أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار خضير عباس - سردية عراقية أم صناعة ذاكرة؟














المزيد.....

سردية عراقية أم صناعة ذاكرة؟


عبد الجبار خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 18:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اثارت انتباهي ندوة في احدى الفضائيات، ثيمتها الرئيسة الاموات يحكمون الحاضر، أو الاحياء يهيمن عليهم الاموات ..كانت التساؤلات في البدء تثير الفضول ويتوقع المتلقي انه ازاء ندوة نوعية ستنحو باتجاه البحث عن الهوية.. الذات العراقية المغيبة المتشظية..كيفية خلق سردية عراقية كبرى.
الا ان اهم ما اثير فيها هو موضوعة "صناعة ذاكرة عراقية" إذ ان هناك قراءتين للحاضر وللتاريخ (ويقصد هنا صاحب الرأي) التاريخ الاسلامي.. والتاريخ السياسي الحديث أي بعد العام 1921 بوصفه يتكىء على مقولة الملك فيصل الذي يقول (في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد ، بل توجد كتلات بشرية خيالية خالية من أية فكرة وطنية متشعبة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة) وهنا صاحب الرأي، يشكل ذاكرته المصطنعة في فضاءين، اولهما بداية الدخول الاسلامي للعراق، وثانيهما بعد الاحتلال البريطاني، من دون الارتباط بالعمق التاريخي للعراق . في البدء لنناقش فكرة ( كيف نصنع ذاكرة عراقية)، انها اشبه بالمهمة المستحيلة، فاذا كان هذا المفهوم يشتغل في بيئة سوسيولوجية وحضارية وسياسية واقتصادية مفارقة، فهو بالضرورة غير ملائم ولامنسجم مع الواقع العراقي، اذ ان جذر المواطنة في الدولة القومية او دولة المؤسسات الديمقراطية، هو مواطن، يقابله في العراق ، جذر شيعي مسلم!، وسني مسلم!، فلا اعتقد ان مثل هذه البضاعة ستجد لها سوقا او رواجا في العراق حاليا..والمثير للدهشة هو عده مقولة الملك فيصل وكأنها نص مقدس علينا ان نسلم به ونلغي تاريخا وتضاريس حضارية ومعرفية واركولوجية، تعد من اهم الاثار التي تحكي قصة الحضارة في التاريخ وحركة الانسان ونشوئه الاول، وننسى صناعته العجلة والكتابة، وتشكل اول صور للدولة (الزقورة) والقانون ..فلا نريد هنا الخوض في ان مفردة العراق هي اقدم من تاريخ هذه المقولة. ثم هل التسمية هي التي تحدد الزمان والمكان وتحكمه ام الفعل الحضاري الذي يحدد ذلك؟، فهل كانت مثلا ايطاليا في زمن ميكافللي هي بالتسمية ذاتها الان ام كانت مجموعة دويلات او مقاطعات وجمهورية وكذلك الحال بالنسبة لالمانيا..وغيرها فهل من المعقول ان نلغي من التاريخ ان اللغة السريانية والكنيسة النسطورية كانت تمتد من بصرياثا الى شمال العراق وابعد من ذلك حتي، ثم اين توارت الحيرة او مملكة ميشان او ملحمة كلكامش واور وبابل وعشتار وتموز وأكد هل هي سرديات وتلفيقات تاريخية؟، وهل العراق مثل باقي الدول في افريقيا او جزيرة في المحيط الهادي، جاء المستعمر، فوضع لها تاريخا وصنع لها سردية وهوية ولغة.. ثم كيف تحول الملك فيصل الى عالم انثربولوجي رأسه برأس ليفي شتراوس مع (احترامنا الشديد له كملك وانسان) لكن هذه مفارقة عجيبة، فرضت علينا فرضا، واصبحت نصا يرتقي الى القداسة، بفعل انسجامه مع اطروحات الفكر العروبي غير المتحمس للعمق الحضاري وللتنوع الاثني والديني والقومي العراقي فضلا عن ان المتأسلمين هم كارهون للاصنام والاوثان!! اما الرموز التاريخية فهي شخصيات كافرة!، وهذه الرؤية تنسجم مع مقولة د.عبد الوهاب المسيري الذي يقول(أن أكبر تهديد للهوية العربية هو الدولة الصهيونية لأن مشروعها هو بعث ما يسمى "الهوية اليهودية"، وهذا يتطلب تفتيت الهوية العربية ومحوها. ومن هذا المنظور الصهيوني لابد من العودة إلى ما قبل الإسلام، حيث كانت هناك هوية آشورية وفرعونية وفينيقية، ومن هنا الدعوة للعودة إلى الحضارة الفرعونية، وإلى الحضارة الفينيقية في لبنان والحضارة الآشورية البابلية في العراق! وهذه كلها حضارات متحفية جميلة(تأمل المتحفية الجميلة) لكنها ليس لها امتداد في الحاضر..
ولذا حين كانت تحدث نهضة في مصر كان لابد وأن تدافع عن جناحها الشرقي وتوطد صلتها ببقية العالم العربي، حتى يتحدث الجميع بصوت واحد أو تتحدث مصر باسمهم. هذا ما فعله الفراعنة،(أي كان الفراعنة يتحدثون نيابة عن الجناح الشرقي!) وهذا ما فعله إبراهيم باشا في العصر الحديث، ثم جمال عبد الناصر).
وهنا اجد نفسي مضطرا الى الاشارة الى انه في عهد صدام، قامت شخصيات مهمة في النظام بتهريب اقدم توراة في العالم الى اسرائيل، كما ان اسرائيل لعبت دورا كبيرا في محاربة النهوض الحضاري في العراق وكيف انها دمرت المفاعل النووي العراقي فضلا عن دورها في تحجيم او بروز الاثار العراقية، اذ معاداتها غير خفية وما فعلوه من سرقة للاثار العراقية بعد التغيير في العام 2003 وبشكل اكاديمي ومنظم، يؤكد ان اسرائيل تعمل على محاربة وطمس الحضارة العراقية ولاسيما البابلية منها التي تذكرها بالسبي. فاذن لاغرابة حين نجد في مناهجنا المدرسية ثمة تغييب لمفهوم الانتماء والوطن، اذ ان كتبة المناهج يتماهون مع ثقافة، حولت العراق الى طرف وليس مركزا كما هو حاله في التاريخ والاستحقاق الحضاري، فلو تصفحت مثلا كتاب الجغرافية في الصف الخامس الابتدائي، فانك لاتجد أي حديث عن جغرافية العراق، فالعنوان هو جغرافية الوطن العربي، حتى حين تقرأ مثلا عن الانهار، فتجد ما كتب عن نهر النيل اكثر من الحديث عن دجلة والفرات، وامور اخرى ترى اين ومتى سيقرأ الطفل ويتعلم عن تاريخ وجغرافية الوطن ويدرك اهميته، وكذا الحال في كتاب التاريخ للسادس الادبي فما كتب هو عن التاريخ العربي وعن شمال افريقيا وبكل اسهاب، نحن هنا لسنا ضد تعلم تاريخ الوطن العربي لكن من باب اولى ان نضع مساحة واسعة للعراق اولا ومن ثم الاخرين، كما يفعل المصريون (مصر اولا) والاردنيون (الاردن اولا) وبقية الدول العربية. خلاصة القول نحن بحاجة لسردية عراقية ، تجعل الكردي والتركماني والسرياني والمندائي والازيدي والشبكي يجد صورته فيها، سردية تعيد للذات العراقية تموضعها الحقيقي كمركز، والاخرين كاطراف لا ان تجعل من العراقي، يبحث عن حلول لبيئته المائية في الصحراء.



#عبد_الجبار_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيح السرد .. خلل السردية الكبرى
- فاجعة الاربعاء
- قرة العين..
- مكانية التغيير سردية زمانية مفارقة
- ازمة حلم
- التعديلات المرتقبة مقاربة معرفية في كتابة الدستور
- العراقيون الأصليون يتآكلون
- ارث الخوف
- بصرياثا
- قراءة في المادة 41
- اعادة انتاج العنف
- يهرف بما لايعرف
- المرأة والقرار
- المواطنة دونما اشتراطات تغدو سجناً للحرية والإرادة
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية - القسم الثالث
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية القسم الثاني
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية
- المجتمع المدني المفهوم والظهور العالمي
- الرعي الجائر
- مفهوم المجتمع المدني


المزيد.....




- ما أوجه التشابه بين احتجاجات الجامعات الأمريكية والمسيرات ال ...
- تغطية مستمرة| إسرائيل تواصل قصف القطاع ونسف المباني ونتنياهو ...
- عقب توقف المفاوضات ومغادرة الوفود.. مصر توجه رسالة إلى -حماس ...
- أنطونوف: بوتين بعث إشارة واضحة للغرب حول استعداد روسيا للحوا ...
- مصادر تكشف لـ-سي إن إن- عن مطلب لحركة حماس قبل توقف المفاوضا ...
- بوتين يرشح ميشوستين لرئاسة الوزراء
- مرة أخرى.. تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر الفضائية المأهولة
- نصائح مهمة للحفاظ على صحة قلبك
- كيف يتأثر صوتك بالشيخوخة؟
- جاستن بيبر وزوجته عارضة الأزياء هيلي في انتظار مولودهما الأو ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار خضير عباس - سردية عراقية أم صناعة ذاكرة؟