أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - الحكيم الابن ينقلب على سياسات أبيه بصدد الموقف من البعث وكركوك















المزيد.....

الحكيم الابن ينقلب على سياسات أبيه بصدد الموقف من البعث وكركوك


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 2807 - 2009 / 10 / 22 - 11:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دشن السيد عمار الحكيم عهده، بعد ان تقلد منصب والده الراحل السيد عبد العزيز الحكيم، كزعيم لحزب المجلس الإسلامي الأعلى وقائمة الائتلاف، بتغييرين عميقين وتلميحات بتغييرات أخرى في السياسة العامة والتقليدية للحزب. التغيير الأول يمكن اعتباره بداية إعلامية أو تلميحا لفظيا لفك عرى التحالف التقليدي بينه وبين التحالف الكردستاني بصدد قضية محافظة كركوك، والتي يطالب الأكراد بإلحاقها بإقليمهم شبه المستقل اعتمادا على مادة دستورية خلافية هي المادة 140.وعلى هذا سيكون السيد عبد المهدي، والذي اعتبر مهندس التحالف بين المجلس والكردستاني، نافلا وخارج الصدد بعد هذه التغييرات. ففي تصريح علني أكد الحكيم الابن مبدأ عراقية كركوك وكونها صورة مجتمعية مصغرة للعراق وهو الموقف الذي تتخذه جميع الأحزاب والقوى والشخصيات العراقية العربية والتركمانية.
يتأتي هذا التغيير ليقارب موقف حزب وقائمة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي لوحظ أنه ازداد تشددا بخصوص عراقية كركوك رغم ما قُدِّم من تنازلات في زيارة المالكي اليتيمة إلى الشمال العراقي قبل أسابيع ولقائه بقيادات الإقليم الكردي، تضمنت اعترافه و تعهده بتطبيق مواد الدستور ذات الصلة بقضية كركوك، غير أن قرار الحكومة بإنقاص نسبة ميزانية الإقليم من 17% إلى 13% وشطبها للمبالغ المخصصة لتمويل المليشيات الكردية " البيشمركة " قبل أيام قليلة، وترددها في تنفيذ بعض ما تم الاتفاق عليه بخصوص قضايا أخرى، جعل العلاقة بين حزب المالكي وقائمته الانتخابية الطامحة إلى الموقع البرلماني الأول وبين القيادات الكردية تعود إلى عهد الجمود والتوتر التقليديين.
في هذه الأجواء السياسية ، يمكن لنا أن نقرأ التغيير الذي أقدم عليه الزعيم الجديد لحزب المجلس الأعلى كنوع من التمهيد لتنافس انتخابي شرس بينه وبين قائمة المالكي على أصوات العرب والتركمان في كركوك أولا، والعرب والتركمان الشيعة في عموم العراق ثانيا. ومع ترسخ الاعتقاد الواسع النطاق بأن معركة السيد عمار الحكيم وقائمته العريضة مع القائمة المنافسة لن تكون سهلة بل وقد تكون محسومة سلفا، فإن اللجوء للتخلي عن بعض المرتكزات السياسية القديمة للحزب بات ضروريا كما يبدو.
معروف أن حزب السيد الحكيم هو الطرف السياسي الوحيد – طبعا بعد الحزب الشيوعي/ جناح موسى- الذي ظل متمسكا بتحالفه مع الأحزاب القومية لكردية، و هو الوحيد الذي خاض مع الكردستاني معركة المادة 23 التي تتضمن الدعوة لترسيم وضع إداري وسياسي خاص بمحافظة كركوك يحميها من محاولات الأكراد لإلحاقها بإقليمهم و التي نجحت القوى العراقية الأخرى في تمريرها بعد مجابهة عنيفة عبر البرلمان في عهد رئيسه السابق محمود المشهداني، وكان موقف حزب الحكيم حازما في الوقوف مع الأحزاب الكردية لدرجة أن ممثليه انسحبوا من جلسة البرلمان تلك تضامنا مع التحالف الكردستاني. فهل سيداوي التغيير الجديد الذي أقدم عليه الحكيم الابن الآثار التي خلفتها مواقف وممارسات حزب المجلس الأعلى وقائمته في عهد الحكيم الأب ؟ هذا ما يتردد الكثيرون في الإجابة عليه بالإيجاب، في الوقت الحاضر على الأقل.
التغيير الثاني الذي اتخذه الحكيم الابن والذي وصفه مراقبون عراقيون بأنه مثير ودراماتيكي فيتناول موقف الحزب من حزب البعث العراقي. ففي لقاء مع قناة تلفزيون "السومرية" أدلى الحكيم الابن بتصريح دعا فيه ( القوى السياسية إلى التخلي عن عقلية المعارضة والثأر، وأشار إلى ان البعثيين الذين لم يطلبهم القضاء العراقي لهم حق العودة الطبيعية إلى بناء وطنهم، بعيداً عن الماضي) والجديد في الموضوع كما يقول مصدر الخبر هو ( أن الحكيم لم يمتنع عن المصالحة حتى مع الصداميين حسب وصفه شريطة استبعادهم عن الوزارات ودوائر الدولة القريبة من القرار والحذر منهم ووضعهم تحت دائرة المراقبة.) نستنتج من هذا التصريح ما يلي:
- تم التخلي إذن عن الموقف القديم والقائم على العقلية الانتقامية الثأرية بما يستتبعها من تصفيات دموية خارج القانون.
- تم التخلي عن قرارات حرمان ومحاربة البعثيين " وبضمنهم الصداميين " غير الملاحقين قضائيا، وخصوصا حرمانهم من العودة إلى الوطن والعمل في دولايب الدولة مع بعض الاستثناءات الخاصة بالوزارات الأمنية، حيث نقرأ في توضيح صدر عن مكتب الحكيم بعد تصريحاته لقناة " السومرية" بقليل جاء فيه (وهناك من البعثيين من كان يشغل مواقع مسؤولية في مؤسسات الدولة أو له مواقع متقدمة في حزب البعث ولكن لم يثبت تورطه بإساءة إلى العراقيين ولم يطلبه القضاء العراقي حيث فتح قانون المسائلة والعدالة نافذة لإعادتهم لوظائفهم باستثناء وزارات الأمن والخارجية والمالية ضمن سياقات محددة.)
بعد صدور هذا التصريح التلفزيوني والتوضيح الرسمي الذي تلاه، تباينت ردود الفعل عليه فجبهة "التوافق" التي تدعي تمثيل العرب السنة، وتتولى عادة الدفاع عن البعث وتعارض قانون الاجتثاث القديم والجديد، لم تكن متحمسة له كثيرا، فقد قالت النائبة التوافقية رجاء حمدون إثر تصريحات الحكيم ( إن ملف البعثيين أصبح سياسيا أكثر مما هو قضائي فقد كان من المفترض نقل الملف إلى القضاء ليكون هو الفيصل الوحيد وأن البعثيين اليوم هم مطاردون بكل تفصيلاتهم بغض النظر عن المذنب وغير المذنب )
تتعدد التفسيرات لموقف التوافق هذا، فالبعض يرى أن الجبهة تخشى من منافسة أصدقاء البعث السياسيين لها على جمهورها في طائفة العرب السنة، ومنهم من يفسره بفقدان الثقة بالتصريحات السياسة التي تطلق خلال المنافسات الانتخابية بقصد الترويج والاستهلاك المؤقت والمحلي.
كما لوحظ أن حزب البعث بشقيه " الدوري والأحمد " لم يعلق على هذه التطورات والتصريحات ولم يصدر منه حتى الآن أي موقف، أما المقربون من قيادة حزب الدعوة بقيادة المالكي فقد سارعوا إلى اعتبار هذه التصريحات محاولة للاستقطاب الانتخابي المبكر، فيما رأى مراقبون أن من حق المالكي ومؤيدوه أن يتساءلوا عن أسباب ومشروعية هذا التوجه الجديد للحكيم الابن بعد أن شن حزب المجلس وحلفاؤه هجوما كاسحا و لا سابق له على المالكي وحزبه حين اقترب هذا الأخير مجرد اقتراب من فكرة التفاوض أو التواصل مع البعث وبعض قياداته غير الملطخة بدماء العراقيين قبل بضعة أشهر فتدخلت إيران بكل ثقلها إلى جانب حزب المجلس الأعلى، وسارع ممثل هذا الحزب في هيئة رئاسة الدولة عبد المهدي إلى استقدام أحد ممثلي البعث / جناح سوريا لإفشال وتبهيت مساعي المالكي مما أرغم هذا الأخير على النكوص والتراجع عن مشروعه ذاك.
إضافة إلى كل ما سبق، فثمة تلميحات ومقاربات وجلة لتغييرات أخرى على مضمون ركيزتين مهمتين في سياسات حزب الحكيم. الأولى، وتتعلق بشعار ومطلب قيام "فيدرالية الوسط والجنوب" الطائفية البواعث والأهداف، والذي دافع عنه حزب الحكيم طويلا، حيث صدرت مؤشرات وتلميحات بأن الحزب ليس في صدد الدفاع أو المطالبة بتحقيق هذا الهدف " في الظروف الراهنة ". والركيزة الثانية تتعلق بعروبة العراق وانتمائه للمحيط العربي والإسلامي حيث قال السيد الحكيم الابن في الخطاب المطول الذي ألقاه بمناسبة تشييع والده في جامع "براثا" أن العراق بلد عربي ينتمي لمحيطه العربي والإسلامي وهذا أمر نادر، إن لم نقل معدوم الحصول والوجود في أدبيات حزب الحكيم.
إن من المفيد والمجدي التفكير في جملة الأسباب التي دفعت الحكيم الابن إلى تبني هذه التغييرات وعدم الركون إلى نوع واحد منها. فالبعض يفسرها بالوضع الانتخابي الحرج للحزب، أو بالقناعات الحقيقية لبعض المحيطين بالحكيم الابن من أعضاء طاقمه القيادي، والتي وجدت فرصتها الآن وحسب بالظهور إلى الفعل والعلن. وثمة من يفسرها بالضغوط الأمريكية من أجل إحداث ما يسمونه " مصالحة سياسية حقيقية لا تستثني البعث "، وهذه الضغوط لم تنقطع يوما، و لا جديد فيها. ولعل الأقرب إلى المنطق والجو السياسي العام هو ذلك التفسير الذي يجد في تلك التغييرات مجرد محاولة لتلافي "أخطاء الماضي" ذات الأسباب العاطفية والعقائدية وتبني سياسات برغماتية واضحة المعالم بهدف الصمود أمام الاكتساح المتوقع لقائمة المالكي التي ترفع الشعارات المناوئة للطائفية والفساد وعنف المليشيات وتقترب بحذر من صبوات العرب السنة من غير الطائفيين، ولكي يتلافي الحكيم خروج حزبه وتحالفه السياسي من ساحة الانتخابات القادمة بخسائر فادحة قد تصل إلى درجة الخروج من الساحة السياسية تماما، فهل سينجح العطار الانتخابي في إصلاح ما أفسده الدهر السياسي الطائفي؟
* كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة - النفط العراقي مقابل مياه الرافدين - بين التكذيب الحكو ...
- تصحيحان لخطأين مطبعيين
- -فوبيا البعث- آخر معاقل الصداميين الجدد قبل الغروب!
- كتلة علاوي «العلمانيّة» والائتلاف الشيعي
- المالكي أو الطاعون ؟ ماذا بخصوص الخيار الثالث ؟
- سفينة العملية السياسية تغرق والفئران الطائفية تتقافز منها!
- الجزء 2/ خلطة من الفكاهة البريئة والتهريج والإسفاف المليشياو ...
- الأعمال التلفزيونية العراقية الرمضانية بين النقد و-النق-:خلط ...
- علاوي ينضم إلى الائتلاف الشيعي : وأخيراً، انضم المتعوس إلى ا ...
- الحادثة الطائفية المزعومة في جامعة تكريت حول الشاعر حسب الشي ...
- ج2/ البيان الانقلابي لثلاثي دوكان : اللعب بدماء العراقيين لأ ...
- بيان ثلاثي دوكان خطوة حمقاء لإنقاذ المحاصصة الطائفية المحتضر ...
- خيار المحكمة الجنائية الدولية : آن الأوان لتدويل قضية دجلة و ...
- آن الأوان لتدويل قضية دجلة والفرات وإلا فليتحمل أقطاب حكم ال ...
- ردا على البلطجة التركية والإيرانية : آن الأوان لتدويل قضية د ...
- تخبطات حكومة المالكي ورد الفعل السوري المذعور عليها: شتائم ر ...
- القنوات الفضائية -المرائية - وإذلال الفقراء باسم التبرعات ال ...
- سؤال استفزازي موجه إلى السياسي الطائفي أيا كان: ما الفرق إذن ...
- دجلة والفرات: مرونة تركية لفظية وعدوانية إيرانية
- بعيدا عن فحيح الإعلام الطائفي - السني والشيعي-.. دعونا نفهم ...


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - الحكيم الابن ينقلب على سياسات أبيه بصدد الموقف من البعث وكركوك