أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - كاظم الحسن - اتحاد الامم بين الاكراه والحرية














المزيد.....

اتحاد الامم بين الاكراه والحرية


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 13:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


البعض ينظر الى ما حصل للاتحاد السوفيتي واوروبا الشرقية، على انه انهيار وتفكك للامبراطورية الشيوعية والبعض الاخر ينظر على انه تحول عظيم نحو الديمقراطية والمجتمع المدني، وان ما حدث هو افول النموذج التسلطي وبزوغ نظام المؤسسات التمثيلي والذي كان عبارة عن موجة شملت خمسين دولة في العالم.
ويبدو ان البعض الذي يأسف على انهيار الامبراطوريات، ونيل الشعوب حقوقها، مازال يجتر مقولات على مدى نصف قرن عن (الوحدة القومية والاستقلال السياسي، الاشتراكية، الاسلام السياسي الاممي). انهم يحملون اوهام العقل الامبراطوري الذي يسعى الى فرض شعارات من متحجرات الحرب الباردة وبالاكراه.
وكان الطريق نحو العنف والدم والحروب التي اهدرت فرص التنمية والتطور والرفاهية.
ولو اخذنا العراق نموذجاً في زمن البعث الفاشي وعن نظام الشمولي الذي اقامه، وعن الدولة التي فقدت جميع مكوناتها من حيث العقد الاجتماعي والحياة الدستورية والقانونية واحترام حقوق الانسان، نرى مآساة الوحدة العربية في غزو الكويت، ومآساة الوحدة الوطنية في سياسة التطهير والتهجير للكرد والشيعة.
ان الحديث عن وحدة هلامية وهدف طوباوي مستحيل التحقيق، وتعذر تطبيقه، يلقي باللائمة على القوى الخارجية وتتنصل الحكومة او الحزب من واجباتهم وتقدم معارضي الوحدة كبش فداء.
ولو نظرنا الى عملية قيام الوحدة نرى انها تكون، اما عن طريق الديمقراطية والحرية القاعدة التي تبنى عليها، واما القوة والغزو وفي هذه الحالة يجب ان يكون الكل مع هذا الهدف ومن يخالفه يكون متآمر وعدو وعميل للقوى الاستعمارية، وهو اقصر الطرق لسفك الدماء.
فمن اجل وحدة الامة العربية ووحدة الحزب تم تشريع جميع الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين من عرب وكرد واصبحت العلاقة بالوطن على اساس الدم، وهي نظرية شوفينية وعنصرية من مخلفات النازية والتي اصبحت جزءاً من تكوين البعث الفاشي ومن معالم حياته السرية، والتي هي العنصر الكبير في وجوده وتكوينه القائم على القتل وسفك الدماء وتصفية جميع المعارضين له.
ان تلازم نظرية المؤامرة والعدو الازلي في ادبياته السياسية يعود الى عدم شرعيته، وان الاستقرار بالضرورة سوف يخلق الحرية والتعددية، وهذا الامر لا يزيحهم من السلطة والحكم فقط، بل قد يقدمهم الى المحاكمة، ولذا عليهم ان يقفوا بوجه السلام والاستقرار والحرية. وتكون قاعدتهم الشاذة هي الحروب الدائمة.
والحرية لا تعيش في ظل حكومات شمولية، بل تنمو في اجواء المجتمع المدني، حيث السلطات المتعددة والبرلمان والدستور ليصبح الكل في مكانه المناسب. والحرية تدعو الى الحوار والتعايش، وعلاقات المواطنة قائمة على المكان لا الزمان التاريخي او الدم.
والحرية من مترادفات الدولة فلا يمكن ان ينمو العقل الكلي الذي هو الدولة، بدون حريات العقل الجزئي، المتمثل بالافراد، ومن خلال هذه الجدلية تنمو الدولة وتتطور وتزدهر، لان العقل والحرية هما التاريخ الذي يصنع الاحداث بمسارها الطبيعي، وتقوم الحريات على احترام طبائع الاشياء وسنن الطبيعة، من تنوع وتعدد وتلون واحترام الملكيات الشخصية، وتؤكد على نسبية الحقيقة من خلال تعددها، ولقد دفعت شعوب العالم المزيد من الدماء بسبب الافكار الطوباوية المتعالية عن الواقع والتي لا يمكن تحقيقها على الارض.
ومن سخريات القدر ان الكثير ملازم لمثل هذه الافكار حتى بعد ان اثبتت التجارب فشلها وعقمها والمشكلة هنا، انهم يتصورون بان النصوص السياسية والفكرية سليمة وان العيب في الانسان ذاته، ومن هنا انطلقت الاصوات السلفية في اعادة قراءة النصوص لا الواقع، على الرغم من كون الوقائع هي الفيصل في قراءة ومعرفة الحقائق النسبية.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدايا الارهاب والاستبداد؟
- الشرق والغرب في خطاب اوباما
- الحزام الاخضر
- اجنحة الشمع وسقوط الصنم
- تراجيديا الضحك
- ياهو مالتي
- الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية
- ثمن الانتظار
- العدالة نتاج الديمقراطية
- المغالاة في الوطنية
- المؤمن لا يلدغ ..
- حراس الانترنت
- بذور العنف من الطفولة الى المجتمع
- الفرد مابين الديمقراطية والاستبداد
- الوطنية السياسية والفكرية
- لماذا الخوف من المعرفة؟
- حرية الإعلام مكفولة دستورياً.. ولا عودة لنظام الوصاية على ال ...
- الذات العارفة ونفي الاخر
- العنف اللفظي
- خديعة مشايخ الارهاب


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - كاظم الحسن - اتحاد الامم بين الاكراه والحرية