أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند حبيب السماوي - صعود آية الله مقتدى الصدر !















المزيد.....

صعود آية الله مقتدى الصدر !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 07:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تطرقت مجلة فورن بوليسي الأمريكية في عددها الأخير الصادر يوم الاثنين27-7-2009 وبقلم أستاذ برنامج الدراسات الإيرانية والإسلامية في جامعة كاليفورنيا الدكتور باباك رحيمي إلى موضوع يتعلق بالسيد مقتدى الصدر تحت عنوان " صعود آية الله مقتدى
الصدر "، ودراسته الحالية في قم ومستقبله وضعه الديني مع حركته السياسية وكيف سيكون دورها في العراق، ودور ايران في هذه القضية، وهو يؤكد على أن لمقتدى الصدر مستقبل مشرق في العراق إذا ما اتبع الطرق السلمية الديمقراطية وحث أنصاره على المشاركة بقوة في الانتخابات القادمة ونبذ كل مظاهر العنف والتطرف .
يبدأ باباك مقالته في الإشارة إلى أن مقتدى الصدر حينما كان طالبا في المعاهد الدينية كان يفضل العاب الفيديو على الحضور للدرس ! وأما الآن وبعد عدة سنوات من الغزو الأمريكي للعراق أصبح مقتدى الصدر من أهم الشخصيات السياسية العراقية، حيث يدرس الآن في قم لينال درجة ايه الله وهي من أسمى الألقاب العلمية الدينية في الفقه الجعفري .
الصدر يقيم حاليا في طهران، كما تشير التقارير ، ويسافر كل أسبوع إلى قم لكي يدرس أمهات كتب الفقه الجعفري على يدي مرجع ديني كبير وان يكن غير معروف، وعندما ينتهي من هذه الدراسة فانه سوف يصبح مجتهد أو عالم ديني قادر إصدار الفتاوى الدينية .
وخلف هذا التحول الكبير من طالب غير مبالي إلى شخصية دينية تعارض الاحتلال إلى عالم ديني جدي ، خلف ذلك طموح كبير ، وإذا سارت الأمور كما هي مخطط لها فان الصدر سوف يمتلك فرصة ذهبية للرجوع للعراق و العصف بالمشهد السياسي العراق .
وقد بدأت القصة لدى مقتدى في صيف 2007 ، حيث بدأت الفكرة لديه بعد اندلاع أعمال عنف بينه وبين منظمة بدر وهي ذراع شيعي مسلح في كربلاء حيث تدخلت الشرطة بعد ذلك وأمر مقتدى الصدر بوقف أطلاق النار، وقام بعدها بتعليق نشاطات ميليشياته ثم بعدها اختفى لأسباب أمنية ليظهر بعد ذلك انه في طهران.
ثم من قم بدا مقتدى الصدر بالدعوة للهدوء ، وهي حركة محسوبة حيث فسرها الكثير بأنه كان يرغب بإعادة بناء قوته من اجل وحدة الكيان الشيعي ، وقد رحب المرجع الأعلى السيد السيستاني بوقف أطلاق النار بعد أن كان قد زاره مقتدى الصدر في وقت سابق .
ويرى باباك أن إيران لها مصلحة في ديمومة حركة الصدر ، حيث بقاءه للدراسة في ايران يسمح للأخيرة بمراقبته بينما هي تشجعه على أن يكون آية الله من خلال دراسته في
ايران.
والحصول على درجة المرجعية لدى الشيعة أمر ليس بالهين ، وهي تتضمن ثلاث مراحل أو حلقات من التعليم الديني وتستغرق حوالي 15 إلى 20 سنة ، حيث تستمر كل حلقة 7 سنوات تقريبا، فالمرحلة الأولى تسمى مرحلة المقدمات والتي تتضمن دراسة المنطق والبلاغة أما المرحلة الثانية فهي مرحلة السطوح والتي تتضمن دراسة أمهات كتب الفقه الشيعي ثم تأتي المرحلة الثالثة والأخيرة وهي درس الخارج والتي تتضمن حضور محاضرات عامة على يد مرجع ديني معتبر حيث يتم التركيز على قضايا فقهية كبرى ، والبحث الأخير يكون بمحاضرة من ثلاث أو 4 ساعات كل أسبوع والطالب النبيه سوف يبرز ويمكن أن يكون مجتهدا.
ويبدو أن مقتدى الصدر الآن في المرحلة الثالثة ، وهو يحضر دروس على يد مرجع كبير يتكلم العربية ولديه علاقة مع ايران .
ويُلقب الطالب قبل منحة درجة الاجتهاد ولقب ايه الله ، بحجة الإسلام والمسلمين ، ومنح لقب الاجتهاد يعتمد أحياناً على الظروف أو الموقف السياسي الذي يسمح ويؤدي إلى حصول المجتهد الذي حصل على الرتبة حديثا إلى الحصول على لقب مجتهد كبير ، فحين قام الشاه باحتجاز روح الله الخميني بسبب أنشطته السياسية ، نرى أن آية الله العظمى حسين بروجردي وهو مرجع ديني تقليدي محافظ قد منح الخميني وضعا ما من اجل التسريع بإطلاق سراحه ، وبعد موت الخميني في 1989 خلف حجة الإسلام والمسلمين علي خامنئي الخميني فورا بموافقة مجموعة من علماء الدين في قم.
وبدعم مفرد من المرجع الديني الكبير ، فان مقتدى الصدر يواصل دراساته واندفاعه نحو مرتبة الاجتهاد والتي من الممكن أن يحصل عليها في أي وقت ولا يمكن لأي معارض لمنحه الدرجة ولا نوعية التدريب والدراسة أن تمنعه من نيل هذا الدرجة.
وهنا يتساءل كاتب المقال :
ماذا لو أصبح الصدر آية الله ؟ وكيف ستتغير مكانته وموقفه في العراق ؟
الأخبار الجيدة التي لدينا هي أن الهجوم الذي قامت به القوات الأمريكية والعراقية في ربيع 2008 ضد جيش المهدي قد أدى إلى تهميش مقتدى الصدور ودور حركته السياسي في العراق إلى درجة كبيرة ، وقد أصبح نفوذ الحركة المتضائل في حرج شديد بعد انتخابات 2009 ، فالصدريون لم يفقدوا الدعم الشعبي لهم فحسب بل افتقروا أيضا للتماسك والتنظيم الذي أعطاهم الفاعلية في بغداد سنة 2005 .
أما الإخبار السيئة فهي انه وعلى الرغم من هذا الهزيمة والتراجع الجلي للصدريين ،فان الصدر يبقى شخصية سياسية مهمة في العراق ، فشعبيته لم تتراجع وشخصيته الكاريزمية مازلت تجذب العديد من الشباب الشيعي المضطهد على الرغم من أن مقتدى لا يملك خبرة وغير كفوء ، فبعض هؤلاء الشباب يعتبرونه كالخليفة وممثل الأمام المهدي ، كما أن أصل مقتدى الصدر الذي يرجع لشخصية شيعية كبرى هو محمد صادق والذي يُقدس من قبل العديد من الشيعة ويعتبرونه كالقديس ، هذا التراث منح مقتدى شرعية على الرغم ضعف مستواه العلمي.
وفي الواقع أن الصدر يملك العديد من الفرص التي من الممكن أن تعيد شعبية حركته السياسي قبل انتخابات 2010 العامة إلى الصدارة ، فانسحاب القوات الأمريكية وبالتزامن مع أمكانية تجديد العنف الطائفي في البلاد يمكن أن يكون العامل الأساسي لإعادة إحياء التيار الصدري ، فالصدر قادر على أعادة بناء ميليشياته بسهولة نسبية متحولا إلى تنظيم يشبه حزب الله الذي هو قادر على التأثير في الشارع والساحة السياسية على حد سواء .
وهنا يأتي دور ايران الأساسي ، حيث أثناء دراسة مقتدى في قم ، نرى أن الخط المتشدد الإيراني يشجعه ليقود جيش المهدي من جديد في العراق كتحدي جديد أيضا ضد القوات الأمريكية . حيث يمكن استغلال جيش المهدي إذا حدثت مواجهة عنيفة بين ايران وأمريكا حول برنامج طهران النووي.
ومن المهم جدا أن نشير إلى أن مقتدى إذا نجح وأصبح ايه الله في الأشهر المقبلة القادمة فانه سوف يعود إلى العراق من اجل تعزيز حركته ليصبح القائد الروحي الوحيد للصدريين ، وحينها لن يعد إتباعه بحاجة للنظر للإرشادات الروحية للسيد السيستاني . فاستعمال الدين لدى مقتدى سوف يعيد نفوذ الجانب السياسي لحركته مع سلطة روحية مركزية
واحدة.
أن وضع مقتدى الجديد سوف يسمح له بإصدار فتوى أو حكم ديني ،وسوف يسمح له بطرح أراء سياسية بناء على تبريرات دينية ، وشعبية الحركة سوف تتسع ، والعناصر غير المنضبطة في جيش المهدي سوف تقتنع بإطاعة القائد الديني للحركة الذين يطلبون أنفسهم سلطة روحية . والصدر حينها سوف يكون مستقل عن المؤسسة النجفية الدينية التي كان يعتمد عليها منذ 2004 .
وهنالك أيضا قضية الأموال ، فالصدر لا يريد مجرد الحصول على شرعية دينية بواسطة حصوله على لقب ايه الله بل أن عينيه ترنو نحو المصدر الأساسي للرأس المالي والديني والذي يستفيد منه تقليديا المرجع الديني الأعلى .حيث مع وجود آلاف من أتباعه في جنوب العراق خصوصا بعض قادة القبائل الأغنياء والعرب الإيرانيين في مقاطعة
خوزستان، والصدر سوف يستفاد من تدفق الأموال الدينية التي تمنح طوعيا من الشيعة المؤمنين والتي تسلم للسلطة الروحية التي يقلدونها.
في النهاية نقول أن المستقبل يبدو مشرقا بالنسبة لمقتدى الصدر ، فمنذ عام 2003 حيث قادت أمريكا الغزو ضد العراق وهو يقوم بإثبات نفسه مرة تلو الأخرى ، كسياسي ذكي يتمتع بموهبة لأعاده قراءة نفسه وفقا لتغيير الظروف ، وإذا حافظ مقتدى على دعم ايران وقام بتوسيع شعبيته في العراق فهو سيبقى اللاعب الأساسي في السياسية العراقية ،
والسوال الوحيد الآن :
ماهية ايجابية هذا الدور ؟
ويجيب باباك بقوله :
بالاستناد إلى أفعال مقتدى الماضية وخصوصا قرار مشاركة أتباعه في الانتخابات
الأولى ، فمن المحتمل أن يعطي أهمية لاستخدام وسائل سياسية سلمية على وسائله العسكرية للوصول للسلطة ، وهذه أخبار جيدة لتعزيز عراق ديمقراطي كما يسعى البلد لتحقيقه والابتعاد عن السياسية الميليشياوية .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الشيعية العراقية تتفوق على نظيرتها الإيرانية!
- هل تغيّر خطاب المالكي في لقاءه مع وول ستريت جورنال!
- لقاءات غير منشورة لصدام حسين مع ال( FBI )
- وثيقة سرية لخطة أمريكية للتحريض على غزو العراق
- نقد فريدريك نيتشه للعلماء !!
- من مترجم عراقي إلى جندي أمريكي !
- هل سيعتذر حزب الدعوة نيابة عن السوداني ؟
- انتحر الرئيس الكوري ...فهل سينتحر المفسدون في العراق ؟
- ليرحل هؤلاء مع فلاح السوداني !
- وماذا بعد كشف الحساب المالي ؟
- واعجبا ...إمام تكفيري للحرم المكي !!
- لماذا لاتصول الفرسان على وزارة التجارة ؟
- تداعيات أزمة الموصل!
- كيف تصبح محللاً سياسياً في ثلاثة أيام !
- نعم.. أفتى شلتوت بجواز التعبد على المذهب الجعفري ! ‏
- هل يعلم المالكي ماذا يفعل أبو منتظر الساعدي ؟
- أثيل النجيفي....لطفاً ما معنى هذا ؟
- البرلمان الجزائري يرد على مقالي !‏
- أسامة بن لادن يتقيء من جديد !‏
- التحرير الصحفي في الاعلام العراقي !‏


المزيد.....




- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند حبيب السماوي - صعود آية الله مقتدى الصدر !