أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - الصحوات بين تصريحات الهاشمي والتيار الصدري















المزيد.....

الصحوات بين تصريحات الهاشمي والتيار الصدري


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى على يملك أدنى درجات الفهم الحقيقي للواقع السياسي في العراق أن لحركة الصحوات التي يتألف أغلبها من رجال السنة في العراق الدور المهم والضروري في وصول العراق إلى الحالة الأمنية الجيدة نسبياً مقارنة بما كان عليه الحال قبل نشوء حركة الصحوات وظهورها في المجتمع العراقي عموماً والسني خصوصاً ومحاربتها القاعدة وطردها من مناطقها وهزيمتها شر هزيمة .
وعلى الرغم من موقف الحكومة العراقية الغامض حيناً والمتردد حيناً أخر من ملف الصحوات وعدم إيضاح حقيقة ماتنويه تجاهها على أرض الواقع إلا أن القضية أخذت مساراً أخر ومنعطفاً يحق لي أن أصفه بالخطر وذلك بعد ان قرر الجيش الامريكي تسليم السيطرة على مجالس الصحوة التي يبلغ أجمالي عددهم نحو مئة ألف في أنحاء البلاد الى الحكومة ابتداء من الاول من أكتوبر المقبل .
وفي هذا الصدد يرى الكثير من المراقبين بان الطريقة التي ستتعامل بها الحكومة العراقية مع مستقبل الصحوات وملفاتهم سوف لاتخرج من احتماليين ، اما ان ترسخ المصالحة الوطنية بين ابناء العراق أو انها ستشعل موجة جديدة من العنف خصوصاً وان البعض من مسؤولي الحكومة ينظر شزراً الى قوة الصحوات ويرى فيها تهديداً له في المستقبل .
الحكومة العراقية لاتخفي دور الصحوة الحقيقي في استتباب الامن في العراق وترى انها احد اهم العوامل التي ساهمت في طرد القاعدة وهزيمتها كما شخّص ذلك مستشار الامن القومي العراقي الدكتور موفق الربيعي حينما حدد عوامل استقرار الاوضاع الامنية النسبي في العراق ، ولهذا وعدت الحكومة العراقية بدمج 20% من عناصر مجالس الصحوة في قوات الأمن ومنح الباقين وظائف مدنية في مؤوسسات الدولة العراقية بل نقرأ صراحة في صحيفة فيلادلفيا انكوايرر عن الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق عبارته الصريحة الذي قال فيها بان السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق قد التزم بشكل شخصي أمامه وقال بأنه سيرعى أبناء الصحوات .
وقد حصلت اجتماعات مهمة بعد قرار القوات الامريكية تسليم ملف الصحوات للقوات العراقية من أجل تبديد هذه المخاوف التي تعتري ابناء الصحوات حيث حضر الاجتماع أعضاء مجالس الصحوة وقائد قوات الامن العراقية في بغداد الفريق عبود قنبر بالاضافة رئيس لجنة المصالحة التابعة لرئيس الوزراء محمد سلمان الذي اكد لهم بان الحكومة لن تتخلى عنهم ابداً وانه لن يُعتقل أي شخص منهم الا بأمر قضائي شأنه شأن أي مواطن عراقي .
ومن المفارقات الكبيرة التي تتعلق بالصحوات وملفها الساخن في العراق ماتصدر من تصريحات لبعض من الحركات والتيارات والشخصيات السياسية في العراق بشأن الصحوة والمآل الذي يجب أن تؤول أليه ، وكان أخرها ما صدر من التيار الصدري من جهة ونائب رئيس الجمهورية الأستاذ طارق الهاشمي من جهة اخرى ، فنرى التيار الصدري يسستنكر وبشدة دمج أبناء الصحوة في الأجهزة الأمنية ويرى في ذلك خطراً كبيراً متناسياً دورها في وأد جذور العنف في العراق ومتجاهلاً لحقيقة ان عناصر ميليشيات جيش المهدي التابع لهذه التيار قد دخل الكثير منهم في الأجهزة الأمنية خصوصاً في فترة حكومة الجعفري الذي قربهم جداً وأدخلهم في الكثير من المؤسسات الحكومية الأمنية والمدنية على حد سواء ، مع العلم بانني ادرك مثلما يدرك غيري ان السبب وراء هذا الموقف السلبي من الصحوات لايتعلق بخوف التيار الصدري من الاسائة للمؤوسسة العسكرية والامنية على يد الصحوات فهذا أمر مسبتعد بل ان الأمر يعود الى عداء واضح بين ميليشيات جيش المهدي والصحوات خصوصاً بعد منع الصحوات عناصر بعض هذه المليشيات غير المنضبطة من الإغارة على مناطقها ، حيث يعترف الكثير من الصحوات بأنهم يحمون مناطقهم من تنظيم القاعدة والمليشيات الخارجة عن القانون .
وأما التصريح الثاني فقد كان للسيد الهاشمي الذي أبداه في زيارته الأخيرة للفلوجة وهو التصريح الذي يعتبر جزء من سياسته المعروفة والواضحة تجاه الصحوات التي بيّنها في أكثر من موقف ولقاء... حيث قام الهاشمي بالوقوف أمام ملف الصحوات من خلال حديثه مع نخبة من اهالي الفلوجة عبر مرحلتين :
المرحلة الأولى : مرحلة القراءة.
وهي قراءة واقعية نقدية لأسلوب تعامل الحكومة العراقية الحالي مع حركة الصحوات.
المرحلة الثانية : مرحلة بناء الإستراتيجية.
وهي البرنامج التي يمكن أتباعها مع ملف الصحوات وما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج .
فبالنسبة للمرحلة الأولى التي أسميتها بمرحلة القراءة فقد بيّن الهاشمي في هذه المرحلة ثلاث افكار مهمة تتعلق بالصحوات وهي :
1. وجود فجوة بين النظرية والتطبيق :
ان هنالك فجوة كبيرة بين كلام الحكومة النظري ال " طيب " كما وصفه الهاشمي حول الصحوات وبين الواقع الفعلي والتعامل الذي تقوم به حيث يشعر بعض عناصر مجالس الصحوة بالامتعاض والاستياء" بسبب تعامل مراكز التجنيد معهم أو استقطابهم حتى هذه اللحظة " على حد تعبير الهاشمي. وقد قال أوس محمد وهو الناطق باسم صحوة الاعظمية في بغداد " ان عناصر وأفراد الصحوة جازفوا بحياتهم من أجل فرض الأمن في مناطقهم بعد ان كانت مناطقهم ساخنة وقد نجحوا بذلك باعتراف الجميع."
وأضاف " اذا لم يُحترم ما قاموا به من عمل واذا لم تُحترم تضحياتهم التي قدموها فلا أحد يمكن ان يعرف ماذا سيكون مصيرهم وماذا سيحدث لهم."
2. نسبة 20% :
في هذه القضية ذكر الكثير من المسؤولين في الحكومة بان القوات الامنية سوف تستوعب 20% من قوات الصحوة في اجهزتها الامنية والعسكرية ، وهنا اشار الهاشمي الى ان هذه النسبة المقررة من قبل الحكومة والتي هي 20% يجب ان لاتكون اعتباطية وانما يجب ان تتعلق بمدى حاجة القوات الأمنية لأبناء الصحوة ، فربما تحتاج القوات الى اكثر من ذلك او اقل ..فالقضية تتعلق بحاجة القوات الامنية الى ذلك اولاً واخيراً وليس الى مفترضات او مسلمات بعيدة عن حاجة القوات.
3. الميليشيات :
وهنا يقف السيد الهاشمي موقف المتسائل المندهش في هذه القضية ، ويذكر الحاضرين امامه بان الميليشيات قد تم التعامل معها من قبل الحكومة العراقية بطريقة خاصة وتم استيعابهم من خلال قوانين وبميزانيات ضخمة وعملت على تأهيلهم .... فلماذا لاتـُعامل الصحوات معاملة الميليشيات التي تم تأهيلها في القوات الأمنية العراقية ؟
اما المرحلة الثانية التي تاتي بعد الرؤية النقدية ، فهي مرحلة بناء الاستراتيجية الواقعية الواضحة التي تحل مشكلة الصحوات ، حيث لايخفى علينا ان هنالك نوع من الغموض والضبابية التي تتعلق بهذا الموضوع ، وانطلاقاً من هذه الحقيقة اوضح الهاشمي بانه " من الضروري وجود برنامج مكتوب ومعلن أمام الملأ تقول فيه كيف ستعامل الحكومة مع ملف الصحوات من الإلف إلى الياء ".
برنامج ...مكتوب اولاً لكي تُرسم ملامحة بدقة ويُصبح مُلزم للجميع ...ومعلن ثانياً لكي يتعرف عليه الجميع ويطمأنوا الى حقيقة ان الحكومة سوف لن تتخلى عنهم خصوصاً من لم تتلطخ يده بدماء العراقيين لأن الصحوات ليست نقية شأنها شأن اي حركة ثورية فيها الكثير من الشوائب التي ينبغي لنا العمل على تنقيتها ...
وعلى العموم ....فقضية الصحوات لاترتبط بالحكومة العراقية فقط ، فالادارة الامريكية سوف تراقب عن كثب برنامج تسليم مجالس الصحوة وهي واثقة من أن العراق يدرك انجازات رجال الصحوة كما قال ذلك مسؤول في السفارة الامريكية في أشارة مهمة تكشف عن عدم تخلي القوات الامريكية عن هؤلاء الرجال.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد العراقي الرسمي على رسالة برويز مشرف
- مراهقة أمنية في ديالى !
- الجنس السياسي ... أنتحاريات القاعدة نموذجاً
- كركوك .... وغياب التوافق الوطني !!!
- نحو أرشفة جرائم القاعدة والمليشيات في العراق
- قناة العراقية وعاجل (ها) إل(البايت)
- هل صحيح ذلك ياملك الاردن الشقيق ؟
- قناة العربية.... ليس المهم أن نعرف أكثر !
- السيد المالكي والفرصة التاريخية السانحة
- عودة جبهة التوافق بين الرمزية والواقعية !
- أنقذوا الموقع الالكتروني للحكومة العراقية
- قراءة تحليلية في مفاوضات المالكي _ الهاشمي
- زكريا موسوي وقربان طواحين الهواء
- فيلم كيرت فيلدرز وأفلام الزرقاوي !!!
- ابرياء مدينة الثورة بين الحكومة والمليشيات
- رسالة مهمة من معتقل سعودي في العراق
- أضحوكة عبارة - أطراف خارجية لم يسمها - !
- التحليل القيمي لسلوك الانتحاري _ الجزء الثالث
- التحليل القيمي لسلوك ألأنتحاري _ الجزء الرابع -
- وهل ريتشارد باتلر أفضل من فقراء العراق ؟


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - الصحوات بين تصريحات الهاشمي والتيار الصدري