أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الشريف - شجون الأيديولوجيا والهوية















المزيد.....

شجون الأيديولوجيا والهوية


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الإنسان الأول بدأت تساؤلات مازالت تعلق حتى اللحظة: من نحن ، وكيف ، ومتى ، ولماذا ، وأين ، وبجميع صيغ الاستفهام المعروفة وغير المعروفة، يبقى هو السؤال الناتج من أي مخلوق له عقل يفكر، فيطرح على نفسه، أو على غيره، تلك التساؤلات جميعها.

وباستقدام الشعارات، والمفاهيم، والانطباعات المحفورة في الذهن، إما أن يسرع الإنسان ويصرح لا إراديا بماهية تلك الشعارات والمفاهيم المتقوقع بداخلها بمرور الزمن، مطمئنا، وراضيا عنها بحكم الثقافة السائدة، والمتوارثة،والتي تجنبه الرعب والرهبة من السؤال الصادم الخارج عن المألوف، إذا ما سأله أحد، من أنت؟ وما هي أيديولوجيتك؟ أو ما هي هويتك؟
فيجيب المتماهي مع موروثه، وثقافة المجموع من حوله، وبسرعة الواثق من أفكاره، الذي تعطل البحث لديه في هكذا قضايا، وطمأن النفس بالمقدر، والمكتوب، وما نقله إليه الأولون، فقدم النقل على العقل منذ بداية رحلة انزواء العقل أكثر منه تقديما للنقل، واستراح،ومن هنا أجاب معرفا عن نفسه "هوية وأيديولوجيا" كالتالي:

أنا " زهدي حنيش شنتري أبو راس مكسر" فلسطيني عربي مسلم من قرية دغدغ، وعمري أربعين عاما، وطبعا، لا أدري بالهجري أم بالميلادي، فالعمر واحد.

وزهدي هذا تعود على التأريخ الميلادي بحكم الثقافة الناقلة والسائدة، وكما تعود على انزواء العقل والتفكير في قضايا هامة ومصيرية، تعود وهو مسلم على طقوس الجاهلية إلي الآن.

فقليلا منا من يذكر اسم والدته ، أو، اسم عائلتها، فالوالدة تنجب، ثم تتلاشى خلف تخوم الدومين(السائد) الذكوري.

ولماذا الانتساب للعورات؟ فالمرأة كلها عورة، حتى اسمها، لأنه، قد يوحي في معناه المؤنث، ومخزونه النفسي والتاريخي بالجنس. والجنس بكل ملامحه الظاهرة، والباطنية هو تحرش في الحرام، والعيب، والممنوع.

ولا يسرع المرء العقلي، الذي يقدم العقل على النقل بالإجابة، لمقتضيات التفكير العقلي، ولذلك، فإنه يبدأ التحليل والتفكير في الذات، والمحيط، وكل ما، رأى، وسمع، وفهم، وخزن، واستكشف، وبحث، وقبل، ورفض، وغير، وبدل، في شريط الرواسخ العقلي قبل الإجابة، وعندها يجيب كالتالي:

تعالوا نستعرض الشريط الحياتي ألمفاهيمي، أو، الفكري لدينا، الذي هو عبارة عن كل محتويات رأس به دماغ، وهذا الرأس معدود على البشرية بأنه يقود جسم حي يرزق، لأن بداخله عقل يفكر.

ويبدأ الحوار مع الذات ماذا يعني زهدي؟ وما معناه؟ وقد لا يجد الكثيرون إجابة ، فيتخطى هذا الإنسان العقلي معنى " زهدي " مبلبلا إلي حنيش والده، وقد لا يجد إجابة ممكنة، فيتخطاه أيضا إلي " شنتري "، ويتوهم بأن شنتري كلمة ليست دارجة، وقد لا تكون عربية الأصل.

وعندها، ولكي لا ينفصم الانتساب في ذهنه، فإنه يكرر التخطي من جديد ليجد راحة في نفسه، ويصل إلي أبو راس مكسر، فيدرك حينها العربية، لأن الكلمتين أبو راس ، ومكسر، قد عرفهما جيدا، وقد رسخ في ذهنه، أنها، اسم عائلته الميمون، فيشعر بالراحة القبلية الحمد لله، أن له عائلة أو قبيلة، وحتى، لو، كان الاسم يوحي بعض الشيء بالضعف، أو، المهانة. وقد يكون "الراس المكسر" قد حدث نتيجة ممارسة المبارزة من رب القبيلة الأول، إذ كان يُضرب دائما من الآخرين فتكسر رأسه، ها ها ، ولتكن هي هذه التخريجة المريحة قبليا للنفس القبلية.

وبمواصلة التفكير فيما عرف به من حيثيات الهوية والايدولوجيا ، فلسطيني، عربي، مسلم، وهنا وقفة أخرى للمراجعة:

أما "فلسطيني"، التي، جاءت نتيجة غموض القواعد، والنحو، والصرف التاريخي، لوطن في الأصل كان عربيا، فأصبحت قواعد الإِعراب: فلسطين هي، كما، مصر، كما، تونس، كما اليمن، كما الجزائر، كما ليبيا، ... إلخ إلخ، وكلها تصغير لكلمة عربي، مثل البطيخة التي تصغر في اللغة إلي " زقطة " رغم أن البطيخة الصغيرة، والكبيرة، هي هي بطيخة، ولا عيب إن كانت بَطيخة أو بُطيخة.. ولكن ذلك التصغير في البطيخ يبقى، أو، يحتفظ بنفس النكهة، والطعم الأصلي، أما تصغير العرب فأصبح فلسطين، ومصر، وتونس، وهكذا إلي آخره مع اختلاف الطعم، والرائحة، وبقاء شكل البطيخ من الخارج.

وأما عندما يصل الشريط الذهني إلي كلمة " مسلم " من التعريف السابق، فإن المرء تنفرج أساريره لكبر حجم الكلمة، وملايين المنتسبين لها، فتكبر في ذهنه القبيلة أكثر، ويتصور بأننا مليار ونيف، فيأخذه الفخر والعزة بالحجم الكبير، فيحمل عصاه ويجلس على قارعة الطريق ليطبق الشريعة، ويجمع الزكاة، ويرفع شعارات السلام أو الحرب حسب المصلحة والسلطة، ويدعو للخلافة لتوحيد الأمة، ومقارعة الكفار من غير المسلمين، وكيف لا، وهو المضطهد، والمستعمر، والمستوطن، من الآخرين، والمستهدف في دينه، ودنياه، وعقيدته، فيفشل مرة، ومرات يصل إلي ربع الطريق، فيخرج عليه اللصوص، والكفار، فيعيدونه إلي حاله الأول، ،المتجمد، والقانط بتقديم النقل على العقل، فيتمسك بشعائره ودينه في رحلة الإعداد القادمة، وتتكرر الحكاية، حتى، في انتظار لحظة انتصار غير واضح في الأفق.

إلي هنا ولم نجب على بشكل مباشر على التساؤل، من نحن هوية وأيديولوجيا؟
قوميون .. مسلمون .. شيوعيون .. رأسماليون .. هندوس .. بوذيون .. لا دينيين؟

كبر السؤال، وقد نسينا أسماء التعريف الأولى التي تحدثنا عنها في بداية المقام، والتي لم نعرفها، ولم نفهم معناها، ولجأنا لما يرسخ في عقولنا من انتماء للعقيدة، خوفا من التغيير نحو التهويد، أو، التنصير، أو، الهِندسة، أو، البوذنة، أو، القومجة أو، الشوعنة.

ونعيد الكرة في الجدال، حتى، نصل أحيانا إلي قتل بعضنا البعض في صراع التفسير، واجتهاد علماء دين الأمة، على أمل الظفر بحزب أو جماعة تدعي التصحيح، وأنها على الطريق القويم، فتفني الآخرين، أو يستأصل المشبوه من الفكر، أو تقصي المنحرفين من الجماعات الأخرى عما تدعيه من قصور أفكارهم، لكي تقوى الأمة في رحلة المليون، التي لا تنتهي، وتدمر أكثر مما تحيي، فينحاز الغلابة المعتقدون بأن الغالب هو الصحيح، والمغلوب هو الخطأ، ويسير الناس مع القوة دائما خوفا من البطش مرة واستكانة لفقدان وانزواء العقل مرات، وتمشيا مع مصلحة استمرار الحياة مرات ومرات، ويموت المناوئين بالسيف أو بالقهر لا فرق، وتعاد لعبة الكراسي المتفجرة من جديد.

وأما الشارد من القطيع، فمصيره التكفير، أو التخوين ، أو التقتيل، وهو يتحمل، ما ذهب إليه عقله، وخزعبلاته العقلية، والحياتية، إن كانت علما، أو، معرفة، أو حقائق تنهض بالناس وحياتهم وحتى عقيدتهم، بفعل عدم تجاوز الأسوار، التي كبلنا العقل والتفكير في محدودية فضائها المسموح، فيما هو ممنوع تجاوزه، وعليك أن تحط راسك بين الروس وتقول يا قطاع الروس، فلا ينفعك العقل، ولا ينقذك التفكير، إلا فيما حدد لك من الحدود.

وتسألون ما تصنيفك الإيديولوجي أو هويتك ؟

فكيف ذلك وأنا مازلت زهدي المجهول

حنيش غير المفهوم

وشنتري لا يجوز

وكل ما فهمته أنني من قبيلة أبو راس مكسر

وقد كتب في أوراقي فلسطيني بدل عربي

الجنس: ذكر ولم يكشفوا عورتي، فقد لا أكون

مسلم: ولا أورث بناتي، وأسحق زوجتي، وأكدس النساء، ولا أزكي عن مالي، وممنوع من الحج والعمرة،وأقتل المناوئين، وأعمل بالتجارة السوداء والناس نائمين، وأنافق السلطان، وأكذب مثلما أتنفس، وأهادن اليهود والنصارى ولا أهادن بل أذبح المسلمين، وأعمل على إرهابهم بالقوة، وأعمل لي ولحزبي الميمون فقط والناس كارهون، وكل ما أفعله يفعله الآخرون، ولكن بالكتمان، ولم يعد لغير جماعتي حرية بالإمكان،

ولم يعترض أحد وليس في الإمكان الاعتراض

فأنا لا أعرف اسمي، ولا والدي، ولا جدي، ولا أعرف عن عروبتي شيئا، ولا أطبق من إسلامي إلا ما يتماشي مع سلطتي، وإلا ما يراه الناس من شعائر، لكي، لا يقولون، ويتقولون.

فأين هويتي وأيديولوجيتي؟ ومن أنا؟ وما العمل؟ في المقال القادم نجيب.

25/9/2009م



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنحني إنها النساء
- سيبقى القوس مفتوحا
- الثوار الخونة ... الحلم بغد مشرق لن يتوقف !!
- تحية لفتح ونصيحة الي حماس في فلسطين
- لا تصمت فالصمت خواء
- موحد الفردتين 42 ، 43
- قصة قصيرة: نيو يا حاج نيو
- أبو مازن وصحبه هم الامتداد الحقيقي لياسر عرفات
- قصة قصيرة : بين أصمين !!
- هذا الحزب ارتفعت شعبيته في قطاع غزة ؟!!
- أغنياء الحرب وأغبياء القطيع
- هل خلط نتنياهو الأوراق وانقلب على السلطتين ؟؟!!
- الجنون الثالث ... جن جن وجنون
- السُرّاق
- في الظلم الواحد والعشرين
- المؤتمر السادس يسأل هل في فتح فتحاويون ؟
- مات الرائي مصطفى الحمدني فأين الطريق ؟
- سأقرأ لكم
- هل انتهى زمن هذه الفصائل الفلسطينية ؟!!
- إذا فشل الحوار فعلى شعبنا أن يحاكم قياداته


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الشريف - شجون الأيديولوجيا والهوية