أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدبولى - الاسباب الحقيقية للكراهية الشديدة من بعض الاقباط تجاه ثورة يوليو فى مصر















المزيد.....

الاسباب الحقيقية للكراهية الشديدة من بعض الاقباط تجاه ثورة يوليو فى مصر


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 09:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قضت ثورة يوليو العظيمة فى مصر على الاقطاع وعلى سيطرة رأس المال على الحكم ,وانهت احتكار الاعلام من طغمة مدلسة عميلة للخارج ومدمرة للثوابت الوطنية والقومية, وانهت الثورة اكثر من سبعين عاما من الاحتلال الاجنبى لمصر ,ذلك الاحتلال الذى عاث فى مصر فسادا وتقتيلا واعداما لابناء مصر من المناضلين والشرفاء ,ولعل لمن يتناسى ,ان نذكره بمذبحة دنشواى ,تلك المذبحة التى راح ضحيتها عشرات الفقراء من الفلاحين الذين ثاروا لكرامتهم المهدرة على ايدى الاحتلال,فما كان من ذلك الاحتلال المجرم فى ذلك الوقت الا ان اوعز لعملائه بعقد محاكمات وهمية ,قضى فيها السيد بطرس باشا غالى بالاعدام شنقا على اصحاب البلد من الثوار الابطال الفقراء,وتم تنفيذ الاحكام الجائرة بشكل فورى يتنافى مع عهد السماحة والمحبة الذى يتحسر عليه بعض من لايرون فى احتلال الدول العربية من قبل الخارج الاجنبى اى مشكل على الاطلاق ,بل هو منتهى الامانى لكى تتاح لهم السيطرة على الاقتصاد والثروة والنفوذ السياسى تحت رماح المحتل.

ونظرا لان كل محايد يعلم تمام العلم ماقدمته ثورة يوليو على المستويين الوطنى والقومى,ويعلم تمام العلم ماهى المجازر والكوارث التى خلفها الاستعمار الاجنبى لمصر ولكافة الدول العربية,وهى كوارث مستمرة حتى تاريخه ( انظر بحياد الى ما يحدث فى العراق) فاننا لن نذكر ولن نفرد التفاصيل التى تحتاج كتبا (هناك مراجع متعددة) لبيان ماعلى ثورة يوليو وما لها,لكن الذى نؤمن به ان ثورة يوليو بعيدا عما يحدث حاليا ,قد قادت التحرر العالمى والافريقى والقومى فى اوج سيطرة الاستعمار الوحشى على مقدرات العالم ,كما ان ثورة يوليو قد اعطت الفرص المتكافئة للفقراء فى التعلم والحياة بكرامة وامن وامان,دون اى تفرقة,الخ ,واذا كان البعض يعيب على دولة مثل مصر انشاء التعليم الجامعى بالازهر الشريف,فان ذلك التعليم كان المقصود به ,تدعيم دور مصر داخل المنظومة الاسلامية الدولية,وهو دور منوط بمصر ان تتبوأه حتى ولو كره البعض ذلك,ومع ذلك فانه تم افتتاح عشرات المؤسسات التعليمية التى تقدم خدمات تعليمية للاقباط بشكل متخصص,سواء من حيث المسمى او من حيث المضمون,بينما تم فى النهاية وهو الاهم فرض مجانية التعليم للجميع دونما استثناء,فيما كان قبل الثورة لا يتعلم سوى ابناء من يملكون المال والثروة والاراضى الشاسعة والنفوذ الذى يوفره الاستعمار الاجنبى لمن يسيرون فى ركابه فقط,وهنا نعذر من يتحسرون على عهود ماقبل الثورة وما قبل زوال الاحتلال فى مصر؟

على العموم فانه لم يدهشنى ان البعض لا يتعلم ,ولا يزالون يهاجمون فى ثورة يوليو,شأنهم تماما شأن كبار الاقطاعيين,وعملاء الاحتلال الانجليزى قبل الثورة,الذين صدعوا رؤسنا حول انقلاب يوليو وديكتاتورية العسكر فى مصر ,وحلاوة وجدعنة وسماحة الاحتلال ومملكته التى حطمتها الثورة اللعينة,وبعض الكتاب من الاخوة الاقباط يضع نفسه ويضع من يمثلهم بجوار علامة استفهام كبيرة وضخمة نظرا للتماهى مع تحركات التهجم ضد ثورة يوليو,وقد يكون هناك اراء واختلافات حول ثورة يوليو,لكن ليس محايدا من يأتى لاسباب طائفية بحتة ليهاجم ثورة يوليو,ثم يدعى بانه وطنى وليبرالى,ان البعض من منطلقات طائفية ضيقة يورد اسبابا غاية فى التدنى لكى يثبت ان ثورة يوليو ثورة طائفية متأسلمة ,خذ على سبيل المثال بعض ما يكتب من ماخذ على ثورة يوليو من هذا المنطلق المحموم :

جعل الدين مادة اساسية تخضع للنجاح والرسوب فى التعليم الاساسى ,انشاء اذاعة القران الكريم فى مصر, انشاء جامعة الازهر , انشاء العديد من المؤسسات التراثية الاسلامية التى تحافظ على التراث الاسلامى الذى كاد ان يندثر بفعل الاستعمار البريطانى واعوانه فى مصر انذاك.

والمضحك ان بعض من يضعون تلك الاسباب كمدخل لكراهية ثورة يوليو ,فانهم لا يخجلون من اضافة العديد من الاسباب الاخرى التى تفضح حجم السيطرة الاقتصادية وبشاعة النفوذ السياسى الذى توائم مع الاحتلال, مثلا عمليات التأميم التى تمت ضد المؤسسات الاقتصادية الخاصة ,التى انشات فى ظروف مريبة ابان فترة سيطرة الاستعمار,والتى طالت كافة المصريين والاجانب ,مسلمين ويهود ومسيحيين ,يرى البعض انها تركزت بشكل يمثل خمسة وسبعين فى المائة على ممتلكات الاقباط , كذلك نفس الامر عند تحديد الملكية الزراعية وسيطرة الاقطاع على الاراضى الزراعية ؟فيما يؤكد ذلك ان الاخوة الاقباط فى ذلك الوقت(ماقبل الثورة) كانوا يهيمنون على غالبية الثروة المصرفية والصناعية والزراعية فى مصر,بينما غالبية الشعب المصرى كانت تعيش تحت خط الفقر ,وهو وضع اتت ثورة يوليو بالاساس لتغييره وتعديل مثاره من اجل الفقراء ,لا من اجل المسلمين او الاقباط.
فيما يرى اخرون ان الثورة ساهمت فى ضعف تمثيل الاقباط السياسى, وهو امر كان طبيعي فى ذلك الوقت ,فمن كان يرى ان الثورة تدمر نفوذه وسيطرته الاقتصادية والاعلامية,التى تمثلت فى السيطرة فيما قبل الثورة على غالبية المصارف وشركات التأمين والمزراع والاطيان والمراكز التجارية والتصديرية والتعليمية , الجرائد ,ودور السينما وشركات الانتاج السينيمائى, فيما جائت الثورة واعادت التوزيع العادل للثروة والنفوذ ,الامر الذى ترك مرارة لدى هذا البعض ,فاثر الابتعاد والهجرة بما تبقى له من مال ونفوذ, او العيش الداخلى مخاصما الاوضاع الجديدة والتغيير الثورى, بما يجعل هؤلاء المبتعدين هم المسئولين الاساسيين عن ضعف التمثيل التشريعى او السياسى ,اثناء الثورة ,وكافة اعداء الثورة فى ذلك الوقت والحانقين عليها لاسباب اقتصادية واقطاعية ونفوذية,كانوا يتخذون نفس الموقف من الثورة الا وهو التجاهل والابتعاد,ولم يتم اتخاذ قرار سياسى واحد باستبعاد مصرى من اية انتخابات تشريعية او محلية فى مصر لاسباب تعود الى انه ينتمى الى ديانة اخرى غير ديانة الاغلبية.

ثورة يوليو اقامت اقتصادا للجميع ,وقامت بتحرير كافة فقراء مصر ,ومن عاصروا ثورة يوليو يعلمون تمام العلم انه لم تكن هناك اية فتن طائفية ولا تفرقة ضد احد ماعلى اساس الدين او العرق او الجنس,ثورة يوليو اقامت مصر القوية ذات الريادة والدور الاقليمى والدولى العالمى الفعال ,فيما كان دورها وقت الايام الخوالى التى يتباكى عليها البعض الان ,هو تصدير القطن وفتح دور الدعارة للترفيه عل الجنود الجانب, واعدام وطرد ونفى الوطنيين المخلصين ,مثل احمد عرابى ومحمد فريد ومصطفى كامل ,والحفاظ فقط على الزعماء الموالسين امثال مصطفى النحاس وسعد باشا زعلول الذين تعايشوا مع الاحتلال فحق على الاحتلال ان يعتنى بهم ويصطفيهم,ليأتى زمان يرى فيهم البعض زعماءا للحرية .



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الارهاب الاسلامى ؟
- فاشية مسيحية , ام عنصرية غربية ؟
- بين صنع الله ابراهيم وسيد القمنى ,النبى قبل الهدية ؟
- الشعوب العربية امام خيارين ,, اما التطرف الدينى ,او الاستسلا ...
- طفح الكيل
- انفلونزا الخنازير , ام انفلونزا الخيانة والعار؟
- نمور التاميل , عندما تكون الاقلية غير محظوظة, تباد بدم بارد
- من الذى خلق التطرف الدينى ,وجعله البديل الاوحد لدى المجتمعات ...
- العلمانية الاقصائية
- الزعيم السابق عادل امام والجنرال السابق فيليب بيتان
- الاغلبية المصرية, لا تشرب الخمر,لكنها تحترق من اجل غزة .
- يسقط رب رؤوس الاموال - السفاح -
- الفاشية الليبرالية تهرطق علينا
- ماهو الاسم المناسب الان الذى يجب ان يطلق على الارهاب الاسرائ ...
- الليبرالية والخيانة والتطرف الدينى.
- الاصولية القبطية وهزلية المؤامرة
- القيم العصرية من منظور سياسى
- الحوار المتمدن -حوار مختلف ,وامنيات بالاستمرار لعام ثامن على ...
- المستسلمون الجدد
- تكتيكات الاقباط المصريين , والغباء الاستراتيجى


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدبولى - الاسباب الحقيقية للكراهية الشديدة من بعض الاقباط تجاه ثورة يوليو فى مصر