أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - ج7 / هل يختلف الجعفري عن سواه من طائفيين وما حقيقة خيار النضال الشعبي السلمي ضد العملية السياسية ؟ من أجل هزيمة الطائفيين لابد من تحالف شامل















المزيد.....

ج7 / هل يختلف الجعفري عن سواه من طائفيين وما حقيقة خيار النضال الشعبي السلمي ضد العملية السياسية ؟ من أجل هزيمة الطائفيين لابد من تحالف شامل


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 12:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نواصل في هذا الجزء ما قبل الأخير، قراءتنا في نماذج أخرى لمواقف قوى وشخصيات سياسية عراقية مناهضة للاحتلال من الانتخابات التشريعية القادمة مقاربين في الوقت نفسه موقفها من العملية السياسية الاحتلالية ككل .
فلنبدأ بموقف "هيئة العلماء المسلمين" التي يتزعمها الشيخ حارث الضاري، فهذه الجهة التي تقدم نفسها على اعتبار إنها مؤسسة أو جمعية دينية مستقلة تقترب سريعا من أن تكون كيانا حزبيا ذا وظيفة وتمثيل سياسيين ضمن ما اصطلحنا عليه بالطائفي تكوينيا، وهي ترفض الاعتراف بالنظام القائم وتقاطعه تماما، مع إنها لا تقاطع بعض الأطراف المشاركة فيه كالحزب الإسلامي وغيره، وبالتالي فهي ترفض الانتخابات التشريعية ولكننا لم نقع لها حتى الآن على دعوة صريحة منها لمقاطعتها. غير أن الهيئة المتحالفة مع حزب البعث " جناح الأحمد " بحسب مصادر صحفية عديدة، و سجالات صحفية خاضها بعض المحسوبين على هذه الجهة أو تلك " كما في المثال الذي تطرقنا له في الجزء السابق بخصوص كتابات عوني القلمجي، لا تضيِّع فرصة للاشتراك في مفاوضات سرية أو شبه سرية مع المحتلين لا تشارك فيها، وخصوصا بعد موافقة أمينها العام الضاري على التخويل بالتفاوض الذي منح له من قبل عدد من الفصائل المسلحة وأخرها مفاوضات تركيا.
وهناك مجموعات من الشخصيات العراقية العسكرية في أغلبها والمدنية من كوادر النظام السابق العلمية والإدارية تتخذ مواقف قريبة من موقف "الهيئة" بصدد الدعوة إلى المقاطعة، غير أن هناك كلاما كثيرا قيل حول خوض بعض هذه المجموعات أو عناصر منها لمفاوضات سرية حتى مع نظام المحاصصة الطائفية القائم.
من القوى التي تقترح أفقا أو مسارا مختلفا "التيار الوطني الديموقراطي العراقي" والذي استقال منه كاتب هذه السطور قبل بضعة أشهر، والتيار قوة سياسية متواضعة الوزن والتأثير ذو خط سياسي متميز كثيرا وقد طرح مبادرة سياسية جديدة عنوانها "المبادرة الوطنية للمصالحة والتحرير" تقوم على الأسس التالية: اعتبار موعد انسحاب المحتلين الوارد في الاتفاقية الأمنية بمثابة جدول انسحاب تلتزم القوى الوطنية بإعلان المقاومة الشاملة في حال تلكؤ أو امتناع قوات الاحتلال عن الانسحاب الكامل في ذلك الموعد. واعتبار الفترة السابقة لهذا الموعد فترة نشاط سياسي لجميع القوى المناهضة للاحتلال والطائفية وباستقلال تام عن العملية السياسية الاحتلالية، وتكليف لجنة تؤلف من قوى الحكم والمعارضة بكتابة دستور جديد، وعقد مؤتمر وطني شامل بعد التحرير الناجز للتوافق السياسي ومناقشة الدستور الجديد، وتلتزم الأطراف والقوى الموافقة على المبادرة بتحريم كل أشكال العنف الموجه إلى المجتمع وقبر كل أشكاله ومسببيه ومصادره، ولا يشمل ذلك العمل الذي يستهدف قوات الاحتلال حصرا وتحديدا، على ان يكون عمل القوى المعارضة في الداخل سلميا على وجه التحديد والحصر.
ومن نقاط ضعف هذه المبادرة، هو إنها تنطوي على اعتراف خطير بالاتفاقية الأمنية الواجب نقضها هي واتفاقية الإطار الاستراتيجي الأكثر خطرا منها، وهي ثانيا تتبنى مطلب كتابة دستور جديد الأمر الذي ستفهمه الأطراف الأخرى بأنه دعوة للعودة إلى "المربع الأول " وهذا هو السبب الذي أفشل مفاوضات تركيا سالفة الذكر بين الاحتلال وفصائل عراقية مسلحة ، في الوقت الذي ستعتبره القوى المعارضة والمناهضة للاحتلال وبسبب فقرة تشكيل اللجنة الدستورية المشتركة اعترافا بحكم المحاصصة الطائفي، دع عنك مآخذ عديدة أخرى منها ما يتعلق بعدم واقعية أو عملية دعوة القوى السياسية المناهضة للاحتلال في الخارج إلى العودة والنشاط السلمي في العراق في ضوء واقع الحال الأمني والسياسي. أضف إلى ذلك، إن مبادرة بهذا الحجم، ينبغي لها ان تكون مسنودة أو متبناة من قبل قوة سياسية كبيرة وذات تأثير حاسم في الداخل وليس من قبل جماعة صغيرة ومحدودة التأثير كالتيار الوطني الديموقراطي، نقول هذا رغم التقديرِ المُستحَقِ الذي توجبه جِدَّةُ هذه المبادرة واستبطانها للجرأة والحيوية وقوة المبادهة الغائبة تماما في الوسط السياسي العراقي في الحكم كما في معسكر المناهضة والمعارضة.
ننتقل إلى وجهة نظر أخرى عبر عنها السيد منذر الأعظمي وخلاصتها كما يكتب هو ( إن أرادت أمريكا التخلص من استنزاف الحرب في العراق ...عليها التعامل سياسيا مع ممثلي الشعب العراقي وهي قوى المقاومة العراقية ومناهضة الاحتلال ومن هذه قوى يعرفونها وقد تعاملوا معها في الماضي في بداية الاحتلال عندما كانت أمريكا تستخدم مندوبين محايدين من الأمم المتحدة للتفاوض مع القوى الفاعلة إحداها مثلا تيارات المؤتمر التأسيسي الوطني والذي يضم هيئة العلماء المسلمين والمدرسة الخالصية ومكتبي البغدادي والطائي والتيار القومي واليسار الوطني ومنظمات حقوقية ونسائية وعشائرية .القدس العربي 18/11/2009 ) وهذا رأي كرره البعثيون وبعض الفصائل والشخصيات القريبة منهم، ويقوم على مبدأ "احتكار التمثيل الشعبي" والشطب على الآخرين دون أن يكون الشاطبون منتخَبين أو مبرَرين بوجود مقاومة وطنية شاملة كتلك التي يقارنون أنفسهم بها في الصين أو فيثنام أو الجزائر حيث كانت المقاومة في هذه الأمثلة تعني الشعب كله، أو في أقل تقدير أغلبيته الساحقة ديموغرافيا وجغرافيا ، وثانيا فإن اختيار الأعظمي لما يسمى "المؤتمر التأسيسي" الذي يقوده الشيخ جواد الخالصي كإحدى القوى الفاعلة والممثلة للشعب العراقي كما يقرر ، هو اختيار غير موفق بكل المقاييس، إذْ كيف يمكن لشخص ثبت عليه وبالدليل الملموس أنه سطا على مبادرة سياسية أوجدها آخرون واعتمدوه وكيلا ومعينا لهم في بغداد فقام بمصادرة المبادرة برمتها له ولحاشيته؟ وكيف لشخص اتهم حتى من قبل زملائه في قيادة الكيان الذي يقوده بالسرقة والفساد والمشاركة في مفاوضات "البحر الميت" مع الاحتلال، كيف لشخص كهذا، ولقوة كهذه أن تكون ممثلة أو إحدى القوى الفاعلة والممثلة للشعب العراقي ؟ نقول هذا بغض النظر عن كون السيد الأعظمي ممن التحقوا ذات يوم بهذا " المؤتمر التأسيسي" فهذه الحيثية لا تغير من واقع الحال شيئا.
الزميل الكاتب صائب خليل، وهو من المكثرين والمتابعين عن كثب للساحة السياسية من منظار مناهضة الاحتلال والطائفية، كتب قبل فترة مقالة يفهم منها أنه لا يرفض المشاركة في الانتخابات التشريعية، فهو يدخل في مفاضلات ومقارنات بين القوى المشاركة فيها، ولكنه لا يعتمد مقياس التفريق بين الطائفيين الصرحاء والمتمردين على الطائفية والداعين لها والعاملين على إنهائها، بل يعمد إلى جمع و طرح مزايا ومثالب كل شخص أو زعيم سياسي من الزعماء الرئيسيين في الساحة الآن وبطريقة هي أقرب إلى المزاج الشخصي منها إلى النظرة التحليلية النقدية. ويمكن أن نأخذ فكرة واضحة عن ذلك من الفقرة التالية من مقالة الزميل صائب ( ربما يرشح عمار الحكيم في اللحظات الأخيرة؟ إنه يجمع احتيال المالكي وطموحه للدكتاتورية ولا مبدئية عادل عبد المهدي وأنانيته اللانهائية. بطل مشروع إقليم الجنوب التقسيمي الكريه، والذي لا يفسره سوى أنه لا يتورع عن تقسيم بلاده من أجل أن يحصل على أموال النفط، ليكون العراق بين لصوص الشمال ولصوص الجنوب... أياد علاوي؟ رجل منظمة "حنين " للاغتيال الحزبي وصاحب الرقم القياسي في الفضائح والمتفرغ لمشروع إعادة "من لم تتلطخ يده بالدماء من رجال الأمن البعثيين" إلى "وظائفهم" ...بطل قصف المدن العشوائي، والذي ضربه الناس في النجف بالأحذية قبل أن يضرب منتظر، سيده بالحذاء....صالح المطلك؟...رمز الوقاحة والنفاق المشع، والذي لا يتورع عن أي شيء.. العاشق المجنون المتفرغ للدفاع عن فرقة "مجرمي خلق" التي دفعها الزمن الصعب لتصبح أداة بيد صدام في تحطيم شعبه وحرمانه فرصة الانتفاضة على مضطهده... المطلك، السمسار صاحب التاريخ الأكثر وضاعة، والباحث عن سيد جديد...أخجل من حتى تخيله رئيساً لحكومة العراق! ) ورغم هذه القسوة واللغة المهينة أحيانا بحق المذكورين، والتي لم نعهدها في أغلب كتابات الزميل صائب خليل، يمكن لنا أن نعثر على شخص يفضله، وهو واحد من هؤلاء بل هو من "عظام الرقبة" في جسد العملية السياسية الاحتلالية كما يقول العراقيون : إنه إبراهيم الجعفري ..و يبرر الكاتب تفضيله له بالقول ( وفي تقديري أن إبراهيم الجعفري هو أحد أفضل الخيارات لهذا المنصب!( يقصد منصب رئاسة الوزراء في الحكومة القادمة .ع ل) صحيح أن الجعفري لم يكن موفقاً تماماً في ولايته القصيرة الأولى، وحصل على بعض الخصومات، وارتكب بعض الأخطاء، بعضها مبدئي، لكن أحداً لم يتهمه بالتهم الخطيرة الموجهة إلى المالكي أو عادل عبد المهدي أو عمار الحكيم.... الأولى كما أوضحنا، وهي الأهم، طمأنت الناس انها بالتصويت إلى الائتلاف، فإنها لا تصوت لوضع عادل أو عمار في رئاسة الحكومة. والنقطة الثانية هي أن الناس تبحث عن تغيير في وجوه الحكام الذين ارتبط اسمهم وصورتهم بالفشل والاحتيال، ولا يستبعد أن يصوت الكثير للبعث تخلصاً من هؤلاء الذين عذبوا قلبه سنيناً طويلة، وكانوا إضافة إلى ذلك، منبطحين أمام الاحتلال..... والنقطة الثالثة للجعفري فضل كونه من رافضي المعاهدة، ومعلوم للجميع أن الشعب العراقي كان رافضاً للمعاهدة بأغلبية ساحقة، حتى أن الساسة كانوا يترددون في الموافقة عليها خوفاً من رد الفعل الانتخابي القريب. وأيضاً بدلالة اضطرارهم لتسميتها باتفاقية "سحب قوات" بدلاً من اتفاقية صداقة. والرابعة للجعفري أيضاً شرف الموقف السلمي المحتج على اندفاع المالكي الفروسية في قصف مدينة الصدر والبصرة، ودعوته إلى محاولة حل المشكلة أولاً بواسطة المفاوضات والتفاهم. والنقطة الخامسة للجعفري أيضاَ أفضلية كونه قد تم إقصاءه من قبل الاحتلال. عن/البديل العراقي 20/11/2009 ) وللأسف فالكاتب لم يكن موفقا في تفضيله للجعفري على سواه من الطائفيين الصرحاء كما نعتقد لعدة أسباب منها:
- إن فشل تجربة الجعفري في الحكم، والذي اعترف به الكاتب، سببه الرئيسي أنه كان طائفيا لا يقل تشددا عن وزير داخليته آنذاك باقر صولاغ . وفي عهده، وصل العراق إلى حافة الهاوية، ومرحلة التفجيرات الضخمة المرعبة، وعمليات قطع الرؤوس أو ثقبها بالرصاص وعلى الهوية في الشوارع، وفشل فيها فعلا كنموذج للحاكم والقائد السياسي. والجعفري ليس أقل صداقة وتحالفا مع الاحتلال من علاوي أو سواه فهو من قدَّم سيف الإمام علي بن أبي طالب "ذو الفقار" ( ولا ندري إن كانت نسخة مصنعة أم الأصلية ) لعدو العراق والعراقيين دونالد رامسفيلد في صورة مشهورة تناقلتها وسائل الإعلام. وحتى داخل صفوف حزب الدعوة، عشية الغزو الأمريكي، فقد كان الجعفري ومجموعته هم الأكثر حماسا لتأييد الحرب والاحتلال، وهو من ذهب في زيارة خاصة إلى واشنطن آنذاك قبل الغزو بضعة أسابيع أو أيام وليس المالكي مثلا.وأنا شخصيا شاهد على عملية الاتصالات التي قام بها التيار الوطني الديموقراطي ضمن مساعيه لتشكيل جبهة مقاومة للحرب والاحتلال قبل وقوعهما وضمت أكثر من عشرين فصيلا عراقيا، وكان من ضمن الجهات التي اتصلنا بها "حزب الدعوة " وانهارت المحاولة بعد سفر الجعفري إلى واشنطن حيث بادرنا إلى قطع الاتصالات فور ذلك. أما احتجاج الجعفري على قصف مدينة الثورة " الصدر " والبصرة، فقد شاركه في إدانته العديد من الانتهازيين السياسيين، لأسباب تتعلق بالاستهلاك المحلي الطائفي، ولو كان هو في السلطة فليس ثمة ضمانات بأنه لن يقوم بما قام به المالكي، دع عنك إن الواقع يقول بأن شعبية المالكي زادت كثيرا وارتفعت خصوصا في البصرة بعد أن أزاح كابوس المليشيات الطائفية والتكفيرية الشيعية " كمليشيات " ثأر الله " و " بقية الله " من على صدور الناس رغم إن من المستحيل تبرئته من استهداف فصائل مناهضة للاحتلال والاتفاقية الأمنية في البصرة وغيرها وخصوصا بعد ان انهار تحالفه السياسي الهش مع الصدريين . والأمر ذاته يقال بخصوص موقف الجعفري الذي يزعم بأنه معارض للاتفاقية الأمنية. أما كونه أقصي من قبل الاحتلال، فهذه ليست فضيلة أو مأثرة له، فقد أقصى المحتلون رجلهم الأول أحمد الجلبي، وقصقصوا أجنحة عميلهم المطيع عدنان الدليمي، وأخرسوا مسعود برزاني أكثر من مرة وحجموه لإيقاف مبالغاته القومية و للدقة فالأحزاب الكردية القومية وأطماع عبد المهدي في رئاسة الوزارة هي صاحبة التأثير الأقوى في إقصاء الجعفري وليس مواقفه السياسية.
- أما بالنسبة لعلاوي والذي لم يتجنَ عليه الكاتب أو يتهمه جزافا رغم قسوة عباراته، فقد أصبح - شاء البعض أم أبى - ومن بين كل الزعماء والشخصيات العراقية المنحدرة من أسر شيعية ، أصبح هو المرشح " الشيعي " المفضل لدى القوى السياسية المؤثرة في المناطق التي تسكنها أغلبية من العرب السنة، ولعل هذا من سوء حظ تلك القوى قبل أن يكون من حسن حظ علاوي الذي احترقت أوراقه السياسية تماما. أما لماذا أصبح علاوي هذا المرشح المفضل لدى تلك القوى فهو لأنه يصلح لأداء دور الدمية السياسية أو قطعة الديكور الشيعية ذات الماضي البعثي وقد نجد شبيها لعلاوي في شخصيات "شيعية " ومعممة، تستعمل عادة كقطع ديكور لا بأس من وضعها في الصف الأمامي في معسكر مناهضة الاحتلال لتلميع عنوان " الوحدة الوطنية "وغيره.
يقدم الزميل الكاتب جمال محمد تقي موقفا أكثر انسجاما ووضوحا من حيث المحتوى يقوم على الركائز المفهومية التالية:
- ان نتائج الانتخابات القادمة سوف لن تختلف جوهريا عن ما أنتجته الانتخابات التي قبلها على الرغم من افتضاح كل عيوبها والفشل الذريع الذي أصاب منطق رموزها، ولا حاجة لإعادة ذكر الأسباب ، فنفس الماكنة سيعاد تشغيلها لتعيد إنتاج ما هو منتج وغير صالح للاستخدام المدني لأنها بنيت بالأساس على تقاسم المجتمع طائفيا وعرقيا.
- الحل كله يكمن في عزل هؤلاء من خلال مقاطعتهم ومقاطعة انتخاباتهم وجعلها بلا غطاء شرعي ، ومن ثم تسديد ضربات سياسية وشعبية لنهجهم من خلال النضالات المدنية والشعبية الجامعة لإقامة عراق حر مستقل كامل السيادة تحرم فيه الميليشيات السياسية والعسكرية ، عراق ديمقراطي موحد خالي من الفدرلة العشائرية المتخلفة وإمراضها الانعزالية عرقيا وطائفيا ، عراق يضمن للجميع حقوقا متساوية في مجتمع المواطنة الواحدة !
- ويختم الكاتب موقفه بالخلاصات التالية: نعم لمقاطعة الانتخابات الصورية التي لا تدور إلا حول نفسها! نعم لتحرير العراق واستقلاله الحقيقي وانتزاع سيادته الكاملة! نعم لتأسيس عملية سياسية وطنية تقوم على أسس حقيقية للمصالحة والمكاشفة الوطنية.
نفهم إذاً من كلام الزميل جمال أنه يدعو إلى مقاطعة الانتخابات، وبديله الذي يقدمه هو إطلاق عملية سياسية وطنية بديلة، أما السبيل إلى تحقيق هذا الهدف فهو لا يكون بالدعوة إلى الحرب الأهلية وقتل العراقيين في الجيش والشرطة وإدارات الدولة والصحوات كما يقترح عوني القلمجي بل بالنضال الشعبي السلمي، وعبر ما يسميه " تسديد ضربات سياسية وشعبية لنهجهم من خلال النضالات المدنية والشعبية الجامعة ".
والحقيقة فما عبر عنه الكاتب من أفكار هنا تستحق الاحترام، غير أن الاحترام والمشاعر الطيبة الأخرى، لا تقدم أو تؤخر كثيرا في حقائق الواقع الصلبة، وفي تفاصيل وحركة العمليات السياسية والحضارية التاريخية الكبرى و يتعلق السبب بالعامل الذاتي المتخلف عن الحالة التاريخية ، وفي الانشطار المجتمعي الطائفي والقومي الفعلي وتكرسه بفعل الاحتلال وإفرازاته ، وفي السلبيات الجانبية الناجمة من الممارسة العملية للمقاومة العراقية فمع كل الاحترام لبسالتها ومناقبيتها تبقى المقاومة العراقية فعلا ملموسا يقوم به بشرٌ يصيبون ويخطئون لا ملائكة مطهرة ينبغي تقديسها فقط ، وفي شراسة وتشدد العدو المعبر عنه في التحالف بين قوات الاحتلال وحلفائها في حكم المحاصصة الطائفية، وهذه كلها أمور لا تغير من طبيعة الأفكار التقدمية والصحيحة من حيث الجوهر التي يقدمها الزميل الكاتب، ولكنها تقفز على الواقع الراهن وعلى ضرورة تحديد إجابات حاسمة على أسئلة مهمة منها :
- ما الموقف من مشاركة ملايين العراقيين في انتخابات كهذه ؟ هل نقطع أياديهم أو نعاملهم برصاص القناصة كما يطالب التكفيريون في تنظيم القاعدة وحلفائه أم نوافقهم على مشاركتهم هذا دون تحفظات ؟
- وما الموقف من القوى والشخصيات المناهضة للاحتلال والطائفية في داخل العملية السياسية الاحتلالية والتي لا يمكن الشطب عليها بكاملها ودون تمييز وتفريق ؟
- وهل أعدت القوى المناهضة أو تلك التي يدعوها الزميل الكاتب للقيام بهذا البرنامج "النضالي الشعبي" عدتها ؟ أو بصراحة أكثر هل هي موجودة اليوم في المشهد العراقي ؟
- وإذا كانت موجودة افتراضا، فلماذا لم تنجح حتى الآن في أن تتجمع في كيان أو إطار فعال وحقيقي، يقدم مبادرة جديدة وعملية و لها مسوغاتها السياسية والمجتمعية، وتختلف عن مبادرات جمع التواقيع على مبادرات يموت أغلبها في ردهات الولادات والصفقات السياسية التي تعقد "تحت البطانية " كما يقال ، أو عن تقليد إنشاء اللجان التحضيرية المسلوقة والمشوية والمقلية أو تلك الحفلات " النضالية " التي لا تختلف كثيرا عن أعراس الواوية ؟
في الجزء القادم "الثامن" وسيكون الأخير، سنتوقف عند موقف الكاتب أحمد الناصري ثم نحوصل ونكثف ما نراه ضروريا من تفاصيل ومفاصل وردت في هذه المقالة المتسلسلة لنختم بعد ذلك بتوضيح موقف كاتب هذه السطور من العملية السياسية و الانتخابات التشريعية ..فمن حق القراء والجهات التي استعرضنا مواقفها أن تعرف مواقفنا أيضا رغم إنها مبثوثة بشكل ما هنا وهناك في تضاعيف المقالة.
يتبع في الجزء الأخير قريبا .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج 6/ بين دعوة القلمجي للحرب الأهلية وعموميات هيثم الناهي.. م ...
- ج5 /من أجل هزيمة الطائفيين لا بد من تحالف شامل: أسس وركائز م ...
- ج4 /من أجل هزيمة الطائفيين في الائتلاف والتوافق والكردستاني ...
- ج3/من أجل هزيمة الطائفيين لا بد من تحالف شامل: نرجسية علاوي ...
- ج2/من أجل هزيمة الطائفيين لا بد من تحالف شامل: النزعة الثأري ...
- ج 1/ من أجل هزيمة الطائفيين في الائتلاف والتوافق والكردستاني ...
- عربدة الزعامات الكردية سببها ذعرهم من رحيل الاحتلال وليس الخ ...
- الأحد الدامي.. إستراتيجيتان: التدمير الشامل في مواجهة الخيبة ...
- الحكيم الابن ينقلب على سياسات أبيه بصدد الموقف من البعث وكرك ...
- صفقة - النفط العراقي مقابل مياه الرافدين - بين التكذيب الحكو ...
- تصحيحان لخطأين مطبعيين
- -فوبيا البعث- آخر معاقل الصداميين الجدد قبل الغروب!
- كتلة علاوي «العلمانيّة» والائتلاف الشيعي
- المالكي أو الطاعون ؟ ماذا بخصوص الخيار الثالث ؟
- سفينة العملية السياسية تغرق والفئران الطائفية تتقافز منها!
- الجزء 2/ خلطة من الفكاهة البريئة والتهريج والإسفاف المليشياو ...
- الأعمال التلفزيونية العراقية الرمضانية بين النقد و-النق-:خلط ...
- علاوي ينضم إلى الائتلاف الشيعي : وأخيراً، انضم المتعوس إلى ا ...
- الحادثة الطائفية المزعومة في جامعة تكريت حول الشاعر حسب الشي ...
- ج2/ البيان الانقلابي لثلاثي دوكان : اللعب بدماء العراقيين لأ ...


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. أي المدن يقصدها المزيد من أصحاب الملايين؟ ...
- طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي.. شا ...
- حصريًا لـCNN.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. وموا ...
- إسرائيل تعلن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات الإ ...
- ملف المعارين يؤرق برشلونة.. فكيف سيديره؟
- الخارجية الروسية تحذر: القوات الفرنسية في حال تواجدها في أوك ...
- عبداللهيان: يمكن التوصل لاتفاق هدنة لكن نتنياهو يسعى لإطالة ...
- الأسد يهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا
- وفاة -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية
- سفير الاتحاد الأوروبي في مولدوفا: شعرت وكأنني -سارق العيد-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - ج7 / هل يختلف الجعفري عن سواه من طائفيين وما حقيقة خيار النضال الشعبي السلمي ضد العملية السياسية ؟ من أجل هزيمة الطائفيين لابد من تحالف شامل