أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار خضير عباس - تصحيح السرد .. خلل السردية الكبرى














المزيد.....

تصحيح السرد .. خلل السردية الكبرى


عبد الجبار خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 20:21
المحور: الادب والفن
    




اثار الباحث والقاص محمد خضير سلطان ، بمحاضرة له، جرت مؤخرا في اتحاد الادباء، والموسومة (لقاء القاص بمجتمعه.. تصحيح السرد القصصي العراقي). موضوعة عزل (الاقليات، المكونات، الكويكبات) في القص العراقي.
في البدء اوضح الباحث ان فكرة تصحيح السرد( تعود )الى احدى المداخلات واللمحات الذكية للقاص الكبير(البصري) محمد خضيرالذي اكد على ضرورة تصحيح السرد منطلقا مما اسماه بانعدام مشاركة الكويكبات، ويقصد بها المكونات الاقلية في المجتمع العراقي، يقول سلطان : بدأت القصة القصيرة العراقية بالتعبير عن الهوية السردية داخل الفضاء الاجتماعي للمجتمع العراقي وتشكيلاته الاساسية من تنوع وتعدد.. ولكن هامش الحرية ، انحسر وضاق وتصاعد على اثره دور رقابة السلطة والايديولوجيا الحزبية، واختل الاتجاه الواقعي الصحيح الذي بدأته الكتابة القصصية، اذ اختزل الكاتب العراقي مجتمعه في رمزية تعبيرية، صعبة ومركبة، تعالت على الواقع، وابتعد القاص عن مجتمعه قسرا او تم حجبه بواسطة الايديولوجيا.. بعد ادلجة الفضاء الاجتماعي، حتى تخلت الانساق السردية ، عن القاعدة الاجتماعية، وحل الرقيب الذي يقرب الكاتب من السلطة، ليحجبه عن المجتمع، الحاجب العنصري ، ذو العرق الارقى واللغة الاسمى والفكرة الاعلى والمواطن الاول.
بعد هذه المقاربة المضغوطة جدا، نؤكد اتفاقنا مع ما جاء في البحث من رؤى نقدية وافكار ورصد، لكننا نعتقد ان الاضطراب والخلل في السرد القصصي العراقي، يعودان الى خلل واضطراب تشكل سرديتنا الكبرى الموحدة (المفترض التماهي معها)، اذ لا توجد ذات عراقية موحدة(مستقرة) غير مهتزة ، تعبر عن انصهار كامل المكونات العراقية.
وعلى الرغم مما جرى من قمع قسري عبر الزمن، لاخفاء السرديات المختلفة وبطرق شتى، كخلق ذاكرة بديلة او تغيير الرموز واسماء المدن حيث جرى تحويرها او تؤيل اسمها الرافديني، لفصلها عن عمقها التاريخي..الا ان هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح، (كما حدث للعديد من الامم الافريقية التي ظهرت بعد نهاية المرحلة الاستعمارية) اذ انها قبل الاستعمار لم تكن امة واحدة اوشعبا واحدا كما يقول(ستيوارت هول) حيث تشكلت لها، هوية وسردية وذات، فنحن في العراق ازاء حضارة عريقة وتضاريس معرفية، لايمكن محقها او انكارها، ويوم بعد يوم تسهم الدراسات الاركيولوجية في خلخلت المتخيل السردي للامة العراقية ( الافتراضية ) فكل محاولة لصناعة سردية بديلة نقية، كان مآلها الفشل.
فما زالت هناك عدة مدونات سردية، تصارع من اجل البقاء.. منها سردية سريانية، ترتبط بالعمق التاريخي الرافديني، سومري، اكدي، بابلي.. ومندائية تمتد في تضاريس بيئة نهرية وامتداد ديني لملوك ما قبل الميلاد.. وسردية كردية، تعتقد انها تشكل بداية النشوء السومري، تتصل دينياً بمدونة اسلامية سقفها الاعلى بداية تاريخه، في حين السردية العربية العراقية، تمتد الى ابعد من ذلك، اذ ترث كامل الخزين القصصي والشعري وجميع الموروث الانثربولوجي لعرب ما قبل الاسلام عبر قراءتين، الاولى: تتفق وما قبل الاسلام، والثانية: تختلف في قراءة تاريخه، الى جانب سرديات أُخر وبقراءات مختلفة.
لذا لايتم التماهي مع الامة العراقية "الافتراضية" التي تشكلها اشتراطات طبيعية عبر صيرورات اجتماعية متكافئة، فبدلا منها جرى زحزحة الذات عن المركز، و"الطرف"، تحول الى منطقة اشعاع على وفق خطاب ايديولوجي منتصر(فارض الارادة)! فالقص، والاعراف، والتقاليد، والصور التي تنتقل من خارج الذات، هي تصورات وتفسيرات سوسيولوجية لبيئة اخرى "مفارقة"، لذلك جرى طمر خزين من الذكريات عبر مئات السنين، فالرموز والتمثلات، تشكل الجزء الاكبر منها في مختبرالاطراف.. فهي ليست وليدة العمق أو المركز، اذن المعادلة معكوسة، مما يولد فقدان الحس بالتماهي مع سردية كبرى (لأمة عراقية افتراضية)، تنعكس على المدونات السردية الجزئية، على وفق خطاب يقدم الاختلاف كوحدة هوية.

عبد الجبار خضر عباس

.



#عبد_الجبار_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة الاربعاء
- قرة العين..
- مكانية التغيير سردية زمانية مفارقة
- ازمة حلم
- التعديلات المرتقبة مقاربة معرفية في كتابة الدستور
- العراقيون الأصليون يتآكلون
- ارث الخوف
- بصرياثا
- قراءة في المادة 41
- اعادة انتاج العنف
- يهرف بما لايعرف
- المرأة والقرار
- المواطنة دونما اشتراطات تغدو سجناً للحرية والإرادة
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية - القسم الثالث
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية القسم الثاني
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية
- المجتمع المدني المفهوم والظهور العالمي
- الرعي الجائر
- مفهوم المجتمع المدني
- الحرية ام الديمقراطية ؟


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار خضير عباس - تصحيح السرد .. خلل السردية الكبرى