أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من لا يريد السلام في العراق














المزيد.....

من لا يريد السلام في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 09:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدون اي شك ، لو تكلمنا بصراحة في الموضوع ، لا نخطيء ان قلنا ان اية قوى لا تعلن عما تتمناه ان كان يصب في مجرى يضر بالشعب و مستقبله بشكل عام ، و انما يقع ما تدأب من اجل ما في مصلحتها فقط ، الا ان هذه القوى تحلل الوضع و تقرر ما يفيدها و تعمل عليه سريا ان تطلب الامر ذلك ، كما نشاهد ما تقع على الساحة العراقية من الماسي هي نتيجة لتلك التعامل مع الساحة العراقية، ومن المستحيل ان يكون ذلك الا بفعل مجموعة او قوى او مكون او بمساعدتهم على الاقل و ان وقفت ورائهم الجهات الخارجية على الاكثر .
لو القينا نظرة عابرة على القوى الموجودة ، سنجمع على ان الاكثرية ذا توجهات عقيدية سوى كانت دينية او مذهبية او عرقية منغلقة نفسها ، و تحكم تعاملهم مع الواقع و المستجدات ايديولوجيات معينة متقاربة مع بعضها ، اي يحاول كل طرف اعلاء كفته علىحساب الاخر من اجل ازالته عن الساحة و سيطرته كليا على الامور و السلطة ، ما يثبت هذا الكلام اطالة الصراعات و انعكاساتها على الساحة ، و مساعدتهم بشكل مباشر كانت او غير مباشر لتوفير الارضية الملائمة للاضطرابات و الانفجارات و عدم ترسيخ السلام بشكل كامل .
انما نلمسه هوعدم وجود تعددية متنوعة و مفيدة للعملية السياسية بحيث يمكن ان نحسب المعادلات الصحيحة لبيان توازن القوى ، لكون القوى متشابهة في الشكل و الجوهر ، و ماموجود من المختلفين عنهم ليسوا بذلك الثقل و المكانة و الموقع ليدخلوا خانة الصراعات القوية المتوازنة المتكافئة معهم ، و هذا طبعا لاسبابه الموضوعية التي تخص الوضع العام للعراق و المنطقة و العالم و ما وصلت اليه الشرق الاوسط بعد انهيار المعسكر الشرقي ، ومن جانب اخر الاسباب الذاتية التي تخص الشعب العراقي و مميزاته وعاداته و تقاليده و خصوصياته و تاريخه القديم و الحديث وعلاقاته مع جيرانه ، و من ثم تركيبة القوى و كيفية انبثاقها و من ورائهم و المصالح المتعددة وراء تقوية اطراف على حساب الاخر ، و هذه هي المعمعة التي تدع العراق غير مستقر و ارضيته خصبة لكل من اراد العبث به .
الملاحظ في الوضع العام مابعد سقوط الدكتاتورية ، توجهت الحالة و المجتمع و ما فيه نحو تسيس كافة مفاصل الحياة الاجتماعية الاقتصادية الثقافية ، اما في الوضع الراهن وان تخفف الامر الا ان الفرد و الاسرة العراقية منغمسة فيما يخص السياسة بعد عسكرة المجتمع العراقي ، و لم نشاهد مجال عام الا و تفننت الاحزاب في استغلاله من اجل تقوية مكانتهم في الصراع المتنامي و بكافة الاشكال بحيث يستاثر كل طرف بما هو مسيطر عليه من المواقع و المناصب في السلطات لتشريعية و التنفيذية للتصارع بها .
المشكلة العويصة الكبرى و التي هي الجانب الاهم لتعقيد كافة الامور ،هي الصراع الاقليمي على ارض العراق و من معهم و بشكل علني و واضح و طبيعي ، وهذا لا يمكن لاحد ان ينكره من الطرفين الرئيسين ، و هو الاعتماد على الصراع الطائفي المتشدد الذي طغى على ساحة هذه المنطقة باكملها و اصبح بين قطبين يحاول احدهما ان يوقع الاخر في اية بقعة يتواجد فيها ، و كما هو الحال في لبنان و البحرين و حتى في السعودية و مصر و دول الخليج الاخرى ، و لكن لكون العراق ساحة مفتوحة الابواب تستطيع جميع الجهات التدخل ، و هذا ما نتاكد منه عند تلمسنا طابع و ملامح الجهات كافة على اية عملية تحدث في الساحة العراقية ، و الفوضى المستمرة تسمح لكل من هب و دب ان يفعل فعلته و يحقق مرامه المخابراتي و السياسي باقل جهد و كلفة تذكر . اي الطبخة العراقية بيد عدد لا يحصى من الطباخين و كل منهم له مذاقه الخاص وطريقته في تحضير ما يريد و هو يستورد المادة الخامة التي يحتاجها من السوق الخارجي الداعم له و الذي يسيطر عليه تجار دوليين كبار ، و ما تستوي منها لا تفيد و نافذة المفعول و لم يتذوق و يتجرع طعمها المر العلقم القاسي غير الشعب العراقي .
تداخلت و تشابكت الاوضاع بشكل لا يمكن الا بدقة و تخطيط و عمل دؤوب فصل المضر عن المفيد ،و لكن هذا يحتاج الى همة الشعب بذاته من غير تدخل اقليمي الذي لا يصب الا من اجل مصالح خاصة بهم و في اكثر الاحيان يسبب التشويه للامور .
الشعب وحده قادر على تصفية الامور ، و هذا ما يحتاج الى العقلية الواعية و التعقل في اصدار القرارات ، و كما اعتمدنا بالديموقراطية الحقيقية يمكن غربلة الاوضاع في كل مرحلة بعد اخرى ، الى ان تتجسد الارادة القوية المطلوبة في تصحيح المسار .
العقلية المنفتحة يمكنها تقييم الاوضاع بوعي جيد ، والشعب وحده يريد السلام ، اما القوى فانها تضحي بكل شيء من اجل صراعها الدائم مع بعضها و تسلك كافة الطرق في سبيل سيطرتها ، انها تضرب بالسلام عرض الحائط لو تقاطع مع مصالحها ، و ما نتلمسه بين فترة و اخرى من التفجيرات ليس الا حاصل جمع تداخل المصالح الخارجية مع الداخلية على حساب عموم الشعب ، و يراهن البعض على الوقت لكي يضرب ضربته القاضية في العملية السياسية ، و ما على الشعب العراقي الا عدم السماح لتلك القوى الضيقة الفكر و الافق من تطبيق نواياهم و تحقيق اهدافهم بالتعاون و وحدة الصفو كشف المزيف عن الاصيل.





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهم مهام سلطة اقليم كوردستان محاربة الفساد في هذه المرحلة
- الاعتدال ليس استسلام للامر الواقع
- لماذا يفضل السياسي السلطة التنفيذية على التشريعية في منطقتنا
- هل المبالغة في التعددية مفيدة دوما
- هل تتاثر اخلاقية المجتمع باستقلالية الفرد المادية
- من اجل انصاف الجميع و منهم الفيليين
- عدم الاستفادة من الاطروحات العلمية في هذه المنطقة
- حان الوقت لكشف الحقائق كي نعتبر منها
- الانتهازية صفة يكتسبها الفرد في المجتمعات المضطربة
- التنافس السلمي عامل لتقدم المجتمع
- اسباب ضعف دور المثقف في الحياة العامة لاقليم كوردستان
- الاوضاع السياسية في ايران الى اين؟
- ما مصير مجاهدي خلق في العراق
- هل نعترف بولادة الديموقراطية في كوردستان
- لماذا وصلت الحال لحد احراق الكتب
- مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق
- كان الخلل في التطبيق و التفسير و التاويل و ليس النظرية بكامل ...
- افاق زيارة المالكي و ذوبان ثلج حاجز العلاقات بين الاقليم و ا ...
- كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية
- احتمال اشعال امريكا للضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة عند زي ...


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من لا يريد السلام في العراق