أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - عربدة الزعامات الكردية سببها ذعرهم من رحيل الاحتلال وليس الخوف من القائمة المفتوحة /و هامشان طريفان!















المزيد.....

عربدة الزعامات الكردية سببها ذعرهم من رحيل الاحتلال وليس الخوف من القائمة المفتوحة /و هامشان طريفان!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



برفضهم للاقتراح الذي طرح اليوم الخميس 5/11/ ، للقفز على ما بات يعرف بعقبة كركوك وإقرار التعديلات الدستورية على قانون الانتخابات التشريعية لبرلمان المنطقة الخضراء، يكون ممثلو الأحزاب الكردية القومية وملحقهم الإسلامي قد رفضوا حتى الآن أحد عشر اقتراحا وتعديلا وفكرة قدمت طوال الفترة الماضية، تارة بحجة مخالفتها للدستور ، وهو دستور احتلالي تلفيقي سلق في ليلة ظلماء من قبل خبراء الاحتلال وحلفائه، وتارة أخرى بحجج واهية تستقوي بالاحتلال الأجنبي والصفقات التي عقدها الثنائي طالباني برزاني بالأحزاب الطائفية الشيعية والسنية العراقية.
التعليل الذي قدمه بعض أطراف العملية السياسية الاحتلالية لتشدد وتعنت *القيادات الكردية يقول بأنهم يرفضون هذه الاقتراحات والتعديلات لاستنزاف الوقت وحتى تنتهي الفترة المخصصة للمناقشات ويضطر الجميع لإجراء الانتخابات بموجب القانون القديم وعلى أساس القائمة الواحدة المغلقة. صحيح جدا، أن زعامات الأحزاب الكردية مرعوبة من عقاب الكتلة الناخبة المتوقع لها وسقوطها سقوطا مدويا شأنها شأن الأحزاب الطائفية الشيعية والسنية والقومية القريبة من البعثيين الصداميين وخليفتهم الجديد الحزب الاندماجي لعلاوي المطلك**، ولكن السبب الحقيقي لهذا التشدد بل والعربدة القومية الكردستانية التي تعبر في الواقع عن حالة من الخواء والذعر هو في خوف هذه الزعامات من إجراء الانتخابات بشيء من " النجاح" الفهلوي مما يسرع ويسهل عملية انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية أولا ، وثانيا فإن قيام البرلمان القادم هو إعلان تلقائي عن انتهاء فترة الفيتو الرئاسي الذي يتمتع به ممثلو الطوائف الثلاث الكبيرة، وهم طالباني وعبد المهدي والهاشمي والذي لم يستعمله في الواقع إلا الطالباني لإجهاض المادة الخاصة بمنع أو تصعيب فصل كركوك عن العراق وإلحاقها بالإقليم الكردي والتي استبدلت فيما بعد بالمادة 23.
إن الرعب من انسحاب الاحتلال، وسقوط حق الفيتو، هو ما يجعل الزعامات الكردية تصر على رفض أي اقتراح بخصوص كركوك، وهي تحاول تصعيد وتأزيم الأمور حتى مستوى الانفجار المسلح.و بالطبع فهي لن تلجأ إلى التفجير المسلح واحتلال أحياء ومناطق مهمة من كركوك الآن - مع إنها قادرة على ذلك بفعل كون خصومها العرب والتركمان عزل من السلاح وغارقون في خلافاتهم واسترخائهم السياسي والأمني - لأنها ستعطي للمالكي الحق باستعمال صلاحياته الدستورية وتأجيل الانتخابات في كركوك بصفته القائد العام للقوات المسلحة. ولكن القيادات الكردية ستستمر بالمماطلة حتى آخر دقيقة ممكنة، أما بعد هذه الدقيقة فستأتي به الأقدار كما يقال وليكن ما يكون. إن زعامتي العائلتين البرزانية والطالبانية وحلفاءهم في الأحزاب الإسلامية الكردية ليس لديهم أية خطة أو برنامج استراتيجي، وهم يعتمدون تكتيكات النشالة و الشقاوات والمقامرين في لعبة الثلاث ورقات، فيجازفون بحياة ومستقبل شعبهم الكردي برمته عبر التحالفات المشبوهة والمزينة بأحلام عصافير تصورت أن المحتلين الأمريكيين خالدون في العراق ولن يرحلوا أبدا. إن النصيحة الوحيدة الصحيحة و التي تفيد هؤلاء الناس هي إنهم سيدمرون أنفسهم وغيرهم إن لم يرضوا بالمتاح لهم الآن ويوافقوا اليوم على تقديم التنازلات المطلوبة قبل أن يرغموا على تقديم أضعاف أضعافها بعد رحيل المحتلين.أما تهديدهم بمقاطعة الانتخابات فهي كما يقول الجنوبيون مجرد " فوح ماش = الماء الناتج من سلق الماش " وهم أكثر ذكاء من أن ينتحروا سياسيا بهذه الصورة ويخسروا كل شيء بل إن هذا هو ما يتمناه خصومهم في العملية السياسية الاحتلالية لو كانوا يفقهون !
كما أن الأداء المرتبك والمتردي للأطراف المقابلة شجع الزعامات الكردية على رفع سقوف مطالبها والتمادي في العربدة والتشنج ورفض الاقتراحات التي قدمت حتى الآن، هذه الأطراف - ونقصد العرب والتركمان - يمكن أن تكون قد فضحت نفاق وتشدد الزعامات الكردية، ولكنها فرطت بالكثير من المناسبات ومنها مثلا اعتراف رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري وهو من أنصار الزعامات الكردية بضياع " اقرأ تضييع !" السجلات الانتخابية لسنة 2004 . هذه الحادثة الكفيلة بقلب الوضع السياسي برمته في دولة أخرى تحترم نفسها مرت مرور الكرام على السادة النواب وأحزابهم في برلمان المنطقة الخضراء وكأن ممثلي الأطراف العربية والتركمانية خصوصا متواطئة مع الزعامات القومية الكردية فهذه الفضيحة كانت كافية لتأجيل الانتخابات في محافظة كركوك وإحالة مفوضية الانتخابات إلى القضاء.
تعرف الزعامات الكردية أن الوقت يمر وهو ليس لصالحها قطعا وأن الأمور تتعقد وان موسم استقوائها بالأجنبي قد شارف على الانتهاء، ولهذا فهي مذعورة ، وفاقدة للاتجاه والبدائل، وتخلط بين رغائبها وأحلامها وبين الحقائق أولا، وبين أوهامها عن نفسها وبين موازين القوى على الأرض ثانيا..الأحزاب الشيعية الرئيسية قامت حتى الآن بدورها البائس خير قيام . فعمار الحكيم عاد إلى سابق عهده ووجه نقده لعرب وتركمان كركوك متهما إياهم " بالمبالغة إلى حد ما " وتراجع عما أبداه من حيادية يبدو أنها تكتيكية انتخابية، مؤكدا بهذا أن تحالفه مع البرزاني والطالباني أعمق وأقوى مما قيل عنه فهو حالف معمد بالتحالف مع الأمريكيين الذين هم أسياد اللعبة حتى الآن .والمرشد الروحي لحزب الفضيلة - الشيخ اليعقوبي - تنازل عن كركوك للأكراد قبل بضعة أسابيع و أرسل وفدا إلى أربيل لعقد صفقة الاعتراف بالمادة الدستورية الخلافية 140. التيار الصدري لا يفهم أحدٌ موقفه الرسمي حتى الآن بل إن له أكثر من موقف ، متشدد يدافع عنه النائب الصدري التركماني فوزي الترزي، وموقف يزعم الحياد يقوم به رئيس اللجنة القانونية بهاء الأعرجي وأصوات أخرى مختلفة المقامات والأطوار و قد تغييب أعضاء كتلته البرلمانية قبل أيام فسقط النصاب وفشل البرلمان في التصويت على مشروع قرار.
أما حزب المالكي فيعتمد سياسة الغموض البناء بصدد موضوع كركوك ولا يكاد المرء يفهم له أي موقف، فتارة ينفخ هواء باردا وأخرى هواء حارا،و لا شيء آخر خرج منه غير هذا الهواء وهذا ما سيؤثر سلبا وبشكل قد يفوق التوقعات على شعبية قائمته في مناطق عديدة من العراق. غير أن تردد المالكي في استعمال حقه الدستوري في تأجيل الانتخابات إذا ما أشعلت قيادات الأحزاب والمليشيات الكردية القومية والإسلامية الوضع الأمني في كركوك، أو إذا انحاز حزبه كما قد يفعل حزب الحكيم لصالح الأكراد سيعني سقوطه الأكيد ليس في هذه المحافظة بل في عموم محافظات العراق فكركوك أصبحت اليوم هي العراق كله!
خلاصة القول هي أن عربدة الزعامات والأحزاب القومية والإسلامية الكردية لا تدل على القوة والثقة بالنفس مطلقا بل هي تؤكد الذعر والرعب الذي يجتاح فرائص قادتها وزعمائها الذين راهنوا كما هو حالهم دائما على الحصان الخاسر الذي كان يحمل اسم شاهنشاه إيران ذات يوم فصار اسمه اليوم العم سام .. وكل مَن يراهن على أعداء الشعوب كالإمبرياليين الأمريكان بزعم تحرير شعبه سيواجه هذا المصير المرعب، ورغم ذلك فلا بد من إفهام القوميين المتطرفين في الأحزاب الكردية من أن الدفاع عن عراقية وتعددية وتنوع كركوك لا تقل مبدئية من الدفاع عن حقوق الأمة الكردية المشروعة في تقرير المصير وقيام كيانها القومي ولكن ليس على حساب العراق فقط .. وتلك هي مهمة الأمميين والإنسانيين الحقيقيين وليس العنصريين المتحالفين مع المحتلين الإمبرياليين!
* هامش 1:يمكن ان تدخل الواقعة التالية موسوعة غينيز كرقم قياسي في العناد والاستحمار السياسي والتعنت: فحين أصرَّ ممثلو العرب والتركمان على مراجعة السجلات الانتخابية لمحافظة كركوك لإثبات أنها زورت واتخمت بأسماء وهمية وأخرى لأكراد من مناطق لا علاقة لها بكركوك اشترطت القيادات الكردية أن تكون نسبة الخطأ في تلك السجلات لا تقل عن 38% لكي يتم اعتبارها مزورة، بمعنى أنهم يعترفون باحتمال تزويرهم للسجلات بنسبة 37% ويعتبرون ذلك حلالا بلالا ،وهذه فضيحة سياسية طبعا، وبعد التي واللتيا تم خفض النسبة إلى 15% فأية عنهجية وعربدة تصل إلى هذا الحد ؟
**هامش 2: وأنا أكتب أسطر هذه المقالة، بثت قناة "بغداد" الفضائية التابعة للحزب الإسلامي العراقي خلال نشرتها الإخبارية للساعة التاسعة بتوقيت بغداد من مساء يوم الخميس لقاء مع النائب المستقل علي الصجري بمناسبة انسحابه من التحالف الاندماجي الذي شكله إياد علاوي وصالح المطلك والذي أطلق عليه اسم " الحركة الوطنية العراقية "، ولدى سؤاله عن أسباب انسحابه واستقالته هو والتيار السياسي الذي يقوده من هذه الحركة قال النائب الصجري إن هناك عدة أسباب ومن أهمها أنه اكتشف بنفسه مؤخرا أن زعماء وقادة هذه الحركة " الوطنية العراقية " حولوها إلى شركة للاستثمارات و للتوظيفات تتاجر بدماء العراقيين الأبرياء وأضاف الصجري بأن قيادة وزعماء حركة علاوي المطلك يقولون في اجتماعاتهم وجلساتهم الخاصة إن الشعب العراقي هو شعب من القرود، نعم من القرود .. ثم هتف الصجري محتدا ومحتدما في آن واحد : ألا إنهم هم القرود وسوف أفضح حقيقتهم أمام الشعب العراقي كله!
نورد هذه الحادثة دون تعليق .. فبماذا يمكن أن نعلق يا حسرة ؟ هل نهتف : يعيش دارون وقد قلب حزب علاوي المطلك نظريته حول أصل الإنسان رأساً على ذيل؟





#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحد الدامي.. إستراتيجيتان: التدمير الشامل في مواجهة الخيبة ...
- الحكيم الابن ينقلب على سياسات أبيه بصدد الموقف من البعث وكرك ...
- صفقة - النفط العراقي مقابل مياه الرافدين - بين التكذيب الحكو ...
- تصحيحان لخطأين مطبعيين
- -فوبيا البعث- آخر معاقل الصداميين الجدد قبل الغروب!
- كتلة علاوي «العلمانيّة» والائتلاف الشيعي
- المالكي أو الطاعون ؟ ماذا بخصوص الخيار الثالث ؟
- سفينة العملية السياسية تغرق والفئران الطائفية تتقافز منها!
- الجزء 2/ خلطة من الفكاهة البريئة والتهريج والإسفاف المليشياو ...
- الأعمال التلفزيونية العراقية الرمضانية بين النقد و-النق-:خلط ...
- علاوي ينضم إلى الائتلاف الشيعي : وأخيراً، انضم المتعوس إلى ا ...
- الحادثة الطائفية المزعومة في جامعة تكريت حول الشاعر حسب الشي ...
- ج2/ البيان الانقلابي لثلاثي دوكان : اللعب بدماء العراقيين لأ ...
- بيان ثلاثي دوكان خطوة حمقاء لإنقاذ المحاصصة الطائفية المحتضر ...
- خيار المحكمة الجنائية الدولية : آن الأوان لتدويل قضية دجلة و ...
- آن الأوان لتدويل قضية دجلة والفرات وإلا فليتحمل أقطاب حكم ال ...
- ردا على البلطجة التركية والإيرانية : آن الأوان لتدويل قضية د ...
- تخبطات حكومة المالكي ورد الفعل السوري المذعور عليها: شتائم ر ...
- القنوات الفضائية -المرائية - وإذلال الفقراء باسم التبرعات ال ...
- سؤال استفزازي موجه إلى السياسي الطائفي أيا كان: ما الفرق إذن ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - عربدة الزعامات الكردية سببها ذعرهم من رحيل الاحتلال وليس الخوف من القائمة المفتوحة /و هامشان طريفان!