباشرة أو لمن يرشحهم البعث من أصحاب الكفاءة والنزاهة والوطنية ) ويزعم البيان بأن هذه المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود . غير أن الأمور على الأرض تُكَذِب هذا الزعم وتقول أن الطريق لم يكن مسدودا بل كان مشرعا على مصراعيه و أن سلطات الاحتلال شرعت في تنفيذ أجزاء مهمة من اتفاقها مع البعث الصدامي فأوقفت إجراءات ما سمي بسياسة اجتثاث البعث الجلبية نسبة للجاسوس المزدوج أحمد الجلبي وأعادت آلاف الموظفين البعثيين إلى مراكزهم الحكومية وأعلنت حكومة علاوي عن نيتها في إعادة بناء عدة فرق من الجيش والاستعانة بالضباط البعثيين الصداميين وأخيرا فقد أصدرت الحكومة الانتقالية التي شكلها الاحتلال قرارا بالعفو عن المشاركين في أعمال مقاومة الاحتلال وقد تكون هناك بنود أخرى سيتم الكشف عنها أما الصداميون فقد بادروا من جانبهم إلى تخفيف نشاط مسلحيهم في المقاومة إلى الحد الأدنى وقاموا بنوع من "العراضة " المسلحة التي شارك فيه بضع مئات من الشباب في مدينتي سامراء والفلوجة بعد أن انسحبت منها قوات الاحتلال على سبيل التجربة وحدثت أعمال ثأرية محدودة وتفجيرات لمنازل ومحلات عامة لعدد من أصدقاء الاحتلال وخاصة من المنشقين على نظام صدام حسين من أمثال وفيق السامرائي كما أوعزوا إلى محازبيهم بالعودة إلى مراكزهم الحكومة والعمل فيها بشكل معتاد . وفي الختام وبعد كل هذه الاعترافات الفضائحية والتفاصيل الدقيقة عن وجود اتصالات ومفاوضات مع سلطات الاحتلال يهاجم البيان بلغة صدامية باتت مألوفة للأذن العراقية زميلا كان قد كشف في مقالة له قبل عدة أيام وللمرة الأولى حقيقة وجود مفاوضات بين الصداميين وسلطات الاحتلال فيصف بيان الصداميين تلك المقالة بأنها بائسة وتثير الشفقة . فهل ثمة مثال أقوى من هذا على استغفال الناس و الضحك على الذقون ؟ المثير للضحك هو أن بيانا آخر للمجموعة الصدامية ذاتها وبعد أن يفصل ويسهب في موضوع المفاوضات يختتم بالكلمات التالية ( ...و قد يتساءل أخيراً أحد ما هل تم تفويض أحد للقاء الوسطاء داخل العراق!؟ وهل تم فعلاً لقاءات في بغداد!؟ وماذا دار في هذه اللقاءات (إن حدثت!؟). هذه أمور نترك الإجابة عنها للمستقبل وبما يخدم جدلية وضرورات المعركة المفتوحة بين "البعث" و"المقاومة والتحرير" ) فهل يتعلق الأمر بهذيان لفظي أصاب محرر البيان أم أنه العناد والمكابرة الصدامية الغبية ذاتها التي جعلت رئيس عصابتهم صدام يقف ثلاث مرات في فترة حكمة على كومة من الحطام اسمها العراق وهو يهتف لقد انتصرنا ؟

الأسئلة التي تثيرها هذه المفاوضات التي يجريها الصداميون من وراء ظهر الشعب كثيرة وخطيرة ، ولعل من أهمها : ترى هل تعلم أطراف الحركة الوطنية العراقية الرافضة للاحتلال ومنها التيار الصدري والتيار القومي العربي وهيئة العلماء المسلمين والمرجعية النجفية وفصائل المقاومة الوطنية والإسلامية بهذه المفاوضات ؟ وكيف سيكون موقفها ممن يواصلها ويدعوا إليها ؟ وهل هناك مؤامرة فعلية ضد الشعب العراقي عموما وضد المقاومة الوطنية خصوصا يحاول الصداميون من خلالها العودة إلى السلطة أو استعادة جزء منها ؟ وبالمناسبة ، فجريدة "هآرتس " الإسرائيلية سبق وأن توقعت قبل ثلاثة أيام أن يعود حزب البعث الصدامي إلى السلطة والصحف الصهيونية لا تلعب بالكلمات حين تورد خبرا أو توقعا خطيرا كهذا . ويمكن أن نتوقع أن لا تكون عودة الصداميين بنسبة مائة بالمائة بل قد يتم تقاسم للسلطة بين حزب الصداميين وحزب عملاء أمريكا ، أو بين بعثيي أمريكا بقيادة أياد علاوي وبعثيي صدام ولكن على جثث العراقيين الأبرياء فتتكرر مأساة إغراق انتفاضة آذار 1991 مرة أخرى ولكن بشكل أكثر شناعة ووحشية فيتشكل نظام حكم دكتاتوري جديد برأسين ، وبدلا من طاغية بعثي واحد اسمه صدام التكريتي سيحكم العراق صدامان و ( مَن لم يرضَ بجزة سيرضى بجزة وخروف )كما يقول المثل العراقي .. وسيكون إعلان حالة الطوارئ من قبل حكومة علاوي خلال أيام قليلة قادمة هو أول الغيث الصدامي الأمريكي فهل سيسمح الشعب العراقي الذي ملَّ القتل والدكتاتورية والحروب لزمر الانتهازيين والطائفيين من عملاء الاحتلال وجلادي البعث أن يجروه مرغما بمساعدة الاحتلال الأمريكي إلى مجزرة جديدة ؟
هذه الأسئلة ليست من قبيل الخيال والمبالغة والتهويل بل هي شديدة الواقعية والدليل على ذلك هو أن بيان الصداميين المنشور في جريدة القدس العربي في عددها ليوم 1/7/2004 يواصل استهاره بمشاعر العراقيين وبخاصة من ذوي الشهداء والضحايا الذين قتلهم فقد ورد في ذلك البيان الصدامي أن المقابر الجماعية ( تعود في غالبيتها للأبطال من الجيش العراقي الذين سقطوا في معارك الحروب الثلاث الأخيرة (ايران - 1991 -2003) و للمناضلين في حزب البعث الذين تم تصفيتهم مع عائلاتهم خلال صفحة الغدر والخيانة التي تلت عدوان 1991 إلى زنزانات تحت الأرض لم نعثر عليها, أو المساجين بداخلها على أي أثر, إلى أضحوكة "الأسرى الكويتيين" الذين تبخروا وأخبارهم بعد غزو العراق )
فإذا كان هؤلاء المهووسون بالدم العراقي يعلنون أن تلك المقابر الجماعية هي للبعثيين الذين قتلهم الشعب العراقي فليس من المستبعد أن يزعموا غدا أن الشهيد محمد صادق الصدر هو من أطلق الرصاص وقتل صدام التكريتي وولديه ..!!
والحقيقة هي أن الصداميين يمكنهم أن يزعموا ما شاءوا خصوصا وأن تيارا وطنيا وحريصا على المقاومة والثوابت الوطنية يقطع مع الزمرة الدموية لصدام ومع تجربتها لا وجود له في داخل حزب البعث أو لنقل أنه لم يعلن عن وجوده حتى الآن ،ولكن على الصداميين الملطخين بدماء الشعب العراقي أن يعوا حقيقة كبرى تقول أن هيمنتهم القمعية على رقاب ملايين العراقيين قد ولت إلى غير رجعة ، وأن الرعب النفسي الذي خلقوه وجعلوه يجثم على عقول وقلوب تلك الملايين قد انحسر وتلاشى إلى الأبد . إن على الصداميين أن يدركوا - إن كان قد بقي لديهم شيء من إدراك - أن الشعب العراقي اليوم واع لما يجري حوله وهو مسلح بشكل جيد ويمكنه الدفاع عن حريته بالسلاح . وإذا كان بعض الصداميين قد وجد في نفسه الشجاعة للخروج حاملا صورة الطاغية في هذه القرية أو تلك فمبروك عليه " قريته " ومبروك على الشعب الرافض للطاغية العراق كله ..
أليست تلك هي الديموقراطية ؟
لكم قريتكم ( إن وافقت عليكم عبر صندوق الانتخابات ) ولنا عراقنا البهي برمته !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواسيس يحاكمون طاغية والشعب مُغَيَّب !
- المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء
- الجريمة الطائفية في الفلوجة طعنة نجلاء في ظهر المقاومة !
- لجنة الحقيقة والمصالحة : ضمان حقوق الضحايا دستوريا واستثناء ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : نظام البعث استورد التعذيب الش ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : و معادلة العفو المشروط مقابل ...
- تجربة جنوب أفريقيا أكدت: تحقيق العدالة يؤدي إلى المصالحة ولي ...
- فضيحة الوزير الجلاد: التصفية العادلة لملفات القمع الشمولي وت ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثامن والأربعون / التمييز / ...
- توضيح ومناشدة : لتكف الأقلام العراقية الوطنية عن الاحتراب ال ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس السابع و الأربعون : ال ...
- الزرقاوي أخطأ العنوان في كل مرة وليس هذه المرة فقط !:
- محاولة عقيمة أخرى لتكريس الجلبي زعيما طائفيا بعد تصفية الصدر ...
- قصة السيد العلوي والطبيب القواد .
- حين ينعت اليساري الكادحين في تيار الصدر بالرعاع !
- من رفض وثيقة السلام في النجف وكربلاء: السيد الصدر أم مهندس ا ...
- النفاق الطائفي بين قبة ضريح علي بن أبي طالب ومقر الجلبي !
- الفضائيات العربية تمارس تعتيما طائفيا على المقاومة في الجنوب ...
- الدرس السادس والأربعون : المستثنى وأسلوب الاستثناء
- المؤتمر التأسيسي ماله وما عليه


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - حول المفاوضات بين - البعث الصدامي - وسلطات الاحتلال :