أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - محمد الحداد - أين العقلاء في مصر والجزائر ؟














المزيد.....

أين العقلاء في مصر والجزائر ؟


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 23:29
المحور: عالم الرياضة
    


حالة يرثى لها هي ما وصلت إليه الحالة بين مشجعي و مسؤولي فريقي مصر والجزائر لكرة القدم ، فمن تصريحات هنا ، تقابلها تصريحات مضادة هناك ، ثم العودة بتأريخ اللعبة لعام 1989 عندما فازت مصر على الجزائر وأقصتها من دخول كأس العالم وكأن لعبة هذه الأيام هي انتقام لما مضى ، وبعدها حالة الاعتداء على حافلة نقل المنتخب الجزائري في القاهرة ، وقول سائق الحافلة أنها قصة ملفقة مفتعلة من الجانب الجزائري لتشويه سمعة مصر لدى الفيفا والعالم ، وأخيرا وليس آخرا تبرع سوداني بشراء تذاكر 40 ألف متفرج للمصريين بالرغم من أنه كان المفترض بالسودان وشعبها أن يكون على الحياد على الأقل إن لم يكن مطلوبا منه تهدئة الأمور بين الطرفين ، ولكن تصرفات البعض جعلتها تفور أكثر .
لا أخفيكم سرا بأني لم أستمتع بالمباراة التي قيل عنها الكثير قبل أن تبدأ ، فهي لم تكن مباراة كرة قدم ، بل حربا بين مصر والجزائر ، وكان لدى لاعبي مصر رغبة وعزيمة قوية على تحقيق الفوز ولو بالتكسير أو التحطيم أو أي شيء ، وحتى أكون منصفا ، فأني لم أرى المباراة التي خسرت بها مصر في الجزائر كي أحكم على تصرفات الجزائريين هناك ، لاعبين وجمهور ، ولكن كمحب لكرة القدم منذ الصغر ، وكلاعب لها أيام المراهقة ، وكمعجب باللعبة بصورة عامة إضافة لرياضات أخر ، فأني لم أرى بتلك المباراة أي جمالية ، أو أي انتماء للعبة كرة القدم عدا أنها استخدمت القدم ، ليس لضرب الكرة فقط ، ولكن لضرب كل قيم الحضارة التي عرفت عن مصر ، ولضرب قيم الضيافة ، وقيم الأخوة .
على أكثر ما يكون فأن قيم هذه المباراة تنتمي لقيم العصر الحجري عندما يكون كل شيء مشروعا للوصول للغنيمة ، وكانت الغنيمة بتلك العصور هي صيد ثمين يتغذون عليه ، ولم تكن كرة يدحرجونها بين أقدامهم للمتعة .
ذكرتني الحالة المصرية الجزائرية بحرب عرفت عن العرب سابقا ، لا أتذكر متى جرت تلك الحرب ، هل بوقت الجاهلية أم في الإسلام ، ولكنها لا تنتمي لأي قيم حضارية ، عدا لو اعتبرنا أن قيم الفوضى والانتقام والعصبية القبلية هي قيم حضارية أيضا ، وحتى لو اعتبرت قيم حضارية ، فهي بالتأكيد ليست قيم حضارية راقية عليا .
هذه الحرب التي تذكرتها هي حرب البسوس التي استمرت أربعين عاما دون هوادة ، ويقال أنها بدأت بسبب شربة ماء شربها بعير ، فقُتِل ذلك البعير ، ثم قَتل أهل البعير امرأة من القبيلة المقابلة ، وتطور القتل وأستمر بين الجانبين أربعين عاما ، فهل سيستمر الاقتتال بين المصريين والجزائريين لأربعين عاما أيضا .
رجائي أن لا يكون هناك قتل بين المصريين والجزائريين بالرغم من أن بعض الأنباء تخبر عن سقوط ستة قتلى من الجزائريين في مصر بعد المباراة ، قد تكون حقيقة ، وقد تكون مصنوعة ، غرضها تأزم الوضع أكثر مما هو متأزم .
ثم حتى لو صعدت مصر للنهائيات أو الجزائر ، فما الذي سيحدث هناك ، هل ممكن ولو بنسبة واحد بالمائة أن يفوز أي منهما بكأس العالم ، طبعا هذا مستحيل ، على الأقل حاليا وفق إمكانيات الفريقين الفنية نسبة لفرق عالمية عريقة باللعبة .
طيب وما دام يعلم كلا الفريقين بعدم إمكانية الفوز بكأس العالم ، إذن ما هدف هذا التطاحن والتشاحن والتحارب .
ولو فرضنا أن الفريقين لهما الإمكانية والقدرة بالفوز بكأس العالم ، طب ما كان يحدث لو لعبا على النهائي هناك في جنوب أفريقيا ، أكيد سنرى بداية حرب عالمية ثالثة !!
ثم كيف ولماذا يقوم رئيس جمهورية مصر بزيارة الفريق المصري قبل المباراة ، نعم يُفسر أنه دعم للفريق من جانب المصريين ، ولكنه وبمكانته الرئاسية كان لا بد له من احترام فريق البلد الضيف ، على الأقل أن يقوم بزيارتهم أيضا كجانب بروتوكولي محترم ، حتى لا يفهم أن وراء زيارته دوافع سياسية ، ولكن باعتقادي أنه فات على الكثيرين أن الرئيس المصري استغل الواقعة كي يكسب شعبية أكبر لدى جماهيره عله ينجح بمسعاه بالتوريث ، وعلى أقله نسيان مشاكل مصر الجوهرية بجوع وعطل الملايين .
وكيف هو على الجانب الآخر ، الجانب الجزائري ، هناك تصعيد أيضا ، ولكنه لم يصل لبيت الرئاسة لحد لحظة كتابة هذا المقال حسب علمي ، وربما وصل ولكني لم أعلم ، أو أنه جرى بالخفاء دون التصريح الإعلامي ، و كلتا الحالتين تدل على عدم الاستغلال السياسي لحدث رياضي جماهيري .
ما أطلبه هو رأي وكلمة وصوت العقلاء من كلا الطرفين ، و أقول : أَوَ لَم يحن الوقت للتهدئة بين الطرفين ! أم حتى العقلاء سيكونون كرجال الفن ونسائه الذين خرجوا عن صمتهم ، ولم يقولوا إلا قولا كان الأفضل والأجدر بهم أن لا يقولوه ، وأن يحترموا جمهورهم العريض الذي أكثره خارج مصر ، والممتد من المحيط إلى الخليج ، وأن لا تكون عصبيتهم الوطنية الزائدة تجاه مصرهم تنسيهم محبيهم من خارج أوطانهم ، فهي ما زالت لعبة ، أكرر لعبة ، وليست حربا .
ورحم الله عقلاء هذه الأمة .
محمد الحداد
16 . 11 . 2009









#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِيزان قبّان
- مقالات علمية بسيطة ج 2
- رزوق دق بابنا
- نوري قزاز
- مقالات علمية بسيطة ج1
- قدري ربانا
- نار نور
- دار دور
- التوريث والتأبين
- المقرحي والأربعاء الدامي
- الجمهورية الخامسة ج 2
- الجمهورية الخامسة
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 7
- مروة و التمييز العنصري
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 6
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 5
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 4
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 3
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 2
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة


المزيد.....




- الروسية اليافعة أندرييفا تواصل مشوارها في مدريد (فيديو)
- ياميق يكشف ما قاله لرونالدو في مونديال قطر.. وسر قدومه إلى ا ...
- أفكار ثورية غريبة في خطط كرة القدم
- أعظم 10 لاعبين هولنديين في تاريخ كرة القدم
- يورغن كلوب عن -أداء- محمد صلاح: الجميع يتساءل لماذا لا يسجّل ...
- رياض محرز بعد هزيمة الأهلي أمام الرياض: ما سأقوله لن يعجب ال ...
- بعد الهدف الطائر.. كيفين دي بروين يوجه رسالة لفريقي ليفربول ...
- لا بديل عن الفوز.. موعد مباراة الأهلي ضد مازيمبي والقنوات ال ...
- الروسية بافلوتشينكوفا تبلغ ثالث أدوار بطولة مدريد (فيديو)
- المدرب المرشح لقيادة ليفربول: واثق من أنني سأخوض المهمة


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - محمد الحداد - أين العقلاء في مصر والجزائر ؟