أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - التحرير الصحفي في الاعلام العراقي !‏














المزيد.....

التحرير الصحفي في الاعلام العراقي !‏


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 10:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


مر الأعلام العراقي منذ سقوط النظام السابق عام 2003 وحتى الان بتطورات وتحولات ‏دراماتيكية كبرى كان لها تأثيرها الواضح على صيرورته وتشكلاته من حيث أعتباره احدى ‏أبعاد ومظاهر التغييرات الجذرية التي اصابت بُنى العراق بابعاده المختلفة السياسية والاقتصادية ‏والاجتماعية والنفسية، بالإضافة إلى البعد الإعلامي، مدار الحديث، والذي لايمكن له أن ينائ ‏بنفسه عن مجمل خط سير مايجري في العراق من تغييرات كبرى على شتى الصعد والميادين ‏والمستويات.‏
وقد كانت الصحافة النزيهة في المجتمعات الحرة التي تعيش تحت فضاء الديمقراطية وحرية ‏التعبير، تعكس بصدق مايحدث في الواقع المعاش وتجسد مايمر به المجتمع من أحداث ووقائع ‏بصورة حقيقية وتحاول أن تشخص مكامن الخلل وتنتقد مظاهر الخطأ وتسعى الى ان تجد ‏الحلول المناسبة لذلك. أما في العراق وخلال عهوده السابقة التي عاشها تحت نير الأنظمة ‏السابقة فلم يعرف هذا النوع من الاعلام الحر النزيه ولم يكن يمتلك اعلام واقعي ناقد قادر على ‏تشخيص الخطأ ونقد البنية السياسية او على الاقل الاجتماعية على الرغم من امتلاك العراق ‏قدرات وامكانيات عقلية من الممكن ان تجعله في مقدمة الدول التي تتميز بصحافة حرة نزيهة ‏واقعية.‏
وفي هذا المقال البسيط أرغب بتسليط الضوء على عملية التحرير الصحفي في الاعلام العراقي ‏بعد 2003 ، وكيف أصبحت عليه الان بعد أن كانت هذه العملية تتم من خلال مركزية حزبية ‏محكمة يتم صياغتها وفقاً لرؤية النظام السابق ومقتضياته ومايمكن ان تضع فيه من رؤية ‏منغلقة دوغمائية لامجال حينها لأي رأي مخالف او معترض .‏
تتضمن عملية التحرير الصحفي ثلاث عناصر مهمة هي :‏
‏1. المقال‏
‏2.الخبر ‏
‏3.التقرير
‏ ‏
‏1.المقال ‏
أحد فنون الصحافة الذي يمثل وجهة نظر معينة تتعلق بقضية ما سياسية او أقتصادية أو غيرها ‏سواء كانت عمود رسمي يوضح الموقف الرئيسي للصحيفة الذي تتحمل بموجبها المسؤولية ‏عنه وهو غالبا مايكون في الصفحة الأولى، او قد يكون المقال من نوع مقالة رأي يجسد موقف ‏كاتبه.‏
وفي العراق شهد المقال بعد سقوط النظام انفجارا وتغييراً جذرياً تجسد في ظهور خصائص ‏جديدة لم يشهدها سابقاً تنسجم وتتناسب مع حجم الحرية، وبصورة أدق الفوضى، التي تشظّت ‏أباديد هنا وهناك، فبدأت الأقلام تتحدث بحرية كفلها لها الوضع السياسي الحالي والدستور ‏الجديد الذي ضمن حرية الكلام والتعبير والصحافة على الرغم من الإساءة الجارحة لهذة الحرية ‏بخربشات طفولية يصفها صاحبها "مقالة" تحتوي على شتائم وتطاول وتجاوز، فضلاً عن أخطاء ‏لغوية إملائية لا تغتفر تفضح جهل صاحبها بمهنته والحقل الذي ورط نفسه فيه.‏
‏2.الخبر ‏
شكل مهم أخر من أشكال التحرير الصحفي يهتم به القارئ بشكل كبير من حيث كونه وصف ‏دقيق لواقعة معينة ينشد القارئ البحث عن اشخاصها ومكانها وزمانها وتفصيلاتها. ويهتم ‏الباحثون والمختصون ببيان الشروط المهنية المتكاملة للخبر الذي يتكون من العنوان والمقدمة ‏والجسم والخاتمة، ومن ضمن هذه الشروط والخواص الفنية التي يجب ان يتضمنها أي خبر ‏يحترم محرره نفسه ومهنته مايلي:‏
‏- استعمال مفردات بسيطة وواضحة غير معقدة ‏
‏- أستخدام جمل وفقرات قصيرة‏
‏ وفي عراق اليوم نرى الخبر قد تعرض لصدمة تشبه الصدمة التي تعرض لها صديقها المقال ‏فبعد ان كان الخبر يُحرر بطريقة مركزية حزبية تلائم رأي واغراض السلطة الحاكمة، نرى ‏اليوم الخبر ينبثق على نحو جديد ربما لم يشهد له نظير في تاريخ العراق المعاصر، فأصبح ‏المحرر حراً _الى حد ما _ في صياغة الخبر وتحريره أنسجاماً مع الحقيقة والواقعية وأن يكن ‏الفضاء الاعلامي لم يخلو من أخبار لم يعتمد محرروها على الحقائق وانما استندوا الى حزبيتهم ‏حيناً وطائفيتهم حينا آخر ومصالحهم الشخصية حينا ثالث، كما أن بعض المحررين يفضل ‏صياغة الخبر بطريقة مهنية خالصة في حين يكتبه آخر بطريقة تحريضية وثالث بأسلوب الاثارة ‏المعروفة بجذبها سايكولوجيا القراء، بل أن البعض من محرري صحفنا يتعمدون كتابة الخبر ‏باللهجة العراقية الدارجة بطريقة تذكرني بما قاله هربرت ماركيوز في كتابه "الانسان ذو البعد ‏الواحد" حينما أشار إلى أن "اللغة المهيمنة في عالم الاتـصال والإعلام لغة تعكس سلوكاً أحادي البعد ‏وهي لغة عامية مبتـذلة حلّت محل لغة الفكر المُنـشِئ للمفاهيم !!"‏
‏3. التقرير ‏
فن صحفي يركز محرره فيه على شرح الحدث أو الظاهرة بصورة تفصيلية وبيان أسبابها ‏والعوامل التي ادت الى ظهورها في زمان ومكان معينين، وقد يستعين فيها بحديث او لقاء او ‏حوار صحفي مع باحث او مختص قادر على الوقوف على أبعاد الحدث المختلفة وتفسيراته ‏المتنوعة، ولم يغب التغيير عن التقرير الصحفي بعد 2003 حيث أصبحت الآن التقارير ‏الصحفية أكثر انفتاحاً وحرية وتناولت موضوعات كان محرر التقرير لايحاول الهمس بها امام ‏زملاءه الصحفيين في زمن النظام السابق وان تكن , بعض ، تلك التقارير التي تتصدر الان ‏الاعلام العراقي قد خضعت لعمليات تضليلية يرجع الكثير منها لاجندات حزبية وبرامج طائفية ‏واهداف شخصية لدرجة ان مؤسسة تكتب تقارير كثيرة عن قضية ومشكلة ما تتجاهلها بصورة ‏كلية مؤسسة اعلامية أخرى. ‏
التحرير الصحفي في العراق بشكل عام الآن وليد جديد يتنفس هواء نقي لأول مرة في تاريخه ‏ومن الواجب على أمه _ وهي المحرر والصحفي العراقي المحترف _ ان تتحمل مسؤليته أمام ‏ضميره والتاريخ، فيربيه جيداً ويرعاه بصورة حسنة وفقاً لاداب وقواعد المهنة الاعلامية البحتة ‏متجاوزاً التضليل والتعتيم والزيف والتطفل الذي تعمل سمومها جميعاً على أفساد عملية التحرير ‏الصحفي ووأدها في مهدها.‏



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروستريكا المجلس الأعلى الأسلامي العراقي !‏
- السيد المالكي ..أنتبه لهذه النقطة !‏
- الأنتخابات العراقية.... وهزيمة الهزيمة
- مكالمة هاتفية اخيرة مع حسين علي محفوظ
- الأعلام الالكتروني الكردي !
- أُمة مَهزومة ومأزومة !!!
- مشروع وزارة السلام العالمي في العراق
- بالله عليكم ..أوقفوا هذا الضجيج !
- جلسة مع وزير الثقافة العراقي
- مراهقة برلمانية محترفة أسامة النجيفي نموذجاً
- المملكة العربية السعودية....مملكة التناقضات!
- وصمة عار أم وصمة جار ؟
- وماذا عن السعودية ياطارق الحميد ؟
- الأختلاف الشيعي في أعلان العيد !
- إقالة وزير مقصر أم زيارة الإمام علي ؟
- طائرات F16 أم مولدات كهرباء للمواطن العراقي !
- الصحوات بين تصريحات الهاشمي والتيار الصدري
- الرد العراقي الرسمي على رسالة برويز مشرف
- مراهقة أمنية في ديالى !
- الجنس السياسي ... أنتحاريات القاعدة نموذجاً


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - التحرير الصحفي في الاعلام العراقي !‏