أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الله يجيرنا من الأعظم















المزيد.....

الله يجيرنا من الأعظم


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 23:58
المحور: كتابات ساخرة
    


صديقي العزيز، وتقريباً الوحيد في هذه الأيام، وهو من أصدقائي الوحيدين الباقين، الكاتب والصحفي السوري أبيّ حسن، صاحب الكتاب الرائع "هويتي من أكون"، وقد تمنعت عن التعليق على الكتاب، برغم روعته، لأسباب كثيرة لسنا في واردها، ويعرف بعضها صديقي أبيّ ولكنه قد لا يعرف بعضها الآخر، وناهيكم عن ذلك تجمعني مع الصديق، أبيّ، أيضاً، قضية زمالة بـ "الاتهام" بالعمالة لإسرائيل،( تصوروا إسرائيل، ما غيرها، ما شافت غيرنا رغم جيوش وفيالق الفاسدين الجرارة في الوطن العربي والمهجر المستعدين لأن يبيعوا أي شيء)، التي كالها، وفبركها لنا أصحاب المشروع القومي. وجوهر التهمة أنه في عصر الأنترنت كسرنا طوق الحصار "القومي" المزمن على الفكر وحرية النشر، وأوصلنا أصواتنا المخنوقة، تاريخيا، خارج الأطر والمنظومات والآليات التقليدية، ولأن أحداً ما خارج المنظومة القومية ارتكب جريمة كبرى، بنظر القوميين، وتصدق علينا وقرأ لنا أحد المقالات، ونشره في غير مواقعهم الأمنية والمخابراتية والمفبركاتية، (وربما، أيضاً، بسبب غيرتهم وحسدهم، وقل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق، لأن أحداً ما لم يعد يقرأ لهم مقالاتهم القومية الناضحة بالوهم والتي تتحدث عن كائنات مميزة وخرافية غير مكتملة الوعي والنضوج الحضاري والوطني والإنساني يسمونها في أدبياتهم بالعرب ويريدون توحيدها في سجن كبير، لا من أجل أي شيء آخر سوى ألا يـُبقوا أياً كان خارج تسلطهم وتحت بساطيرهم)، نقول اتصل هذا الصديق العزيز ليبلغنا خبر خسارتنا للقضية في مرحلة الاستئناف، في الدعوة التي رفعناها ضد الجريدة التي نشرت الفبركة، بما يوحي بتبنيها ويعزينا ونعزيه، بآخر الفتوحات القضائية العادلة، بعد أن كنا قد حصلنا على حكم ابتدائي بتعويض قدرة مائة ألف ليرة سورية، حوالي( 2000$) وتعويض معنوي كبير، وهو الأهم، والأعلى، قضى بالبراءة من التهمة, وكان وكيلنا القانوني الذي ترافع في هذه القضية هو الأستاذ المحامي الكاتب والصديق المحترم الأستاذ ميشيل شماس.

وقبل الاطلاع على حيثيات الحكم الذي لم، ولن أطلع عليه ما دام حكماً كلاسيكياً وتقليدياً كما سوابق عهده في المنظومة، إياها، ونحن لسنا بخارجها بأية حال، ينال من التنويرين وأصحاب الفكر النهضوي والحر من أيام المعتزلة وحتى أيامنا "المبتذلة" هذه، ففجيعتنا ما تزال هي هي، وهذا القرار لم يأت بجديد طالما أن تغييراً جذرياً وبنيوياً لم يطرأ على مجمل منظوماتنا القضائية والفكرية والثقافية والسلوكية التي ما زلنا نرزح في جلابيبها و"شراويلها" وطرابيشها العصملية، ونراوح في مكاننا بين جدرانها لمئات القرون، ونجتر أنفسنا وعلاقاتنا بطريقة أو بأخرى. فقرار خسارتنا للقضية لم يفاجئنا لأنه لم يأت بجديد، (فحتى اليوم لم نربح ولا قضية، وكل القضايا التي ، خضناها، كانت، تاريخياً خاسرة، وكل الحمد والشكر لله)، ولو أن قراراً مغايراً كان سيفاجئنا أكثر لو أتى بجديد وكان غير تقليدي، أو لو ربحنا الدعوة بشكل نهائي وعادت لنا حقوقنا وكرامتنا المسفوحة على صفحات إعلامنا الوطني الذي من المفترض أن يؤازرنا ويقف معنا لا أن يساهم، هو الآخر، في طعننا. وفي حقيقة الأمر، لسنا بحاجة لقرار لإثبات براءتنا، كما أن أي ادعاء آخر لا يمكن له أن يديننا، وهذا ما يدل على أن القرار لا قيمة له من الناحية العدلية والقضائية، فالنهار لا يحتاج إلى حكم قضائي لإثبات أنه نهار فهو نهار من دون أن يقول أحد ما عنه أنه نهار. وكل ما نطلبه من المولى جل وعلا أن تقف الأمور عند هذا الحد، وألا تقام ضدنا دعوى تشهير وذم وقدح للنيل من مقام الصحيفة وتعريض سمعتها للخطر جراء جرجرتها من قبل "شوية" عملاء إلى ردهات القضاء، ومن ثم أن تطالب تلك الصحيفة والقائمين عليها، بتعويض لو بعنا ما فوقنا وما تحتنا لما وفيناها حقها، ولم لا فكل شيء جاهز؟ أوليست هذه سابقة لتجريم وتكفير كل تنويري وصاحب فكر حر، وهل سيعطى هذا الحكم الضوء الأخضر لأصحاب فتوى "الاتهام" ومشايعيهيم للمضي قدماً في تنفيذ فتاويهم، ورسالة هامة وصارمة لكل من تسول له نفسه التنويرية الآثمة أن يفكر في أن يكون تنويرياً في يوم من الأيام؟ وهل بتنا اليوم، في وضع الاستعداد، والتأهب، لتنفيذ مضمون فتوى التخوين والتشهير من أحد الرعاع، وبمباركة قضائية، هذه المرة؟ وسؤالنا، التحذيري الأخير حين تصمت كل هذه الأصوات الطيبة والتنويرية، وتخرس، من الذي سيدافع عن الأبناء، وعن الأجيال القادمة ضد مد الظلام والظلاميين؟.

هذا الغيث من ذاك المطر، و"ذاك الفجل من هذا البصل"، ولاشيء جديد، وحين يكون هناك شيء جديد، لن يكون هناك من أصله، وخطؤنا الوحيد، ربما كـَمـَنَ باللجوء إلى العنوان الخاطئ، والزمن والتوقيت الخاطئ، وربما الآثم، وطلب الحماية من غدر الوحوش الضارية والغادرين الذين يستسهلون كرامة وشخصية وسمعة الآخرين، ممن لا شيء عنده يعطيه. واليوم، وفي ضوء نظام قضائي عادل، كهذا، بات بإمكان أي كان أن يسب ويشتم ويتوجه باتهاماته، ضد أي كان، وذات اليمين وذات الشمال، ويكفر ويخوّن، ويهدد ويتوعد، وينافق ويكذب ويفبرك على الرأي العام، أن يفعل كل هذا، وبمباركة قضائية. وللتذكير، ففي الأمس القريب خضنا معركة "حضارية"، جداً، وأيضاً، مع جماعة سلفية هدرت دمنا، وكفرتنا....ولا نرى في حقيقة الأمر، كبير فرق بين المعركتين، فعلى أي جانبيك تميل أيها المسكين؟ والشكوى لغير الله مذلة.

وهذه القصة ذكرتني بقصة طريفة من التراث لأحد المحكومين الذين تفنن سجانوه وجلادوه، بجلده وتعذيبه وقتله على مراحل، فكان يأتي القرار الأول مثلاً بقلع أظافره، فيرد عليه، ودون أن تذمر، موجهاً كلامه لزميل سجين، الله يجيرنا من الأعظم، ومن ثم يأتي حكم آخر بنتف شاربيه، فينفذ ويردد بكل هدوء مرة أخرى، الله يجيرنا من الأعظم، وهكذا مع حكم قطع اليد الأولى ثم الثانية والجلد...إلى، وفي كل مرة كان يقول له زميله، وهل هناك من أعظم، فيقول له انتظر لترى، وفي المرة الأخيرة أتى الحكم القضائي العادل الأخير والقاضي بـ" يخوزق قبل أن يعدم، ويقطع رأسه، ويجرجر بجحش معقور أزعر في درب أوعر".

فهل علمتم ما هو الأعظم؟ ولنحمد الله أن الدنيا "لسه بخير"، ونردد مع صاحبنا الله يجيرنا من الأعظم، و"يا ما في الجراب يا حاوي"، و"الدايم" الله وعظم الله أجركم يا "خيي" أبيّ حسن. ولله يا محسنين.





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العربية القبلية
- كاتيوشا حوثية؟ أكثر من مجرد عصابة
- إلى الأستاذ سعد الدين الحريري/ المحترم:
- الحوثية و الوهابية الصدام المؤجل
- المحرقة الحوثية والحروب المنسية
- إلى سعادة الأخ وزير الداخلية القطري/ المحترم:
- رسالة من إخونجي
- إلى الرفيق الأمين العام لحزب الكلكة
- أكثرُ مِن مجرّد هِلال شيعي
- خفايا نضال مالك حسن الأصولية
- معارِكُهم الحضارية
- تهديد جديد بالقتل والمطالبة بإعدام نضال نعيسة من قبل جماعة ا ...
- السعودية بين فكي الحوثيين والقاعدة
- نضال مالك حسن بطل أم قاتل؟
- الشيعة قادمون
- العنصرية في خطاب المعارضة السورية
- هلِ الوحدةُ العربيّةُ ضرورية؟؟
- سوريا: انفتاح بلا حدود
- سايكس- بيكو أمانة في أعناقكم!!!
- العثور على أكبر مقبرة عقلية جماعية في العالم: دعوى عاجلة على ...


المزيد.....




- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الله يجيرنا من الأعظم